Tuesday, September 4, 2012

المهرجانات الثقافية السخيفة أحدث الطرق لاختلاس أموال الدولة و الممولين

شهدت موريتانيا مؤخرا سيلا عرما و موجة من المهرجانات الثقافية و الفنية المتتالية، مهرجان عين فربة و مهرجان أذن فربة و مهرجان بلنوار و مهرجان بو الظلمات و مهرجان اكجوجت و اطار و تجكجة و القاسم المشترك بين كل هذه المهرجانات و الفعاليات أنها فقيرة بمواد و فقرات أقل ما يقال عنها أنها سخيفة و لا تقدم أي شي مما يفترض أن يقدمه مهرجان ثقافي و فني على الصعيد السياحي و الثقافي و غيره. 
ففي مهرجان بلنوار مثلا تم استدعاء بعض الاطفال من نواذيبو للمشاركة في المهرجان على أن هنالك استضافة مميزة ستنظم لهم ففوجؤوا بهم يبيتون دون عشاء و لا يجدون ما يشربون ببساطة لأن الميزانية التي تم تخصيصها لذلك المساء ربما حولها أحدهم على حسابه الخاص.  و من ما يذكر من طرائف المهرجان أن القاسم ولد بلال جلب جملا للنحر و كتب عليه إسمه خوفا من أن يتم بيعه في الأسواق أو يحول إلى الحساب. نفس الأمر يحصل في المهرجانات كلها فهي اصبحت اليوم الوسيلة الأفضل و الأكثر فعالية  الموضة الجديدة في هذا المجال. فقريب الواحد في وزارة الثقافة يطلب إليه قائلا إيتيني بأي شيء يسمح لي و يبرر لي أن أبحث لك عن تمويل. و قريبه في الشركة يقول له نفس الشيء فيبادر هذا بجماعته و يعلنان ننظم مهرجان كذا و كذا للثقافة و الفنون و في النهاية يتم تحويل الميزانية و تنظم خزعبلة الثقافة و الفن و الانسان و الوطنية منهم براء.

Saturday, September 1, 2012

عرفات ولد الميداح يتعرض للضرب المبرح في عرفات

أفادتني مصادر مطلعة و مؤكدة أن العازف عرفات ولد الميداح انتشلته أيادي أمن تابعة لتجمع أمن الطرق وذلك بعد أن تعرض للضرب المبرح من طرف مجموعة من الشباب الذي لم يعرف طبيعة صلة بهم مع أنه صرح بأنه يعرف أحدهم، الضرب الذي تعرض له ترك علامات واضحة و كدمات على جسده . الأسباب التي دفعت المجموعة لضربه لم تعرف بعد إلا أن إشاعات كثيرا ما تتهم العازف بصلات و علاقات مشبوهة في مجالات عدة. يجدر الإنتباه إلى أنه في ليلة من ليالي رمضان التقيت العازف في منطقة ما في العاصمة و قضى حوالي نصف ساعة يدور حول نفسه و حولي و لم يبد لي ذلك المساء بخير. و حسب ما أفاد به حاضرون فإنه بعد وقفة قصيرة جمعت بين عرفات  و شاب فإن الاثنين ترافقا إلى شارع ضيق و عاد عرفات فارا  متجها إلى سيارته فحضر أفراد من قوات أمن الطرق و أكد عرفات أن الشخص الذي أخذه معه فإن أحد الذين اعتدوه عليه اتصل به و طلب إليه الحضور إليه في منطقة الدايات الثلاثة بعرفات و يشار أيضا إلى أن عرفات طلب إقفال الملف و عدم يعني الخوض فيه و أمن الطرق انجزوا محضرا و أرسلوه لشرطة الدار البيضاء للنظر في الأمر.

