Wednesday, April 4, 2012

أغلبية فقيرة و معارضة مفلسة غير مقنعة

يبدو أن سحر المعارضة بدأ ينقلب عليها، فأمام حالة الاحتجاجات التي تعيشها البلد مؤخرا، و التي كان تعامل مدير الأمن الأول معها مرحلة ثم جاء مدير الأمن الجديد مدشنا مرحلة أخرى،حالة الاحتجاج هذه التي تشهدها موريتانيا و التي تدأب المعارضة عن تنظيمها فقط لرحيل عزيز مؤخرا، خلقت نوعا من ردة الفعل السلبية بالنسبة للمعارضة التي كثفت هذه الاحتجاجات دون تفاعل شعبي منها على مستوى القاعدة، فأصبحت بدل تشويه النظام و خلق رأي حول رفضه بدأت عكس ذلك تعطي صورة يمكن لعزيز أن يستخدمها على أنها حالة من الديمقراطية المتقدمة


 و المتقدمة جدا في الخارج و على المستوى الوطني المحلي بدت كثير من الأوساط في الأيام الأخيرة تبدي تذمرها من هذه التحركات التي تقول أنها لم تأت بجديد. فاليوم و أثناء محاولة لاستطلاع رأي العامة حول مجموعات مسيرات متزامنة نظمتها المعارضة يوم أمس في مقاطعات نواكشوط التسع ، لفتت مجموعة تعاليق انتباهي:
أحد المعلقين قال هم يقول أرحل: و لكن "أرحل ما اترحل" باللهجة الحسانية أي أن ارحل لا تجعل أحدا يرحل، تعليق هذا الرجل حاولت استقراءه إن كان نوعا من الدعوة للخطوة التالية ، فإذا به يقصد أن موريتانيا شعب مسالم و مادام في حالة الأمن لن يجد خيرا منها.
معلق آخر أسهب حين عبر عن حالة التمايز العرقي و الثقافي و حالة الفوضى التي تعيشها الحالة المدنية للمواطنين الموريتانيين و أشار أن أي حراك غير سلمي قد يؤدي بموريتانيا و هي دولة لا تحتوي على مؤسسات ثابتة و لا إدارات قائمة قد يعيدها للمربع الأول أو لربما ما قبله.
المهم أن الحقيقة حسب وجهة نظر ملحد سياسي مثلي لا يؤمن لا بأغلبية و لا معارضة و لا يؤمن بوجود سياسة في موريتانيا و ينظر لكل ما يحصل على أنها حالة توازن قبلي عرقي من نوع ما يحاول كل إقامتها، حسب وجهة نظر سأذكرها هنا في عجالة على أن أعود إليها بتحليل، من الأمور التي جعلتني لا أحبذ كثيرا الخوض في سياسة موريتانيا و ساستها، كون السياسة لا توجد بكل ما تعنيه السياسة أما الساسة فهناك جيل مسيطر على مفاصل أحزاب المعارضة لا يؤمن بسنة تعاقب الاجيال و لا زال يتدعدع. و عن الأغلبية هي مجموعة من الرؤوس تميل حيث الرياح تميل.
المعارضة لم تعد مقنعة اليوم هذه هي الحقيقة و لو كانت مرة ، رؤوس المعارضة البيضاء وخطواتهم المتثاقلة لم تعد مقنعة لجيل شاب يتقد حماسة و مع ذلك فهذه الرؤوس لا تعطي الفرصة لهذا الجيل ليعبر عن معارضته كما يشاء و يخلق خط معارضة ثورة كان حربا سلما مدنية عسكرية، المهم أن يجد الفرصة ليعبر كما يشاء عن معارضته. هذه الرؤوس تعمل الآن بشكل يربك كل المعطى السياسي و الاجتماعي للبلد فمحاولاتها لاستهلاك و استغلال الحراك الشبابي و الاحتجاجي المبدع في كثير من حالاته و بطرق سخيفة تربك كل المعطيات. فالحل اليوم و لا أريد أن يقول أحد هذا محسوب على هؤلاء أو أولئك الحل الذي سأورده لاحقا في طرح كامل متكامل، ربما يكمن في رحيل عزيز في حمله على الإصلاح أو تغيير سياساته لكن الخطوة الاولى نحوه تبدأ من إزاحة هذه المعارضة فكما جربنا أنظمة جديدة كل فترة و لو بانقلابات نريد أن نجرب معارضات جديدة و وجوه معارضة جديدة و لو بانقلابات أيضا. 
الاحتجاجات مؤخرا صارت تعطي للنظام وجها مشرقا جديدا كمتقبل للطرف الاخر و كمتيح لمساحة من الحرية هائلة. و هو ما لا تريده المعارضة قطعا و عليه على المعارضة أن تجد حلا جديد و طرقا جديدة. و أن تحلل الإشكال مادامت تريد لعب دور الفاعل. و تتخلى عن نظرية العدمية لأنها لم يعتمدها معارض على الإطلاق ووصل. فالواقع و الإنطلاق منه يكون دائما أكثر جدوائية. و لا يعني هذا أن الأعلبية لا تعاني من مشاكل هي الأخرى بل لربما لكانت مشكلة بتركيبتها و روابطها. لكن لنخطو نحو الحل.
تابعوا الأسبوع المقبل موضوعي التحليلي :
 أول خطوة نحو الحل....

