Saturday, January 19, 2013

وكأن الكتابة و الثقافة و الأدب "راحو فيها" ---

منذ فترة طالعنا خبر استقالة بعض الشباب من مكتب اتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين. وكان المستقيلون كلهم شباب كد و اجتهد و حمل هم الثقافة و الأدب و الفن في تلك الأرض التي يريد لها شيوخ القبيلة أن تكون إما مزارع لهم أو يبابا. قدم المستقيلون مبررات واضحة و متفهمة، ما يثير غضبي و سخطي في هذا الأمر ، نقاط من بين أخرى:
- تجاهل الإتحاد الكلي لهذه الإستقالة و مطالب و استفسارات المستقيلين، و عدم التعليق حتى بتصريح شفوي فكيف بتفسير بمكتوب.
- إعلامنا الفاشل الذي يعرف أن يرسل إليه البيان و الخبر ، ليس في قاموسه أن يتابع أي قضية أو يقف من أجل أي مواقف عادلة، فبعد ذلك الخبر الذي أنا شبه متأكد من أن المستقيلين هم الذين أصاغوه خبرا و أرفقوه بالصور ووصل لتلك الهياكل الإعلامية الفارغة جاهز للإستهلاك. بعد ذلك الخبر لم نسمع عن أي متابعة للأمر.
- الجهات المهتمة حتى المثقفين أنفسهم في الاتحاد من أعضاء و منتسبين و عدم تفاعلهم المخزي للثقافة و المثقفين من أجل الإطلاع على حيثيات الأمر. 
لكن لا تزال القبيلة بمقدساتها و كنائسها و أحبارها هي السيد، و تفكر دوما أن بإمكان شيوخ القبيلة التعامل مع الأمر، و تحسب أن الشباب هؤلاء إما تستخدمهم لتطبيق التعاليم أو أنت في غنى عنهم.
و كأني بالثقافة و الأدب و الكتابة تضيع في هذا و قريبا تطالعني كتب طبعت على نفقة الاتحاد، تحمل كل الهنات و السقطات و الاعتبارات القبلية و الانتمائية الضيقة.

الأدهى في الأمر حد السذاجة، أن أطالع من يوم أمس خبر أن الاتحاد يعلن انضمام أدباء موريتانيين في المهجر له، و كأنه يريد القول لأولئك الشباب نحن عندنا البديل، و ليس أيضا هنا بل في المهجر، ففي نظرة القبيلة الشخص في الخارج طبعا أهم و أكثر ثقافة و أناقة و شغفا به. أذكر قصة دائما ما تحكيها لي والدتي ، أن صديقة لوالدتها حين رأت قدمي أسبوع بعد والدتي، قالت لها: "يالحظه قدمه كقدم شخص قادم من الخارج" هي نفس العقلية السائدة من ذاك الزمن لليوم في العقل القبلي المتجمد.
و باختصار شيء لم يقدمه للثقافة و الأدب شباب من قبيل أولئك الذي عانوا السهر على خشبات صامتة كئيبة و في أركان بيوت مزقها الإنتظار و انفجرت بالأحلام الموؤودة و على أضواء الشمع. شباب عرفوا أرصفة البحث عن ذات لثقافة و أدب يتماهى بين القبائل و الجهات و يضيع في الإنتماءات الضيقة، و عرفوا أن ينتصروا ولو بالخروج سالمين فقط حتى اليوم، و لما تهن الأحلام بعد و لما تلين صخرة الطموح التي يريدون أن يحطموا عليها كل الأوثان القبلية و لا زالت حماستهم تتقد و مستعدة لتحرق كل تعاليم القبيلة. شيء لم يفعله أولئك ما أحد غيرهم بفاعله.

Friday, January 18, 2013

و اشتعل الشمال، الطريقة الجزائرية ...و المنعرج


 في الوقت الذي تحوم فيه الطائرات الفرنسية في السماء و تنتشر القوات الإفريقية على الأرض، و تشتعل نار حرب لا يعرف أحد مداها و لا ما قد تطاله شظاياها، و الجميع ينظر للمؤيدين لفظا و المؤيدين فعلا، أقدم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على خطف مجموعة من الرهائن من منطقة بترولية في الجزائر ، و قال أن عمليته تأتي ردا على سماح الجزائر للطائرات الفرنسية باستخدام أجوائها لضرب القاعدة و شن الغارات في المنطقة. حملت الخطوة رسائل عدة في بداياتها، تفيد في أكثرها فصاحة أن التنظيم متوغل في الدول المجاورة و قادر على تنظيم أكثر من عمليات خطف و حرق و غير ذلك، و استهداف مصالح كل المشاركين في الحرب. ما إن تمت العملية حتى بدأ الحراك الديبلوماسي متخوفا من طبيعة الرد الجزائري الذي لطالما تعامل مع فعل من هذا القبيل أمنيا مستبعدا نهائيا الحل القائم على المفاوضات و الفديات و غيرها كما حصل في حالات كثيرة في السابق.
كان من ضمن المختطفين أمريكيون و بريطانيون و فرنسيون و يابانيون و آخرون من جنسيات مختلفة ضمت دولا أعلنت دعمها ولو على الأقل لفظيا للعملية العسكرية التي تشنها فرنسا بدعم من و لدعم القوات الإفريقية و قوات الإيكواس خاصة. إن لم تكن القاعدة قد أحست خطرا و تهديدا حقيقا جراء العمليات في أيامها الأولى و أرادت فقط حدثا يعطي الحرب منعرجا جديد في أي اتجاه حتى يتسنى لها ترتيب أوراق جديدة فأقدمت على هذا الفعل، إن لم يكن هذا هو الامر فإن الخطوة في طريقها لفتح باب إلى جهنم لهذه الحرب الطريق إليه و الطريق منه رمال متحركة قادر وحلها على طمر الجميع.




الجزائر ترد بطريقتها
ما إن تمت العملية، حتى طوق الجيش الجزائري منطقة احتجاز الرهائن، فجاء رد المختطفين في صيغة مطالب متسلسلة على رأسها ، تراجع الجيش الجزائري كليا و إخلاء المنطقة حتى يتسنى لهم التفاوض مع الدول فهم يريدون أن يجدوا  مساحة زمنية و مكانية لإدارة صفقاتهم بشكل محكم. بعد العملية بقليل مطالبات و اتصالات ساخنة تمت على مستويات عليا تطالب الجزائر بالتريث من اليابان إلى ابريطانيا و غيرهما، لكن فجأة و على الطريقة الجزائرية الأمنية الصرفة، تمت المعاملة مع الخاطفين بغض النظر عن أي ضغط تحدث عنه المحللون، الذين قالوا أن الموقف الجزائري أمام خيار صعب شاق بين وفاء للموقف الجزائري التقليدي القاضي برفض التفاوض كليا و مطلقا مع الجماعات المسلحة و حساسية جزائرية شديدة تجاه ملف أرق الجزائر و حكوماتها و شعبها طويلا و بين ضغط غربي مكثف للحفاظ على حياة الرهائن. الطريقة الجزائرية لم تعط وقتا كثيرا للتفكير و أرادت أن تؤكد بشكل لا يقبل الشك و فاءها لطريقتها الأمنية، فطوق الجيش المكان و صب عليه النار من جهات مختلفة فقتل الراهن و الرهينة. و أطبقت حالة من الصمت و الإنتظار على الصوت الغربي الرسمي و ردات فعله. ربما كان في حساب الجماعة أن الجزائر لن تقدم على خطوة من هذا القبيل لأسباب من بينها الضغط الغربي ، حيث أن الصفقات السابقة أسالت لعاب الجماعة، الثاني رهانها على أن الجزائر ستفعل المستحيل و لا تقف إلى جانب مستعمرها السابق الذي تشهد علاقاتها معه حتى فترة قريبة حالة تشنج حادة مردها رفض الأخيرة الاعتذار عن الحقبة الاستعمارية السوداء. رهان بدا أنه لم يكن في محله.

