عن اتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين في عجالة .....
وقعت عيني يوم أمس على خبر مفاده أن أعضاء في المكتب التنفيذي لإتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين قدموا استقالتهم، احتجاجا على ما أسموه ضبابية تغطي طرق تسيير و إدارة الموارد البشرية و المادية للإتحاد و الإخلال ببعض المواد الوارة في القانون المنظم لسير عمله. اتضح في الصورة شباب أربعة بوجوه نضرة منتظرة في صورة يبدو أنها التقطت لمناسبة غير هذه خلفهم لافتة تظهر عليها صور شباب آخرين شعراء في أغلبهم. كان من بين الأربعة ثلاثة أعرفهم شخصيا هم شعراء كلهم رغم اهتمامات أخرة تتلقفهم من حين لآخر كلها ذات صلة بالسمعي البصري، و رابع لم التقه شخصيا رغم أني أتذكر ملامحه جيدا. ما لفت أنتباهي الوظائف التي كان يشغلها الشباب أمين شؤون تنظيم و نائبة أمين قانون أو ربما لم أنطق المنصب كما هو المهم مكلف بشأن قانوني ربما يتعلق الأمر بحقوق النشر و الطبع و الحقوق المحفوظة و الإبداع المشاع ربما و نائب أمين اتصال... لا أعرف ربما توجد مناصب من هذا القبيل في اتحادات أخرى لكنها حقيقة تذكرني بمناصب كنا نوزعها في الجمعيات الثقافية و الأهلية خاصة حين نلاحظ أن المكتب التنفيذي يخلو من النساء ، هنا و لما أعرفه في أولئك الأصدقاء من طيبة و حسن معاملة أعرف أنهم ما كانوا ليجادلوا فالأمر لم يتعلق يوما بمنصب بل بنتيجة و عمل بالنسبة لهم خاصة و هم الذي صبروا و صابروا في صحراء قاحلة تحكمها القبيلة . بل كان عليهم أن يعرفوا أن الرضا بمناصب كتلك هو رضى بأن تبقى متفرجا بعيدا من مشهد التفاعلات. و لا أنكر أني تأملت خيرا في مكتب يضم شباب من هذا القبيل برؤية قد تنطلق بذلك الاتحاد الذي لم يكن يوما بأكثر من لافتة كتب عليها بطلاء أحيانا كثيرة سائل و تلصق إلى جدار رمادي أو كتاب تتوفر فيه كل العوامل التي تجعله الأكثر احتياجا لدعم فكري مادي و معنوي.
لكن دوما ندور و تدور بنا الدنيا و نعود لنقطة البداية و هي العقلية المسيطرة على المواطن الموريتاني مثقفا كان أو جاهلا أديبا أو أريبا نخبة أم قاعدة ، إننا لما نتخلص بعد من مسلكيات القبيلة و نظامها و عقلياتها. كان على هؤلاء الشباب أن يأخذوا زمام الأمر و أعرف كم صعب ذلك لذلك لا أريد أن يٍسألني أحد كيف؟ لأن هذا الكيف ، هو الذي جعلني أعتزل مساجد أولئك و كنائسهم و أكفر بفضافاضاتهم الفضفاضة فضفضة كلامهم الفارغ في أحيان كثيرة.
تذكرت و أنا أقرأ الخبر أيام انتخابات الأتحاد و حملاتها. كنت أنذاك على صلة بوزارة ثقافتنا المحترمة في إطار عمل ، و كنت أرى وجوها تحمل كل وشوم القبيلة و ألوانها تدخل من هنا و تخرج من هناك و حين سألت سكرتير الوزيرة الخاص الذي أساء إلي بتصرف في ذات اليوم ما دفعني لأن أصرخ في وجهه و لست كثير الصراخ في أزقة وازارات مملؤء بالتربة و الخساسة . قبل الشجار سألته ما بال هؤلاء؟ قال لي : إنهم يتجهزون لانتخابات الاتحاد. حينها حقا بدا الاتحاد حزبا سياسيا لي و فكرت إلى ماذا يتسابقون؟ لربما هي ميزانية مهرجان الأدب الذي لم يعد يعدو كونه مهرجانا كمهرجان كرمسين مثلا أو عين فربة أو المهرجان الذي نظم مؤخرا في قرية تبعد بضع كلمترات عن نواذيبو، ثم تذكرت أني كنت على تواصل أيضا مع شخص قدر الله أنه كان يعمل على طبع بعض الأوراق الخاصة بأحد المترشحين و رأيت أحد البرامج كان كل ساذج يمكن أن يطلع على سذاجة ذالك البرنامج رغم ما ضمه من نقاط عظيمة.
أهنؤ الأخوة على خطوتهم و أتمنى أن يجدوا طريقة يخصلوا بها الأدب و أهله من مثل هذا النوع من الإتحادات. و أتمنى لمخلصي الأدب و الثقافة في ذلك المنكب القصي أن يدركوا ما يمكن لإتحاد من هذا القبيل في دولة من ذاك القبيل أن يصنعه. و حقا أتساءل
ماهي المهام التي كانت منوطة بمسؤول للتنظيم مثلا و وأمين الشأن القانوني.