Monday, August 27, 2012

جمهورية الصين الشعبية لبيع إبريك

إن الناظر لموريتانيا اليوم و للعاصمة نواكشوط خصوصا يجد نفسه فجأة و في بعض الأماكن أمام مد صيني ديمغرافي هائل في موريتانيا حيث صاروا يمارسون كل المهن و يفتحون كل المشاريع و يسوقون سيارات خاصة لهم و لم يبق إلا سياقة سيارات الأجرة و لربما بدأوا في ممارستها. لكن المجال الذي يتجلى فيه هو بيع الإبريك اللبن المصنع حيث تجد امبراطوريات تشغل حوالي المائة في كل واحدة لصناعة اللبن (ابريك البناء)
تقارير مفصلة عن التواجد الصيني في موريتانيا أعمل عليه حاليا......................

Tuesday, August 7, 2012

لقاء الشعب 3

نظم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز النسخة الثالثة من : لقاء الشعب و الذي فيه يجلس الرئيس أمام بعض الصحافة و الجمهور و يتلقى اتصالات هاتفية و يجيب على أسئلة المتصلين مباشرة. هذه النسخة تم تنظيمها في مدينة أطار و تأتي ضمن فعاليات الذكرى الثالثة لتوليه السلطة حيث وافقت النسختان السابقتان نفس الذكرى إلا أنها تأتي في ظرفية فيها نوع من الحراك السياسي و حتى الاقتصادي الغير مسبوق من مطالبات الرحيل من طرف المنسقية إلى مبادرات الحوار إضافة الى قضية شركات المناجم و ما إلى ذلك.

بدأ الرئيس بتقديم أرقام موثقة في جهازه المحمول أرقام اقتصادية حول النمو و غيرها مؤكدا أن صندوق النقد الدولي يزكيها.
حضر اللقاء السيد بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام الذي قدم مداخلة مفيدة من الناحية الاقتصادية كما أشار لموقفه السياسي و عن كونه حزبه معارض لكن المعارضة المسؤولة التي لا سباب و لا شتم ضمن اجندتها و وضح وجهة نظره بخصوص الحملات التي قيل أن عزيز يرسل الوزراء للقيام بها للحزب على حساب الدولة و ميزانياتها. حيث قال أن هنالك وزراء فنيون في ابتعاثهم يمكن اطلاع على اوضاع المواطن و غير ذلك إلا أن الغير مقبول ان يقوم الوزراء بحملات حزبية على حساب الدولة.
وقعت مداخلات في اللقاء حيث في بداياته صرخ أحد الحضور مناوئا للرئيس و معلوماته فطلب الرئيس إليه التقدم إليه ليخبره بما يريد الأمر الذي لم يحصل .
الفكرة في حد ذاتها تعتبر فكرة جميلة أن يلتقي الرئيس بالشعب مباشرة رغم النقد الذي تتعرض له الخطوة من طرف المعارضة خصوصا و وضفها بسيناريوهات و مسرحيات و غير ذلك و هو الأمر الذي لم يحصل في المرة السابقتين ...تلك سياستنا و ساستنا حيث يسود المزاج.

Sunday, August 5, 2012

الإسلام و العصر

يقدم التلفزيون الوطني منذ بداية رمضان برنامج بعنوان: الإسلام و العصر، يقدمه رجل بلحية حمراء احمرارا فاقعا، تعرفون من البرنامج أن هنالك رجلا ينظر في مواضيع مختلفة إن كنتم اعطيتموه فرصة عني لمحته ذات مرة و تذكرته إلى يساري في مكتب الامين العام لوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة ذلك اليوم حين كنت  و الأمين العام نبحث في بعض ملفات حين التفت إليه الأمين العام ليعرف أمره فإذا به يحمل مقترح البرنامج في ورقة مرفقا بميزانية قاربت بضع ملايين فرد عليه الأمين العام : ربما يكون الأمر يعني وزارة التوجيه الإسلامي و ما إلى ذلك فإذا بصاحبنا يدافع عن فكرة برنامجه يقول إنها تحث على مكافحة الإرهاب و العنف و الحث على التسامح و ما إلى ذلك تذكرت أيام معاوية ولد سيداحمد الطايع حين ما كانت مكافحة الارهاب و العنف هي أبسط طريق لتجد تمويلا لأي شيء.
لا أعرف المعايير التي على أساسها يتم اختيار البرامج من طرف التلفزيون، و لكن يؤكد لي الأمر ما عرفته أن البرامج التلفزيونية لا تتطلب إلا نسبة للمدير فلان و المدير فلان و الجهة كذا والجهة كذا و بعد ذلك اجلس و نظر في أي موضوع شئت....
يا لطيف