الجزائر و على لسان بعض مسؤوليها أعلنت إنتهاء العملية العسكرية ، و يبدو بشكل واضح أن هنالك محاولة منها حثيثة للفصل بين العملية و ما يجري في شمال مالي و تريد النظر إليها على أنها قضية تتعلق بالأمن القومي و السيادة الوطنية. و بهذا تحاول أن لا يقرأ أحد عمليتها على أنها قبول أو ورقة خضراء للمشاركة في الحرب. أما الردود الغربية فكان في أولها تصريح لوزير الخارجية الفرنسية قال فيه أن هنالك إمكانية لإرسال دول غربية جنودا للمشاركة في الحرب القائمة الآن في مالي كان من الطبيعي جدا أن تؤثر عملية من هذا القبيل على مواقف طبعها نوع من التردد.
فالجزائر كصاحبة شأن بطريقة أو بأخرى بدا موقفها صلبا ثم يلين و يلين إلى أن وجدت نفسها تشن عملية، فبعد رفض مطلق بالوجود الغربي خاصة الفرنسي في المنطقة و جدت نفسها تفتح أجواءها أمام طائراته، ثم لربما و كضريبة على فعلتها سيحاول الغرب إقحامها بشكل أكبر في الحرب حتى يتجاوز عنها.
 و في حالة كهذه المواقف التي لا تمتاز بصلابة مطلقة عرضة لأن تتغير في أي وقت و تحت أي ظرف. فلربما تقدم الجزائر على المشاركة في الحرب مستخدمة عملية الاختطاف كتهديد لأمنها كمبرر ثم ساعية لإرضاء الدول التي لم تعطيها فرصة لنقاش كيفية تحرير الرهائن، و هو أمر أشار إليه بطريقة أو بأخرى الجانب الفرنسي، الذي صرح بإمكانية حصوله.
الموقف الأمريكي من بدايته جاءت موافقته على استحياء فلأمريكا تجارب كثيرة في مجال كهذا، و لها نظرة مختلفة و لو قليلا حول الجماعات الإسلامية في شمال مالي و في المنطقة و ربما مصدر تخوفها تغلغل هذه الجماعات في ساكنة المنطقة من الناحية القبلية و العرقية، أضف إلى ذلك حالات التحول التي تشهدها المنطقة في الشمال الإفريقي. لكن لا يمنع ذلك أن تتخذ أيضا من الأمر مبررا فتبعث ببعض طائرت أو تعلن مشاركتها من الناحية الإستخباراتية ففي النهاية فرنسا قادرة لتؤثر على بعض أوروبا و أمريكا لن تجد ضيرا في تقديم أي دعم دون النزول بالقوات إلى الأرض.النقلة التي قد نشهدها الآن هي أن الدول التي وافقت على العملية لفظيا قد تشارك فعليا و تلك التي صمتت و كانت دون مواقف قد تعلن نوعا من التأييد لها. و الجزائر قد تقدم على المشاركة في الحرب تكفيرا عن ما ينظر إليه الغرب كخطيئة. و فوق كل ذلك لا يجب أن يتناسى المشاركون مصالح لهم عدة في تلك المنطقة في المتناول و استهدافها لا يتطلب الجهد الكبير من جماعة خبرت المنطقة و صحراءها و شعابها.
و نفس الأسباب بدرجة أقل تعقيدا ربما جغرافيا و أكثر تعقيدا عسكريا و ميدانيا نفس الأسباب التي حولت ضربة عسكرية خاطفة تحدثت عنها أمريكا منذ سنين في افغانستان حولتها إلى سنين لا زالت افغانستان و جوارها يعيشون ويلات تبعاتها حتى اليوم. نفس الأٍسباب قائمة. فإن كانت أسبابا استراتيجية دفعت أمريكا فهناك أخرى استراتيجية تدفع فرنسا. و إن كانت أهدافا اقتصادية فهنالك أهداف اقتصادية و إن كان ما آلت إليه تلك الحرب بسبب توغل المقاتلين و اختلاطهم بالساكنة المحلية، فهنا أيضا.

لو استفاد الإنسان مرة من التاريخ.....
و قد علمنا التاريخ الحديث أن الدول الغربية لا تشن أي حروب لمصالح الشعوب الأخرى، بل تشن هذه حربا لمصالحا فيؤيدها أولئك لمصالحهم، لأنها هي ستصوت مثلا في مجلس الأمن و تشارك معهم مؤيدة لهم في حرب أخرى. فهل جلبت حرب أمريكا رخاء و نماء لافغانستان بكل ما رفعته من شعارات مكافحة الإرهاب و الجماعات المنظمة و التهريب؟ و هل جلبت رخاء و هناء و استقرارا لشعب العراق الذي يتخبط اليوم في ويلات البؤس و الشقاء و الموت و الدمار و الهلاك و التهالك رغم كل شعارات الحرية و الديمقراطية؟ و هل جاء أي تدخل غربي في أي دولة أجنبية لصالح شعوب هذه الدول من الحروب الأولى حتى اليوم، لا يسجل التاريخ حربا واحدة من هذا القبيل. كلها حروب لمصالح استراتيجية و اقتصادية ضيقة. و يتبين بعدها أنها كانت بسبب رغبة في تشييد قاعدة عسكرية أو زيادة في كمية صادرات النفط أو السعي لكباح دولة تبدو تنمو بشكل خارج السيطرة. و للأسف و في كل مرة ينقسم العالم بين مؤيد و معارض، حتى الشعوب الفقيرة و المتضررة من هذا الحروب تجد فيها إنقساما من هذا القبيل و في النهاية تضع اليد على الخد و تبقى يتفرج  شعوب اممزقة و إقتصادا متهالكا و تكون الصفقات حينها كلها قد تمت و المصالح المرجوة من الحرب في مجملها قد تحققت كونها لم يكن ضمنها مثلا أن يستقر شعب أو يزدهر. و نفس الحالة تتكرر مع مالي. فكل الدول ستدعم فرنسا الآن و تعينها في صياغة الشعارات لكن ذلك فقط كنوع من رد الجميل ففرنسا قد فعلت معهم المثل في مرات سابقة.
إن تدخلا من هذا القبيل يؤمل منه شيء حين يتم من دول ليست لها مصالح مباشرة و لا تاريخ استعماري مقيت. خاصة بعد الحراك السياسي و الإقتصاد الذي شهده العالم كان لتلك النظرة أن تتغير. لكن المشكلة ليست في هذا و لا ذاك، المشكلة في نظام عالمي قائم على هذا الأساس لم يعد هنالك بد من الوقوف في و جهه بإرادة الشعوب في التحرر من التبعية من أي نوع. 