المطعم الجديد

قبل حوالي اسبوعين من الآن شب حريق هائل في مطعمه و حوله رمادا فالحماية المدنية الوطنية اعتادت أن لا تتدخل حتى تنتهي الكارثة من ضعف معداته و ضعف قدراتها التدريبية ، المهم أن صاحب المطعم بعد أن احترق مطعمه بالكامل، لم ييأس و يبدأ في لعن القدر و الواقع ، و لم يحرق سيارة الإطفاء التي جاءت بعدما أزال المواطنون أنقاض المطعم و بعدما سكبوا الماء العادي على الحريق و أوقفوه و لو متأخرا، كعادة سيارات إطفائنا في موريتانيا حتى لوكان الحريق إلى جانب مقرهم الرئيسي لن يأتوا إلا متأخرين لأنه لا وسائل اتصال و الاستجابة دائما تاتي متأخرة و دونما مبالاة فإطفاؤنا لم يفلح يوما في إطفاء حريق إلا نادرا و نادرا جدا فالسيارات دائما من دون بنزين لأن الكبار يستخدمونه و الصغار يبيعونه. و أتذكر جيدا حريق كلية العلوم في العام قبل الماضي حين جاءت سيارات الإسعاف كلها و بدؤا سكب الماء على دخان لم يعرفوا مصدره أصلا و بدا عليهم الارتباك فهم يشتغلون في أمور لا يعرفون عنها شيء.
المهم ما أعجبني في القصة إصرار صاحب المطعم و قوة إرادته و صبره ففقط أسبوع بعد الحريق وضع لافتة جديدة و أعاد ترميم المطعم و تنظيفه و طلاءه و المضحك و المفرح أن الإسم الجديد الذي أعطاه للمطعم هو " المطعم الجديد" و كأنه كان ينتظر الحريق و جاء فرصة ليجدد مطعمه ، هذا النوع من امتصاص المشاكل و النكبات و القفز عليها مهم فيما يسمى بالتنمية البشرية خاصة منها تحفيز النفس.

Sunday, April 1, 2012

بعض العاطلين عن العمل يقتحمون القصر الرئاسي


يبدو أن الشباب الموريتاني يثبت كم هو مبدع في ابتكار الافكار الاحتجاجية و في ابتكار طرق جديدة للمطالبة بالحقوق و التعبير عن الأراء، في خطوة جديدة و ربما لم تتبع إطلاقا في تاريخ الاحتجاجات أقدمت مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل اليوم على اقتحام القصر الرئاسي متحدين تحذيرات الحرس الرئاسي و تهديده باستخدام الأسلحة، و دخلوا حتى الشارع الرئيس للقصر الرئاسي حيث تجمعوا، و أكد مضطلع بالقضية أن الجماعة متفقة على أن لا تقدم على خطوات من قبيل حرق النفس أو شيء من ذلك القبيل،
 و أكد الناطق باسم الجماعة أن احتجاجهم متحضر و سلمي و بدل استخدام العنف ضدهم يجب النظر معهم في الوعود التي قطعت لهم و الاستجابة لمطالبهم.
اقتحمت الجماعة القصر صباح اليوم و تجمعوا هنالك.

