Thursday, April 2, 2015

قال الرئيس مرهقا أشياء منها اقطع أنت ...

قال الرئيس مرهقا...


لم أتابع اللقاء على المباشر ، كما فعلت غالبية الموريتانيين التي كانت تنتظر معلومات جديدة و فاصلة في أحداث شائكة يعرفها البلد الآن عل على رأسها اضراب عمال اسنيم. تابعت إعادة للقاء صباح اليوم الثاني و الرئيس حينها قد حط الرحال في مطار شرم الشيخ ليحضر القمة العربية. ملاحظات كثيرة حول المؤتمر و خلق من الأسئلة أكثر مما أعطى من الأجوبة. لم يكن التوقيت بالمناسب و لا المحتوى ليرقى للتطلعات.
عن توقيت اللقاء الرئيس عائد من جولة استمرت اسبوعين في الشرق الموريتاني  و فجر اليوم الموالي الساعة الرابعة هو متجه إلى مصر للمشاركة في القمة بمعنى أن المؤتمر جاء بعد جولة الحوضين و ساعتين تقريبا قبل رحلة مصر. و السؤال المنطقي إن كان الرئيس يحترم المعلومات التي سيقدمها و فوق ذلك يحترم جوقة الصحافة التي حضرت و التي تنتظر لتتلقف بعض المعلومات كان لينتظر حتى يجد من الوقت متسع. هذا من جهة أما من جهة أخرى فإنه بالإمكان تبرير الأمر من منظورين: ربما أن أجندة الرجل مشحونة حتى بعد العودة من رحلته إلى مصر و فضل أن المؤتمر الصحفي الذي بالنسبة له ضرورة فضل أن يعقده الآن. كما أن القراءة التي قدمها أحد الصحافة الذي حضروا المؤتمر الاستاذ شنوف قدمها في برنامج اذاعي عقب المؤتمر يبدو منطقيا. و هو نية الرئيس أن يحول المؤتمر إلى تقليد لاحقا، بحيث يعقد مؤتمرا بعد كل زيارة ميدانية يقوم بها داخل البلد.
محتوى اللقاء، جاء دون التوقعات بكثير خاصة بالنسبة للذين ارتفع سقف توقعاتهم و فوق ذلك توقعوا أن يسمعوا ما يرضيهم، كعمال اسنيم مثلا. لكن حين نقارن المؤتمر الصحفي هذا مع لقاءات الشعب الماضية مع وجوب مراعاة الفرق بين مؤتمر صحفي و لقاء عام نجد أن فرقا تقنيا واحدا يمكن الوقوف عليه، و هو إصرار الرئيس هذه المرة على عدم إعطاء أي أرقام أو احصائيات إلا قليلا على عكس ما فعل في المرات الماضية حيث كان يستجلب معه أرقاما و إحصائيات. النقطة الأخرى الجديرة بالاهتمام هي حسب وجهة نظري خلل مفصلي في الفكرة و هو حين نقول مؤتمر صحفي فهنالك موضوع خاص و خط معين يريد المؤتمر مع المؤتمرين الحديث فيه و هذه المرة كان الزيارة للحوضين، لكن لم ينبه الرئيس الصحافة و للصحافة الحق في انتهاز الفرصة و طرح الاسئلة حتى ولو كانت قد أخبرت من قبل. فإن كانت الفكرة هي الحديث في حيثيات الزيارة ذلك لم يحصل و إن كانت أصلا للحديث في كل الشأن الوطني والعام فذلك حصل بشكل سيء.
لامست الأسئلة تقريبا كل المواضيع التي ينتظر موريتاني أن يسمع و حتى تلك التي ليست بالنسبة له بذات الأهمية. لكن مرت عليه كمن يقرأ عليه ورقة عابرة بجمل غير مرتبة : سنيم، اسحاق، الحوار، الدعم، الفساد، الأمن، الحديد، الصيد... و على عكس الكثيرين أنا لا احمل الرئيس المسؤولية بقدر ما أحمل الصحافة.  هنالك نقاط كان الرئيس واضحا فيها و تلك التي لم يكن واضحا فيها حسبت عليه، فمثلا واضح أن الرئيس من جانب الشركة ضد العمال رغم محاولته تقديم تبريرات مقنعة لحد ما. فمشكلة سنيم حسب وجهة نظري تكمن في انها شركة كانت تعود بمصادر مالية هائلة هي التي استخدمتها الدولة في معظم مشاريعها المدروسة و المرتجلة في السنوات الأخيرة. بحيث أن الشركة لم تمتلك رؤية أو استراتيجية معينة أو حيطة  في حين هبط سعر الحديد أو تضررت سوق الحديد بطاريء ما ، و دراسة السوق و متابعتها هي ابجدية بالنسبة لكل شركة فكيف بواحدة بحجم و عراقة سنيم. إذن في السنوات الأخيرة استنزفت الدولة الشركة و الان الشركة تمر بالوضع الحرج لأنها للحظة فكرت ان سعر الحديد مستقر أو لا يعرف أسهم الإنخفاض. الدولة تشعر بالمسؤولية بشكل أو بآخر  حول هذه النقطة و لذلك تحاول إقناع العمال بتقبل وجهة نظرها ، كرر الرئيس  فكرة سعر الحديد أكثر من ثلاث مرات فلقد كان باكثر من مائة و الان هو باقل من ستين ، و أشار إلى ان الذي يتضامنون مع العمال الآن و الصحافة التي تناصرهم قبل سنوات قليلة لم يناصروهم و هم يساقون من طرف رجال أعمال يؤجرونهم و يكنزون المال على أكتافهم يوم كانوا "عمالا غير دائمين" جورنالية، مشيرا إلى أن نظامه هو من فرض اكتتابهم و تدريبهم كعمال رسميين للشركة بحيث لا يمكن لرجال الاعمال و المقاولين الان استغلالهم.  بخصوص الحوار و تغيير الدستور، كان موقف الرئيس أن كل شيء يمكن أن يطرح على طاولة الحوار من حل كتيبة الحرس الرئاسي إلى تغيير الدستور للسماح بالترشح لمن هم في عمر 90 سنة كما قال، لا شك كان يلمح لبعض قادة المعارضة. و هذا يعتبر موقفا واضحا و لو أنه يصعب الخروج منه بنقاط محددة. ما أكد عليه الرئيس أنه لا يمكن قبول شيء أو رفضه قبل الدخول في الحوار نفسه. عن سجناء الرأي رآهم الرئيس فقط في جمهورية ولد الوديعة قائلا بأن الجمهورية التي يرأسها هو ليس فيها سجناء رأي. و بهذا الصدد و في صدد آخر استمر الرئيس في إحالة كثير من القضايا إما إلى العدالة أو إلى الهابا و كان موفقا في بعض الاحالات فيما خانه بعضها الأخر. فبخصوص دعم الاعلام التوجه للهابا منطقي ليس لاخراج الميزانية من صندوقها بل للتدارس مع الاعلاميين طريقة لإدارة الدعم كسلطة مختصة. بخصوص ولد ماموني و الذي حكم له القضاء ، كان على الرئيس أن يكتفي بدعم حكم القضاء. بخصوص اتفاقية الصيد التي قامت لها الدنيا و لم تقعد منذ أشهر، كان في تصريح الرئيس حيالها إشارة إلى نصر واضح للمفاوضين الموريتانيين حيث أن الاتحاد الاوروبي طالب باستئناف المفاوضات بداية الشهر نزولا عند الشرط الموريتاني، لكن ما أخشاه أن ازمة سنيم ستؤثر على ضوابط و شروط موريتانيا في الاتفاقية ، فحاجتنا لها ربما تكون قد زادت أكثر مما مضى في ظل سنيم قوية. فهل يدعو الدولة هبوط اسعار الحديد للتنازل في صفقة السمك؟
تقرير فوكس بالنسبة له كان مضحكا جدا، حيث تحدث عن معسكرات للتدريب في معط مولان و مناطق من موريتانيا. و أكد ان موريتانيا بلد آمن بجيش قوي اليوم، و هذا كان حصان ولد عبدالعزيز الذي ركبه في الاتحاد الافريقي في منطقة الساحل و الصحراء و في القمة العربية. فانطلاقة ولد عبدالعزير العسكرية الحازمة تجاه الارهاب حسب في ميزان حسناته بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية و كثير من المهتمين في المنطقة، و زاد رونقها رفضه الانخراط مع فرنسا بشكل واضح على الاقل في عمليتها العسكرية في مالي مؤخرا. لمن لا يعرف معط مولان هي منطقة في موريتانيا يتواجد فيها كثير من الاجانب و من الداخلين في الاسلام حديثا لتعلم اللغة العربية و تعاليم الدين الاسلامي و هي معروفة بهذا منذ عشرات السنين ، حيث أن بعض رجالات الدين الامريكيين و الفرنسيين مروا بمعط مولان لدراسة اللغة و الاسلام، و ربما ذلك هو ما يشير إليه تقرير فوكس الذي ذكره صحفي التلفزة الوطنية المدير للحوار.
اعترف الرئيس بوضع التعليم المزري خاصة التعليم العام في مواجهة التعليم الخاص و اكتظاظ المدارس مشيرا إلى أن حوالي 32 مدرسة سيتم بناؤها في نواكشوط، و مشيرا إلى أن الحكومة جعلت من هذا العام عاما للتعليم فقط للعمل على تحسين وضعية التعليم مشيرا إلى بعض الانجازات من مدارس للمهندسين و مدرسة المعادن و بعض البنى التعليمية الاخرى. مشكلة الرئيس مع الشعر و الأدب و التي هي بادية حقيقة و صراحة في خطاباته برزت من جديد. حين ذكر أن الزيارات الآن مختلفة عن ما كانت عليه، حيث في عهد ماض كان هو فيه مرافقا للرئيس و حسب ما سرد بالتفصيل كانوا يصلون و يستمعون للشعر و الغناء حتى ساعات الفجر الأولى و يخرجون و يكون هو نفسه في حالة "إغماء" "مربوط رأسه" كما يقال في الحسانية و هو أمر مفهوم جدا لشخص ليس من المولعين بالأدب و الشعر و هو يستمع إليهم لأكثر من 4 ساعات او خمس ، و تمنعه صفته العسكرية من أن يغفو قليلا على المقعد أو ينام على عكس بعض الوزراء و المرافقين الذين يغطون في نوم عميق. و ذكر الرئيس أنه في تلك الايام الخالية لم يدخلوا مدرسة و لا إدارة و لا مستشفى، و كانت زيارات شعر و غناء.  و عن الخيل و الابل التي تلقته قال أنه طلب و أصدر تعليمات بأن لا يحصل شيء من هذا القبيل ، لكن هؤلاء ناس عاديون لم تتم تعبيئتهم اختاروا تلك الطريقة للتعبير عن ترحيبهم. و عن المدرسة الوطنية للإدارة و خريجها قال الرئيس أن المتخرجين السابقين اكتتب جلهم و الجدد يحتاجون فترة و صمت الرئيس ثم قال ليعرفوا إلي أين هم ذاهبون.

