Thursday, October 25, 2012

أحلام سعيدة : أيها النائمون على آلامكم

أحلام سعيدة Happy dreams 
كان يوما صيفيا حارا من أيام نواكشوط، الشمس في وسط السماء و أنا أتصبب عرقا حين مررت إلى الشمال من عمارة الخيمة الممتدة في مركز نواكشوط كواحد من أبرز المعالم المعمارية في العاصمة، اثارت انتباهي تلك الكتلة التي لم أعرف أن أميزها في البداية، ثم وقفت رغم أني كنت مسرعا جدا، حين نظرت وجدتني أمام امرأة محاطة بأبنائها الثلاثة بشكل تلقائي و كأنهم كانوا في الانتظار ثم ناموا من غير قصد، واحد عند رأسها و الأخر في حضنها و ثالث عند قدميها، لم يكن حتى رداؤها الذي افترشته كافيا ليأويهم جميعا. ثم كانت الشمس تقترب منهم، لحظات فقط و يجتاحهم حرها. أحذية مقطعة مرمية هي الأخرى بشكل عبثي. استوقفني المشهد، استخرجت كاميرتي الصغيرة التي اصطحبها دائما من اجل مواقف سريعة كهذه، كانت المهنية قيد الصيانة تلك الأيام.
ألتقطت الصورة، و كان المشهد مؤثرا جدا، ثم تذكرت برنامج مكافحة التسول و إيواء المشردين الذي كان الحديث عنه يكثر تلك الأيام و الذي وجد تمويلا و تشرف مفوضية حقوق الانسان و العمل الانساني و العلاقات مع المجتمع المدني على تنفيذه.
يقضي البرنامج بإيواء المتسولين و المشردين و توفير سكن لهم و حتى معونة شهرية . لم تستفد هذه السيدة من البرنامج ذلك و الحقيقة أنه لا أحد رأى من نتائجه الكثير.
ففي تلك الأيام كان المتسولون و المشردون ينتشرون في شوارع نواكشوط بشكل كبير أسر كاملة من غير مأوى بأبنائها يقضون الليل و النهار على أرصفة عامة في حر الصيف. البرنامج المذكور تجسد في انتشار سيارات تابعة للشرطة تقوم بجمع المتسولين في بعض المناطق ، تحدثت لأحد هؤلاء قال أن البرنامج لا يوفر لهم شيئا فميزانيته قد تم التحايل عليها و لم يجدوا من نتيجته إلا تلك السيارات التي تجمعهم و تلقي بهم كأكوام أشياء.
كان أنه في نفس تلك الفترة أيضا تم استدعاء مفوض المفوضية و وجهت إليه تهم بالفساد و الاحتيال على بعض ميزانيات المفوضية، دخلت في القضية الحسابات السياسية و القبلية و يعتبر تأثير الاخير قويا لدرجة لا يقف في وجهه عرف و لا قانون و لا عدل، ففي دولة لا زالت القبلية تجتاحها بشكل كبير تعتبر القبيلة و أعرافها و القبائل و صلاتها القوة الأولى و القانون الذي لا قانون فوقه.
حتى الآن لا يعرف أحد شيئا عن تلك القضية و لا مآلها و أين ستتجه، كل ما هو معروف هو أن تلك الأسر لا زالت تنام هكذا و تعتبر هذه الصورة من أصدق التعبيرات التي قد تعكس حالة وضع يتفاقم بسبب إهمال تطبيق القانون و متابعة المشاريع و النزاهة و الشفافية في تسيير الميزانيات.