Wednesday, January 16, 2013

ما لي و الحرب في مالي!!!



عبــــــــدالله محمدعبدالرحمن
كاتب صحـــــــــــــــــــــــفي
  
اندلعت منذ أيام الحرب في الدولة الجار مالي، طلعات عسكرية فرنسية في الجو و قوات افريقية على الأرض. و بين مشارك و مستعد للمشاركة بشرط و رافض للمشاركة قابل بعبور الطائرات الفرنسية.  انطلقت الحرب بعد فترة قال البعض أنها تحضيرية كانت قوات الإكواس تستعد خلالها و تعد العدة و العتاد، فيما كانت فرنسا تنتظر دون إفصاح عن ما كانت تنتظره بالتحديد. المهم جاء قرار مجلس الأمن المؤيد لتواجد القوات الإفريقية و أعلنت دول غربية مساندتها للتدخل العسكري و حتى استعدادها لتقديم يد العون متمثلة في الدعم الجوي، لا تبدو أي من تلك الدول مستعدة لخوض المعمعان على الأرض. قوات الإيكواس التي كانت مبادرة بالدعوة للتدخل العسكري، دعوة ربما كان لفرنسا يد فيها ولو أنها أرادت أن تظهر كمتلقف فقط للخبر، نعم فرنسا تحن للعودة لتلك الأراضي التي غادرتها بداية الستينات، لربما أرادت عودة ليس على متن طائرة عسكرية لكن على كل حال هي عودة و لربما لا يكون العود أحمد هذه المرة.
أمام اندلاع حرب كهذه في تلك البؤرة في شمال مالي و الموجودة بين الجزائر و مالي و موريتانيا فهو فعل لا يمكن لأي كان أن يجزم بعواقبه و لا أن يتنبأ بنتائجه. فتلك المنطقة شهدت على مر سنين أجواء من التوتر بدأت مع بداية محاولة الرئيس المالي موديبو كيتا تطبيق النظام الإشتراكي و توحيد مالي في إطار لا يعترف بالقوميات و الإثنيات و هي محاولة تسببت في إراقة دماء كثيرة خاصة في الشمال المالي و في المنطقة الأزوادية التي جابهت و بقوة ذلك التوجه. و ظل الشمال المالي يعزف على وتر خاص به طيلة عقود حتى خلصت مالي المركز في  باماكو منه نجيا، و جاء ذلك تصريحا حين اعلنت الحكومة عن عجزها عن السيطرة على ذلك الركن من أرضها الصحراوية الشاسعة. فبقيت تلك الصحراء على سعتها فضاء مرنا مفتوحا بطريقة أو بأخرى خارج على النص و السياق، فمورست فيه عمليات التهريب و التدريب و التخريب من البضائع المحرمة للمخدرات ليتحول ملكية بلعورية خاصة في فترة من الزمن بعد الحملة التي شنتها الجزائر على الجماعات الإسلامية على حدودها مع مالي فحصرتهم في الشمال المالي وفي تلك المنطقة بالخصوص. لتتطور الممارسة هنالك إلى نمط اختطاف الرهائن.
جاء الإنقلاب في مالي و زاد هشاشة جيش و دولة هشتين على ما فيه، و في لحظة ما كانت دولة مالي لتكون ريشا في مهب عاصفة تقودها جماعات بخلفيات و أهداف شتى فأنصار الدين تريد تطبيق الشريعة و بناء دولة إسلامية خالصة و حركة تحرير أزواد تريد دولة أزوادية مستقلة و الجيش المالي لم يجد من حل أمام هذا الهجوم إلا العودة إلى باماكو في خطوة لم يكن على إطلاع بكل حيثياتها كون الحقيقة الأكيدة حينها و قبل ذلك و بعده أن مالي لا قبل لها بأحداث الشمال. بدت الجماعتان تهاجمان و تستوليان على المدن في نسق ما محدد فكسر ألئك مباني و قبور و محلات و بدؤوا تخليص المدينة من كل قذارات الشرك و الضلال حسب رأيهم و بدأوا برفع راياتهم ، ثم كانت الجماعة الأخرى تكتفي بالتقدم و رفع راية جمهورية أزواد المستقلة حسب رأيها أيضا و بين هؤلاء كانت هنالك جماعة يحلو للغرب تسميتها بالإرهابيين، لا يعرف أحد إن كانت تقاتل ضمن صفوف هؤلاء أو أولئك أم في الصفين معا و لها هي الأخرى مآرب أخرى ليست دولة إسلامية و لا جمهورية أزوادية، و ربما عرقل تقدم هذه الجماعات لحظات تصادم ثنائية شهدتها ولو لم تتفاقم لحد كبير. في ظل وضع كذلك كان العالم يتفرج ، و بعض الانشغالات تأخذ اللاعبين الأكبر في هذا البابا فرنسا و المرشد أمريكا لعل أبرزها كان الإنتخابات و تبعاتها. كانت دول غرب افريقيا تجتمع و تقرر و ربما كانت تتلقى إملاءات من أطراف ما لكنها كانت تقرر و هي تنظر و تنتظر القرار القادم من هناك من الإليزيه و البيت الأبيض.
بالنسبة للغرب كثير من الرهائن و الملايين ضاعوا هنالك و بعد أحداث ليبيا المنطقة صارت أشد خطورة فانتشر السلاح و الشباب المنخرط في التدريب في تزايد و الجماعات تقوى شيئا فشيئا و بالنسبة لمنطقة الساحل والصحراء هي منطقة هشة على جميع الصعد سياسيا و عسكريا و اقتصاديا و لاقبل لها بمشكلة أخرى. إلا أن ما  وضعته هذه الدول في حسبانها و يؤرقها بالتأكيد و لربما سيظل  لفترة. هو ما ستؤول إليه تلك الحرب. ففي النهاية هم سيبقون هناك و الطائرات الفرنسية و الغربية و غيرها لن تكون قادرة على محو الخطر خاصة و أنه غير معروف حاليا هل هو جماعة تحرير أزواد أم أنصار الدين أو جماعات ارهابية مسلحة أخرى. و كيف السبيل للفصل بين الثلاثي هذا في صحراء شاسعة ينتشر فيها الجميع دون حدود فاصلة. و ربما يتحد الآن كله ما إن يستيإس الأزواديون من أن العالم يفكر في تلبية رغبتها في إقامة دولة مستقلة، ثم يستيإس أنصار الدين من أن مطالبهم تلقى آذانا صاغية و تأتي على ذلك جماعات مسلحة تتمتع الآن بقاعدة بشرية و اقتصادية درتها أموال الرهائن  و التجارة المشروعة و الغير مشروعة؟
إن الحرب لا تكون أبدا مهما كانت حربا خاطفة، حتى إن اقتصرت ضرباتها و قصفها على أيام فقط فإن تبعاتها و تبعات أي حرب مهما كان طولها أو قصرها طويلة معقدة. من نزوح و جوع و ضحايا أبرياء، أضف إلى كل ذلك أن القتال ضد جماعات متفرقة منتشرة في المنطقة و تعتمد سياستها على عمليات متفرقة. و التعايش السلمي لا يمكنه إحلاله بالحرب، لا يمكن إحلاله قسريا، و التفكير في تخليص صحراء بتلك السعة و الانبساط من جماعة يعتبر ضربا من السذاجة، يزيد تعقيده إذا ما تعلق الأمر بأن الحرب في جانب من جوانبها تتعلق بمحاربة فكر و عقيدة غرست لسنين في عقول شباب نهش منه التهميش و الجهل و الفقر فترة.