بشكل عام، أظن أن القول بأن حرية التعبير و الرأي ليس منة هي حقيقة، لكن الحقيقة أيضا أنه قبل هذا الرجل الكاره للادب و الشعر لم يجرأ كل ممن يصرخون الآن من مواقعهم الاعلامية أو من مواقعهم العامة لم يجرؤوا على القول بشطر كلمة، و الحقيقة أيضا أنه قبل الجنرال هذا لم يجلس صحفي مستقل وجها لوجه أمام رئيس حتى "ينسحب " أو يقول له "ماني منسحب" . و وصولنا لهذه المرحلة يمكن أن يقال أن بتوق الموريتانيين إليه ليس بتضحياتهم. فمن حسن حظ الموريتانيين أننا انتقلنا الى هذه المرحلة بأقل الخسائر أو دون خسائر حتى. لكن معارضتنا التي لم يسجل التاريخ لها أي موقف دائما في الجانب الخطأ من المعادلة ما جعل من السهل اللعب بها حتى من طرف خصومها. فمنذ توليه السلطة رأينا بوضوع كيف الجنرال الذي ينعته الجميع بابشع الصفات متجاوزا مرحلة النقد و المعارضة إلى إهانة رموز الدولة رأينا كيف لعب معارضتنا بكل رؤوسها و وجههم يمينا و يسارا. فقط لأنها معارضة عدمية لم تعرف مواقف و لم تعرفها المواقف. السؤال البديهي مثلا : هل كان ولد عبدالعزيز ملزما بتحرير الفضاء السمعي البصري، حتى قبل تحرير هل كانت هنالك مظاهرات عارمة للمعارضة تطالب بتحرير الفضاء السمعي البصري . في النهاية هي ليست منة . لكن لنتعلم أن المعارضة العدمية تنتحر ببطإ. لننظر لحيث لم ينجز كاره سوق عكاظ و نقدم البدائل. بالمناسبة أنا أشاطره بعض المشاعر تجاه الشعر و الادب في هذا البلد. لكن استخدامهم للتغني على الرؤساء و أيضا انشغالنا بالتغني بامجادنا فيهم عن بناء حاضر و مستقبل هي عوامل تجعلني أشاطره بعض الرأي.
الرئيس كان مرهقا و كان بديهيا أيضا. و نجم اللقاء كان المناكفة الخارجة على الاتيكت و البروتوكول و المهنية. لكن أيضا مما أنا أحسبه للرجل و لو أن البعض يحسبه عليه هو تلقائيته الزائدة أحيانا ففي خطاباته يتكلم لغته و في لقاءاته. و باد جدا أنه رجل يزعجه البروتوكول. فعزيز في قصره هو عزيز على التلفزيون و هو عزيز في بيته. فمثلا تمديده اللقاء ل 40 دقيقة هل يعرف أحد ماتعنيه 40 في أجندة رئيس؟ و ما يعنيه أن نيام الرئيس لليلة كاملة ساعتين تقريبا؟ لكن إن تعاملنا بالعرف و البروتوكول الدقيق لنفترض جدلا أنه أمكننا ذلك هل يقدر أيا كان مقدار التذمر من صحافة لا تعرف شيئا عن الاتيكيت الذي يحكمها أصلا فكيف بشيء اخر. ماذا عن مواطن مقدار معرفته عن العالم هو ما تبثيه التلفزة الوطنية من مناظر من الحوض الغربي أو ألاك. الرئيس منا آل البيت و آل البيت من الرئيس. فلنسقط معايير نستخدمها فقط في وقتها الخطأ و ننسى إسقاطها على ذواتنا. لا يجب ان نناقض ذواتنا. ما حصل كان "حديث قوم" لا ينقصه إلا كؤوس شاي منعنع و بعض المشوي تأتي به سيدة القصر، لكن ليس في ذلك ضر بالنسبة لي. نحن لا يجب و لا يمكن أن نقاس بمعايير غير معاييرنا و من يريد أن يعرف معايير صحافتنا مثلا يذهب إلى مكاتبها حيث يختلط النعناع بالخبز الجاف و الاقدام فوق المكاتب.
ردة فعل الرئيس من وجهة نظري البسيطة غير مقبولة لكن السياقات و الطريقة التي التقف بها الصحفي الكلام كانت خارجة عن المعايير الموريتانية و عن الضوابط المهنية ببساطة. "ماني منسحب" مثلا هذه تليق بمعاييرنا الوطنية فهي مقبولة بها. لكن لا نحاول اطلاقا أن نسقطها على أي معايير أخرى. ضحكت حين سمعت الصحفي يقول : بحثت في الانترنت هذا الصباح لأعرف إن كان أمر مثل هذا حصل من قبل في العالم؟ اضحكني أمرين أولا حين قال حصل في العالم ، اردت أن أسأله كان حريا بك أن تبحث إن كان في العالم صحافة مثل هذا. الأمر الآخر حاولت أن اخمن "الكلمات المفاتيح" التي بحث بها في غوغل مثلا، هل قال : "رئيس يقول "اقطع انت"" " رئيس يقول انسحب" "صحفي يقول ماني منسحب" ... غوغل يا عزيزي ليس لمعاييرنا الوطنية. عن طلب الرئيس قطع البث. تساءل الصحفي إن كان قانونيا يليق الأمر . كم من مرة شاهدنا أوقف التصوير أوقف البث . خاصة حينما لا يكون هنالك عقد مسبق يبت في القضية. في بعض برامج التلفزيون هنالك عقد يحكم الضيوف و المؤسسة حول امكانية الحذف أو الوقف او التغيير. لا أظن التلفزيون الوطني وقع عقدا من ذلك القبيل مع الرئيس. لكن الحقيقة أننا نعيش حرية مسكونة بخوف و عقد فطرية تراكمت لعقود خالية مضاف إليه بعض توابل الهواية . لا يليق رد فعل الرئيس بالرئيس لكن يليق بشخص. و لمن يقرأ فيما سبق تناقض أنا بالنسبة لي هو قراءة تليق بوضعنا.
في النهاية قال الرئيس مرهقا بعض ما خرجنا منه بجواب و بعض ما خرجنا منه بأسئلة أكثر، حضور الصحافة على علاته كان أحسن و الأسئلة في مجملها كانت على المستوى، خاصة أسئلة الصحفي الذي بدأ المشادات في بداية المؤتمر وضع سلسلة أسئلة لو خلت من طابعها الهجومي و بقيت في اطارها المهني البحث كانت بالضبط ما ينتظره مواطن عادي يريد من صحفي هو الناطق باسمه أن يأتيه بمعلومة من شخص هو المكلف بإدارة شأنه. تبقى المعايير التي على أساسها اختيار القنوات التلفزيون مع موقعين و اذاعتين تقريبا محط تساؤل، لكن المؤسف أن الصحافة الحاضرين لم يسألوا هذا السؤال . مثلا لو كنا في ساحة اعلامية نظيفة الاعلانات تحصل فيها بحسب الجهد و العمل و النجاح في استقطاب المتابعين كنا نفهم أن يتم اختيار انجح المؤسسات. لكن في ساحة ضبابية مختلطة حيث الاعلان يحصل عن طريق القريب و الاتصال الهاتفي لا يمكن القول بهذا اطلاقا. فماذا كانت المعايير سيادة الرئيس ؟ ولو أن السؤال جاء متأخرا. والسؤال الآخر : أي وزير أو جنرال أو مستشار اقترح عليك عقد مؤتمر في توقيت مثل هذا؟