بكــــــــــــــــــــل براءة

صورة لها دلالات  و بها إيحاءات

عفوا يا دكتور ....لكنه كاد يموت من النزيف

 شيخ في السبعينيات من عمره جاء من البادية ليتعالج في العاصمة حيث الطب و الأطباب و الأطباء ما شاء الله عليهم، كان قد سقط من على راحلته و وقع كسر في ساقة من ناحية ركبته، الشيخ أصر على أن يعالج في نواكشوط على الرغم من إمكانياته ليتعالج في الخارج عن كسر بسيط، ليته ما اختار ذلك، في مستشفيات العاصمة العمومية عمل بعض الفحوص ثم فضل الانتقال للعلاج في عيادة خصوصية: لم يجد أفضل من عيادة القدس على حد قول أهله.
هنالك بدأ العلاج، ليلة العملية حدث نزيف لم يعلم به لا الدكتور الرئيس ولا طاقمه وهم يلائمون جانبي الساق، النزيف ناتج عن إصابة أحد العروق على حد قول الدكتور ببرودة أعصاب لاحقا، بقي المريض ينزف من الساعة العاشرة ليلا حتى السادسة صباحا، حين شارف على الرحيل و حضر كل ذووه و بدأ كتابة وصيه و بدأ الجميع يفكرون في طقوس النهاية ، نعم لقد رحل كان القدر أن يموت هناك على هذا السرير ، الليل بطوله لم يستطيعوا الحديث إلى الطبيب المعالج، كانت هاتفه مغلقا لايرد ربما كان يتسكع في قصور انواكشوط ، كان ساهرا مع أصدقائه و إنسان يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة خطأ فادح لا يغتفر من دكتور يصنف على أنه الأول في المجال. بقي الحال على حالة يأس القوم منه و من المراقبة تلك الليلة التي تكرر لهم شيء عادي. الحمد لله كان النزيف خارجيا و لم تكن ساعة المريض قد حانت فقط. في الصباح وصل و كنت رأى الأمر فاحمر وجهه و علا الارتباك ملامحه و لم يبدو عليه الخوف فيعرف انه في النهاية سيقال قضاء و قدر و لن يلقى لوما فكيف محاكمة و سجنا للاهمال. ببرودة أعصاب قال ما قال مبرر و اه و سخيف ،ثارت ثائرة أهل المريض لكن ما كان منهم إلا أن تقبلوا الأمر, على ماهو عليه، في النهاية دفع المريض مبلغا طائلا و دخل المستشفى كل ما يشعر به هو كسر بسيط في العظم خرج و هو يعاني أكثر من 4 أمراض متعلقة بالدم و القلب و حتى الكسر التأم معوجا و منذ ستة أشهر و هو حتى الآن لم يتمكن من الوقوف بشكل مستقيم. فمتى يجد هؤلاء الأطباء الذين لا يمارسون المهنة في وطنهم بمهنية و لا بمسؤولية حيث يمر الواحد مساء و كل العائلة في السيارة تنتظر  و عطره الفرنسي يعج به المكان يمر للحظة و يترك بين المريض و الممرضة التي تنام أول ما يختفي و يبقى المريض و السرير و الأهل يعانون أما يحق لهم أن يلعنوا هذا الوطن الذي يضع حياتهم في يد هذا النوع من البشر. هذا مجرد مثال و الأمثلة كثيرة و كثيرة جدا.... و لو أضطررت ففي المرات اللاحقة سأسمي الأطباء . لأن ما يحصل لا يمكن تفسيره إلا على أنه نوع من الاستهانة بحياة البشر و عدم المسؤولية و انعدام قيم المهنة و القيم الانسانية, فإذا كان الأمر يحدث في أكبر المستشفيات مع أكبر الدكاترة و الأطباء فكيف بالاخرين؟

