شهدت موريتانيا مؤخرا سيلا عرما و موجة من المهرجانات الثقافية و الفنية المتتالية، مهرجان عين فربة و مهرجان أذن فربة و مهرجان بلنوار و مهرجان بو الظلمات و مهرجان اكجوجت و اطار و تجكجة و القاسم المشترك بين كل هذه المهرجانات و الفعاليات أنها فقيرة بمواد و فقرات أقل ما يقال عنها أنها سخيفة و لا تقدم أي شي مما يفترض أن يقدمه مهرجان ثقافي و فني على الصعيد السياحي و الثقافي و غيره.
ففي مهرجان بلنوار مثلا تم استدعاء بعض الاطفال من نواذيبو للمشاركة في المهرجان على أن هنالك استضافة مميزة ستنظم لهم ففوجؤوا بهم يبيتون دون عشاء و لا يجدون ما يشربون ببساطة لأن الميزانية التي تم تخصيصها لذلك المساء ربما حولها أحدهم على حسابه الخاص. و من ما يذكر من طرائف المهرجان أن القاسم ولد بلال جلب جملا للنحر و كتب عليه إسمه خوفا من أن يتم بيعه في الأسواق أو يحول إلى الحساب. نفس الأمر يحصل في المهرجانات كلها فهي اصبحت اليوم الوسيلة الأفضل و الأكثر فعالية الموضة الجديدة في هذا المجال. فقريب الواحد في وزارة الثقافة يطلب إليه قائلا إيتيني بأي شيء يسمح لي و يبرر لي أن أبحث لك عن تمويل. و قريبه في الشركة يقول له نفس الشيء فيبادر هذا بجماعته و يعلنان ننظم مهرجان كذا و كذا للثقافة و الفنون و في النهاية يتم تحويل الميزانية و تنظم خزعبلة الثقافة و الفن و الانسان و الوطنية منهم براء.