إن الحرب التي اندلعت هناك، أصبحت اليوم شر لابد منه خاصة بالنسبة للدول التي لها حدود مع مالي، فالجزائر و بعد ماراتون طويل مع فرنسا حول عملية التدخل العسكري و مشاركة الجزائر فيه و بعدما كانت رفضت بشكل قطعي المشاركة في الحرب، في النهاية وجدت نفسها مضطرة حتى الآن للسماح للطائرات الفرنسية باستخدام أجوائها لشن غاراتها الجوية، و لربما تتطور المشاركة لتصل مراحل أخرى. بالنسبة لموريتانيا الأمر مختلف لعوامل عدة، ففي الفترة الأخيرة نظر إليها من طرف هذه الجماعات كبديل للتمدد و نشر الفروع خاصة بعد العملية العسكرية الجزائرية ضد الجماعة و شهدت عمليات عسكرية نفذت ضد جنودها. و هي ليست أمام خيارات كثيرة، فهي إما تهاجم أو تدافع . في حال هاجمت و شاركت في الحرب فعليا  فهي  بادرت و هنالك تعريض للجنود الموريتانيين و الاقتصاد أيضا و تضيف مشاكل لمجموعة مشاكل داخلية متراكمة. و في حال لم تشارك فهي على الأقل مطالبة بحشد قوي جدا على حدودها، و في حال اشتدت الحرب و اشتعلت فلن تجد مثلا تلك الجماعات بدا من محاولة اقتحام الأراضي الموريتانية غير مبالية بشيء ففي النهاية هو القصف الجوي في صحراء مكشوفة أفضل منه الالتحام أرضا مع أي كان و حينها تنعدم كل الخيارات و ربما يتذكر البعض أن الهجوم خير وسيلة للدفاع عن النفس، و في هذه الحالة ستندم موريتانيا لأنه لم تشارك في الحرب من بدايتها. يضاف إلى ذلك أن موريتانيا في منظومة تكتلات إقليمية كلها تخضع بطريقة أو بأخرى للضغط الفرنسي، فإذا احتملت موريتانيا ضغط  فرنسا فسيكون من الصعب تفهم موقفها من الأطراف الأخرى خاصة أنها متضررة و في المقام الأول من عدم الإستقرار في المنطقة هنالك. في الحالتين موريتانيا في مأزق و في وقت تحتاج فيه وقوف مثقفيها و استراتيجييها وقفة حازمة و  موضوعية تستحضر و تقرأ و تستقرؤ كل أبعاد و حيثيات القضية.
و حتى الآن يبدو الموقف الموريتاني يتسم بحالة من الإتزان و الرزانة المحمودة في مقام مثل هذا، كأن ينقل عن موريتانيا قولها بقبول التدخل في حال طلبت مالي، و في ظل رفض داخلي للحرب المرجو أنه غير متأثر بحالة الحراك السياسي التي كانت قائمة و ترتكز على عملية لي عظم بحيث  ترفض المعارضة كل ما يأتي من الأغلبية من قرارات و العكس. فعلى الأقل هنالك أصوات في المعارضة سوف لن تعلي صوتها كثيرا مطالبة بعدم التدخل و ذلك لحالة ولاء قديمة تتمتع بها لفرنسا خاصة في ظل قيادتها الجديدة. و الضغط الذي لن تستطيع الجزائر تحمله من الطبيعي جدا أن يكون صعبا على موريتانيا تحمله. خاصة حين يضغ ولد عبد العزيز أمام ناظريه خيار الثمن الذي قد يدفعه إذا ما انتهت الحرب دون أن يشارك فيها فلقد يصبح غير مرغوب فيه و حينها يأتي ضغط من نوع آخر ربما ولد عبد العزيز مستعد لدفع أي ثمن لتفاديه.
و في النهاية ربما الخيار الذي لدى كل من الجزائر و موريتانيا هو محاولة اتخاذ القرار الصائب مع التمسك حتى آخر لحظة بخيار التفاوض و الحل السلمي. لأنه هو الطريق المستقيم إلى حالة استقرار من أي نوع في تلك المنطقة الساخنة هناك. فالحرب أولها شر و آخرها شر و في النهاية إن كانت في بعض جوانبها تستهدف توحيد مالي أو السماح بدولة أزوادية خاصة بعد أن أعلن الأزواديون استعدادهم لدعم فرنسا أو كان هدفها القضاء على الجماعات المسلحة هنالك، فهنالك أهداف أخرى لها ربما ينجر عنها قوة أممية أو تواجد غربي دائم و لا ننسى موارد في دولة مالي تستخدمها فرنسا في محطات الطاقة لديها و الحلم الفرنسي بالوجود إلى جانب البنت المعشوقة. و البقاء غير بعيدة من اخواتها السمراوات. و لا ننسى حلما أمريكيا أيضا بالتواجد هناك. ربما صحراء شمال مالي ليست كجبال افغانستان لكن موارد و خيارات هؤلاء هنا لم تكن أبدا متاحة لآولئك هناك فالمرجح أن الحرب قد تطول و أنها لن تخلص المنطقة و بؤرا ساخنة ستبقى سنكتوي نحن بنيرانها. في حين تعود طائرات فرنسا لمدارجها هناك هذه حالة و الحالة الثانية أننا سنعود من جديد دول تحت الوصاية ليست فقط الاقتصادية بل العسكرية من جديد و بشكل واضح ووقح.