عامل في إدارة الضرائب يكشف عملية رشوة من رجال اعمال صينيين

شهد نواكشوط في الاسابيع القليلة الماضية خطوة تذكر فتشكر و تستحق الإشادة، حيث أقدم موظف في مجال الضرائب على كشف عملية قادها صينيون و الهدف منها رشوته مقابل تخفيض الضرائب. مجموعة من رجال الأعمال الصينين بدل دفع الضرائب المستحقة عليهم و على أعمالهم أخذوا حقيبة ملأى من الفلوس و حملوها معهم إلى مكتب الموظف و قدموها له في كل ود قبل الموظف منهم الحقيبة و وعدوه بالإتيان بواحدة أخرى لاحقا، ما لم يعرفه الصينيون حينها أن الموظف اتصل بالشرطة فور مغادرتهم و أبلغهم الأمر في خطوة نادرة بل و نادرة جدا و في رأيي فإنه في دولة كموريتانيا تقوم على الفساد و الرشوة و غيرها من الممارسات المشينة و المضرة بالبلد و سمعته في دولة كهذه يستحق موظف كهذا ترقية و علاوة و إشادة كبيرة، إلا أن تخوفي هو من أن هؤلاء الصينيون سيذهبون لموظف أكبر منه أو وسيط و يقدمون له المبلغ فيغطي على الأمر كله و لا يجني هذا الموظف إلا أن ينتهي به المطاف خارج عمله نتيجة تواطؤ مافيا همها  و شغلها أن ترتشي و ما لم تتخذ الدولة تدابير عاجلة في هذا المجال فإن ممارسات كهذه من رشوة العمال و موظفي الدولة هي التي تفعل فعائلها باقتصاد البلد و مواطنيه و الصمت على هكذا ممارسات لم يعد مقبولا أبدا .

هذا و تجدر الإشارة و من باب الصراحة مع النفس أن الرشوة لا تعتبر أمرا استثنائيا بل طبيعا في بلد تنتشر فيه الرشوة لحد صارت فيه أمرا عاديا بل غيرها و رافضها هو الشخص المختل الغير طبيعي.

Wednesday, August 1, 2012

وزير كبير يضيف أسماء للممنوحين بضغطة زر اتصال

وصلتني مؤخرا أنباء مفادها أن وزيرا موريتانيا و بعد ما طلب إليه صديق طفولته ضم ابنته للائحة الممنوحين لأحدى الدول هذا العام لم يتردد في أن يتصل برقم و يطلب إليه ضم الإسم، و السؤال المطروح: هل نحن في دولة أم ماذا؟
مصدر الخبر مقرب جدا من صاحب الطلب، هذا و لا تعتبر هذه الحالة استثناء حيث أن الدولة كلها تقوم على مثل هكذا ممارسات فلقد مضت فترة على التعليم في موريتانيا و الذي يرسلون في المنح دون المستوى حتى أن هنالك شكوك في نجاحهم أصلا في الباكلوريا. و تضمنت الممارسة أيضا الإبقاء على بعض الدول لبعض الأشخاص الذين لم يكونوا أصلا ضمن الممنوحين ما انعكس سلبا على الدولة فأولئك الذين تم منحهم بتلك الطريقة عادوا ليتقلدوا بنفس الطريقة التي تم منحهم بها مناصب عليا في الدولة و صاروا ملزمين برد الجميل لمن منحوهم أصلا و صارت الممارسة هذه عندهم طبيعة لأنها هي السلم الذي اعتلوه ليصلوا إلى هنا، فصارت متاهة و حلقة مفرغة من الفساد المحكم الذي نخر و لا يزال جسم دولة مريض من نشأته.
فمتى تتكشف أوجه الفساد هذه كلها  و يلقى مرتكبوها العقاب.

