Tuesday, February 17, 2015

إضراب عمال سنيم / ثقافة عمالية قيد التشكل


منذ حوالي اسبوعين و عمال الشركة الوطنية للصناعة و المناجم المعروفة ب "سنيم" الشركة الرائدة في البلاد و خارجه كواحدة من اكبر شركات تصدير الحديد بقطارها لنقل الحديد الذي يعتبر الاطول في العالم. منذ حوالي اسبوعين و عمال الشركة في اضراب شامل و عام عن العمل، عمال الشركة من جورنالية و عمال صيانة و القاعدة العمالية في الشركة دخلوا اضرابا من هذا القبيل عدة مرات، لكن يبدو هذا الاكثر جدية حيث يرفض العمال رفضا باتا معاوة عملهم قبل أن تلبي الشركة مطالبهم المتمثلة :
في زيادة الرواتب و صرف العلاوات، خاصة و أن الشركة العام الماضي سجلت رقما اقتصايا مهما، في الوقت الذي فيه منذ عقود وضعية هؤلاء العمال الاقتصادية لا تتغير راتب ثابت و علاوات لا تصرف في غالبها، و ممارسات كثيرة تشوب عملية الراتب و صرفه.

وساطات كثيرة على طريق رجال القبيلة حصلت ، حيث يأتي شيخ أو برلماني او وجيه و يقول سنوصل مطالبكم شخصيا على أن تبدؤوا العمل الان. هذا نوع لا يبت للقانون بصلة. العمال هذه مرة يحظون بدعم و احتضان من القاعدة الشعبية في مدينة ازويرات المدينة العمالية الواقعة في اقصى الشمال الموريتاني حيث ترتكز الشركة. الاهالي و رجال الاعمال يدعمون العمال دعما عينيا من اغطية و افرشة و اطعمة. و مؤخرا تحولت ليالي العمالي الى ليالي احتفالية تقام فيها مهرجانات المديح و الرقص الشعبي .

الاضراب يهدد بان يشكل حركة التجارة الحديدية التي تعتبر ركيزة اساسية من ركائز الاقتصاد الموريتاني. و كانت الشركة مؤخرا حققت ارقاما اقتصادية مهمة و تعتبر الاكثر ثباتا في مجال السوق الموريتاني.

الرسالة التي يتضمنها هذا الاضراب هو أن ثقافة عمالية تتشكل و تنضج تنقل موريتانيا من مرحة "قبلنا و رضينا" إلى مرحلة يعي فيها العامل حقه و يناضل من اجل انتزاعه. و يفرض على الدولة و رجال الاعمال أن يعوا هذا الحق و يعملوا على ضمان توافره.

وقدم احدهم ناقة.. و طن يظل طيبا و جميلا 
لكن مشكلة موريتانيا كالعادة ناشطيها، ففي وقت عليهم التحرك لا يتحركون و في وقت لا داعي فيه للتحرك إذاهم في فيس بوك و خارجه يتقافزون. و كل حركة احتجاجية تظل ناجحة إلى أن يدخل الناشطون على خطها، ببساطة لأن النشاط المدني مربوط عندنا بالنشاط السياسي ، و لنا هذا الولع المخيف لإغراق كل شيء في السياسة و اخراجه من اطراه الحقوقي و المدني الذي هو الأصل.
و المشكلة الاخرى هي الاعلام الذي يغطي بطريقة تقتل المادة الاعلامية بدل احيائها. فتقرأ تلك الفقرات المجتزأة التي لا تجيب على اسئلة معينة : ماذا و متى و أين و كيف ، التي هي اساسيات أي فقرة اعلامية. أما أن تجد تحقيقات او تقارير أو دراسات تعمق الموضوع و تضع في بعده حتى يبقى في منأى عن هذيان كل من هب و دب فتلك إن حصلت من موبقات اعلامنا الألف.


عاش العمال و ما ضاع حق وراءه مطالب .... كلنا جورنالية سنيم و عمالها حتى ينالوا حقهم كاملا .