Monday, June 11, 2012

مدينة الكابانو

يعرف الكثيرون عن مدينة نواذيبو أنها مدينة اقتصادية و شاطئية تتمتع بأجواء جميلة و بخصوصية تجعلها مميزة، نواذيبو مدينة ضجيج الصناعة الهاديء في كنف المحيط، حيث صرير النحاس و خرير الجداول و ضجيج القطار في رحلته المكوكية ، لكن ما لا يعرفه الكثيرون عن نواذيبو هي كونها مدينة الكابانو، رغم انعدام ثقافة السياحة و التجوال العائلي في موريتانيا عموما،إلا أنه في نواذيبو هنالك رحلة عائلية إلى كابانو و لو مرة كل شهر لابد منها، و بالنسبة للأصدقاء فإكرامك ليس في البيت بل هنالك في الكابانو ، على شاطي البحر حيث كؤوس الشاي و رائحة اللحم المشوي و لقاء الأحبة و الأصدقاء.
ولو كان الكابانو فضاء للراحة و الاستجمام مثالي و لا يعدله شيء، فلقد كان سببا كبيرا في حالة من الاختلال في المعطيى الاجتماعي للولاية و حالات الحمل و العلاقة خارج إطار العلاقة الرسمية و الشرعية، فحيث تقام هذه الممارسة في المدينة أمر مثير للريبة و الشكوكن لكن الكابانو ورحلة مسائية إليه و قضاء ساعتين إلى ثلاثة هنالك دون رقيب تعتبر فرصة كافية لإقامة علاقة من أي نوع خاصة في ولاية يعتبر ساكنتها من أكثر المتأثرين بالمسلاسل و الافلام المدبلجة بكل أجيالها العجزة و الشباب و النساء.......
و لو تم استخدام الكابانو في اطار العلاقة بين الشاب و الشابة في إطار أكثر عقلنة و رشدا كان ليكون الأمر أقرب للواقع الاجتماعي المتزن .
المهم و رغم كل شيء يبقى الكابانو مكانا ساحرا بكل معطياتها العنيفة اجتماعيا أحيانا في مدينة تعتبر فيها العلاقة ضرورة و الزواج شغل الشباب الشاغل لا تدري للوهلة الاولى لماذا و أنت كنت في نواكشوط حيث الفكرة المائة هي التي تجعل شابا يشغل باله بعلاقة بامرأة لفترة طويلة متاملا نهاية سعيدة ، ربما لأن نواذيبو مدينة صغيرة يمكن أن تجوبها من أقصاها لأقصاها في بضع دقائق.