اسطنبول ...لحظة صمت

اسطنبول هاهي تمتد تفتح كل أذرعها لكن دون ابتسام، بصمت مقلق ترمقني بنظراتها، اكتشفت هذه المرة أن المدن أكبر دوما من قلوبها، و أن المدن لا تعرف إلا من يعرفها و صعب جدا أن تستدرجيها بسهولة إلى شرب كأس في مقهى أو رقصة في ملهى على أنغام موسيقى محلية هادئة، تحسبين أنها تعطيك كل شيء لكن الحقيقة أنك أنت التي تأخذين منها كل شيء. إلا الأشياء التي لا يمكن أخذها بالقوة.
لكن لا تفهميها خطئا فهي 
كما هي لا شيء يمكن أن يغطي سحرها، فقط دلال الجميلات، يحببن في البداية أن يجدن طريقة يفرضن بها إيقاعهن الذي يردن التمايل عليه بدلع. سأروض اسطنبول و ستشرب معي القهوة الساخنة على جسرها و تجلس إلى جنبي تعبث الريح بشعرها نجلس في باخرة تحملنا بين نصفيها، و ستقف إلى جنبي و تسقط على صدري حينما يباغتها مترو الانفاق بانعراج حاد سريع قبيل وصول المحطة. و ستحتمي من المطر معي تحت مظلتي السوداء التي اشتريتها منها بالأمس. و سأجعلها تتصل بك في أقرب وقت لتتعرفي عليها. لكن يا أمي هي امرأة تحب لكن لا تتزوج.

Wednesday, October 24, 2012

لقطات : و لم يبق إلا صوت الماكينة المرهق

يجلس في حديث صامت إلى ماكينة خياطته يتفرج بنظرات فارغة على نوبة الحركة الجنونية المسائية التي تنتاب الشارع . شاحب الملامح تبدو يد الزمن و قد عبثت بملامحه و الحد الفاصل بين الجلد و العظم قد انعدم. و قد احمرت عيناه و برز خداه من الكد فهو كظيم. و آثار سياط القسوة لا تزال ترى عليه. يضرب بأصابعة بريتم حياة قاسية روتينية على طاولة الماكينة بيده اليمنى و يده اليسرى تحت فكيه الذي تهالكا من طول ما كسروا صخور الزمن بينهما لا تكاد اليد المرتعشة تقوى على رفع الفك المتهالك. جالس في صمته إلى ماكينة خياطته الجامدة و العمر قد جرى بها ردحا و قطع به مسافة أوهنت العظم و التهمت اللحم. تستجدي نظراته الرحمة في عنفوان و يتوسل صمته بعظمة و يرسم في هدوئه مشهد الصراع الأزلي بفنية انسانية. و كأن ماكينة خياطته قد تعبت من المناداة هل من مخيط؟؟؟ كما تعب هو من المناداة هل من محيص؟؟؟ لا جديد بالنسبة له شارع مشرعة ابوابه في كل الاتجاهات و مارة يبخلون بكل شيء إلا نظرة معبأة بالشفقة أحيانا و باللامبالاة احيانا أخرى.
و كأنه يردد و هو يلقي هذه النظرة البانورامية على المشهد من حوله، نفس الأشياء ككل يوم أنا و الماكينة و الصمت و إيقاع الأنامل تضرب لا إراديا على سطح الطاولة. نظرات فارغة تفيض يأسا يتكشف عن وميض أمل يبدو من بعيد و كأنه مستمد من رماد التجارب و احتكاك حقب الصبر، جلد دبغته مناخات الحياة القاسية و المتغيرة. خطوات لم تعد تقوى على التوازن و قد بطش برشاقتها ثقل الأيام المتعاقبة، هكذا بدت تتهادي حينما وقف و هو يحاول استنقاذ قطعة قماش من نسيم المساء الهاديء. على بعد أمتار منه كنت واقفا أحدق فيه كمن يحدق في الشمس لحظة غروبها و هي ترفض الإنطفاء ترفض الاختفاء. هكذا بدا لي انسان يرفض النهاية، و يستخدم كل أسلحته للكفاح. ربما هنالك فرق كبير بين الأشياء التي تستدعيها إلى الذاكرة شمس تُلوح تهم بالمغيب و الأشياء التي يدعوها  منظر شيخ تخور كل قواه و هو يرابط خلف ماكينة الخياطة و قد نال منهما الزمن و أرهقهما معا. لكن يستدعي الإثنان معا إنسانا يتأمل.
بدا لي خلف الماكينة كحراس صناديق البريد، الفرق الوحيد أن هؤلاء ينالون نصيبهم من النوم أما أولئك فيرفض الانتظار منحهم فرصة كتلك. فالماكينة قد تضرب موعدا مع القماش في أي وقت ولو أنه و في بعض الأحيان تبدو و كأنها متحررة من كل المواعيد و الالتزامات بعض الأحيان كالحين الذي أتيت إليها أنا فيه، بدت لي و كأنها تعيش حالة فراغ، و العجوز نسي أن يملأ فراغات النساء و الأشياء فذلك عصر ولى.
كنت أتأمل حركات العجوز، رعشة يديه نحافة وجهه بروز عظامه  فراغ نظراته                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 

