الاجتماعية ، فكلها مدن تجد لها تاريخا و هوية و تشعر احساس الرفض و العناد فيها، كما تجد شعوبها دافئة مائلة الى السعادة و الحب و الانفتاح مالم تكن من دولة مجاورة لهم معها تاريخ صراع حضاري او عرقي ، فكواحد قادم من اعماق الصحراء و من موريتانيا التي لا يعرف الكثيرون في هذا الحيز الجغرافي من العالم عنها، وحدتني في البارات مركز الاسئلة و الاستغراب و في المقاهي احاضر عن القارة الافريقية ، مع ان كل التخمينات تمضي في كوني مصري او مغربي او باكستاني او هندي و هذه جديدة علي قليلا، و مع صعوبة البعض في استيعاب كيف يكون افريقيا و لا يكون تماما اسمر البشرة حد السواد.
افتتحت راس هذه السنة في مدينة بوخارست ، عاصمة رومانيا ، هذا شعب يعرف كيف يرقص و كيف يفرح و كيف يغني يبدو الاقرب الى .الافارقة من ناحية حساسيته العميقة للحن و الموسيقى فقل ما يسمع سامع منهم لحنا الا و بدا يتمايل عليه،
المدينة القديمة في بوخارست تعطيك فسيفساء ثقافية اجتماعية فنية من المباني القديمة ذات البالكونات الصغيرة الجميلة على حافة نهر الدامبوفيتا،
الازفة و الكنائس المبعثرة و المطاعم التي تستخدم بالونات مغلقة لتمكن الزوار من الاستمتاع بالشارع و منظره دون ان يتجمدوا من برد المدينة القارس و هنالك قهوة فان غوخ التي كانت من اهم اهذاف زيارتي مع بالطبع حضور كيف تحتفل دولة اروبية متدينة نسبيا و متمسكة باصالتها و ثقافتها نسبيا ايضا كيف تحتفل براس السنة و كيف يبدو الكريستماس عند مجتمع كهذا، و كان كما توقعت طبعا احتفالات صاخبة و رقص و ضجيج حتى السماء لكن تشعر ايضا بروح العائلة في اغلب الحاضرين في الاماكن العامة مع ان امكانية الاستمتاع براس السنة بشكل مختلف متاح ، لكن العائلة و ثقافتها تبدو مترسخة جدا في المجتمع.