 

Saturday, March 14, 2015

رذاذ من مدينة تمطر


صدر لي مؤخرا عن دار نوفابلس كتاب : رذاذ من مدينة تمطر
تأتي هذه المجموعة بعد المجموعة الأولى التي حملت عنوان : ذاكرة الغياب

في رذاذ من مدينة تمطر أكتب عن كل شيء غشيته للحظة مسحة من مدينة اسطنبول. اكتب عن الوطن الملتمس في معطيات المدينة عن الحبيبة عن الصديقة و الصديق ، أكتب عن الماضي عن الآتي من خلال عيني المدينة الماطرة.
و في الكتاب و كنبذة عنه :
حينما لا تمطر اسطنبول فسماؤها تبعث رذاذها الساحر، يأتي مطر اسطنبول كالخاطرة كالفكرة كطيف يتجسد فيه كل الراحلين،  ثم يهدأ ليفسح المجال لرذاذ يتيح مساحة زمنية على هامش المكان الاسطنبولي المبلل لصياغة تلك الافكار و الخواطر في قالب يليق بأوراق تسرد يوميات متسكع تغشاه القمحية الافريقية  في مدينة بين الشقرة الاوروبية و السمرة الأسيوية. حيث منارات المساجد و  أجراس الكنائس، و حيث التقى البحران. المطر هنا مختلف يأتي صمتا موتا لحنا فنا رسما ألما حيرة تساؤلا رقصا يأتي المطر هنا نصا.
في هذا الكتاب، شيء من كل شيء أوراق متسكع بعثرت على عجل بل سقطت من محفظة تسكعه و هو يتفقد بعض الأشياء الضائعة فيها. أحاديث مدينة ماطرة لمتسكع مغامر  في بعض الأوقات الاستثنائية. الذات الزاهدة في المدينة المحرابية على أرصفة تملؤها قدسية التسكع. من نواكشوط موريتانيا إلى بوجنبورا بوروندي مرورا ببيساو بمحطات سريعة في روما و باريس وصولا إلى اسطنبول ، حقائب و أوراق مبللة برذاذ  مدينة  مطرها لا يتوقف."

يمكنكم الحصول على معلومات وافية و مقاطع من الكتاب على الصفحة :

https://www.facebook.com/TheAbsenceMemory 

و عن نقاط البيع حيث يمكن الحصول على نسخ من الكتاب فهي كالتالي على أن نقاط بيع جديدة ستنشر تباعا على الصفحة المذكورة أعلاه : ذاكرة الغياب.




- الإمارات : ( منتشر في فروع عديدة ومتوزعة عبر شركتي دبي للتوزيع و زين المعاني )
- الكويت ( العجيري - جرير - ابن النفيس - ذات السلاسل - آفاق )
- البحرين ( المكتبة الوطنية - الأيام )
- قطر - السعودية - عمان ( سيتم الاتفاق قريباً )
و سيكون قريبا على نيل و فرات
كما يمكنكم الحصول عليه في أي نقطة من العالم عبر طلبها عن طريق ايميل من الدار مباشرة "دار نوفابلس" .
وسيكون هناك تعاون قريب مع نيل وفرات.