Tuesday, July 31, 2012

الصحفيون الموريتانيون الشباب موهبة يهشمها الاستغلال


في موريتانيا توجد مئات المؤسسات الإعلامية بين يوميات ورقية و مواقع اخبارية و غير ذلك ما لا أدري بالتحديد إن كان يعبر عن حالة زائدة من حرية التعبير أو حالة متقدمة من الفوضوية و العبثية في المجال، كون مجتمع من 3 مليون فيه هذا الكم الهائل من الاعلاميين ووسائل الإعلام و التي هي الأخرى لا ترقى حقا لتكون بمستوى التسمية فهي نوع من القص و اللصق هذا يأخذ من ذاك و لا خط تحريري معين و لا طاقم إعلامي ثابت و متمكن. و يكون الأمر جليا مثلا حين تلقي نظرا على حدث كمهرجان مثلا أو شيئ من قبيله تجد أن أكثر من ثلث الحاضرين صحافة و اعلاميون.

المهم أن الناظر لهذه المؤسسات يجدها أيضا تحوي كل منها عشرات الشباب العاملين بدوام لا يعرفون إن كان كاملا أو جزئيا لأنه دوام في حقيقته تطوعي ينهب منه و يستغل مديرو و مسيرو هذه المؤسسات ميزانيات معتمدين على معرفة شخصية مثلا بمدير في شركة من شركات الاتصال أو مؤسسة أخرى حيث تجد الاعلانات لا تعطى على أساس كفاءة و لا تميز بل على أساس علاقة شأن كل شيء في بلدنا الصامت الحبيب، بذلك يكتمل عنصر آخر من عناصر هذا التناقض. شباب متحمسون مهتمون بالإعلام حد الهوس يجد فيهم أولئك الأباطرة فرصة سانحة لشفط دمائهم و شحومهم و تركهم وجوها سودا بائسة عابسة يائسة تعاني الشظف و الكد في فضاء لا مؤسساتي و لا قيم و لا مهنية تحكمه مادامت مداخيله قد تأتي كلها دون ذلك الاعتبار. هؤلاء الشباب في مرحلة ما بعد طول صبر يتحولون إلى شخصيات شبه إعلامية يعرف البعض عنها شيئا و هنا يتدخل عامل اجتماعي معروف و منتشر و يتداخل مع عوامل أخرى تفرض على ذلك الشاب أن يحافظ على صمته في بيئة تحطم مواهبه و تستغل جهوده أبشع استغلال فهو لا يتحدث عن مأساته للآخرين متظاهرا دائما بأنه موظف بمؤسسة اعلامية محترمة و أن أحواله المادية والعملية و المهنية مستقرة، و حين يبدأ في الحديث إلى المؤسسة عن شيء من هذا القبيل في أحسن الأحوال تدفع له أجرا يناهز الاربعين إلى السبعين المائة ألف ما يناهز ما بين 100 إلى 200 دولار تقريبا، و يحدث هذا حين يكون كل شبابه قد ضاع في المؤسسة 
و لا يكفي مبلغ كهذا لم هو يشيب حيث بدأ التفكير في مسؤليات أخرى، و في أسوأ الأحوال و بطريقة بشعة و لا إنسانية و بعد خدمة سنوات على حسابه الخاص يرمى به للشارع بداع من أي الدواع و يتم استبداله بشاب أخرى يبدأ مسار الألم و الاحتراق. و في الاكتتاب إذا ما حصل يقدم دائما قريب المدير أو الشخص من قبيلته فتلك عقلية لما نتخلص منها بعد و بعد كل ذلك نسأل عن إعلامنا و مشاكله و هو كله على بعضه مشكلة كونه يقوم على أساسات واهية بل مثيرة للاشمئزاز.