Saturday, January 12, 2013

عرض الخميس



كانت إبر الساعة تتشير إلى دقائق قبل تمام الخامسة مساء، حين اقتحمت تلك الشابة الممشوقة القوام ذات البنطلون القرمزي الأنيق علينا خلوتنا نحن و الأستاذة باللغة التركية، و في عجالة أوصلت الرسالة للأستاذة و كنا نستمع و نتلقف عبارات مشتتة لا تصلح لتركب معنى، كل ما عرفناه حينها أن الأمر يعنينا. كنا ننتظر بشوق لنعرف مضمون الرسالة، و حين توجهت إلينا الأستاذة و قدمتها بلغة تعرف أنها تليق بطلاب تعرف جيدا مستواهم خاصة و أنها منذ قليل كانت توزع نتائج آخر اختبار، أفهمتنا أننا مدعوين لحضور تسجيل تلفزيوني لبرنامج عرض مباشر: عرض الخميس. فكرت في أنها تجربة مهمة خاصة لإكتشاف ت ر ت و هي مؤسسة التلفزيون التركية، فهذه فرصة قد لا تتكرر لي ، قبلت أنا و البعض الدعوة، بعضنا مباشرة و بعضنا  بعد تردد و رفض آخرون. دقت إبر الساعة السادسة باب غرفتنا لتنبهنا على أنها ضاقت بنا و آن وقت الخروج و على طريقتها ودعتنا الأستاذة و تمنت لنا وقتا ممتعا. هل كان العرض ليكون بمقدار أمانيها؟ خرجنا "تومر" نتوقع أن باصا غير بعيد ينتظرنا ليقلنا، كان الدليلان رجلان متفاوتان في الطول يعرفون من الانجليزية أقل بكثير جدا مما يعرف صديقي في السكن من التركية و الذي قال لي صباح ذلك اليوم أنه حتى اليوم لا يعرف أكثر من مرحبا و لم أفهم..... تبعناهما و قطعنا شارعا و اثنين، ثم فكرنا أن الاستديو أقرب مما تخيلنا و يمكننا الوصول إليه سيرا على الأقدام، ثم لا حظنا أننا نتجه إلى ميدان تاكسيم و لا نذكر أن مقرا للتلفزيون هناك، عندها تكاثرت الأسئلة المعلقة في رأسي و أنا أكثر شيء لا أطيقه في هذه الدنيا الأسئلة العالقة، فنحن لا نعرف طبيعة البرنامج و لا متى يبدأ و لا متى ينتهي و نسير و نحن لا نعرف إن كنا سنركب طائرة بعد السير أو قطارا أو ربما باخرة أو لربما نحد نفسنا بعد دقيقة في الاستديو. فناديت على الرجل الطويل الذي لا تبدو تجربته طويلة في مجال تسيير الرحلات، و سألته بلغة تركية مكسرة بل مهشمة استطاع التقاط معناها: هل الأستديو قريب أم أننا سنركب باصا؟ قال لي بلغة تركية خاطفة ما فهمت منه أنه يوجد باص.
تقدمنا و كان صديقي الإفريقي يلتفت إلي من فترة لأخرى ، هل تعرف أنا لست مرتاحا لهذا الأمر ، أشعر أنه مرتبك و إن كان الأستديو بعيدا سأنسحب، و كنت أصر عليه لينتظر. حين وصلنا ساحة تاكسيم و قفنا جميعا ننتظر باصا افترضنا أنه سيكون جاهزا قبلنا، انتظرنا لنصف ساعة في برد قارس هربنا منه إلى الرقص أحيانا و الضحك ثم شغلنا موسيقى بوب و راب ساخنة علها تنفع برودة الطقس، ثم نظرت لأصدقائي حولي و قلت لهم أظن أن أدلائنا لا يعرفون الطريق حتى. و كانا واقفان هناك أحدهما يأخذ بيده ورقة تمزقت من كثر ما احتفظ بها. في النهاية برز باص صغير على الجانب الآخر من الطريق و طٌُلب إلى السيدات الذهاب إليه. و بقينا نحن. و كان صاحبي يصر على المغادرة حتى قررنا أن نغني له أغنية : لا تتركنا.... و وعدناه بأننا سنغنيها له في الباص، فالمفترض أن عرض الخميس و ما قبله و ما بعده تكون أجواء سعيدة. ثم أصر إلي هذا الصديق و قال لي: تعرف ! في كل حياتي حين تحدثني نفسي بأن شيئا سيحصل . يحصل لذلك أسف أظن أنني سأغادر، في تلك اللحظة أيضا أردت أنا أغادر ، لكن كنت لا أزال أريد أن أكتشف كواليس و بعض دهاليس ت رت.
رافقت صديقي حتى محطة ميترو تاكسيم و تمنيت له مساء سعيدا و تمنى لنا وقتا ممتعا. عدت و أخذ منا الإنتظار و البرد و الباص الأول لم يغادر ، ثم ظهر باص ثاني بنفس الحجم. و انطلقنا و كان رفيقا لنا في الرحلة عن يميني منزعجا من موسيقى يستمع إليها صديقي عن يساري، ووصل به الانزعاج حد التصرف بطريقة لم تكن غاية في اللباقة، و صديقي أنا أيضا قضى أربع ساعات في الدرس و ساعة في البرد و لم يكن في وضع أيضا يجعله طويل البال أو بارد الأعصاب فرد على الرجل ثم بسرعة هدأ الجو و لطف، ثم شيئا فشيئا تعارف الجميع من حولي بعد أن رحل الرجل الغاضب إلى مكان آخر. و كان حاجز اللغة حاضرا ، لكن كانت لغتنا التركية المكسرة كفيلة بإيصال رسائلنا التي لم تكن في قمة التعقد.
طال المسير فنظر إلي صديقي و قال بفرنسية افريقية صرفة: هل نحن في طريقنا إلى أنقرة؟ تبدو لي فكرة جميلة فأنا بحاجة للذهاب إلى أنقرة لكن طبعا ليس في هذا الوقت و لا في هذه الوضعية. بين صمت و موسيقى خافتة و تذمر واصلنا الطريق. و وجدنا أنفسنا ندخل مطعما لا نعرف في أي جهة من اسطنبول و لا إن كان في اسطنبول أصلا. و جاء بعض عمال المطعم ووزعوا كؤوسا من الياوورت  بعدها تناول كل واحد قطعة صاندويش، لم يبد الأمر في قمة الضيافة. لكن نظرنا للأمر كفعل مجاملة عادي و ليس عشاء رسميا مثلا. بعد الصاندويش تبادلنا أطراف حديث بارد فنحن متعبون جدا. و الأمر المشترك بيننا جميعا مع التعب، هو أنه لا أحد منا يعرف أين نحن و لا أين نتجه؟ فقط في طريقنا لعرض الخميس.