Saturday, February 21, 2015

أنا و تمبكتو

قرأت ذات يوم خبرا عابرا في موقع اخباري موريتاني، أن سيساغو متواجد في منطقة تمبكتو للعمل على فيلم جديد له. لم أعر الموضوع كبير بحث وا هتمام. اعرف أن الرجل انتقائي جدا مؤمن بأن أي عمل يعمل عليه يجب أن يجد فيه نفسه و يحس فيه الفن و الموضوع. انتهى الموضوع بالنسبة لي هنالك. بعدها و أنا أحاول أن اكتشف إن كانت بعض الأعمال التي راقتني عام 2014 قد تم ترشيحها لأي سعفة ذهبية أو فضية أو غيرها في كان2014 ، وجدت أن فيلم "تمبكتو" حاضر بقوة و مرشح فوق العادة. قلت في نفسي : فعلها عبدالرحمن ثانية... 
بدأت أحاول جاهدا متابعة بعض الأخبار حول الفيلم خاصة أني كنت في سياقات أٍسفار و أوراق و تحول من اقصى الجنوب الكوري إلى أقصى الجنوب الفرنسي مرورا بفاصلة اسطنبول مستعجلة مكتظة المعطيات. قرأت عن مشهد الكرة الوهمية التي يلعبها الصبي ، تلك لمسة لا شك من لمساته الفلسفية ، تماما كما ذلك الأبكم على حافة سكة الحياة في انتظار سعادته. نعم فعلها سياساغو ثانية. قرأت و قرأت و طالعت الصور الواردة من الفيلم و كانت فل ملحفتها الرمادية العائدة للون الصحراء جلابة خلابة. تابعت بعد ذلك مقابلة للرجل على قناة 24 ، كان فيها يقدم مشروعه برزانة و ثقة ، هو رجل ليس لديه ما يخسره فما يعمله هو مايؤمن به و يكفيه أن يستخدم الكلمة و الصورة للتعبير عنه دونما انتظار لأي جائزة.  جاء الكان و لم تكن سعفة الذهب من نصيبه. تابعته لاحقا في مقابلة سريعة على ضفة البحر في كان: لا يقول كما يقول كل المخرجين لقد عملنا بكد و جد و و و بل يقول في أناة بلغة فرنسية موغلة في الدفي الافريقي : السينما و الفن و التعبير و الرسالة و الاحساس و و ، سألوه: هل من رسالة. هو رجل يعطي رسائله بفن فلسفة و فلسفة فن صارخة. 
عرض الفيلم لأول مرة في موريتانيا في حدث كان على رأسه رئيس الجمهورية، تلك خطوة تحسب للحاكم العسكري كما يقول الأشبال و الاطفال النشطاء، و كما يقول شيوخ الاحزاب السياسية. كنت على سريري اتخيل الجماهير تشهد مولود ابنها الفني في فن ظل طويلا بعيدا منا. حاولت تخيل ولد عبدالعزيز و هو يحاول التركيز على النص و الحوار فلربما القريحة الفنية لا تشفع له ليركز على ذلك البعد. حاولت تخيله و هو يلفت مبتسما لى سيساغو و بفرنسية ربما عسكرية قليلا يقول له : سي بياه سا . ما حصل أنه بعد الفيلم طالعنا ناشطو الفيس بوك و خبراءه و خبراء اعلامنا الوطني الذي لا يعرفون من السينما لا مسرحية مدرسة المشاغبين، طالعونا بالنقد و الطرح ، لو كانت مجرد وجهة نظر جيد لكن كان الكل يحلل و يعلق كمن درس الفن و السينما و التلفزيون 5 سنين في جامعة للفنون الجميلة و الدارما في لندن. كانوا يحللون الفيلم و يعلقون عليه تماما كما يفعلون مع خبر نشره موقع الاخبار أو موقع أطلس انفو... المهم انتهت تلك الزوبعة و حصل الفيلم لاحقا على جوائز أقل من كان.

حطت بي الطائرة في باريس مساء يوم من أيام 2014 الاخيرة في مطار شارل ديغول.  و تهادي بي القطار الى بيت صديقي في 93 حيث بعثرة الاشياء الافريقية. أياما قليلة و دعاني لمشاهدة فيلم الهجرة ، الذي ابدع مخرجه في تحريف التاريخ و ابدع في المؤثرات البصرية حين اجتاح البحر فرعون و حين نزل موسى ببيت عربية في بادية الاردن و حين دعا بني اسرائيل للتحرر من يد فرعون. قبل ذلك بيوم تقريب. كنت في جولة من اولى جولاتي المتأنية في عاصمة الانوار و معبودة ايفيل و عابدته . و قفت في الميدان قبالة "أوبرا باريس " العريقة هناك تغطيك رائحة الفن و تجتاحك موسيقى التاريخ. لمحت عن يميني دار سينما، عرجت عليها و ألقيت نظرة على افلام الاسبوع ذلك. لا شك تجربة فذة أن تشاهد فيلما غير بعيد من من اوبرا باريس. 
وجدت فيلم " تمبكتو " على قمة اللائحة و القاعة قد اكتملت . التقطت صورة بهاتفي هي تائهة الان في ملف ما هنالك .... 
و كأن صديقي أحس رغبتي فجاءت دعوته لفيلم لم يكن "تمبكتو" و ذهبنا إلى دار سينما أخرى و كان "تمبكتو" معروضا في غرفتين و كانت احداهما ملأى و الاخرى تقارب.  اقترحت على صديقي أن نشاهده في اقرب فرصة. لكن لم تتح لنا الفرصة. 
بعد اسبوعين في باريس و في قطار عابر لأروبا انطلقت إلى قمم الألب و "تمبكتو" في ذهني أحاول أن احضر سياقا يليق بمشاهدته من صحبة الى مزاج. فقط انتهي من بعض الاجراءات و يخلو ذهني لأتابع بتمبكتو بكل صفاء.
جاء اليوم و صحبت صديقة جديد لي تعرفت عليها فقط في قمم الالب قادمة من ما وراء البحار، و ذهبنا و شاهدنا الفيلم في قاعة كانت هي الاخرى ملأى. خرجت بنت ميشيغين بطن من الأسئلة ، فلقد كانت كل صورة توحي لها بسؤال و كل مشهد يوحي لها بتساؤل لم تعرف عن حياة الصحراء عن العمائم و الجلابيات و الفضفاضات و الملاحف، كانت اسئلتها اكبر و اكثر من المساحة الزمنية. و قررنا العودة لمشاهدته مرة أخرى. كان سياق دعوتها أني حين قلت لها موريتانيا لم تعرف أين هي على خريطة للعالم مرهقة المعطيات في مخيلتها. 

أول اسبوع في قسم البحوث و الدراسات بمعهد العلوم السياسية بغرنوبل حيث أعمل على كتابة بحث حول الاعلام و الارهاب . حضرت الاستاذة لتدرسنا بعضنا خبايا الحضارة و اللغة الفرنسية و من ضمن الانشطة التي اقترحت علينا في الموسم هو أن نذهب مرة لمشاهدة فيلم "تمبكتو" و حينها التفت الي باسمة تذكرت أني اخبرتها أني من موريتانيا و طلبت مساعدتي لتعرف اسم المخرج.

انتهى جانب آخر.. البارحة و أنا أستمع الى احدى قنوات فرنسا الاخبارية التي لست من اكبر معجبيها ، علمت خبر حفلة "السيزار" على قناة كانال بلس. حصلت على هاشتاغ مباشر و تابعت من خلاله الحفلة . اعلن "تمبكتو" فائزا بسيزار احسن فيلم ثم احسن سيناريو ثم صورة ... و توالت السلسلة إلى أن اكتمل النصاب 7 حوائز سيزار. كانت ليلة برق فيها الأسمر الموريتاني ببزته الانيقة كالعادة. سجلت له جملة واحدة حين اعلن الفلم كأحسن فيلم  و بعد كلمة المنتجة ، دعا : طاقم الفيلم و الفنيين للخشبة. نعم لم ينس احلام الشباب الذي تعبوا معه ، يحلم الجميع أن يعتلي منصة التتويج. 
اليوم يحلق الأسمر الموريتاني إلى لوس انجلس في مغامرة "تمبكتو" المذهلة، هنالك حيث إسم موريتانيا الذي كنت أتبعه كل مرة بمحاضرة جغرافية. اتمنى أن الاحد المقبل سيقدم موريتانيا للعالم فلن أكون لاحقا حين يسألني أستاذ للثقافة و الحضارة الامريكية في واحد من نخبة المعاهد الفرنسية حين يسألني من أي بلد؟ و اخبره موريتانيا: يصمت قليلا ثم يجد عارا على استاذ ثقافة أن يقول : و ماذلك؟ فصمت و كانت عيناه تسأل ذلك السؤال. و هو قادم من ارض الاحلام و التقدم  و الحضارة.
اتمنى أن اسم موريتانيا حين يبرز على شاشة الاوسكار : سيقرؤه على الاقل الملايين حول العالم. و سيبدا البعض يقلب صفحات غوغل و الانترنت يسأل هل ذلك بلد نزل من كوكب مارس أو زحل فيما العالم منشغل بالحرب على اسلحة العراق المدمرة؟ 

ما يعنيه لي حضور "تمبكتو" في الاوسكار ليس فقط فيلم و جائزة . بل بلد و أمة تقدم لعالم لم يعرف عنها الكثير من اسيا لاروبا حتى لافريقيا. كان هذا النص الزاميا كل ما قلت موريتانيا : توجد بين المغرب و السينغال و هي مطلة على المحيط الاطلسي و حين اريد ان اضفي خفة على الجو أمام حرج الطرف الاخر بعدم معرفة بلدي ، أقول له : نحن نسبح فقط بضع ساعات و نجد انفسنا في الولايات المتحدة الامريكية.