القضاء الموريتاني ....فساد بالجملة

كل شهر يحال إلى حسابات القضاة مبالغ طائلة كرواتب فالقضاء مدعوم من الاتحاد الأوروبي كما أن رواتب القضاة عالية جدا، و مع حساسية منصب القاضي على مر التاريخ الاسلامي، فإن القضاء الموريتاني يعيش حالة من التردي و الظلم يندى لها الجبين، فصاحب الحق كثيرا ما يستسلم أمام المماطلات و التأجيلات مع قلة حيلته في الغالب فيما يكون المدعى عليه ذا مال وجاه يخولانه العمل بشتى الطرق للتحايل على حقوق المساكين، تلك الطرق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستثنى منها الرشوة أو رابط قبيلة أو دم أو شيء من هذا القبيل. فما لم تكن ذا مال و جاه أو على الأقل يكون القاضي من أهلك و عشيرتك و قرابتك ففرصك في استرجاع حقوقك ضئيلة و ضئيلة جدا. حيث سيدخل بك في متاهة قانونية دائرية و يلعب المحامي و القاضي على أعصابك  حتى تجد نفسا مضطرا للقبول بعرض هزيل دائما مقدما من المدعى عليه، الذي سيقول لك بثقة الغالب إما أن تقبل هذا أو تخسر كل شيء.
و لا أنسى هنا قصة القاضي الذي كان يسكن ليس بعيدا منا و من مركز خردوات قريب منا أخذ و استلف كثيرا من المعدات لبناء داره الجديدة و كان صاحب المحل يثق فيه كونه قاضيا، و في نهاية الأمر قال له و بعد أشهر من المماطلات، أنا سوف لن أعطيك شيئا و أنت لا تطالبني بشيء و لست مدينا لك بشيء و ما عندك من أدلة ليس اعتبار في القضاء فاذهب حيث شئت و كانت نهاية الأمر  أنه لم يجد من يستمع إليه فالقاضي كان ضليعا بالمكر و الخداع و يعرف كل أروقة القضاء الدنسة في موريتانيا.

الإدارات الحكومية الموريتانية.... ما لا عين رأت

عجيب أمر الإدارات الحكومية الموريتانية ترى فيها العجب العجاب، فرؤية بسكويت سرقل مع حبيبات من الفول السوداني مثلا في مكتب كاتب خاص لوزير أمر عادي جدا، و أن تسمع صوت بسكويت " اليورو" ينبعث من تحت المكتب أمر عادي جدا، و أن تخرج عليك أحيانا سكرتيرة و على شفتيها دسم أو تحمل في يدها قطعة من اللحم المشوي أمر عادي، و الأكثر بساطة من كل ذلك أن تجد مثلا عاملات في إحد المراكز التجارية لسوملك حيث تدفع الفواتير تجهدن سعيدات لأن الكهرباء مقطوع عن مركز من مراكز شركة الكهرباء ، فتجدهن سعيدات يتبادلن النكات و يسترقن الفرصة لتكملن الحديث عن أحداث المسلسل أو عن عرس فلان وفلانة. الأمر الغير طبيعي و المستحيل جدا أن تجد مو ظفة إدارية أو موظفا منغمسين في أشغالهم يعرفون معاملة المواطن، و يحترم مناصبهم و خدماتهم.
الاجتماعات عندنا يمكن أن تأخذ اليوم بطوله كون الذي في الاجتماع لا يهتم لاولئك الذين ينتظرون خدمة قد تكون ملحة وضرورية. في إداراتنا ترى العجب العجاب. موظفة لا تعرف من الانترنت إلا ان تفتح حلقة المسلسل اليوم أو أمس في يوتيوب و أحيانا لا تجد حرجا في أن تطلب إليك فتحه لها. موظفون كل شغلهم في الإدارة أن يبحثوا عن الشاي و هل الكأس الثاني قد جهز هل تم توزيعه؟ آخرون همهم السؤال عن قبيلة فلان و سرد حياة الوزير الذي تمت إقالته و قبيلة فلان و فلانة و أهله و أجداده و كم بقرة كانت لديهم و كم معزاة؟ و ما إلى ذلك...... انتظر بصوت غير مسموع من مكان لا تعرفه مهذبة جدا حين تعلم أنها من سيدة المكتب الأولى كانت منشغلة في تناول وجبة ما بين الفطور و الغداء...... ماذا تفعل إداراتنا ؟ سؤال وجيه و صدقني أبسط إجابة و أصدقها لا شيء...فكل مانراه أشياء بديهية و شكليات جاهزة و سوف لن تجدها إلا على مضض ..... أعان الله هذا الوطن الرمادي