Sunday, July 29, 2012

صندوق دعم الصحافة الحرة

عتب و تذمر إلى حد وصف اللجنة بالانحياز و الحسابات الضيقة لتوزيع و اختيار المؤسسات التي ستستفيد من الصندوق ، كان ذلك الحال بين اطياف الصحافة الحرة الوطنية مؤخرا.
صندوق الدعم هذا هو صندوق مخصص لدعم المؤسسات الاعلامية الحرة من أجل مساعدتها في الاعباء المالية و الاقتصادية، و بعد ما فرزت اللجنة المشرفة على اختيار المؤسسات التي ستتلقى الدعم ظهرت أصوات مشككة في عملية الاختيار و ضوابطها و محتجة إقصاء ملفاتها. مبررة بأنها مؤسسات تعمل من زمن و تتوفر فيها كافة الشروط المطلوبة.
من وجهة نظري الخاصة هذه خطوة من الدولة تذكر فتشكر، لأن الصحافة الحرة منها و التابعة كلها في حاجة للدعم فهي بائسة يائسة ملامحها الجافة و الخاوية تثير الشفقة، لكن هل سينفع هذا الدعم أو هذه الاستراتيجية لتطوير هذه الصحافة أم أن الصندوق سيعرف ما يعرفه غيره من صناديقنا، تتدخل الوساطة والجهوية و القبلية و غيرها من أمور هي من أسباب حال الصحافة عندنا اليوم.
فإن كان محاولة لتحفيز المؤسسات على العمل و الاجتهاد هو أمر جيد، بالمناسبة فيه جرائد و مواقع و مؤسسات اعلامية كبيرة لكنها تفقد عنصر المؤسساتية فهي ترخيص يحمله شخص في جيبه من غير عمال و لا عقود عمل و لا شيء على الاطلاق.
و من أهم العوامل التي على أساسها تم استبعاد بعض الملفات هي أن حساباتها البنكية مفتوحة بأسماء أشخاص.

Wednesday, July 25, 2012

صندوق الإيداع و التنمية هل يلقى نفس مصير وكالة تشغيل الشباب

صندوق الإيداع و التنمية هو مشروع تم افتتاحه مؤخرا من طرف الدولة يهدف حسب وجهة نظر الدولة لتمويل مشاريع موزعة إلى فئات ثلاثة:
مشاريع للفئات الهشة و العاجزة من المجتمع - مشاريع خاصة بحملة الشهادات العاطلين عن العمل - مشاريع مؤسسات صغيرة.
لم يتفاءل الجميع للفكرة لأنها تفكر تماما بوكالة تشغيل الشباب التي تحولت في النهاية إلى وكالة لتمويل مشاريع الأهل و الأقارب حسب الوساطات و القبلية و الجهوية و الزبونية.... هذه الصناديق مالم تتم رعايتها و متابعة عملها بشكل دقيق سوف لن تكون بأحسن حال من الوكالة، خاصة و أن بعض الأصوات بدأت تتعالى من ولاية نواذيبو بأن الصندوق بدا أصلا في هذا الأمر من خلال تمويل مشاريع على أساس المعرفة و الوساطة بعيدا عن كل معيار كفاءة أو أي معيار من المعايير المخصصة للمشاريع.

Monday, July 23, 2012

حكمت الشركة


"حكمت الشركة " هو برنامج مقالب يبثه التلفزيون الوطني هذا رمضان بعدما بث نفس البرنامج في رمضان قبل الماضي حيث توقف في رمضان الماضي ربما لأنه لم تكن الفكرة جاهزة لتطويره و تفعيله.

