Friday, October 18, 2013

تواصل و تكتل و تقدم و المؤسساتية



لست هنا بصدد كتابة مقال و لا تحليل حول موضوع واسع يعتبر الشغل الشاغل لاعلام لا يعترف بالاعلام خارج نطاق السياسة و الساسة و القبيلة، لكن فقط لإدراج ملاحظة إلى اثنتين في هذه التدوينة.
يعتبر قرار حزب تقدم مقاطعة الانتخابات بعد حالة تردد شهدها القرار في بدايته و كذلك قرار تواصل المشاركة ضمن اكثر المواضيع التي تشغل متتبعي الساحة السياسية الوطنية، حزب تقدم الآن بصدد معايشة استقالات و انتقادات و انتقادات مضادة و تعيش قاعدته حالة تململ من قرار لا يبدو محل اتفاق و يبدو البعض غير راض عن السلم المؤسساتي الذي اعتمد لاتخاذه. بنفس الطريقة ينظر البعض لمشاركة تواصل على انها خيانة لعهد المنسقية و شق لصفها و خروج عن الاتفاق بشكل واضح، فيما ينظر إليه تواصل على أنه قرار يستجيب لمتطلبات قاعدة شعبية هي رأس مال الحزب الأول و الأخير و لا يعني شيئا من دونها.
حين نلقي نظرة سريعة على المشهد نجد أن الصورة تبدو كالتالي: تقدم استجابة لمتطلبات قادته خاصة قرر المقاطعة بالرغم من رغبة القاعدة أو بعضها في المشاركة . و تواصل مع رغبة بعض قادته في المقاطعة إلا أن القاعدة الشعبية ترغب في المشاركة حسب ما ترينا إياه الصورة. الاشكال إذن في هذين الحزبين الذين يعتبران من أهم الأحزاب من الناحية الهيكلية و التشكيلية الإشكال في الآلية التي اتخذ بها قرار المقاطعة و المشاركة، تواصل يقول أنها آلية نزيهة اعتمدت استطلاع رأي القاعدة الشعبية و عدم ضغط من أي جهة و جاءت الاستجابة لتلك المطلبات بغض النظر عن كل الامور الاخرى. و بعض قادة تقدم المستقيلين يقولون أن الآلية تخللها تعسف من قادة الحزب دون إعارة اهتمام لوجهة نظر القاعدة.
السؤال: لماذا سلم حزب تكتل من مثل هذه التجاذبات؟ مع العلم ان الثلاثية هذه تعتبر أهم لاعب في الساحة السياسية الوطنية؟
هل كان هنالك اتفاق كامل و مطلق على المقاطعة من النخبة و القاعدة في الحزب؟ هل أراد كل أعضاء الحزب المقاطعة؟ و هل يعتبر ذلك منطقي في حزب سياسي يفترض أنه يضم توجهات و أفكار مختلفة و رؤى سياسية تصب في مصاب مختلفة، و لماذا لم يحصل شيء من هذا القبيل، هل لأن الحزب حزب مؤسسات أكثر من تواصل و تقدم؟ أم العكس ، لا يهتم الحزب بالمؤسسات و لا التراتبية في السلطة و يعتمد طرق تقليدية جدا في اتخاذ قرارات بهذا الحجم؟ أم أن الحزب حزب شخص رأيه فيه يمشي على نخبة الحزب و قاعدته؟ أظن كل هذه أسئلة مشروعة. من وجهة نظري الخاصة التي أرجو أن أحاسب عليها فقط كفكرة ووجهة نظر عندي كامل الحق في التعبير عنها ، هي أن حزب تكتل و حتى بشهادة كثير من أعضاءه و منتسبيه هو حزب يعتمد القبيلة و الجهوية بشكل كبير لا يعني هذا بأي حال من الاحوال أن الأحزاب الأخرى لا تعتمدها ، بل لربما تبرز في شكل أكبر في حزب تكتل و الطرق المتبعة لاتخاذ القرارات فيه، فحسب ما حدثني عضو بارز في الحزب فإن المؤسساتية لا تعتبر أولوية و هنالك دائما من ينتظرون أن يؤيدوا  القرارات الصادرة. لذلك تلك "الديلما" السياسية غير مطروحة للحزب.