Sunday, October 21, 2012

تحية أطغرلية

إلى كل متابعي المدونة... أصدقائي و صديقاتي حول العالم، تحية بالحب و الاحترام تحلق إليكم
ادعوا لي بالتوفيق في رحلتي الجديدة إلى بلاد الأناضول..... و أستأنف بعد أيام الأنشطة المتعلقة و العالقة.

Tuesday, October 16, 2012

شبهات في عملية الإحصاء ب "نبيكة لحواش"

علمت من مصدر مطلع ما مفاده أن شبهات و اجراءات مشبوهة شابت عملية الإحصاء في منطقة نبيكة لحواش، حيث أفادني سائق سيارة أن شخصا ميسورا ووجيها في منطقة أزواد استأجره و طلب إليه استأجار مجموعة من السيارات له، و بعد ما تم تحصيل كل السيارات أقدم الرجل الذي تفيد معلوماتي أنه تلقى مبالغ طائلة من طرف الدولة، أخذ ينقل أفواجا من الأزواديين الذي لا يحملون أوراقا موريتانية و أحضرهم في تلك السيارات إلى مركز الإحصاء بنبيكة لحواش، حيث و بعد أن كان المكتب لا يأتيه أحد لقلة الناس في المنطقة صار مكتظا و لأيام تزيد على الأسبوعين ، و كانت عملية الإحصاء تتم فيه بسهولة كبيرة بحيث لا يسأل عن الأوراق الثبوتية و لا عن أي شيء. و في محاولة منا لمعرفة السبب وجدنا معلومات تفيد بأن هنالك سعي من جهات معنية في المنطقة لإحصاء غير موريتانيين لحاجة في نفس يعقوب..... 

Monday, October 15, 2012

أتعس مطارات العالم .....و السبب ....

مدونة عبد الله محمد عبد الرحمن: أتعس مطارات العالم .....و السبب ....: لا شك أنه لو فيه احصائية حول أتعس مطارات العالم ، لكان مطار نواكشوط الدولي رقما مهما في اللائحة بل على رأسها. التعاسة هنا ليست فقط في الشكل...