فندق مرحبا....مغلق

منذ أيام و سلسلة حديدية كبيرة توصد بوابة فندق مركير مرحبا الواقع قبالة دار البريد، الفندق الذي يعتبر من أوائل الفنادق التي افتتحت في نواكشوط حيث انتصب لفترة ضمن المناظر التي تفخر بها العاصمة يبدو قد لفظ أنفاسه الأخيرة. فقد لا يعرف البعض أنه في موريتانيا حتى الفنادق لا يمكن أن تنتعش دون ممارسة الرشوة و فنون من الفساد تقوم على مبدأ (كومسيون) فلتنظيم ندوة أو ورشة أو نشاط أي كان لابد أن يكون صاحب الفندق قريب المشرف علي النشاط أو من قبيلته أو من جهته و بينهما الصفقات و الاستفادة المتبادلة كما يطلقون عليه، و إما أن يكون ضمن المؤمنين بفكرة الفاتورة المضخمة لتقاسم الباقي عن الفاتورة الحقيقة و هي ممارسات تنتشر في كل فنادق موريتانيا تقريبا رغم الاستثناءات القليلة، هذا السوق الذي هكذا يدار كما يدار تماما سوق الاعلانات و كل الاسواق الخدماتية من هذا القبيل حيث لا يكون النجاح للاكثر تميزا بل الأكثر مهارة في فن القبلية و القرابة و الفساد و الأكثر خبرة في مجال التحايل المقونن و السرقة المشرعة. المهم أن الفندق ترجح أنباء أنه اغلق نتيجة نوع من الافلاس و هو الأمر الغير مؤكد حتى الآن حيث ان الفندق انتقل من مرحلة العمل و النشاط بشكل مفاجيء إلى مرحلة بناية مغلقة صامتة هامدة.

Friday, March 30, 2012

الربيــــــــــــع العربي و الشفرة السوروسية ؟؟؟

آخر مواضيعي الصحفية: مقال تحليلي عن الوضعية السورية

عام يزيد مر على أحداث الثورة السورية، لا جديد يذكر و لا قديم يعاد غير أحداث التنكيل و القتل و التدمير و القمع الوحشي الذي واجه به النظام السوري الهبة الشعبية. الأسد و جيشه يستأسدون أمام شعب أعزل يعملون فيه الحديد و النار ليل نهار، قتلا و اعتقالا. تأخذ المحطة السورية وقتا يبدو كبيرا و جهدا أكبر من قطار الربيع العربي، الذي لا يزال يثبت اختلاف محطاته عن بعضها البعض و عدم إمكانية تطبيق عملية الإسقاط على طريقة الرياضيات لنظام على الآخر. فلا ربيع الأبيض المتوسط كربيع النيل كربيع ، كربيع طرابلس كربيع صنعاء و لا كل هؤلاء كربيع الشام الذي يبدو في مرحلة التشكل و تنبؤ المعطيات القائمة بمخاض له بصعوبة مخاض الشرق الأوسط الجديد، بل و لعبة بقواعد لعبة تجاذب الأقطاب.