كانت تلك مسيرتي مع #تمبكتو . فلننتظر ما سيحمله الأحد المقبل و لوس نجلس و الاوسكار لتمبكتو و لسيساغو و للسينما الافريقية و موريتانيا . بالنسبة لي الجائزة ليست أهم من لحظة يقول المقدم : المرشحون لجائزة احسن فيلم ناطق بلغة اجنبية : 
فيعدد الافلام ثم يقول :
من موريتانيا ، فيلم "تمبكتو" للمخرج : عبدالرحمن سياساغو .... تلك بالنسبة لي جائزة يقدرها عابروا السبيل من امثالي ممن تتقاذفهم المطارات و القطارات والمحطات بعلم اخضر و نجمة صفراء و أحلام وطن كأوراق الربيع تصارع اجواء الشتاء . 


Wednesday, February 18, 2015

تحدي تطبيقات الهواتف الذكية في موريتانيا - MAURI APP


أن تصل متأخرا خير من أن لا تأتي ..
في الأونة الأخيرة عرفت موريتانيا بجهود شابة سلسلة انشطة أدخلت بعض أهم الافكار العابرة للحدود إلى البلد من قبيل تيد و ستارتاب و و الأبس مؤخرا إلى البلد. يعود الفضل لنخبة شابة اتجهت منحى مختلفا أرى فيه جدوائية اكبر لبلد منغمسة نخبته في معطيات سياسية بالية هالكة و مهلكة للدولة و مشاريعها.
 أعلن قبل يومين من الان عن نتائج تحدي تطبيقات الهواتف الذكية الذي ينظم لأول مرة في موريتانيا، حيث أعلنت ثلاثة تطبيقات فائزة عمل عليها مهندسون موريتانيون. في بلد التكنولوجيا فيه تعبر بتعثر و تحاول أن تجد مكانها، يعتبر هذا التحدي خطوة هامة اولا تعبر عن الامكانيات و القدرات و الكفاءات المتوفرة و ثانيا تفتح أفقا جديد للتفكير و التطوير في عالم يتحرك اليوم بالتطبيق و يحركه الكليك.

تحدي تطبيقات الهواتف الذكية ، موريتانيا أطلقته "حاضنة ريم تيك" التي عملت مجموعة شابة على تأسيسها لاحتضان مجال يعتبر حيويا في عالم اليوم و هو تطبيقات الهواتف الذكية. تم اطلاقه منذ حوالي 4 أشهر >
هذه الحركية الشبابية في مجال المقاولة و التكنولوجيا تقدم للبلد بالتاكيد اكثر مما تقدمه حركية سلبية تخلط العمل السياسي بالمدني بعبثية مطلقة.

قدمت حوالي 100 مشروع تفني للمسابقة كان تم قبول عشرة منها للنهائيات تضمنت أفكار بدت مبدعة و مستجيبة لمتطلبات السوق و المواطن الموريتاني من بينها حسب ما أورده مقال في لموند الفرنسية كتبه : سمير عبد الكريم
- تطبيق حول امن النقل العام بعنوان #TaxiSecure
- تطبيق للمحافظة على التراث السياحي الوطني  #MauriTourisme
- تطبيق حول الشفافية في الادارات العمومية  و مكافحة الفساد   #Nazaha

و غيرها من المشاريع ....

و في النهاية  تم اعلان الفائزين بالجوائز الثلاثة الاولى و التي كانت على النحو التالي :
مبلغ مليون اوقية  الجائزة  الأولي
500 ألف اوقية الجائزة الثانية
300 ألف اوقية الجائزة الثالثة


و كانت الجائزة الأولى من نصيب تطبيق
‪#‎DiappApp‬ يمكن مرضي السكري من تسجيل ومتابعة حالتهم الصحية يوميا عن طريق هواتفهم الذكية ومشاركتها مع الطبيب. التطبيق صممته المهندسة خدي منت عابد.
المهندسة خدي بنت عابد مع والدتها 





و كانت الجائزة الثانية من نصيب التطبيق
‪#‎Smart_City‬  الذي يمكنكم من تحديد الأماكن المهمة مثل الفنادق والمطاعم ..الخ  ويستهدف المقيمين والسياح.و كان  للمهندسين ( سويد المختار ن بوي و القطب محنض باب و وو باب) 













وكانت الجائزة الثالثة من نصيب التطبيق
  #‎TaxiSecure‬  لجعل سيارات الأجرة في#نواكشوط أكثر أمانا. و التطبيق كان للمهندسة جولي عمر جالو والمهندس نياميم مكط نيانغ)

















و هكذا اختتمت النسخة الأولى من التحدي .
https://www.facebook.com/pages/MauriApp-Challenge/1528020927429938

http://www.lemonde.fr/afrique/article/2015/01/29/en-mauritanie-un-ecosysteme-start-up-prend-forme-lentement-mais-surement_4566242_3212.html

Tuesday, February 17, 2015

إضراب عمال سنيم / ثقافة عمالية قيد التشكل


منذ حوالي اسبوعين و عمال الشركة الوطنية للصناعة و المناجم المعروفة ب "سنيم" الشركة الرائدة في البلاد و خارجه كواحدة من اكبر شركات تصدير الحديد بقطارها لنقل الحديد الذي يعتبر الاطول في العالم. منذ حوالي اسبوعين و عمال الشركة في اضراب شامل و عام عن العمل، عمال الشركة من جورنالية و عمال صيانة و القاعدة العمالية في الشركة دخلوا اضرابا من هذا القبيل عدة مرات، لكن يبدو هذا الاكثر جدية حيث يرفض العمال رفضا باتا معاوة عملهم قبل أن تلبي الشركة مطالبهم المتمثلة :
في زيادة الرواتب و صرف العلاوات، خاصة و أن الشركة العام الماضي سجلت رقما اقتصايا مهما، في الوقت الذي فيه منذ عقود وضعية هؤلاء العمال الاقتصادية لا تتغير راتب ثابت و علاوات لا تصرف في غالبها، و ممارسات كثيرة تشوب عملية الراتب و صرفه.

وساطات كثيرة على طريق رجال القبيلة حصلت ، حيث يأتي شيخ أو برلماني او وجيه و يقول سنوصل مطالبكم شخصيا على أن تبدؤوا العمل الان. هذا نوع لا يبت للقانون بصلة. العمال هذه مرة يحظون بدعم و احتضان من القاعدة الشعبية في مدينة ازويرات المدينة العمالية الواقعة في اقصى الشمال الموريتاني حيث ترتكز الشركة. الاهالي و رجال الاعمال يدعمون العمال دعما عينيا من اغطية و افرشة و اطعمة. و مؤخرا تحولت ليالي العمالي الى ليالي احتفالية تقام فيها مهرجانات المديح و الرقص الشعبي .

الاضراب يهدد بان يشكل حركة التجارة الحديدية التي تعتبر ركيزة اساسية من ركائز الاقتصاد الموريتاني. و كانت الشركة مؤخرا حققت ارقاما اقتصادية مهمة و تعتبر الاكثر ثباتا في مجال السوق الموريتاني.

الرسالة التي يتضمنها هذا الاضراب هو أن ثقافة عمالية تتشكل و تنضج تنقل موريتانيا من مرحة "قبلنا و رضينا" إلى مرحلة يعي فيها العامل حقه و يناضل من اجل انتزاعه. و يفرض على الدولة و رجال الاعمال أن يعوا هذا الحق و يعملوا على ضمان توافره.