Tuesday, October 2, 2012

الدعارة ...سوق يزدهر بسرعة في موريتانيا

تحت صمت هذا المجتمع و تدينه الموروث، هنالك المجتمع العميق حيث أوكار الرذيلة تنتشر في كل مكان و حيث لا رادع من الدين و لا النسب و لا الحسب، و الجميع يدخل السوق من بابه الواسع ، سوقه يحركه الاجانب و تجارته و أدواته بنات موريتانيات شنقيطيات.
صدق أن السوق اليوم انقسمت إلى نصفين: بضاعة تلقاها مباشرة في الحانات و البارات و التي بالمناسبة صارت تنتشر بشكل أكثر مما تخيل فالدار التي إلى جوارك لا تعرف إن كانت سكن أو صارت حانة، و السهرة في بيت جارك لا تعرف إن هي على ويسكي و عري أم ماذا .
السوق منظمة أكثر من أي شيء و دقيقة و هذه بعض معلومات عنها فيما تبث بالتفاصيل: قصة المخنثين الستة التي أنشرها لاحقا تفصل لعالم الدعارة و الجنس و الخمر و العري في موريتانيا ، ستصدمك الحقائق.......
هنالك سوق للأجانب من عمال الأمم المتحدة و سفراء و تجار و تنقسم لسوق مفتوح هو عبارة عن بعض الحانات المعلنة و الحانات و مراقص العري السرية و فيها يختار الزبون بضاعته بنفسه و تكون دائما من العنصر الزنجي الذي يتواجد في هذه الأماكن و في الشوارع المؤدية إليها بكثرة. و سوق خاص و بضاعته هي موريتانيا من العنصر الأبيض و في هذه السوق البضاعة تكون دائما نساء متزوجات و في الغالب أزواجهم غائبون أو هن غير راغبات فيهن أو يتقاسمن الأنحراف فلكل منهما حياة جنسية ثانية و هذه بضاعة الوسطاء حيث يقوم المخنثون المعروفون بترويج البضاعة في الحانة ثم بعد ذلك يحدد الوقت و المكان ليؤتى بها إليه. و هذه سوق يتواجد فيها و لكن بشكل محاط بسرية مطلقة موظفون و رجال اعمال و عسكريون موريتانيون و لكن هؤلاء يفضلون دائما السوق الثاني أو نسخ مصغرة جدا من السوق الأول و محدودة و تجد الشرطة دائما و بشكل سري تحرس أماكن من هذا القبيل حتى لا يتوفر لكل أحد أن يدخل إلى هناك.
سوق محلي و زبناؤه بالأساس من الطبقة الاوروستقراطية حيث يخير الشاب بين إن كانت البضاعة ستأتيه أو يأتي إليها و لكلتا الحاليتين ثمن ،  و المعاملة تكون مع البنت مباشرة إن كانت خبيرة و ذات تجربة أو مع الوسيط في الحالات الاخرى. و تتم العملية دائما في شقق للتأجير. أو بيوت يمتلكها الوسطاء و مخصصة لهذاالعمل و تجدها مجهزة بكل التفاصيل.
و اختم بعبارة يقولها لي ديبلوماسي غربي كبير ، لما يعرف بطبيعة مهمتي، يقولها ضاحكا: المرأة في موريتانيا ....الله أكبر للصلاة ثم سريرالنوم للجنس....ألهذا الحد صرت رخيصة؟؟؟؟
تابعوا معي : قصة المخنثين الستة و هم أجانب يرعاهم نافذون سلطة و جاها و هم أبرز تجار الجنس في موريتانيا

بعد شركة بوابة العالم ...هل من دور استخباراتي ل G4S

G4S  هي شركة للحراسة و اللوجستيك و خدمات أخرى  و تنتشر بشكل واسع في موريتانيا، و الشركة توجد في مناطق مختلفة من العالم إلا أن معلومات انتشرت مؤخرا من أدوار استخباراتية كبيرة تقوم بها المؤسسة لصالح استخبارات عالمية خاصة أن مجال عملها يخولها الاطلاع و الدخول إلى أماكن حساسة، هذه المخاوف تستدعي للذهن قضية شركة : بوابة العالم للسياحة و التسويق السياحي و التي اتضح أنها كانت مجرد غطاء لواحدة من شبكات الموساد الإسرائيلي الأكثر نشاطا في افريقيا. حيث كان مدراء و مسيري الشركة التي ادعت أنها سياحية. كلهم عناصر مخابرات و متورطون في عمليات استخباراتية في اثيوبيا و لبنان و الاردن و ليبيا و غيرها و لم توسع الدولة و لم تبدي أي معلومات حول قضيتها و كيف تمت معالجتها. كانت الشركة موجودة في بيت هاديء في أف نور بتفرغ زينه ----و البقية تأتي----- المهم الشركة كانت موسادا و معلومات تحصلت عليها مؤخرا تفيد بمخاوف من تكرر أمر كهذا مع شركة G4S,

