Tuesday, July 31, 2012

الصحفيون الموريتانيون الشباب موهبة يهشمها الاستغلال


في موريتانيا توجد مئات المؤسسات الإعلامية بين يوميات ورقية و مواقع اخبارية و غير ذلك ما لا أدري بالتحديد إن كان يعبر عن حالة زائدة من حرية التعبير أو حالة متقدمة من الفوضوية و العبثية في المجال، كون مجتمع من 3 مليون فيه هذا الكم الهائل من الاعلاميين ووسائل الإعلام و التي هي الأخرى لا ترقى حقا لتكون بمستوى التسمية فهي نوع من القص و اللصق هذا يأخذ من ذاك و لا خط تحريري معين و لا طاقم إعلامي ثابت و متمكن. و يكون الأمر جليا مثلا حين تلقي نظرا على حدث كمهرجان مثلا أو شيئ من قبيله تجد أن أكثر من ثلث الحاضرين صحافة و اعلاميون.

المهم أن الناظر لهذه المؤسسات يجدها أيضا تحوي كل منها عشرات الشباب العاملين بدوام لا يعرفون إن كان كاملا أو جزئيا لأنه دوام في حقيقته تطوعي ينهب منه و يستغل مديرو و مسيرو هذه المؤسسات ميزانيات معتمدين على معرفة شخصية مثلا بمدير في شركة من شركات الاتصال أو مؤسسة أخرى حيث تجد الاعلانات لا تعطى على أساس كفاءة و لا تميز بل على أساس علاقة شأن كل شيء في بلدنا الصامت الحبيب، بذلك يكتمل عنصر آخر من عناصر هذا التناقض. شباب متحمسون مهتمون بالإعلام حد الهوس يجد فيهم أولئك الأباطرة فرصة سانحة لشفط دمائهم و شحومهم و تركهم وجوها سودا بائسة عابسة يائسة تعاني الشظف و الكد في فضاء لا مؤسساتي و لا قيم و لا مهنية تحكمه مادامت مداخيله قد تأتي كلها دون ذلك الاعتبار. هؤلاء الشباب في مرحلة ما بعد طول صبر يتحولون إلى شخصيات شبه إعلامية يعرف البعض عنها شيئا و هنا يتدخل عامل اجتماعي معروف و منتشر و يتداخل مع عوامل أخرى تفرض على ذلك الشاب أن يحافظ على صمته في بيئة تحطم مواهبه و تستغل جهوده أبشع استغلال فهو لا يتحدث عن مأساته للآخرين متظاهرا دائما بأنه موظف بمؤسسة اعلامية محترمة و أن أحواله المادية والعملية و المهنية مستقرة، و حين يبدأ في الحديث إلى المؤسسة عن شيء من هذا القبيل في أحسن الأحوال تدفع له أجرا يناهز الاربعين إلى السبعين المائة ألف ما يناهز ما بين 100 إلى 200 دولار تقريبا، و يحدث هذا حين يكون كل شبابه قد ضاع في المؤسسة 
و لا يكفي مبلغ كهذا لم هو يشيب حيث بدأ التفكير في مسؤليات أخرى، و في أسوأ الأحوال و بطريقة بشعة و لا إنسانية و بعد خدمة سنوات على حسابه الخاص يرمى به للشارع بداع من أي الدواع و يتم استبداله بشاب أخرى يبدأ مسار الألم و الاحتراق. و في الاكتتاب إذا ما حصل يقدم دائما قريب المدير أو الشخص من قبيلته فتلك عقلية لما نتخلص منها بعد و بعد كل ذلك نسأل عن إعلامنا و مشاكله و هو كله على بعضه مشكلة كونه يقوم على أساسات واهية بل مثيرة للاشمئزاز.