المهم أن البرنامج في نسخته الجديدة و حسب ما شاهدت منه حتى الآن ليس مقلب بقدر ماهو احتقار و امتهان و سخرية من الذين يدبر عليهم المقلب..... فالمقلب لا يعني أن مساحتك مفتوحة لممارسة كل العبارات و كل الأفعال لإنجاح مقلبك هنالك دائما حيز تحترمني فيه أيا كنت. و لا تعتمد على بساطة و براءة المجتمع حيث يصعب على فرد منه أن يلتفت إليك بعد جهدك ويقول لك: أنا لا أسمح ببث هذه الحلقة . بل عليك أنت أن تحترم فكرتك و لا تشوهها بممارسات لا اخلاقية و لا قيمية.
لا أعرف الذين ظهروا في الحلقة التي شاهدت مساء اليوم إن كانوا موريتانيين أم لا المهم أنهم تحدثوا بلهجة مغربية و اتوا الضيف و هو عالي بدرا رجل أسمع به منذ كنت صغيرا من مهندسي الإذاعة و أتوه على أنهم يريدون إجراء لقاء معه. تساهل معهم و تنازل ثم بدأوا بنعته بعبارات لا تمت لا للمقالب و لا للاحترام بصلة أن تلتفت لرجل من سنوات يكد في مهنةو تقول له أنت لست شيئا و كذاب هذا لا علاقة له على الإطلاق بالمقالب و لا بالاحترام بل سخرية و استهتار. 
نعم للك حق أن تثير ضيفك و لكن ابحث عن الطرق المشروعة و المحترمة.
المهم أن النسخة الجديدة تثير الإشمئزاز إن كانت مثل الحلقة التي رأيت فهل سأستمع بالنظر إلى بعض الشباب يسخرون من مهندسي و اعلاميي و صحفيي و فناني وطني نعم نعرف نحن كلنا كيف هم ............لكننا لا نتحمل أن يسخر منهم أحد لأنه مساس بوطن و لا يكون ثمن البسمة كرامة وطن.

إذاعة نواكشوط الحرة ، إذاعة موريتانيد، قناة شنقيط و الأخريات حين تتحول الفرصة إلى كابوس



تابع الكثير من الشباب الموريتانيين خاصة منهم أولئك الذين رمت بهم جامعة نواكشوط إلى الشارع، تابعوا قضية ترخيص قنوات و إذاعات على أنها فرصة لتحقيق أحلام الكثيرين منهم من المحبين و المرتبطين بالإعلام، و فرصة لإبراز مواهبهم و قدراتهم، لكن ذلك الحلم ما فتيء حتى تحول إلى كابوس مرعب و الشباب يجد نفسه في "مؤسسات إعلامية" همها الوحيد امتصاص دمه و احراقه تحت الطلب منه تأدية خدمات مجانية دون مقابل مستغلين إما حبه للمهنة و تعلقه بها أو حاجته الماسة للمال و للعمل و أظن أنه ضل الطريق في بحثه عن الإثنين.


يحكي لي شاب من هؤلاء عرفته كاتبا متميزا و مهتما بقضايا الاعلام يقول منذ فترة و أنا أعمل معها نقوم بالتغطيات و بإعداد البرامج و اللقاءات و كل ذلك على حسابنا من الصباح حتى المساء تكاليف الطعام و تكاليف العمل، ثم نعود بالعمل فإذا به يصادف بانتقاد البعض من الجالسين ينتظرون جهودنا حتى يعملوا عليها مهملين دورنا، ثم يبرزون على انهم من فعل ذلك في الوقت الذين كنا نحن نحترق تحت الشمس و هم في الغرف المكيفة. يحكي لي آخر رمت به مؤسسة من هؤلاء إلى واحد أخرى عابس بائس يائس الملامح و هو يحترق بين انتقام الهواة و استغلال الذات و يحكي نفس القصة بل أعمق بقليل وهو يتحدث عن كيف تخلصت منه الأولى و ما يعيشه في الثانية.




