Monday, January 26, 2015

هكذا يفعل وطني بقدماء صحافته - المصور محمدو بعد 30 سنة خلف الكاميرا ، خلف الصمت يلتهمه الفقر و الاهمال


تابعت قصة هذا الرجل منذ فترة و قرأت تقريبا كل ما كتبه إعلامنا الوطني بخصوصه و حاولت الاستفسار من بعض الزملاء. ينتهي إلى علمي الآن أن هذا حاله ، قعيد الفراش و المرض و العجز، في دولة تعج بالناعقين خلف الابواق و الشاشات و الأجهزة و الأوراق صحافة قالوا أو زعموا.
حين تنظر لحال محمدو يعطيك صورة فلسفية الحزن و اليأس عن حال صحافتنا الوطنية بكل أطيافها. ثلاثون سنة شهد فيها ميلاد وطن و أمة و حمل الكاميرا. لا احد يحمل تجاعيد وجهه و لا يسمع أنة صمته. أرشيف أمة يتبخر بين سواعده التي لم تعد قادرة عن مسح بعض الغبار عن جبينه. و الوطن و صحافته و رجالاته مشغولون بنعيق لا يسمن و لا يغني من جوع أطفال فوتوا اللعب في طفولتهم ويقتصون من تلك الطفولة الضائعة الان في قنواتنا و شاشاتنا و مجلاتنا و مواقعنا فالكل يلعب و يعبث على هواه.
طويلة قصة محمدو مليئة بلحظات الفخر و العزة و الحماس و تنتهي بتراجيدية قاتلة سريالية الحزن و الدمع.
نعم صندوق دعم و هيئة للسمعيات البصرية و نقابة و رابطة و و و و و لكن كل ذلك لايجد الرجل الذي كان من بدأ له جدوى. لا شيء أضواء كامرته خفتت ، صناديق صوره تآكلت ، خيم الصمت على كوخه بعد 30 سنة قاتل فيها بكل بسالة يصارع فيها حلم صورة ضائع في صحراء مفقرة من كل شيء من الصحافة و الاعلام و كل شيء. 30 عاما كان فيها رجلا مؤمنا بصورة توثق لأمة ، أمة لن توثق لحظة انطفاء كامرته. كما وثق لحظة اشراقات تاريخها.
سيرحل محمدو في صمت ضحية مرضه و ألمه ، لن يبكي عليه موقع اخباري بائس و لا قناة رديئة و لا مدونون عبثيون ضائعون بين احلام الطفولة المهنية و ارهاصاتها. سيرحل محمدو و ستأتي الرياح على أرشيف الأمة الذي حتى على فراش المرض يبدو بالنسبة له التركة الوحيدة و الأغلى. ستأتي الرياح و تحمل كل الأرشيف معها. أو ستأتي معزاة الجيران و تلتهمها.
ارحل يا عزيزي يا أبي في صمتك هذه أمة تنكر تاريخها. و تقتل أمجادها، هذه أمة لم تعرف أن تعترف و لا أن تنكر فتجاوزها التاريخ و تطمرها الجغرافيا في ركنها القصي.

فلتعش أيامك بسلام و لتفخر بنضالاتك و انجازاتك و دع للصمت أن يخلد حياتك .
دعنا هنا نكتب لنقابة الصحفيين و ندق أبواب الهيئة العليا للسمعيات البصرية ، و جميعات المصورين و المدونين ، دعنا هنا نبحث عن من قد يجد فيك شخصا يعنى به. أن يتركوك كذلك هي فقط ضورة عن واقعهم البائس و مستقبلهم المقزز متسولين على الابواب أو نقاشاتهم المتخلفة في قاعات المؤتمر الصحفي لوزير المالية. هذه أمة بائسة يا محمدو ... سامحنا.

يمكن الاطلاع على لمحة عن حياة الرجل على هذا الرابط الذي يبدو أنه نقل النص من موقع السراج :  http://alhassad.net/article3381.html

و يمكن الاتصال على هذا الرقم للتعاطي مع حالة محمدو.  0022247481753

و من باب الاقتراحات العملية ماذا عن شراء أرشيفه من الصور منه بسعر حتى رمزي حتى ( 5اوقية للصورة)