Monday, July 23, 2012

إذاعة نواكشوط الحرة ، إذاعة موريتانيد، قناة شنقيط و الأخريات حين تتحول الفرصة إلى كابوس



تابع الكثير من الشباب الموريتانيين خاصة منهم أولئك الذين رمت بهم جامعة نواكشوط إلى الشارع، تابعوا قضية ترخيص قنوات و إذاعات على أنها فرصة لتحقيق أحلام الكثيرين منهم من المحبين و المرتبطين بالإعلام، و فرصة لإبراز مواهبهم و قدراتهم، لكن ذلك الحلم ما فتيء حتى تحول إلى كابوس مرعب و الشباب يجد نفسه في "مؤسسات إعلامية" همها الوحيد امتصاص دمه و احراقه تحت الطلب منه تأدية خدمات مجانية دون مقابل مستغلين إما حبه للمهنة و تعلقه بها أو حاجته الماسة للمال و للعمل و أظن أنه ضل الطريق في بحثه عن الإثنين.


يحكي لي شاب من هؤلاء عرفته كاتبا متميزا و مهتما بقضايا الاعلام يقول منذ فترة و أنا أعمل معها نقوم بالتغطيات و بإعداد البرامج و اللقاءات و كل ذلك على حسابنا من الصباح حتى المساء تكاليف الطعام و تكاليف العمل، ثم نعود بالعمل فإذا به يصادف بانتقاد البعض من الجالسين ينتظرون جهودنا حتى يعملوا عليها مهملين دورنا، ثم يبرزون على انهم من فعل ذلك في الوقت الذين كنا نحن نحترق تحت الشمس و هم في الغرف المكيفة. يحكي لي آخر رمت به مؤسسة من هؤلاء إلى واحد أخرى عابس بائس يائس الملامح و هو يحترق بين انتقام الهواة و استغلال الذات و يحكي نفس القصة بل أعمق بقليل وهو يتحدث عن كيف تخلصت منه الأولى و ما يعيشه في الثانية.




فوق قضية استغلال حب المهنة أو الحاجة إليها فالهم الأول للمتقدمين في هذه المؤسسات من إداريين أو أعلاميين عاديين همهم الأول أن يثبتوا لك أنك دونهم في المستوى و أنك مبتديء و لا زال أمامك وقت كبير للتجريب، و هذا عائد لحالة نفسية معروفة حين أكون أنا مثلا وصلت لهذا المكان بسنوات من الكد و التعب و الصبر يصعب علي تقبل أن تصل أنت لمكانتي في ظرف وجيز مهما كانت موهبتك و كفاءتك و هذه عقدة لما يتخلص منها الكثيرون ممن ينظر إليهم محليا على أنهم رواد خاصة في مجال الثقافة و الاعلام، و الحقيقة أننا حين نعود قليلا للوراء فهؤلاء الذين همهم إثبات لأولئك الشباب أنهم مبتدئون هم أنفسهم مبتدؤون أو أسوأ من ذلك فاشلون فبعد كل هذه السنين من الممارسة لما يتطوروا بعد حتى يواكبو التحولات الاعلامية و المهنية فيكون من السهل عليهم تلقف موهبة اعلامية ما و رعايتها و مؤازرتها حتى تكون ربحا لمؤسساتهم و لاعلام بلدهم الذي يئن مريضا معتلا.
تبطش هذه المؤسسات حتى الآن بأولئك الشباب الذين يعانون في صمت مستغلة إياهم، فيما يحاول أباطرتها حصد مال لما يعرفوا بعد السبيل إليه فالتجربة حتى جديدة عليهم هم. و إلى أن يجد في العقلية جديد سيصبر أولئك إلى أن يدفع لهم في أحسن الأحوال مبلغ 40000 أوقية أو يرمى بهم بداع من الدواع الى الشارع و سيكون ذاك الداعي كفيلا بأن يرمي بمديرهم ليس فقط إلى شارع بل إلى زقاق حتى ينسى أنه مارس الإعلام من قبل. و يعيد التفكير فيما يظنه خبرة أو مهنية.
إن العقلية القائمة على أنت قريب لي يمكنك ان تكون إعلاميا كتلك السائدة في التلفزيون الوطني حيث المحاربون القدامي على مقاعدهم و أسماهم في الاشراف العام و  الاعداد جزافا ، فيما كل عملهم اليوم أصبح إدارة التحويلات المالية من هذا البرنامج أو ذاك و محاولة التعاقد مع هذا على أساس القرابة و إقصاء ذاك لسبب بسيط ليس له وساطة كافية لتصل به إلى هناك.


و الحقيقة أن التلفزيون الوطني هذا قصة أخرى ، و لا أبالغ حين أجزم أن أغلبية  العاملين في التلفزيون يعرف كل واحد منهم السبب في  أن يكون إعلاميا أصلا حينما لم يتمكن من أن ينجح في أي شيء آخر حتى الباكلوريا أحيانا، و لدي بعض الملعومات أن بعض أفضل من يظهروا على شاشته هم متدربون منذ سنوات ذلك لأن الوساطة لم تصل بهم درجة توقيع عقد على عكس البعض ممن وقعوه اسبوعهم الثاني و لا صلة لهم بالاعلام أصلا لا من قريب و لا من بعيد، و يكفي مثلا أن البرنامج المنتج بشكل مستقل لكي يبثه التلفزيون لابد من يسبة تفوق العشرين في المائة لشخص و ثلاثين في المائة لشخص آخر و الباقي ننظر في أمره ...........و التلفزيون الوطني هذا افتح له ملفا لاحقا............لأن أقل ما يقال عنها أنها سوق لعرض الفاشلين و مسرح لأفشل الممثلين.