وقدم احدهم ناقة.. و طن يظل طيبا و جميلا 
لكن مشكلة موريتانيا كالعادة ناشطيها، ففي وقت عليهم التحرك لا يتحركون و في وقت لا داعي فيه للتحرك إذاهم في فيس بوك و خارجه يتقافزون. و كل حركة احتجاجية تظل ناجحة إلى أن يدخل الناشطون على خطها، ببساطة لأن النشاط المدني مربوط عندنا بالنشاط السياسي ، و لنا هذا الولع المخيف لإغراق كل شيء في السياسة و اخراجه من اطراه الحقوقي و المدني الذي هو الأصل.
و المشكلة الاخرى هي الاعلام الذي يغطي بطريقة تقتل المادة الاعلامية بدل احيائها. فتقرأ تلك الفقرات المجتزأة التي لا تجيب على اسئلة معينة : ماذا و متى و أين و كيف ، التي هي اساسيات أي فقرة اعلامية. أما أن تجد تحقيقات او تقارير أو دراسات تعمق الموضوع و تضع في بعده حتى يبقى في منأى عن هذيان كل من هب و دب فتلك إن حصلت من موبقات اعلامنا الألف.


عاش العمال و ما ضاع حق وراءه مطالب .... كلنا جورنالية سنيم و عمالها حتى ينالوا حقهم كاملا .

و اغتصبت رقية أيضا ... / مجتمع مدان بجريمة الاغتصاب


أعود في موضوع آخر للأسف عن الاغتصاب . لأن الاغتصاب يبدو التحدي الحقيقي اليوم للمجتمع الموريتاني في ظل الاعراف و التقاليد التي تدعو لكتم و التستر على جريمة من هذا القبيل.
في العالم تغتصب بنات العشرين و الخمس عشر غالبا أما في بلدي فكل المغتصبات المقتولات هن تحت سن العاشرة.
في الاسبوع الماضي هزت نواكشوط من جديد هزة لحظية حادثة اغتصاب فتاة تسمى رقية عمرها اقل من عشر سنوات، الحادثة مرت ككل شيء مرور الكرام لى ابواب أعلامنا و اعلاميينا دون تقارير مفصلة و لا تحقيقات علمية تساؤل الظاهرة و اسبابها في مجتمع محافظ صامت. اغتصبت رقية في منطقة "الرياض" و اعلنت الشرطة على وجه السرعة أنها اغتصبت من طرف عسكري من محيطها الاسري، ثم عاد الدرك ليفند ذلك راسما هو الآخر قصة و سيناريو مختلف. لا يهمنا نحن القصص

حدث الامر تقريبا بالتوازي مع حادثة اغتصاب حدثت في اسطنبول اهتزت لها الدولة من رأسها لقدمها: حيث وقف اردوغان ليعلن العنف ضد النساء واحدا من التحديات الاجتماعية المطروحة لتركيا. كانت تلك حادثة في تركيا تحدث نسبيا بشكل فردي. أما في موريتانيا فالاغتصاب يجري بشكل تسلسلي فيكفي أن حوالي 5 حالات سجلت في أقل من خمسة اشهر، و كانت كلها فظيعة ليست فقط عنفا ضد النساء بل جريمة قتل و حرق و اغتصاب و جريمة ضد الطفولة. ينتفض الشارع للحظات ثم يختفي الخبر من صفحات وسائل الاعلام الاولى و ينسى الناشطون مسؤوليتهم في متابعة القضية حتى يتم التوصل إلى حل قاطع.
يهدأ الجميع الان، ثم بعد اسبوعين تقريبا تغتصب بنت اخرى .

لا يتعدى الأمر خبرا واهنا في أسطر قليلة على موقع بائس . ثم صورة أو اثنتين على الفيس بوك و ينتهي الأمر، فيما تستشري الظاهرة  و الخافي أعظم. يمكن إرجاع الاسباب:
التستر على الحادثة في مواقف عدة حيث يكون الجاني دائما من المحيط الاسري القريب.
و يتم مع أقل من عشر سنوات لأنهن دون سن الادراك لكثير مما يحصل لحظة الاغتصاب.
يمكن ارجاعه ايضا للنظام الاسري و كيفية العيش معا و النوم و المسطرة الاجتماعية الدقيقة داخل
الطريقة التي يتم التعامل بها مع موضوع الجنس و الامية الجنسية المطلقة من الف المجتمع ليائه بنخبته و قاعدته.
الحل الوحيد في ظل الوضعية الراهنة أن الوصية على البنت أمها أم قريبتها يجب أن تحرسها من الاقارب و المحيط الاسري قبل أن تحرسها من الخروج و التاكسي و سوق العاصمة. فالمحيط الاسري بذئابه القبيحة أشد خطرا على براءة الطفلة .


رحلت رقية كما رحلت زينت و فاطمة، لم تعطهم ذئاب المجتمع البائسة فرصة ليعيشوا طفولتهن و لا انوثتهن ولا حياتهن، في صمت أليم انسحبن من المشهد، مسجاة بدمائهن و تلف وجوههن الصغيرة البراءة. بقيت أمهاتهن و اهلهن يتأملن بعيون جامدة لا تكدن تصدقن. رقص الناشطون صرخوا مرة و اثنتين في هواء كرفور مدريد الملوث، مثلت الدولة دور من لم ير و لم يسمع، ثم تسارع ذئاب القبيلة للتغطية على الموضوع و اغلاق الملف. لن تشعرن بناتنا ملائكتنا الراحلات بالراحة و الجناة لم تعاقبن و الدولة لم تبحث الحل ....
نامي بسلام يا رقية كما نامت زينت... و دعي لهؤلاء البؤساء بناء مقبرة "الملاك المغتصب"

Monday, January 26, 2015

هكذا يفعل وطني بقدماء صحافته - المصور محمدو بعد 30 سنة خلف الكاميرا ، خلف الصمت يلتهمه الفقر و الاهمال


تابعت قصة هذا الرجل منذ فترة و قرأت تقريبا كل ما كتبه إعلامنا الوطني بخصوصه و حاولت الاستفسار من بعض الزملاء. ينتهي إلى علمي الآن أن هذا حاله ، قعيد الفراش و المرض و العجز، في دولة تعج بالناعقين خلف الابواق و الشاشات و الأجهزة و الأوراق صحافة قالوا أو زعموا.
حين تنظر لحال محمدو يعطيك صورة فلسفية الحزن و اليأس عن حال صحافتنا الوطنية بكل أطيافها. ثلاثون سنة شهد فيها ميلاد وطن و أمة و حمل الكاميرا. لا احد يحمل تجاعيد وجهه و لا يسمع أنة صمته. أرشيف أمة يتبخر بين سواعده التي لم تعد قادرة عن مسح بعض الغبار عن جبينه. و الوطن و صحافته و رجالاته مشغولون بنعيق لا يسمن و لا يغني من جوع أطفال فوتوا اللعب في طفولتهم ويقتصون من تلك الطفولة الضائعة الان في قنواتنا و شاشاتنا و مجلاتنا و مواقعنا فالكل يلعب و يعبث على هواه.
طويلة قصة محمدو مليئة بلحظات الفخر و العزة و الحماس و تنتهي بتراجيدية قاتلة سريالية الحزن و الدمع.
نعم صندوق دعم و هيئة للسمعيات البصرية و نقابة و رابطة و و و و و لكن كل ذلك لايجد الرجل الذي كان من بدأ له جدوى. لا شيء أضواء كامرته خفتت ، صناديق صوره تآكلت ، خيم الصمت على كوخه بعد 30 سنة قاتل فيها بكل بسالة يصارع فيها حلم صورة ضائع في صحراء مفقرة من كل شيء من الصحافة و الاعلام و كل شيء. 30 عاما كان فيها رجلا مؤمنا بصورة توثق لأمة ، أمة لن توثق لحظة انطفاء كامرته. كما وثق لحظة اشراقات تاريخها.
سيرحل محمدو في صمت ضحية مرضه و ألمه ، لن يبكي عليه موقع اخباري بائس و لا قناة رديئة و لا مدونون عبثيون ضائعون بين احلام الطفولة المهنية و ارهاصاتها. سيرحل محمدو و ستأتي الرياح على أرشيف الأمة الذي حتى على فراش المرض يبدو بالنسبة له التركة الوحيدة و الأغلى. ستأتي الرياح و تحمل كل الأرشيف معها. أو ستأتي معزاة الجيران و تلتهمها.
ارحل يا عزيزي يا أبي في صمتك هذه أمة تنكر تاريخها. و تقتل أمجادها، هذه أمة لم تعرف أن تعترف و لا أن تنكر فتجاوزها التاريخ و تطمرها الجغرافيا في ركنها القصي.