خرجنا من المطعم و نحسب أننا لا زلنا سنركب الباصات و اكتشفنا  أن الباصات اختفت و في طريقنا كان أمامي شابان سقطت على رأس أحدهما كومة بحجم حجرة من الثلج بدا أن شبابا على مسافة منا رموها عن قصد أو غير قصد ، غضب صاحبي و فكر في أن بإمكانه العثور على الفاعل ثم حين نظر خلفه تبين له أن الأفضل أن يتابع مسيره. و صلنا بابا على مرتفع يطل على مدينة تشبه إضاءتها مدينة اسطنبول، هي اسطنبول فعلا لكن نعرف ذلك بالتقدير لا بشيء آخر. تجمعنا لحوالي ربع ساعة أخرى هنالك تعرفت فيه على شباب من الكاميرون و غانا  و افغانستان و كانت هنالك تونس و اليمن و السودان و سريلانكا و ملامح من أوروبا الشرقية و غير ذلك جنسيات كثيرة من جهات من العالم مختلفة. كنت أتحدث مع هذا فرنسية و هذا انجليزية و تلك عربية و أجدني مع أولئك مثلا مضطرا لتركيب معنى بالتركية. فتح الباب و كان الجميع قد مل و تعب و كره العرض و حتى فكرته أصلا.
كانت هنالك بوابة اوتوماتيكية على الجميع أن يمر منها و كانت المحفظات أيضا تدقق. و وصل بعض الجمهور التركي أذكر منه الشابتين عن يساري حيث كانت إحداهما تضع أحمر شفاه داكن و حلقة في أنفها، ثم صديقتها التي كانت تنظر إلينا مستغربة شأن الكثيرين ممن هم خلفها، ربما لم يعتادوا ملامح كتلك في أماكن كتلك. ثم أرادت صاحبة حلقة الأنف أن تجرب انجليزيتها فسألتني بسؤال يشي بمستوى انجليزية بقدر ارتفاع محطة الميترو حيث تركت صديقي عن الأرض. من أين أنتم؟ قلت لها: من بلدان مختلفة  و حين رأيت على ملامحها أنها لم تفهم لجأت للغتي التركية و فهمت قصدي. ثم اكتشفت هي  انجليزيتها غير كافية لمتابعة الخطاب فتحدثت بالتركية لتعرف لاحقا أيضا أن تركيتي أنا غير كافية لمثل ذلك الحوار فصمتت و اكتفت و صديقتها و من وراءهم بالنظر و الإبتسام. في تلك الأثناء و أنا جانب صديق لي في الخلف اكتشفنا أن ضجة تحصل في الأمام، مردها أن صديقينا و صلا مع سيدة  تبدو مسؤولة عن شيء ما لم نتبينه ذلك المساء. وقالا أن بعض أصدقائنا غير مسموح لهم بدخول الأستديو و السبب أنهم " ملتحون" هنا انتابتنا حالة من صمت الذهول و عدم التصديق، و قلنا بلسان واحد شرقينا و غربينا و أبيضنا و اسودنا و ملتحينا و حالقنا . إن لم يدخلوا هم فما نحن بداخلين. و انتظر الجميع دقائق ليصل خبر مفاده السماح لهم بالدخول. كنا جميعا ننظر لبعضنا مصعوقين غير مصدقين حتى لم نجد ما نقوله غير أن وجوه بعضنا احمرت و أطلق بعضنا عبارات إدانة بالأنجليزية أعرف أن صديقتي التي كانت تسألني فهمت منها أكثر مما فهم أولئك الذي كانوا أمامنا. قلنا لهم : أدخلوهم و من بعد ندخل نحن. دخلوا و دخلنا و حسبنا أننا متجهون إلى الأستديو ، لنجد أنفسنا مجمعين مكدسين في غرفة خلف الأستديو. جاء شخص و بدأ ينتقي يريد أن يدخل هذا و يخرج ذاك حتى حسبنا أنفسنا قطيع شياه يختار منها صاحبها الصالح للبيع و للذبح و للتنمية. أصررنا على أن يدخل أولا أولئك الذين رفضوا إدخالهم في البداية . فأدخل واحدا منهم و أدخل بعضنا، ثم اكتشفنا أن النساء المحجبات تجري لهم تصفية إلى جانب من الغرفة لنفاجأ بتصريح آخر أن المحجبات سيتم إدخالهن و إجلاسهن في مكان لا تصل إليه الكاميرا. وجدنا أنفسنا نختبر قدرتنا على تحمل الصدمات الإنسانية . ثم جاءت الأخيرة ، حين أراد صديق لي من الدخول ، فرد عليه من يقف عند الباب ، بالنسبة لك ، ضروري أن أجري مكالمة، و حصل نفس الشيء مع صديق آخر لي كان يجمعهما أن بشرتهما سمراء داكنة. كانت هذه الضربة القاضية التي انهرنا بعدها و لم نستطع التحمل ، لدرجة أننا كلنا شعرنا و أنه بإمكاننا التحدث بالتركية، فصببنا وابلا من الاستنكار لم نعرف حتى بأي لغة. أذكر جيدا صديقتي التونسية حين أرادت أن تتحدث إلى الرجل بالتركية عله يفهم فلم تجد من التركية غير كلمتين وو جدت لغة الإشارة بعدهما الأنسب فأشارت ما يفيد بأن هذا التصرف جنوني ثم كانت أخرى مذهولة تتساءل إن كانت هي حقا في تركيا فيبدو هول الصدمة أثر على معطيات تفكيرها الزمكانية. ثم وجدتني أتحدث لآخر بلغة أكتشف لاحقا أنها كانت خليطا مادة الإنجليزية فيه هي الزائدة. إلا أن اللغة التي فهمها الجميع هي تلك الوجوه المحمرة و الملامح الغاضبة. حيث من السذاجة أن تواجه نخبة جامعية من كل الثقافات و الحضارات بمثل تصرف بهذا القدر من الإنحطاط القيمي و الإنساني. كان عرضنا على وشك النهاية فعرض الخميس لم يكن عرض ت رت ، بل كان عرضا شاهدنا نحن فيه كل أنواع التمييز على أساس الدين و العرق . لولا ذلك الرجل القصير الذي تفهم و بدا متعاطفا جدا لكان الغضب ليصل بالجميع هنالك حد الإنفجار.
عدنا صامتين و من تكلم يتكلم بحنق أو من يصمت و يتنهد لا يصدق. حينها بدأنا نحاول تلطيف الجو المتوتر المشحون، فحاول البعض التفكير في أن كان سيلحق عشاء مطعم الإقامة، و فكر البعض في جمال فتيات رآهن في ذلك العرض. و في ظلام تلك الليلة ألقى بي الباص على رصيف غير بعيد من إقامتي ، دخلت محملا بذكريات عرض أليم. كانت تلك الليلة في ذاك المكان شاهدة على حدث ربما يجربه معظمنا لأول مرة في حياته. لأول مرة يحضر أي منا عرضا من ذاك القبيل.