المحطة السورية ...في قلب الاستقطاب

عوامل كثيرة سياسية و جغرافية و جيو ستراتيجية  و معطيات ساعة تجعل الوضع السوري أكثر صعوبة و تجعله مختلفا، ففرنسا ساركوزي تبدو اليوم مشغولة بمستقبل قصيرها الذي يحاول أن يحظى بفترة رئاسية ثانية، لا تبدو حظوظه حتى الآن بالوافرة للفوز بها، و أوباما الرجل الذي فضل منذ مجيئه أن لا تدخل أمريكا إلا من بوابة الناتو، معلنة هدنة صامتة غير معلنة بعد فترة اضطراب طويلة شهدتها السياسة الخارجية الامريكية في ظل السلف، حتى هو الآخر يعد نفسه مترشحا لفترة ثانية تبدو حظوظه في الفوز بها أكثر بكثير من فرص ساركوزي، باقي دول أوروبا مشغولة بأزمات قائمة و أخرى محتملة و أسئلة أفغانية عالقة و وضع باكستاني متذمر، و ربيع لما تتشكل بعد معالم و لا ملامح المناخ السياسي بعده، و لا تبدو بوادر تشكلها مبشرة حيث يبدو صعود التيار الإسلامي و كأنه قدر ربيع بحت، تيار لا يبعث ماضيه و لا خلفيته على ما يمكن أن يشكل مصدر طمأنينة أو تفاؤل بالنسبة للغرب عموما. كوكتيل الأحداث هذا لا يبدو مشروبا  يخفف طبخة النظام السوري لشعبه، الطبخة المشبعة نارا و حديدا و دمارا، و لا يبدو حتى مساعدا على تخفيف تركيزها  و توابلها الوحشية.
إن وجود سوريا و صورتها التي سبقت الربيع كآخر قلاع العروبة و كحاضنة للمقاومة سواء منها الفلسطينية أو اللبنانية أو غيرهما ووجودها لا عبا قويا في المنطقة الساخنة، حيث كانت مخاضات ميلاد الشرق الأوسط الجديد و الشرق الأوسط الكبير و التي كانت كلها مخاضات دون ميلاد، كلها أمور تشكل خلفية مربكة للتعامل مع الوضع أو للتعاطي معه على المستويين الإقليمي و الدولي، أضف إلى ذلك الحلف ما سمي حلف الممانعة أو حلف الشر، حلف تعتبر إيران أو اعتبرت من طرف الغرب على الأقل كقلب له و عنصر هام فيه، هذا الحلف كله بوزنه القانوني الدولي و الاستراتيجي ووزنه الديبلوماسي يقف إلى جانب النظام السوري، و وجود سوريا كممر للمؤن و العتاد إلى حزب الله المتمسك بخيوط اللعبة اللبنانية المعقدة، و المتغلغل في معطياتها السياسية و العسكرية، ووقوف هذا الحزب اللا مشروط و الطبيعي إلى جانب النظام السوري سيترتب عليه الكثير في حالة الحرب الداخلية و الاقتتال و حتى في الحالة الراهنة.

عام على رحيله في صمت من الوطن الرمادي ..... العالم الرياضي الكبير يحيى ولد حامدون

في أطار سنة 1948 ولد يحيى لأب ملأ الدنيا وشغل الناس هو المختار بن حامدن، ولأمه مريم منت أحمد البشير وفي أطار وشنقيطي درج الطفل الذي ترتسم على وجنتيه ملامح الذكاء،وفي بيت يتنفس أهله العلم هواء نقيا وأدبا رائقا وسلوكا شهد ابن حامدن لمحات رائقة من أدب والده المختار ..ربما كان يحيى أيضا أحد شهود المختار على أن ’’ بوشاهد ’’ هو خير الجمال
تلقى القرءان والمعارف الشرعية واللغوية في البيت في بداية عمره ثم دخل الابتدائية سنة 1959 واختصرها في ثلاث سنوات،ليلتحق في 1962 بمعهد بوتلميت العلمي،حيث كان أصغر طالب في المعهد الذي كان يضم بين جنبيه خيرة علماء البلد وخيرة طلابه أيضا
  
واصل تعليمه الثانوي والجامعي في مصر طيلة منذ العام 1964  وبعد سبع سنوات  من الدرس العلمي المعمق حصل على إجازة برتبة الامتياز وبالرتبة الأولى على دفعته،حيث عاد إلى البلاد سنة 1971 ليلتحق بالتعليم الثانوي أستاذ للرياضيات والفيزياء في الثانوية الوطنية في نواكشوط،وطوال الفترة ما بين 1972-1976 كان ولد حامدن أحد الأسماء المؤثرة في عالم التدريس
ويذكر طلاب الراحل أنه كان مستوعبا جدا للمادة التي يدرسها،’’لقد كنا نظن في بعض الأحيان أنه ينظر إلى عويصات المسائل الرياضية باعتبارها بديهيات يتقنها كل البشر’’ ...تبرم ذات يوم بطلابه الذين لايفهمون بكثرة ..والذين لم يستوعبوا بعد الشرح العميق ’’ انعم ان شاء الله ...لكنني أنا أفهم ما درستكم’’
رفض ذات مرة أن يعطي أحد طلابه أي علامة ..حتى الصفر لأن الصفر عدد طبيعي والإجابة لا تستحق حتى الصفر ..ومع ذلك فقد درس على يد الدكتور يحيى حامدن العشرات من خيرة مدرسي الرياضيات والعلوم والمهندسين الموريتانيين الذين تركوا بصماتهم على مسيرة بلد لا يولي أي اهتمام لعلمائه وعقوله،مالم ينخرطوا في مسار السلطة،
  
