Thursday, December 26, 2024

من رواية لم تتم تسميتها بعد ...

 






وصلنا إلى مطار الملكة علياء بعد الظهر ، بعد رحلة عبأتها رائحة عطور كل العطور في السوق الدولية الحرة، عاليه تحب أن تمضي نصف ساعة على الأقل تتجول بين رفوف العطور و غيرها في السوق الحرة، عند شرطة جواز السفر وجد الشرطي نفسه في حيرة كبيرة استدعت طلب المساعدة من بعض الشبان في بنطلون أسود و قميص أبيض يتجولون في نقاط العبور ، ثم استدعى الأمر حديثا طويلا بينهما، كانت برودة أعصابي بدرجة لم يسبق لها مثيل ، فقبل سنوات و في زيارتي الاولى للملكة الهاشمية ، استدعيت لغرفة التحقيق و كنت قد جئت مدعوا من مؤسسة تشاتهام البريطانية للمجتمع المدني، عاد الشرطي بكومة من الأسئلة لماذا جئت و ماذا ستفعل و أين ستقيم ، كان كل شيء حسب المسطرة القانونية الدولية من الألف للياء، كان التوتر قد بدأ يرتسم في عيون عاليه الجميلة ، و حاول الشرطيون الاختلاء بي لطلب فلوس أو لتعقيد عملية التحقيق ، لم يروا في جعل بنت بتلك الرقة تنتظر أي حرج خصوصا أن خوفا و انتظارا كان يملؤ عيونها، و هي تنتظر الي في دهشة من برودة اعصابي و هدوئي اللذين ادهشاني انا ايضا، ربما لأن كل ما أفكر فيه هو أن حين عاليه تكون الى جانبي، فبقية العالم كلها حالة طبيعية عابرة ، طلبو من عاليه الدخول و اعترضت على أساس أننا جئنا معا و إما ندخل معا أو نرجع معا، حينها جعلوها تنتظر على مقعد و ادخلوني إلى غرفة ضيقة بها ضباط الشرطة و المخابرات، كان الهدوء يتملكني بدرجة أنا نفسي استغربت منها، 

هل جئت إلى الأردن من قبل ؟

لماذا جئت ؟

متى ستعود ؟ 

من هذه التي تصحبك؟

و كل الأسئلة الاعتيادية و الاستفزازية، 

غريب أني مع اني موريتاني الجنسية لا يسمح لي بدخول الاردن دون تأشيرة ، فقط لأن الجواز عليه تأشيرة شنغن يسمح لي، هكذا ترتسم صورة التضامن العربي و الحلم العربي الكبير و الضمير العربي الذي غنى به فنانو الأعراس و المهرجانات قبل سنوات، قبل أن يعود الجميع إلى حظيرة الماعز و الخراف و عيادات البوتوكس.

في وسط ارتباك المشهد ، نظرت إلى عاليه لأريحها قليلا، قلت لها تصوري هذا الخليط ، موريتاني و لبنانية و جاؤوا إلى الأردن كممثلين لشركة تركية و في مجال الأنابيب من حقهم الشك ، أخذ الأمر ساعتين إلى ثلاث ساعات، قبل أن يعطيني سيد الغرفة الصغيرة الضيقة الآذن مشيرا إلى زملائه بإكمال الإجراءات. خرجنا و مررنا على السوق الحرة بسرعة لكن علياء كانت تعيش لحظة الخروج من توتر لم ترد الإفصاح عنه مشيرة فقط إلى أن برودة أعصابنا كانت مربكة أكثر من جوازات السفر التي تحب دائما أن تقول ، أنه " محروق دين أمهم" .