Sunday, January 6, 2013

مسيرة عمالية راجلة من ازويرات : ما ضاع حق وراءه مطالب

لا شيء أعظم من مشهد ينتصر فيه الإنسان لحقه و يدافع عنه بكل وسائل. انطلقت من مدينة ازويرات مسيرة راجلة ينظمها عمال الجرنالية و هم العمال الذين يعملون بشكل و يتقاضون بشكل يومي. المسيرة انطلقت و تحمل رسالة معبأة بكل المعاني في دولة لم تعرف أن تنصف أبنائها من العمال، و إعلام و حقوقيون لم يصلوا مرحلة من النضج يتفهموا فيها مواقف كهذه.
كلنا مطالبون بالوقوف مع هؤلاء لإستعادة حقهم و علينا أن نعمل معهم جنبا إلى جنب حتى يحققوا غاياتهم و تعود إليهم كرامتهم كعمال يحترقون و يسهرون و يتألمون ليحمل الحديد من الموانيء فيتحول دورا و سيارات و قصورا في العالم اجمع، هؤلاء الذين على اكتافهم حملوا كل عبئ....
كان الله لعمال لم يتنصفهم دولتهم و لم ينصفهم إعلامهم......

Friday, January 4, 2013

تراخيص لقنوات تلفزيونية جديدة

صدرت مؤخرا عن السلطة العليا للسمعيات البصرية تراخيص لثلاث قنوات جديد بعد حزمة التراخيص الاولى و التي قيل عنها أنها تراخيص سياسية و تخضع لمعايير غير عادلة. القنوات المرخصة الجديدة هي قناة المرابطون ، قناة شنقيط و قناة دافا، الإشكالية عندي أنا هنا ليست في التراخيص بل ما ستقدمه هذه القنوات المرخصة في ظل غياب كامل للكادر الإعلامي المكون و المدرب  و في ظل غياب كامل أيضا للفنيين و التقنيين السمعيين البصريين هل سيواصلون إعلام الهواة على نفس المنوال حيث مهندس صوت هاو و مخرج هاو و صحفي هاو و نكون في النهاية أما قناة هاوية بكل معاني الكلمة. و السؤال ماذا قدمت تلك التي رخصت منذ أزيد من سنة و هل ما قدمتهم يبشر بخير عن هؤالاء. 
الأمر يبدو لي أشبه بحالة من السيبة تبدا الآن في الإعلام البصري و تراخيص القنوات لن تعدو إذا ما استمر الامر على هذا الحال لن تعدو حال تراخيص الجرائد  الموريتانية. و ربما نجد أنفسنا قريبا في سوق لبيع التراخيص. 
حالة من السرور انتابت العاملين في تلك القنوات، مردها أن اولئك كانوا يمنون دائما و تعتذر إليهم الإدارة بخصوص رواتبهم و مستحقاتهم بكون القنوات غير مرخصة بعد واعدة إياهم بأنه بعدما يتم ترخيص القناة فسيكون كل شيء سمن على عسل ، إلا أن السمن و العسل بعيدي المنال في الوقت الحالي، ما على أولئك أن يضعوه في الحسبان.

شركة هوندونغ الصينية في نواذيبو: أنت مصاب و مطرود

قامت شركة هوندونغ الصينية و التي تقوم ببعض الأشغال الآن في نواذيبو بإجراء بعض الفحوصات لبعض عمالها، و جاء في النتائج أن حوالي 21 عاملا مصابا بفيروس الكبد الوبائي الدرجة الثانية ، الغريب في الأمر أنه في الأسبوع الموالي للفحوصات قامت الشركة بفصل 21 عاملا هؤلاء تعسفيا و كأنها تكافؤهم على إصابتهم بالفيروس في تلاعب واضح بحقوق العمال و ضوابط و قوانين العمل، يبدو أنهم حتى الصينيون أدركوا أنهم الآن في بلد السيبة  و لا أستبعد كونهم متعاونين مع مفتشين موريتانيين و محامين و حتى مقاولين للإلتفاف على كل الحقوق و التصرف بهذه الدرجة من الوقاحة، المهم أنه في ظل تصرف سافر حقير و امتهان واضح لحقوق العمال  و حقوق الإنسان.
فعلى من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان هناك و حقوق العمال و من يدعون الصحافة غير ذلك التحرك لوقف مثل هذه الانتهاكات الصريحة و التي لا تمس فقط حقوق المواطنين بل كرامة الدولة و سيادتها.  

الإغتصاب ...فتيات بعمر الزهور يقتلهن الصمت و المجتمع

علمت يوم أمس من أحد أصدقائي الناشطين إعلاميا و حقوقيا أن مبادرة جديدة عمل على تأسيسها نساء أو على الأصح فتيات في مقتبل العمر تحمل الإسم الشعبي : اتكلمي و معناه بالعربية الفصحاء : تكلمي ... المبادرة تستهدف ضحايا ظاهرة الإعتصاب التي تنتشر في المجتمع الموريتاني في ظل هالة من الصمت تحيط بها. ما أثار انتباه صديقي على حد قوله كون القائمات على المبادرة هن فتيات في مقتبل العمر. 
أقدر أنا مثلا حجم العراقيل و المشاكل التي ستعترض هذه المبادرة في مجتمع يصمت عن الجنس صمتا مطبقا في وقت ينهش فيه الجنس و ممارسته بطرق غير مشروعة و غير صحية و غير معقلنة جسده. عن الإغتصاب الأمر مختلف قليلا ففي موريتانيا تدخل الحسابات القبيلة و يدخل عامل كرامة العائلة الذي لا تتذكره إلا حين تقع إحدى بناتها ضحية فتتركها تموت بصمتها و حزنها و يأسها. 
إن ظاهرة الإعتصاب  و التحرش بالبنات و بالقاصرات تنتشر في موريتانيا بشكل قد يصعب على الكثيرين تصديقه و في ظل الغياب الكاأمل للإحصائيات و إهمال الحقوقيين و الناشطين المجتمعيين لهذه القضايا فإن الظاهرة تتفاقم في ظل صمت متقاسم بين الضحية و أهلها خوفا من العار و الجهات الرسمية، خاصة و أنه في المجتمع الموريتاني الظاهرة تنتشر بشكل أوسع في أواسط الأقارب بحيث كثيرا ما يكون الجاني إبن عم أو قريب جدا من العائلة و حتى محل ثقة من الأهل و أحيانا يكون من أصدقاء الأخ الذي سيكونون في الغالب من نفس القبيلة فتعود القبيلة لتدمر كيان المجتمع بطريقة أخرى هي الصمت على مثل هذه الممارسات. اليوم و دون مبالغة من الصعب جدا أن تجد خمسة أسر إلى عشرة لم تكن إحدى بناتها إما ضحية اغتصاب واضح أو تحمل خللا جنسيا مرده التحرش بها و هي قاصر أو طفلة. و خطر الظاهرة أن ضحيتها كثيرا ما تكون في أول عمرها و سيلاحقها ذلك الصمت و تلك الجريمة كل سنوات عمرها إما تسعى للإنتقام فتنحو منحى طريق الرذيلة و إما تحكم على نفسها بالموت فتجلس تنتظر حتى يأتي اليوم الذي لا ترى فيه تلك الوجوه التي تعرف أنها تعرف أنها ضحية وغد غادر في مجتمع خائن صامت. و قريبا لا أستبعد أن يأتي الخيار الثالث و هو الإنتحار. حتى تستريح من تلك المرارة و القساوة التي لا يمكن تخيلها.
أضف على ذلك أنه في موريتانيا اليوم عيادات خاصة بها ممرضات معروفات تقمن على عمليات إسقاط الأجنة بطرق منتظمة و بمبالغ هائلة. و الدليل على ذلك قصة صديقتي التي وصلت إلى عيادة خاصة و هي متزوجة و حامل حملا شرعيا، لكن لصغر سنها لم تفكر تلك الممرضة في أنها حامل بطريقة شرعية ربما من جشعها فبادرت بإعطائها مواد مبطلة للحمل  و طلبت إليها القدوم إليها في بيتها لم تفهم صديقتي شيئا و  بعد استعمالها  الأدوية عانت صديقتي نزيفا حادا و حين وصلت للدكتور و فسرت له أخبرها بالأمر أن الممرضة كانت تنوي إسقاط حملها و قال أنه بإمكانها تقديم شكوى منها لكن تعود سذاجة المجتمع لتمنع عن تلك المجرمة العقاب فصديقتي لم ترد الدخول في تلك الأمور ربما لأنها لم تفكر أن واحدة أخرى ستكون ضحية و في تلك المرة لن تسلم الجرة.
إذن  أمام صمت تواطيء بين الطرفين و إهمال كلي من الجهات الرسمية و سخافة الممارسات الحقوقية و الإجتماعية التي يقوم بها المجتمع المدني هنالك فتيات بعمر الزهور انتزعت أنوثتهن و شبابهن بفعل ساعة أو اثنين اغتصبن فيها ، فلا هن في الحياة ككل النساء و لاهن في عداد الاموات ككل الاموات، بل يعشن مع المرارة و اليأس و المجتمع الصامت على المجرم و المغطي لجريمته يرمقهن بإحتقار فمن لهؤلاء و من يأخذ لهن بحقهن.؟؟؟ هيا يا ضحيات ألقى بهن غدر و لؤم المجتمع و نفاقه إلى مقعد الإنتظار اليائس و الشعور المرير بالعدمية هيا تحدثن أكشفن زيف المجتمع، أحكين القصة من بدايتها...... فالإنسان سينتصر لكن بعيدا عن أعراق القبيلة و تقاليد المجتمع و غياب الدولة.