وفي سنة 1977 التحق بجامعة السربون في فرنسا، وحصل على  شهادة التبريز مع دكتوراه دولة في الرياضيات سنة 1980. وفي نفس السنة حصل على وظيفة باحث  بالمركز الوطني للأبحاث العلمية CNRS بفرنسا.وهو الوظيفة التي ظل يشغلها ضمن وظائفه العلمية والبحثية المتعددة،إلى حين رحيله المفاجئ عن عالم ’’ الجبر والهندسة’’

عطاء عالمي

عمل الفقيد الدكتور يحيى ولد حامدن أستاذا محاضرا في عدد من الجامعات العالمية بفرنسا وإسبانيا وألمانيا وكندا وأمريكا واليابان وفنزويلا والهند، ووصل أجره إلى 1000 دولار في الساعة،بينما لم يكن أجره عندما كان في موريتانيا يتجاوز 25 ألف أوقية،أي أقل من 100 دولار ودون ,, علاوة للطبشور’’
أضاعو(ك) وأي فتى أضاعـوا * * * ليـوم كــريهـة وســـداد ثغــــر وخـــــلونـي ومعتـرك المنايـا * * * وقد شـــرعوا أسنــتهم لنحـري كأني لم أكــــــن فيهـم وسيطـا * * * ولم تك نســبتي في آل عمــرو أجرر في الجـــوامع كـل يـوم * * * ألا لله مظــــلمتـي وهـصـــري عسى الملك المجيب لمن دعاه * * * سينجيني فيعلم كيــف شكـري فأجـــزي بالكرامـة أهـل ودي * * * وأجزي بالضـغينة أهل ضري
 
وكان يحاضر بالفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية والإسبانية. وأنتج لوحده مائة بحث ونظرية رياضية 95 بحثا منها منشورة على موقعه الرسمي التابع لجامعة باريس6 وهو ما يتجاوز مجموع ما أنتجه كل العلماء الأفارقة في مجال الرياضيات.
-وفي سنة 2001 عين مديرا للبحث من الدرجة الممتازة في نفس المركز الذي ظل متشبثا بولد حامدن منذ أن اكتشف قدراته الهائلة قبل ثلاثين سنة
  
يصنف المرحوم يحيى ولد حامدن الأول عربيا والثالث عالميا في ميدان الرياضيات، كما يصنف الأول عالميا في مجال تخصصه الرياضي، وهو:
- نظرية الأعداد الزائدة Théorie additive des nombres 
- نظرية مينكوفيسكي Somme de Minkowiski 
- المشكلات الإيزوبيريمترية Problèmes isopérimitriques 
- نظرية زوائد المتتاليات Combinatoire additive des suites 
فيديو لعرض بعض نظرياته في برشلونه خلال المؤتمر الدولي الثالث  عن "Optimal Network Topologies"
- يدخل عدد من نظرياته في الصناعات التطبيقية الحالية في مجالات المعلوماتية والكهرباء والفضاء، وفازت إحدى نظرياته الرياضية قدمها أحد طلبته اليابانيين بجائزة Médaille fields التي توازي جائزة نوبل.
  
 
 اختار الرجل أن يعيش بهدوء وأن يرحل عن هذا العالم بهدوء أيضا ..ولكن عبر نهاية مثيرة ..وبهدوء أكثر من اللازم تعاملت موريتانيا الرسمية مع نجل المختار بن حامدن ..فلم تذرف الإذاعة والتلفزيون أي دمعة على الجثمان الرهيب القادم من فرنسا التي عرفته باحثا لا يشق له غبار
ولم يجد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لحد الآن في ذلك الرحيل خسارة كبرى للعلم والبحث.
 

