منذ فترة طالعنا خبر استقالة بعض الشباب من مكتب اتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين. وكان المستقيلون كلهم شباب كد و اجتهد و حمل هم الثقافة و الأدب و الفن في تلك الأرض التي يريد لها شيوخ القبيلة أن تكون إما مزارع لهم أو يبابا. قدم المستقيلون مبررات واضحة و متفهمة، ما يثير غضبي و سخطي في هذا الأمر ، نقاط من بين أخرى:
- تجاهل الإتحاد الكلي لهذه الإستقالة و مطالب و استفسارات المستقيلين، و عدم التعليق حتى بتصريح شفوي فكيف بتفسير بمكتوب.
- إعلامنا الفاشل الذي يعرف أن يرسل إليه البيان و الخبر ، ليس في قاموسه أن يتابع أي قضية أو يقف من أجل أي مواقف عادلة، فبعد ذلك الخبر الذي أنا شبه متأكد من أن المستقيلين هم الذين أصاغوه خبرا و أرفقوه بالصور ووصل لتلك الهياكل الإعلامية الفارغة جاهز للإستهلاك. بعد ذلك الخبر لم نسمع عن أي متابعة للأمر.
- الجهات المهتمة حتى المثقفين أنفسهم في الاتحاد من أعضاء و منتسبين و عدم تفاعلهم المخزي للثقافة و المثقفين من أجل الإطلاع على حيثيات الأمر.
لكن لا تزال القبيلة بمقدساتها و كنائسها و أحبارها هي السيد، و تفكر دوما أن بإمكان شيوخ القبيلة التعامل مع الأمر، و تحسب أن الشباب هؤلاء إما تستخدمهم لتطبيق التعاليم أو أنت في غنى عنهم.
و كأني بالثقافة و الأدب و الكتابة تضيع في هذا و قريبا تطالعني كتب طبعت على نفقة الاتحاد، تحمل كل الهنات و السقطات و الاعتبارات القبلية و الانتمائية الضيقة.
الأدهى في الأمر حد السذاجة، أن أطالع من يوم أمس خبر أن الاتحاد يعلن انضمام أدباء موريتانيين في المهجر له، و كأنه يريد القول لأولئك الشباب نحن عندنا البديل، و ليس أيضا هنا بل في المهجر، ففي نظرة القبيلة الشخص في الخارج طبعا أهم و أكثر ثقافة و أناقة و شغفا به. أذكر قصة دائما ما تحكيها لي والدتي ، أن صديقة لوالدتها حين رأت قدمي أسبوع بعد والدتي، قالت لها: "يالحظه قدمه كقدم شخص قادم من الخارج" هي نفس العقلية السائدة من ذاك الزمن لليوم في العقل القبلي المتجمد.
و باختصار شيء لم يقدمه للثقافة و الأدب شباب من قبيل أولئك الذي عانوا السهر على خشبات صامتة كئيبة و في أركان بيوت مزقها الإنتظار و انفجرت بالأحلام الموؤودة و على أضواء الشمع. شباب عرفوا أرصفة البحث عن ذات لثقافة و أدب يتماهى بين القبائل و الجهات و يضيع في الإنتماءات الضيقة، و عرفوا أن ينتصروا ولو بالخروج سالمين فقط حتى اليوم، و لما تهن الأحلام بعد و لما تلين صخرة الطموح التي يريدون أن يحطموا عليها كل الأوثان القبلية و لا زالت حماستهم تتقد و مستعدة لتحرق كل تعاليم القبيلة. شيء لم يفعله أولئك ما أحد غيرهم بفاعله.
- تجاهل الإتحاد الكلي لهذه الإستقالة و مطالب و استفسارات المستقيلين، و عدم التعليق حتى بتصريح شفوي فكيف بتفسير بمكتوب.
- إعلامنا الفاشل الذي يعرف أن يرسل إليه البيان و الخبر ، ليس في قاموسه أن يتابع أي قضية أو يقف من أجل أي مواقف عادلة، فبعد ذلك الخبر الذي أنا شبه متأكد من أن المستقيلين هم الذين أصاغوه خبرا و أرفقوه بالصور ووصل لتلك الهياكل الإعلامية الفارغة جاهز للإستهلاك. بعد ذلك الخبر لم نسمع عن أي متابعة للأمر.
- الجهات المهتمة حتى المثقفين أنفسهم في الاتحاد من أعضاء و منتسبين و عدم تفاعلهم المخزي للثقافة و المثقفين من أجل الإطلاع على حيثيات الأمر.
لكن لا تزال القبيلة بمقدساتها و كنائسها و أحبارها هي السيد، و تفكر دوما أن بإمكان شيوخ القبيلة التعامل مع الأمر، و تحسب أن الشباب هؤلاء إما تستخدمهم لتطبيق التعاليم أو أنت في غنى عنهم.
و كأني بالثقافة و الأدب و الكتابة تضيع في هذا و قريبا تطالعني كتب طبعت على نفقة الاتحاد، تحمل كل الهنات و السقطات و الاعتبارات القبلية و الانتمائية الضيقة.
الأدهى في الأمر حد السذاجة، أن أطالع من يوم أمس خبر أن الاتحاد يعلن انضمام أدباء موريتانيين في المهجر له، و كأنه يريد القول لأولئك الشباب نحن عندنا البديل، و ليس أيضا هنا بل في المهجر، ففي نظرة القبيلة الشخص في الخارج طبعا أهم و أكثر ثقافة و أناقة و شغفا به. أذكر قصة دائما ما تحكيها لي والدتي ، أن صديقة لوالدتها حين رأت قدمي أسبوع بعد والدتي، قالت لها: "يالحظه قدمه كقدم شخص قادم من الخارج" هي نفس العقلية السائدة من ذاك الزمن لليوم في العقل القبلي المتجمد.
و باختصار شيء لم يقدمه للثقافة و الأدب شباب من قبيل أولئك الذي عانوا السهر على خشبات صامتة كئيبة و في أركان بيوت مزقها الإنتظار و انفجرت بالأحلام الموؤودة و على أضواء الشمع. شباب عرفوا أرصفة البحث عن ذات لثقافة و أدب يتماهى بين القبائل و الجهات و يضيع في الإنتماءات الضيقة، و عرفوا أن ينتصروا ولو بالخروج سالمين فقط حتى اليوم، و لما تهن الأحلام بعد و لما تلين صخرة الطموح التي يريدون أن يحطموا عليها كل الأوثان القبلية و لا زالت حماستهم تتقد و مستعدة لتحرق كل تعاليم القبيلة. شيء لم يفعله أولئك ما أحد غيرهم بفاعله.