Thursday, January 3, 2013

عن اتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين في عجالة .....

وقعت عيني يوم أمس على خبر مفاده أن أعضاء في المكتب التنفيذي لإتحاد الكتاب و الأدباء الموريتانيين قدموا استقالتهم، احتجاجا على ما أسموه ضبابية تغطي طرق تسيير و إدارة الموارد البشرية و المادية للإتحاد و الإخلال ببعض المواد الوارة في القانون المنظم لسير عمله. اتضح في الصورة شباب أربعة بوجوه نضرة منتظرة في صورة يبدو أنها التقطت لمناسبة غير هذه خلفهم لافتة تظهر عليها صور شباب آخرين شعراء في أغلبهم. كان من بين الأربعة ثلاثة أعرفهم شخصيا هم شعراء كلهم رغم اهتمامات أخرة تتلقفهم من حين لآخر كلها ذات صلة بالسمعي البصري، و رابع لم التقه شخصيا رغم أني أتذكر ملامحه جيدا. ما لفت أنتباهي الوظائف التي كان يشغلها الشباب أمين شؤون تنظيم و نائبة أمين قانون أو ربما لم أنطق المنصب كما هو المهم مكلف بشأن قانوني ربما يتعلق الأمر بحقوق النشر و الطبع و الحقوق المحفوظة و الإبداع المشاع ربما و نائب أمين اتصال... لا أعرف ربما توجد مناصب من هذا القبيل في اتحادات أخرى لكنها حقيقة تذكرني بمناصب كنا نوزعها في الجمعيات الثقافية و الأهلية خاصة حين نلاحظ أن المكتب التنفيذي يخلو من النساء ، هنا و لما أعرفه في أولئك الأصدقاء من طيبة و حسن معاملة أعرف أنهم ما كانوا ليجادلوا فالأمر لم يتعلق يوما بمنصب بل بنتيجة و عمل بالنسبة لهم خاصة و هم الذي صبروا و صابروا في صحراء قاحلة تحكمها القبيلة . بل كان عليهم أن يعرفوا أن الرضا بمناصب كتلك هو رضى بأن تبقى متفرجا بعيدا من مشهد التفاعلات. و لا أنكر أني تأملت خيرا في مكتب يضم شباب من هذا القبيل برؤية قد تنطلق بذلك الاتحاد الذي لم يكن يوما بأكثر من لافتة كتب عليها بطلاء أحيانا كثيرة سائل و تلصق إلى جدار رمادي أو كتاب تتوفر فيه كل العوامل التي تجعله الأكثر احتياجا لدعم فكري مادي و معنوي. 
لكن دوما ندور و تدور بنا الدنيا و نعود لنقطة البداية و هي العقلية المسيطرة على المواطن الموريتاني مثقفا كان أو جاهلا أديبا أو أريبا نخبة أم قاعدة ، إننا لما نتخلص بعد من مسلكيات القبيلة و نظامها و عقلياتها. كان على هؤلاء الشباب أن يأخذوا زمام الأمر و أعرف كم صعب ذلك لذلك لا أريد أن يٍسألني أحد كيف؟ لأن هذا الكيف ، هو الذي جعلني أعتزل مساجد أولئك و كنائسهم و أكفر بفضافاضاتهم الفضفاضة فضفضة كلامهم الفارغ في أحيان كثيرة.
تذكرت و أنا أقرأ الخبر أيام انتخابات الأتحاد  و حملاتها. كنت أنذاك على صلة بوزارة ثقافتنا المحترمة في إطار عمل ، و كنت أرى وجوها تحمل كل وشوم القبيلة و ألوانها تدخل من هنا و تخرج من هناك و حين سألت سكرتير الوزيرة الخاص الذي أساء إلي بتصرف في ذات اليوم ما دفعني لأن أصرخ في وجهه و لست كثير الصراخ في أزقة وازارات مملؤء بالتربة و الخساسة . قبل الشجار سألته ما بال هؤلاء؟ قال لي : إنهم يتجهزون لانتخابات الاتحاد. حينها حقا بدا الاتحاد حزبا سياسيا لي و فكرت إلى ماذا يتسابقون؟ لربما هي ميزانية مهرجان الأدب الذي لم يعد يعدو كونه مهرجانا كمهرجان كرمسين مثلا أو عين فربة أو المهرجان الذي نظم مؤخرا في قرية تبعد بضع كلمترات عن نواذيبو، ثم تذكرت أني كنت على تواصل أيضا مع شخص قدر الله أنه كان يعمل على طبع بعض الأوراق الخاصة بأحد المترشحين و رأيت أحد البرامج كان كل ساذج يمكن أن يطلع على سذاجة ذالك البرنامج رغم ما ضمه من نقاط عظيمة. 
أهنؤ الأخوة على خطوتهم و أتمنى أن يجدوا طريقة يخصلوا بها الأدب و أهله من مثل هذا النوع من الإتحادات. و أتمنى لمخلصي الأدب و الثقافة في ذلك المنكب القصي أن يدركوا ما يمكن لإتحاد من هذا القبيل في دولة من ذاك القبيل أن يصنعه. و حقا أتساءل 
ماهي المهام التي كانت منوطة بمسؤول للتنظيم مثلا و وأمين الشأن القانوني.

Wednesday, January 2, 2013

وطــــــــــــــــــــــــــــــــــن الإفلاس الشامل

بكلمات مختصرة تعبر عن حالة مرضية يعيشها الوطن الحبيب، بكلمات غاية في الإختصار أقول:
يعيش الموريتانيون في وطن يعيش حالة من الإفلاس الثقافي و السياسي و الاقتصادي و الإجتماعي، 
فسياسيا متسيسون ضائعون مذبذبون لا برامج و لا مواقف و لا خطط لبناء وطن يتهالك و يتهالك، 
و ثقافيا مثقفون معبؤون بالعقد و إرهاصات شابة يفسدها الشعور بالذات قبل تشكيلها
و اجتماعيا مجتمع ضائع بين التقليد و المعاصرة تحكمه عادات و ممارسات عفا عليها الزمن لا تصلح اليوم عادة و لا عبادة
اقتصاديا نظام تجاري و نظام سوق يحكمه الشيوخ من ملاك قطعان الإبل و البقر و يسيرون الشركات و المؤسسات الإقتصادية على غرار تسيير القطعان و القبائل
إعلاميا مؤسسات إعلامية و إعلاميون دونما مهنية أو شعور بالمسؤولية أو وعي بمقتضيات المهنة.
و في كل هذا العنصر المخرب الأبرز القبلية و الجهوية و انعدام الروح الوطنية..........متى يا وطن الصمت و الموت البطيء تصرخ في وجوه كل هؤلاء و تقلب عليهم الطاولة حتى تحرقهم كؤوس الشاي الساخنة على الطاولة.