Friday, September 28, 2012

...و رحل محمد

نعم بلغني اليوم أنه رحل...
رحل بعيدا 
و أني لن أراه ثانية، لقد اختفى خلف ضباب الغياب الأبدي 
تملكني الذهول، نعم صمتة طويلة ثم صمت حيرة 
ثم غضب نعم غضب 
ثم عدت لرشدي هو درب كلنا سالكوه و مصير كلنا ملاقوه
لكن تعرفون الراحل ؟
رحل محمد ، محمد فياض العسكر 
شمس الدير و شمس الحقيقة و شمس الحرية، انسحب من المشهد صارخا بالحرية.
أردته رصاصات الغبي ، اللعين 
ظن انها ستقتل بسمته في داخلنا ، أنها ستأخذ كل أشياء محمد التي منحنا إياها و التي أخذناها منه.
الذي رحل و اختطفه الغياب.
ليس مجرد كاتب، بل صاحب حروف تمطر شررا على الظالمين و تسقط كل أقنعة الزمن الرديء
ليس مجرد شاب ، بل رؤية الذي رحل محمد....
ليس مجرد رجل كرس حياته لمجتمعه و لصناعة مستقبل أفضل لأبناء الوطن و أهله، بل رجل كرس حياته لكل قضية عادلة، للحق للحرية، للعطاء للإنسان.
لن ينتزعك منا الرحيل و لا الغياب و لا الضباب 
لن يمحو الزمن و لا النسيان ما خطته بسمتك في صدورنا، و ما رسمته طيبتك على لوحات تواريخنا
لن يمحو الرحيل حروفك التي خطها الحضور و خطها الغياب ، ستبقى هنا و هناك و هنالك و في كل مكان، فالشمس في كل مكان.
ستظل هنالك تحت الشجرة حيث نقرأ من صمتك و صوتك كالصبية و نعود للحي بعد درس الظهيرة.
ستظل هنالك ولو بدا المقعد و كأنه فارغ ، و ستبقى واقفا في الركن هنالك تملأ الغرفة بعطر الحضور.
ستظل عند نقطة الإنطلاقة و تواكبنا على الرصيف و تنتظرنا عند نقطة الوصول.
رغم حقيقة أن محمد رحل...و أنك لن تزورني كما تلك الأماسي في نافذة الفيس بوك 
و بالرغم من أن كلمتك الأخيرة لا تزال ينقصها حرف لكن اكتملت اطمئن عزيزي لقد كملها مشهد الرحيل، و عبأها بكل المعاني و بكل عبارات قاموس الإنسان و الضمير و الحق و الحرية. رغم أننا لم نكمل مشروع الجريدة و مشروع القراءة ليست تلك فقط هي المشاريع العالقة بعدك ، بل مشروع الإنسانية و مشروع الإنسان العربي يبدي رحيلك أنه لما يكتمل بعد ولو أني أعرف أنك ما كنت لتبخل بروحك إن كان فيها كماله ، لقد رمم رحيلك أجزاء كبيرة من شتات الإنسان العربي لكن بعد أن كشف النقص الحاد الذي كان يعانيه.
آه ...كم هو مر طعم الرحيل و قاس شعور الغياب، و يرفض الدمع النزول خوف الهطول و على من تبكي العيون و الراحل رجل تدمى له القلوب.
ترى : من سيغني لنا الآن : ارحل .. ارحل يا بشار 
و من سيغني أناشيد الحرية للأطفال؟ و من سيرسم مشاهد الحقيقة للشبان؟ و هل فكرت تلك البسمة المعبأة بالحب و الطيبة ، هل فكرت كيف سيؤثر غيابها.
بالأمس كنت هناك إلى جانبي على ذلك الكرسي، بقي الكرسي و حيدا و على فراغه اتفرج أنا مثله تماما وحيدا.
كانت يدي في يدك و  أنا استمع إليك تغني للحرية اليوم الأغنية وحيدة و يدي لا تجد ما تمسك منك إلا ذكريات و أشياء من أشياء الغياب.
اسمح لي دقيقة صمت ساعة صمت، سنة صمت اسمح لي .....فأنا تنتابني لحظة عجز و تنتاب الكلمات حالة عجز حادة .
ارقد بسلام فكل دروسك سنقرؤها و سنحفظها ، و كل واجباتنا سنحاول أن نؤديها تنفيذا لكل وصاياك.
ارقد بسلام  .... ارقد بسلام ......و ابشر فسيرحل و سيغيب خلف ريح سموم و سينساه الجميع و يرمي به الزمن في نفايات التاريخ. 
و أنت ستبقى و ستظل حاضرا فلقد ألقى بك الزمن في قلوب و عقول الملايين.....و تذكروا جميعا ما قاله عمر المختار : عمري أطول من عمر شانقي .
و تذكروا أن تترحموا على روح صديقي و أخي ... ترحموا على روح محمد فياض العسكر :  شمس الدير 