فلتعش أيامك بسلام و لتفخر بنضالاتك و انجازاتك و دع للصمت أن يخلد حياتك .
دعنا هنا نكتب لنقابة الصحفيين و ندق أبواب الهيئة العليا للسمعيات البصرية ، و جميعات المصورين و المدونين ، دعنا هنا نبحث عن من قد يجد فيك شخصا يعنى به. أن يتركوك كذلك هي فقط ضورة عن واقعهم البائس و مستقبلهم المقزز متسولين على الابواب أو نقاشاتهم المتخلفة في قاعات المؤتمر الصحفي لوزير المالية. هذه أمة بائسة يا محمدو ... سامحنا.

يمكن الاطلاع على لمحة عن حياة الرجل على هذا الرابط الذي يبدو أنه نقل النص من موقع السراج :  http://alhassad.net/article3381.html

و يمكن الاتصال على هذا الرقم للتعاطي مع حالة محمدو.  0022247481753

و من باب الاقتراحات العملية ماذا عن شراء أرشيفه من الصور منه بسعر حتى رمزي حتى ( 5اوقية للصورة) 

Sunday, January 25, 2015

#FREESELAHI

على إثر نشره مذكراته في غوانتانامو ، محمدو ولد صلاحي الذي خطف ذات ضحى من بيته في بلده موريتانيا عام 2001 لينقله الجيش الادرني الى عمان و بعدها الى قاعدة عسكرية امريكية في افغانستان و منها إلى غوانتانامو. منذ 12 عاما ولد صلاحي يقبع في سجن غوانتانامو دون ان توجه إليه أية تهمة و مع ان المحكمة طالبت باطلاق سراحه منذ حوالي 4 سنوات إلا أن استئنافا لا يزال يحكم عليه هناك.
صلاحي نشر مذكراته و يومياته في غوانتانامو و في هذه الاثناء نعمل على اطلاق حملة تنتهي باطلاق سراحه و إرجاعه إلى  أهله. 
فلنقل جميعا  #FREESELAHI

Thursday, January 15, 2015

حماده كما عرفته لا يتعاطى المخدرات و لا يغتصب النساء - اولاد لبلاد عرفتهم دائما رجالا

حمادة على يمين الصورة 
أرسل إلي صديق لي قبل يومين رابطا فيه أن عضو فرقة أولاد لبلاد حماده تم توقيفه بتهمة تعاطي المخدرات و الاغتصاب. قرأت الخبر في دهشة لم أجد تفاصيل كثيرة.
مجموعة من التساؤلات تطرحها هذه القضية. حسب معرفتي بفرقة أولاد لبلاد و أعضاءها التي استمرت لفترة التقيت فيها معهم و زرت مقر إقامتهم في بغداد فهم شباب ملتزم و من اعضائه ملتزمون حد التدين و كانوا ذلك الوقت يشتعلون حماسا و حبا لمهنتهم التي عملوا بكد و جهد لتطويرها و تطوير وضعيتهم فيها. كان حماده ولمرابط الذي هو دي جي المجموعة المقربون إلي و حسب ما عرفتهم فهم شباب ملتزم لم اسجل ضده ملاحظة من أي نوع في مجال المخدرات و الاغتصاب و غيره.

المجموعة اخرجت مؤخرا اغنيتين ذاتي طابع معارض حاد حملت احدهما عنوان "كيم" مع أن المجموعة غنت لولد عبدالعزيز إبان حملته. حقيقة لا أعرف حقا إن كان لأولاد لبلاد خطا سياسيا محددا، لكني لا أرى من العيب أن مجموعة فنية تتبنى خط المراقب الذي يوافق و يعارض حسب المواقف و الانجازات، فإذا كانت الفرقة أيدت ولد عبدالعزيز لفترة معينية لا يعني ذلك أنه ليس بإمكانها معارضته في فترة أخرى.

هذه التهمة إما أن تكون حقيقة و إما أن تكون ملفقة. التلفيق له أوجه تتعلق ربما بأن الدولة تريد إسكات مجموعة صارت مزعجة لتواجدها. إن كانت حقيقة فمعناه للأسف أن حماده دخل بنفسه و بمهنته و بمبادئه نفقا مظلما. هل هنالك بين الخطين خط وسط لنبحث دائما عن ذلك الخط . هل حدث ما أسيء فهمه أو قرأ بشكل خطا.

أنا شخصيا لا أذهب لفكرة أن حماده أقدم على هذه الامور.
الفرقة في تصريح لها لاذاعة صحراء ميديا قالت أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات و معاقبة للفرقة على مواقفها السياسية الأخيرة و لا أساس لها من الصحة و هي تلفيق. فيما بثت قناة الوطنية مقاطع  فيديو ظهرت فيها من زعم انها البنت المغتصبة ووالدها. البنت في قصتها  لاحظت على القصة أن البنت لم تنتبه هي تركب مع من أصلا لم تذكر شيئا عن كيف كان مظهره و هذا من المفترض ان يكون نقطة مهمة في أي شهادة من هذا النوع. و الأب ركز على نقطة "شممها" . الخلاصة أن هذا الفيديو في طريقة تقديمه يمكن أن يكون صحيحا لكن محتواه ليس متماسك لدرجة تثبت الحادثة أو تنفيها.

http://www.bellewarmedia.com/17312.html

نحن ضد أي نوع من تصفية الحسابات أو معاقبة الفنانين على مواقفهم السياسية. و حمادة عضو في مجموعة أثبتت نفسها بمعالجتها للقضايا الاجتماعية. يجدر بالذكر أن وزيرة الثقافة أيضا تواجه بعض المساءلات بسبب دعوتها للفرقة إلى مهرجان المدن القديمة.

https://www.youtube.com/watch?v=z8xssjKmv9E

أعرف أنه الأسهل دائما أن تهاجم ، فأهاجم النظام على ان هذه فبركة و تلفيق ، أو أهاجم أولاد لبلاد على ان حماد بالفعل أقدم على الفعلة. لكنني أريد أن أبقى في الوسط مؤكدا ان الفيديو و التسجيل لا يكفي إطلاقا لإدانة حماده. و سأكون سعيدا إن نظرت القضية بحياد و عدالة و سأكون أسعد حين تثبت براءة حماده.