فوق قضية استغلال حب المهنة أو الحاجة إليها فالهم الأول للمتقدمين في هذه المؤسسات من إداريين أو أعلاميين عاديين همهم الأول أن يثبتوا لك أنك دونهم في المستوى و أنك مبتديء و لا زال أمامك وقت كبير للتجريب، و هذا عائد لحالة نفسية معروفة حين أكون أنا مثلا وصلت لهذا المكان بسنوات من الكد و التعب و الصبر يصعب علي تقبل أن تصل أنت لمكانتي في ظرف وجيز مهما كانت موهبتك و كفاءتك و هذه عقدة لما يتخلص منها الكثيرون ممن ينظر إليهم محليا على أنهم رواد خاصة في مجال الثقافة و الاعلام، و الحقيقة أننا حين نعود قليلا للوراء فهؤلاء الذين همهم إثبات لأولئك الشباب أنهم مبتدئون هم أنفسهم مبتدؤون أو أسوأ من ذلك فاشلون فبعد كل هذه السنين من الممارسة لما يتطوروا بعد حتى يواكبو التحولات الاعلامية و المهنية فيكون من السهل عليهم تلقف موهبة اعلامية ما و رعايتها و مؤازرتها حتى تكون ربحا لمؤسساتهم و لاعلام بلدهم الذي يئن مريضا معتلا.
تبطش هذه المؤسسات حتى الآن بأولئك الشباب الذين يعانون في صمت مستغلة إياهم، فيما يحاول أباطرتها حصد مال لما يعرفوا بعد السبيل إليه فالتجربة حتى جديدة عليهم هم. و إلى أن يجد في العقلية جديد سيصبر أولئك إلى أن يدفع لهم في أحسن الأحوال مبلغ 40000 أوقية أو يرمى بهم بداع من الدواع الى الشارع و سيكون ذاك الداعي كفيلا بأن يرمي بمديرهم ليس فقط إلى شارع بل إلى زقاق حتى ينسى أنه مارس الإعلام من قبل. و يعيد التفكير فيما يظنه خبرة أو مهنية.
إن العقلية القائمة على أنت قريب لي يمكنك ان تكون إعلاميا كتلك السائدة في التلفزيون الوطني حيث المحاربون القدامي على مقاعدهم و أسماهم في الاشراف العام و  الاعداد جزافا ، فيما كل عملهم اليوم أصبح إدارة التحويلات المالية من هذا البرنامج أو ذاك و محاولة التعاقد مع هذا على أساس القرابة و إقصاء ذاك لسبب بسيط ليس له وساطة كافية لتصل به إلى هناك.


و الحقيقة أن التلفزيون الوطني هذا قصة أخرى ، و لا أبالغ حين أجزم أن أغلبية  العاملين في التلفزيون يعرف كل واحد منهم السبب في  أن يكون إعلاميا أصلا حينما لم يتمكن من أن ينجح في أي شيء آخر حتى الباكلوريا أحيانا، و لدي بعض الملعومات أن بعض أفضل من يظهروا على شاشته هم متدربون منذ سنوات ذلك لأن الوساطة لم تصل بهم درجة توقيع عقد على عكس البعض ممن وقعوه اسبوعهم الثاني و لا صلة لهم بالاعلام أصلا لا من قريب و لا من بعيد، و يكفي مثلا أن البرنامج المنتج بشكل مستقل لكي يبثه التلفزيون لابد من يسبة تفوق العشرين في المائة لشخص و ثلاثين في المائة لشخص آخر و الباقي ننظر في أمره ...........و التلفزيون الوطني هذا افتح له ملفا لاحقا............لأن أقل ما يقال عنها أنها سوق لعرض الفاشلين و مسرح لأفشل الممثلين.