علمت يوم أمس من أحد أصدقائي الناشطين إعلاميا و حقوقيا أن مبادرة جديدة عمل على تأسيسها نساء أو على الأصح فتيات في مقتبل العمر تحمل الإسم الشعبي : اتكلمي و معناه بالعربية الفصحاء : تكلمي ... المبادرة تستهدف ضحايا ظاهرة الإعتصاب التي تنتشر في المجتمع الموريتاني في ظل هالة من الصمت تحيط بها. ما أثار انتباه صديقي على حد قوله كون القائمات على المبادرة هن فتيات في مقتبل العمر.
أقدر أنا مثلا حجم العراقيل و المشاكل التي ستعترض هذه المبادرة في مجتمع يصمت عن الجنس صمتا مطبقا في وقت ينهش فيه الجنس و ممارسته بطرق غير مشروعة و غير صحية و غير معقلنة جسده. عن الإغتصاب الأمر مختلف قليلا ففي موريتانيا تدخل الحسابات القبيلة و يدخل عامل كرامة العائلة الذي لا تتذكره إلا حين تقع إحدى بناتها ضحية فتتركها تموت بصمتها و حزنها و يأسها.
إن ظاهرة الإعتصاب و التحرش بالبنات و بالقاصرات تنتشر في موريتانيا بشكل قد يصعب على الكثيرين تصديقه و في ظل الغياب الكاأمل للإحصائيات و إهمال الحقوقيين و الناشطين المجتمعيين لهذه القضايا فإن الظاهرة تتفاقم في ظل صمت متقاسم بين الضحية و أهلها خوفا من العار و الجهات الرسمية، خاصة و أنه في المجتمع الموريتاني الظاهرة تنتشر بشكل أوسع في أواسط الأقارب بحيث كثيرا ما يكون الجاني إبن عم أو قريب جدا من العائلة و حتى محل ثقة من الأهل و أحيانا يكون من أصدقاء الأخ الذي سيكونون في الغالب من نفس القبيلة فتعود القبيلة لتدمر كيان المجتمع بطريقة أخرى هي الصمت على مثل هذه الممارسات. اليوم و دون مبالغة من الصعب جدا أن تجد خمسة أسر إلى عشرة لم تكن إحدى بناتها إما ضحية اغتصاب واضح أو تحمل خللا جنسيا مرده التحرش بها و هي قاصر أو طفلة. و خطر الظاهرة أن ضحيتها كثيرا ما تكون في أول عمرها و سيلاحقها ذلك الصمت و تلك الجريمة كل سنوات عمرها إما تسعى للإنتقام فتنحو منحى طريق الرذيلة و إما تحكم على نفسها بالموت فتجلس تنتظر حتى يأتي اليوم الذي لا ترى فيه تلك الوجوه التي تعرف أنها تعرف أنها ضحية وغد غادر في مجتمع خائن صامت. و قريبا لا أستبعد أن يأتي الخيار الثالث و هو الإنتحار. حتى تستريح من تلك المرارة و القساوة التي لا يمكن تخيلها.
أضف على ذلك أنه في موريتانيا اليوم عيادات خاصة بها ممرضات معروفات تقمن على عمليات إسقاط الأجنة بطرق منتظمة و بمبالغ هائلة. و الدليل على ذلك قصة صديقتي التي وصلت إلى عيادة خاصة و هي متزوجة و حامل حملا شرعيا، لكن لصغر سنها لم تفكر تلك الممرضة في أنها حامل بطريقة شرعية ربما من جشعها فبادرت بإعطائها مواد مبطلة للحمل و طلبت إليها القدوم إليها في بيتها لم تفهم صديقتي شيئا و بعد استعمالها الأدوية عانت صديقتي نزيفا حادا و حين وصلت للدكتور و فسرت له أخبرها بالأمر أن الممرضة كانت تنوي إسقاط حملها و قال أنه بإمكانها تقديم شكوى منها لكن تعود سذاجة المجتمع لتمنع عن تلك المجرمة العقاب فصديقتي لم ترد الدخول في تلك الأمور ربما لأنها لم تفكر أن واحدة أخرى ستكون ضحية و في تلك المرة لن تسلم الجرة.
إذن أمام صمت تواطيء بين الطرفين و إهمال كلي من الجهات الرسمية و سخافة الممارسات الحقوقية و الإجتماعية التي يقوم بها المجتمع المدني هنالك فتيات بعمر الزهور انتزعت أنوثتهن و شبابهن بفعل ساعة أو اثنين اغتصبن فيها ، فلا هن في الحياة ككل النساء و لاهن في عداد الاموات ككل الاموات، بل يعشن مع المرارة و اليأس و المجتمع الصامت على المجرم و المغطي لجريمته يرمقهن بإحتقار فمن لهؤلاء و من يأخذ لهن بحقهن.؟؟؟ هيا يا ضحيات ألقى بهن غدر و لؤم المجتمع و نفاقه إلى مقعد الإنتظار اليائس و الشعور المرير بالعدمية هيا تحدثن أكشفن زيف المجتمع، أحكين القصة من بدايتها...... فالإنسان سينتصر لكن بعيدا عن أعراق القبيلة و تقاليد المجتمع و غياب الدولة.