Sunday, January 11, 2015

بنت وهب فتاة بأب طريح الفراش من 8 سنوات و أخوة يعانون الفشل الكلوي و هي عاجزة -اقرأ رسالتها

"بسم الله الرحمن الرحيم
نداء استغاثة إلى كل المحسنين:
قال تعالى في محكم كتابه العزيز:
﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ البقرة ( 195 )
وقوله جل من قائل: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ )سبأ: 39 (
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام:
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعض)
كما أذكركم اخوتي في الإسلام بحديث بدء الوحي المشهور قد جاء فيه قول سيدتنا خديجة موجها إلى الرسول صلي الله عليه وسلم: "كلا والله ما يخزيك الله أبدا، وأنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق".
والد الفتاة سعد بوه ولد محمد محمود، وهو رجل مسن مصاب بمرض السكري
اخوتي في الإسلام أنا فتاة محتاجة، ولي والد يدعى سعد بوه ولد محمد محمود من مواليد (1929)، وهو طريح الفراش منذ أزيد من ثمان سنوات في منزلنا المتواضع بحي "الزعتر"، بمقاطعة دار النعيم في نواكشوط، لأنه يعاني من مرض السكري، وإلى جانبه اثنان من أطفاله يعانيان من مرض الفشل الكلوي، حيث يخضع كل واحد منهما للتصفية ثلاث مرات أسبوعيا، في مستشفى الشيخ زايد.
وهذا ما جعلني، رغم صغر سني، أن أكون معيلتهم الوحيدة بعد وفاة والدتي قبل أربع سنوات رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
ضيق اليد، والعجز البين، وكثرة المصاريف في الأدوية دفعتني إلى توجيه هذا النداء لحكومة بلادي المسلمة، ولكل المحسنين، والطيبين في بلاد شنقيط "موريتانيا"، أرض المنارة والرباط، وأرض العلم والعلماء، ولا شك أنها أرض النخوة، والمروءة، والإنفاق في سبيل الله.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
بنت وهب بنت سعد بوه
من يريد مساعدتنا عليه بالاتصال بأرقام الهواتف التالية:
0022222415941
0022247599181
نواكشوط: السبت 10 يناير 2015"

Saturday, January 10, 2015

ما لا يعرفه الموريتانيون عن "شارلي"

ما لا يعرفه بعض ناشطي الفيس بوك الموريتانيين ولن أقول "المدونين" ، ما لا يعرفونه عن قضية "تشارلي" التي تدور رحاها الآن في فرنسا هو أن : "شارلي" هذه ليست هي "شارلي" التي يضعها النساء على وجوههن لتبييضها ...

انشغلوا بقضية ولد مخيطير و برام لطفا 

Saturday, January 3, 2015

مهندسو بترول على أبواب الإدارات عاطلين عن العمل - لنوقف هدر الطاقات الوطنية

كماهي عادة إعلامنا و إعلاميين الموجودين دائما في المكان الخطأ و الزمان الخطأ و مركزين على الموضوع الخطأ، فإن قصصا و مواضيعا كثيرة ذات أولوية إعلامية مطلقة و هي في صلب مسؤوليات الاعلامي و الوسيلة الإعلامية تفوت عليهم و يفوتونها لأنها غالبا بالنسبة لهم لا تتعلق بالساسة و السياسة و رجالات القبائل. من هذه المواضيع و التي اطلعت عليها من خلال صديق مؤخرا قضية مهندسي البترول.
في السنوات الأخيرة شهدنا حراك أطباء الاسنان و لقائهم بالرئيس الذي أصدر تلعيماته باكتتابهم ، و شهدنا حراك مهندسين أخرين و بعض القطاعات كحملة الشهادات عموما و غيره. ووجد أغلبية هؤلاء أجوبة اختلفت بين الايجابي و السلبي و المسكوت عنه. الامر يتعلق هذه المرة بمهندسي البترول الموريتانيين الذين منذ عام 2009 يدورون بين مكاتب الوزارة و القطاعات المتصلة بهم و بين بيوتهم عاطلين عن العمل بعد سنوات من الكد و الجهد لدراسة واحد من أهم الاختصاصات و اكثرها حيوية. و التي تعطى فقط للنخبة من الطلاب. خريجو قطاع البترول الموريتانيين "مهندسو البترول " يعيشون وضعية لابد للدولة من التعامل معها و بسرعة لأنها هذه طاقات و جهود تهدر يمكن للدولة ان تستخدمها خاصة في قطاع يعتبر أغلب العاملين بهم ليس لهم صلة به لا من قريب و لا من بعيد و تم اكتتابهم و تعيينهم بطرق نعرفها جميعا.
أحد هؤلاء المهندسين و على إثر مراسلة لي معه اكد لي التالي: أن أحد المهندسين التقى مرة ماضية رئيس الجمهورية السيد ولد عبدالعزيز و أكد له أن القطاع ينتظرهم ما إن يتخرجوا. و الجدير بالذكر أيضا أن هؤلاء الطلاب كانوا ضمن المتفوقين في الباكلوريا و الذي منحتهم الدولة ليدرسوا هذا التخصص. الان وجدوا انفسهم في مطادرة مع الزمن حيث أعمارهم تقارب السن التي لا تسمح لهم بالانخراط في الوظيفة العمومية و في نفس الوقت الشركات المعنية بمجالاتهم الطاقة و المعادن و الكهرباء و غيرها أخبرتهم أنه لا يمكنها الاكتتاب  إلا عن طريق الوزارة. فهم وجدوا أنفسهم بين مطرقة دولة تهملهم و تلعب بحاضرهم و مستقبلهم و شركات تبرر مواقفها بالدولة و قانونها. في ظل عدم تعاطي الرأي العام و لا الاعلام مع قضيتهم.

من واجبنا جميعا أن نصون طاقاتنا الوطنية و نعمل جهدنا لنضعها في وضعية تمكنها من الانتاج و المساهمة في العملية التنموية و هو دور الاعلام أن يبرز دائما هذه النقاط.
اتمنى أن التلقف العشوائي لوسائل اعلامنا لبعض المواضيع سيقع مرة أخرى على بعض المواضيع التي أثيرها هنا ما يخدم اصحاب القضايا و الوطن ....كان الله لموريتانيا.

و هذا النص الذي وصلني من أحد المهندسين :

"
نظرا لما تتمتع به موريتانيا من ثروات بترولية تم اكتشافها 2001 و إنشاء وزارة معنية بقطاع النفط و شركة موريتانية له و كذالك وجود عدد كبير من الشركات الأجنبية العاملة في المجال علي التراب الوطني و لكون موريتانيا بحاجة إلى متخصصين من أبناءها في هاذ المجال اتجهنا إلى وزارة النفط بطلب لقاء الوزير الإطلاعه على وضعيتنا وأننا مجموعة من مهندسي البترول المتخرجين منه ولم نجد فرص عمل في الوزارة أو الشركة الموريتانية للمحروقات أو في أي من الشركات الأجنبية التي ترفض أن تتعامل مع أحد إلا عن طريق الوزارة و ذالك منذ 2009 عسى أن يجد لنا حلولا جدية. و لكنه تفادى لقاءنا مكتفيا بإحالتنا إلى الأمين العام للوزارة الذي وعدنا بإيج اد حلول في آجال قريبة بيد أنه وعلى غير المتوقع أمضى شهرا ليقول لنا إن ملفنا مازال حبيس جدران الوزارة ولم يتقدم فيه شيء بعد مكتفيا بإعطائنا درسا في كيفية معالجة للملفات بين الوزارات ليدخل مرحلة الاعتذار عن لقاءنا وذالك في أربع مرات متتالية مع العلم أن لقائنا لا يستغرق 10 دقائق و أنه كان يلقانا من قبل من غير ميعاد و بذالك اتضح لنا أن الوزارة لا تسعى بشكل جدي لحل مشكلتنا فقررنا إعلام الرأي العام بقضيتنا التي هي قضية قطاع بترولي لا يعمل في وزارته من خريجي البترولي إلا 5 أشخاص



"
فعلى رئيس الدولة و المعنيين تحمل مسؤولياتهم ، و ليوقف اغبياء الوزراء هؤلاء و سكرتيراتهم التلاعب بوقت و جهد و طموح و امال مهندسي الدولة و نخبتها.