عجيب أمر هذا الوطن المسكين .... هو ليس بذلك الكبش السمين و لا الصيد الثمين
لكن رغم ذلك فحوله يجتمع رجال و جمع همه الوحيد أن يقتطع القطعة التي تليه و يلتهمها بكل شراهة
صدق أنت تعيش في وطن محكوم بنظام الحصة (كومسيون كما يسميها الفرنسيون) تصور أن أي صفقة تريد أن تفوز بها في أي مجال فقط قل للمسؤول و الذي يوجه إليه الطلب أنك ستعطيه نسبة عشرة في المائة مثلا عشرين في المائة ، مثلا صفقات الدولة و المقاولون الذي يزودون القطاعات ، الكفاءة و الجودة ليست مطلوبة نهائيا أبدا بل كم شخصا تعرفه و قيمة الحصة التي ستعطيها للمسؤول ، في التلفزيون نظام الحصة مزدهر ففي كل برنامج ليبث على الشاشة لابد من حصة للمدير و اخرى للمدير الاخر و اخر لآخر، صفقات شركات المعدن و النفط ، هذه حصصها راقية فقد وصلت مرحلة من الرقي صار تبادل المومسات من ضمنها و توفير الخمر و النساء بالطبع فالحصة تتناسب مع صاحبها الذي ستعطى له و مجال المنافسة يجب أن نتذكر ابداعك في اختيار نوع و قيمة الحصة ليس الكفاءة و لا الجود و هذا النوع الاخير من الحصص منتشر جدا في شركة النحاس باكجوجت و الاخريات.
على مستوى الدولة المدير أو المسؤول البسيط سيقنع الذي اعلى منه رتبة و الثمن حصة له هو و و أخرى للمدير المقتنع بمعني أن المنظومة لابد أن تكتمل.
في المنظمات الدولية في موريتانيا الآن نظام الحصة مزدهر جدا فبرنامج التنمية و الطفولة و التغذية و غيرهم من برامج الأمم المتحدة صاروا مقتنعين أيضا بجدوائية الحصة لتطوير و بناء العالم و القضاء على الفقر و الجوع و الجهل و الظلم ، لا أدري من أين جاءتهم الفكرة و لكن أعرف أن خبرة الموريتانيين في المجال كفيلة بأن تقنعهم في مجال كهذا ، فاليوم أصبح هم هذه المنظمات و البرامج ليس تأدية و اجبها و رعاية المشاريع بقدر ما صار أهم و أكثر الطرق فعالية للحصول على حصة أكبر من أي ميزانية تخرج و لا يستثنى أحد من قمة الهرم حتى حارس المقر.......
إذن نظام الحصة و التحاصص يبطش بالقطاع العام و الخاص و بالمنظمات الدولية و الاقليمية و تؤثر على الثقافة و التعليم و السياسة و الاقتصاد.............مسكين وطن لا يمكن إحصاء العراقيل التي تقف بيه و بين الطريق السليم في اتجاه النمو التطور و الازدهار
لك الله يا وطن الأغبياء و البلهاء و السذج