أقدر أنا مثلا حجم العراقيل و المشاكل التي ستعترض هذه المبادرة في مجتمع يصمت عن الجنس صمتا مطبقا في وقت ينهش فيه الجنس و ممارسته بطرق غير مشروعة و غير صحية و غير معقلنة جسده. عن الإغتصاب الأمر مختلف قليلا ففي موريتانيا تدخل الحسابات القبيلة و يدخل عامل كرامة العائلة الذي لا تتذكره إلا حين تقع إحدى بناتها ضحية فتتركها تموت بصمتها و حزنها و يأسها.
إن ظاهرة الإعتصاب و التحرش بالبنات و بالقاصرات تنتشر في موريتانيا بشكل قد يصعب على الكثيرين تصديقه و في ظل الغياب الكاأمل للإحصائيات و إهمال الحقوقيين و الناشطين المجتمعيين لهذه القضايا فإن الظاهرة تتفاقم في ظل صمت متقاسم بين الضحية و أهلها خوفا من العار و الجهات الرسمية، خاصة و أنه في المجتمع الموريتاني الظاهرة تنتشر بشكل أوسع في أواسط الأقارب بحيث كثيرا ما يكون الجاني إبن عم أو قريب جدا من العائلة و حتى محل ثقة من الأهل و أحيانا يكون من أصدقاء الأخ الذي سيكونون في الغالب من نفس القبيلة فتعود القبيلة لتدمر كيان المجتمع بطريقة أخرى هي الصمت على مثل هذه الممارسات. اليوم و دون مبالغة من الصعب جدا أن تجد خمسة أسر إلى عشرة لم تكن إحدى بناتها إما ضحية اغتصاب واضح أو تحمل خللا جنسيا مرده التحرش بها و هي قاصر أو طفلة. و خطر الظاهرة أن ضحيتها كثيرا ما تكون في أول عمرها و سيلاحقها ذلك الصمت و تلك الجريمة كل سنوات عمرها إما تسعى للإنتقام فتنحو منحى طريق الرذيلة و إما تحكم على نفسها بالموت فتجلس تنتظر حتى يأتي اليوم الذي لا ترى فيه تلك الوجوه التي تعرف أنها تعرف أنها ضحية وغد غادر في مجتمع خائن صامت. و قريبا لا أستبعد أن يأتي الخيار الثالث و هو الإنتحار. حتى تستريح من تلك المرارة و القساوة التي لا يمكن تخيلها.
أضف على ذلك أنه في موريتانيا اليوم عيادات خاصة بها ممرضات معروفات تقمن على عمليات إسقاط الأجنة بطرق منتظمة و بمبالغ هائلة. و الدليل على ذلك قصة صديقتي التي وصلت إلى عيادة خاصة و هي متزوجة و حامل حملا شرعيا، لكن لصغر سنها لم تفكر تلك الممرضة في أنها حامل بطريقة شرعية ربما من جشعها فبادرت بإعطائها مواد مبطلة للحمل و طلبت إليها القدوم إليها في بيتها لم تفهم صديقتي شيئا و بعد استعمالها الأدوية عانت صديقتي نزيفا حادا و حين وصلت للدكتور و فسرت له أخبرها بالأمر أن الممرضة كانت تنوي إسقاط حملها و قال أنه بإمكانها تقديم شكوى منها لكن تعود سذاجة المجتمع لتمنع عن تلك المجرمة العقاب فصديقتي لم ترد الدخول في تلك الأمور ربما لأنها لم تفكر أن واحدة أخرى ستكون ضحية و في تلك المرة لن تسلم الجرة.
إذن أمام صمت تواطيء بين الطرفين و إهمال كلي من الجهات الرسمية و سخافة الممارسات الحقوقية و الإجتماعية التي يقوم بها المجتمع المدني هنالك فتيات بعمر الزهور انتزعت أنوثتهن و شبابهن بفعل ساعة أو اثنين اغتصبن فيها ، فلا هن في الحياة ككل النساء و لاهن في عداد الاموات ككل الاموات، بل يعشن مع المرارة و اليأس و المجتمع الصامت على المجرم و المغطي لجريمته يرمقهن بإحتقار فمن لهؤلاء و من يأخذ لهن بحقهن.؟؟؟ هيا يا ضحيات ألقى بهن غدر و لؤم المجتمع و نفاقه إلى مقعد الإنتظار اليائس و الشعور المرير بالعدمية هيا تحدثن أكشفن زيف المجتمع، أحكين القصة من بدايتها...... فالإنسان سينتصر لكن بعيدا عن أعراق القبيلة و تقاليد المجتمع و غياب الدولة.