Tuesday, September 25, 2012

دولة محكومة بنظام التحاصص

عجيب أمر هذا الوطن المسكين .... هو ليس بذلك الكبش السمين و لا الصيد الثمين 
لكن رغم ذلك فحوله يجتمع رجال و جمع همه الوحيد أن يقتطع القطعة التي تليه و يلتهمها بكل شراهة 
صدق أنت تعيش في وطن محكوم بنظام الحصة  (كومسيون كما يسميها الفرنسيون) تصور أن أي صفقة تريد أن تفوز بها في أي مجال فقط قل للمسؤول و الذي يوجه إليه الطلب أنك ستعطيه نسبة عشرة في المائة مثلا عشرين في المائة ، مثلا صفقات الدولة و المقاولون الذي يزودون القطاعات ، الكفاءة و الجودة ليست مطلوبة نهائيا أبدا بل كم شخصا تعرفه و قيمة الحصة التي ستعطيها للمسؤول ، في التلفزيون نظام الحصة مزدهر ففي كل برنامج ليبث على الشاشة لابد من حصة للمدير و اخرى للمدير الاخر و اخر لآخر، صفقات شركات المعدن و النفط ، هذه حصصها راقية فقد وصلت مرحلة من الرقي صار تبادل المومسات من ضمنها و توفير الخمر و النساء بالطبع فالحصة تتناسب مع صاحبها الذي ستعطى له و مجال المنافسة يجب أن نتذكر ابداعك في اختيار نوع و قيمة الحصة ليس الكفاءة و لا الجود و هذا النوع الاخير من الحصص منتشر جدا في شركة النحاس باكجوجت و الاخريات.
على مستوى الدولة المدير أو المسؤول البسيط سيقنع الذي اعلى منه رتبة و الثمن حصة له هو و و أخرى للمدير المقتنع بمعني أن المنظومة لابد أن تكتمل.
في المنظمات الدولية في موريتانيا الآن نظام الحصة مزدهر جدا فبرنامج التنمية و الطفولة و التغذية و غيرهم من برامج الأمم المتحدة صاروا مقتنعين أيضا بجدوائية الحصة لتطوير و بناء العالم و القضاء على الفقر و الجوع و الجهل و الظلم ، لا أدري من أين جاءتهم الفكرة و لكن أعرف أن خبرة الموريتانيين في المجال كفيلة بأن تقنعهم في مجال كهذا ، فاليوم أصبح هم هذه المنظمات و البرامج ليس تأدية و اجبها و رعاية المشاريع بقدر ما صار أهم و أكثر الطرق فعالية للحصول على حصة أكبر من أي ميزانية تخرج و لا يستثنى أحد من قمة الهرم حتى حارس المقر.......
إذن نظام الحصة و التحاصص يبطش بالقطاع العام و الخاص و بالمنظمات الدولية و الاقليمية و تؤثر على الثقافة و التعليم و السياسة و الاقتصاد.............مسكين وطن لا يمكن إحصاء العراقيل التي تقف بيه و بين الطريق السليم في اتجاه النمو التطور و الازدهار 
لك الله يا وطن الأغبياء و البلهاء و السذج 

مواطن يفرغ مرحاضه في الطريق العام ... لا دولة و لا قانون

أقدم يوم أمس بمنطقة ملح الواقعة في شرق نواكشوط مواطن من الطبقة الميسورة على إفراغ مرحاض بيته على الطريق المعبد المسلوك في المنطقة. المواطن كان يقف و يعدل من فضفاضته بكل فخر و هو ينظر إلى الماكنة من مسافة و اضعا كمه على أنفه و هي تفرغ مرحاضه. كان يقف أمام منزله الفاخر نسبيا و تحملت السيارات و المارة فترة ثم بعد ذلك و دونما يحرك لا المواطنون و لا الدولة أي ساكن أصبحوا يتحاشون منطقة بطول حوالي خمسة أمتار. نعرف كلنا ما تعنيه مخلفات مرحاض وسط حي سكني في منطقة شعبية جدا، لكن لا نعرف لماذا لم تتدخل الشرطة مثلا أو الدولة أو أيا كان... إني أتفهم تصرف المواطنين و قد تتفاجؤون من ذلك فلو أقدم مواطن على لوم الرجل أو تنبيهه أبسطه يقول له: الشارع ليس لك . اذهب في طريقه هذا في أحسن الأحوال أما في أسوأها فسينتهره في وجهه و يصرخ عليه و يوبخه و حين يقدم المواطن على ردة فعل تحكم الدولة صده و قد حدثت مرارا و يكون هو الخاسر الأكبر فالمواطنون لن يتعاونوا معه و يساندوه و الدولة لن تتفهم تصرفه.
المهم أمام تصرف كهذا يبقى السؤال المطروح ، أين الدولة من مثل هكذا تصرفات و أين الوعي الوطني و أين هم المواطنون ممن يلوثون بيئاتهم ويعتدون على حقوقهم و لو في دولة لم تعرف بعد أن تصون أبسط حقوق مواطنيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أنا مخنث... أريد تأشيرة و إقامة في أوروبا

بعد متابعات مع بعض السفارات الغربية في موريتانيا، وجدت أن موجة من الاحتيال الدنيء طالت مؤخرا و اعتمدها كل الحاملين بالهجرة إلى أوروبا و الغريب في الأمر أن الشيء هذا انتشر في موريتانيا في فترة صارت فيها أوروبا و أهلها تريد أن تهاجر أروبا بسبب الأزمات.
أبناء الطبقات الغنية و غيرهم يستخدمون كل الوسائل و كل المبررات لإقناع السفارة الغربية بضرورة إعطائه تأشيرة ليعمل لاحقا على الإقامة.
تختلف هذه المبررات المقدمة بحسب اختلاف من يقدموها، فالمثقفون مثلا من صحافة و خريجين و ناشطين أول نقطة يجدون طريقة للخروج إلى أوروبا كدعوة لمؤتمر أو نشاط أو أي شيء و ما إن يحطوا الرحال في البلد حتى يبدؤوا في إعداد أوراق اللجوء السياسي فهذا سلم يكونوا قد تدربوا جيدا على طرقه و في سبيل الحصول عليه يستخدمون كل شيء و لا شيء محرم نهائيا فهم يستخدمون العبودية و حقوق المرأة و يبدؤون حملة شعواء على البلد المسكين فهو بلد متزمت دكتاتوري يحرمهم من كل حق و قد ناضلوا فيها و سجنوا و عذبوا و بالكاد قتلوا ...........و هو بلد بربري متخلف لا حق فيه لأحد و    و وووو  لا يفكر الرجل حينها إلا في كيف يقنع الأمن و الدولة الأوروبية بأنه لاجيء حقيقي و يستغل في تلك الظرفية ما تقدمه الدولة من إقامة مؤقتة إلى غير ذلك.

هذا عن المثقفين ، أما عن الآخرين فتصور مثلا أن يأتي أبن اسرة من الطبقة الراقية و يقول أنا مخنث ، لكن المجتمع و الدولة لا يسمحان لي بممارسة كل حقوقي و لا بد أن أهرب و أريد مكانا ألجأ إليه، و أحيانا يقولون : نحن انتقلنا من دين الاسلام للمسيحية لكن هذا أمر إن أعلناه فإن أرواحنا في خطر من كل جانب، و في سبيل إثبات ذلك هو مستعد لارتداء ملحفة و لشرب الخمر و للسخرية من الدين و من كل شيء، كل هذه المعلومات توصلت بها من جهات مطلعة فعن اللجوء هنالك حالا أشخاص في الخارج يعملون عليه كما هنالك أخرون قاربوا أو حصلوا عليه، و بخصوص ادعاءات الخنثوية و التحول إلى المسيحية فوافاني بالأمر مقربون من مجموعة من طالبي التأشيرات الآن و عن استهلاك مواضيع حقوق الانسان و العبودية و حقوق الأقليات و غيره فهنالك من لا شغل لهم إلا المتاجرة بهذه المواضيع غير متوانين عن أي شيء .