ابحاث الرجل في علم الرياضيات تناهز المائة بحث
  
 

جائزة يحي ولد حامدون

عالم ضاق عن فكره و طنه و اتسعت له الغربة فأبدع و ابتكر و رحل في صمت دون صرخة من حكام أو حكومة الوطن الرمادي، مجموعة من أصدقائه و الأوفياء للعطاء و لحملة العلم. ابتكروا جائزة بإسمه وفاء لإسمه و علمه. رحم الله يحيى رحم الله الصوت و العقل الذي حمل الإسم و العلم و ما استطاعا حمله.
الجائزة أغلق هذا العام مجال الترشح لها دون أن يعلم بها الكثيرون، لأن الإعلام المهمل الأمي لا يعرف متى و لا أين يكون، لا يعرف أن يضبط ساعة وجوده حينما لا يتعلق الأمر بمصروف يومي أو بتحويل بنكي. يا أسفا على الوطن الرمادي و قادته و نخبته المدفونة في الرماد.



وفاء لمسيرة الفقيد يحي ولد حامدون وتمسكا بالنهج الذي مضى عليه طوال حياته وهو تطوير وترقية البحث في مادة الرياضيات في بلده موريتانيا  اتفق أصدقاؤه ومحبوه على إنشاء جائزة تحمل اسم الفقيد (جائزة يحي ولد حامدون) . تهدف هذه الجائزة إلى تشجيع التلاميذ والطلاب المتميزين في هذه المادة.
الجائزة مدعومة من طرف السلطات الأكاديمية الموريتانية وكذلك بعض الشركاء الأجانب.
توزع الجائزة سنويا بإشراف لجنة من الرياضيين الموريتانيين والأجانب. تقوم هذه اللجنة بالفرز الأولي للمترشحين اعتمادا على جودة ملفاتهم المقدمة كما تقوم بإعداد المواضيع المكتوبة (باللغة الفرنسية أساسا و باللغة العربية للذين طلبوا ذلك) وكذلك بتصحيح المواضيع المكتوبة ( المواضيع ستكون باللغة الفرنسية و باللغة العربية للذين طلبوا ذلك).كما تختار الفائزين أساسا عن طريق نوعية الإجابات المكتوبة أو عن طريق الملفات الأكاديمية إذا كان ذلك ضروريا.
تتكون جائزة يحي ولد حامدون من منحتين مختلفتين :
1) جائزة للمستوى الثانوي
2) جائزة للمستوى الجامعي
وعلى ألأرجح أن تختلف قيمة  الجائزة كل سنة لاعتبارات أهمها اختلاف الإمكانيات والمشاركات المقدمة كل سنة .
يمكن توزيع ثلاث جوائز على كل مستوى (الجائزة الأولى ؛ الجائزة الثانية ؛ الجائزة الثالثة)
تتكون جائزة المستوى الثانوي أساسا حسب الإمكان من :
ا) مجموعة من الكتب و/ أو اللوازم المدرسية
ب) منحة دراسية خارجية (من أسبوع إلى عدة أسابيع) في مؤسسة جامعية  تعنى بالبحث في الرياضيات .
أما جائزة المستوى الجامعي فتتكون من :
أ‌)       مجموعة من الكتب تمهد للبحث العلمي في الرياضيات
ب) منحة دراسية خارجية (من شهر إلى ثلاثة أشهر) في مؤسسة جامعية تعنى بالبحث في الرياضيات.
سيتمكن الفائزون بالجائزة 2012 من المشاركة في الملتقى المنظم بباريس من 9 إلى 13 يوليو 2012 تحت عنوان التوافقية الجمعيةَ’  المكرس لذكرى يحي ولد حامدون.
ملف الترشح
يتم الترشح للجائزة على مرحلتين . مرحلة الفرز الابتدائي التي بعدها  تنشر  لائحة المشاركين في الامتحان الكتابي.
كل شخص مهتم يستوفي الشروط المطلوبة ؛ يمكنه المشاركة في مرحلة الفرز الابتدائي من اجل الحصول على الجائزة . ترشح البنات للجائزة مرغوب ولا تستثنى أي جنسية من الترشح لهذه الجائزة
من أجل أن يكون مؤهلا على كل مترشح  ان يستوفي الشروط التالية :
1) المستوى الثانوي : أن يكون حاصلا على باكلوريا الشعبة الرياضية أو الفنية (Bac C ,TMGM) لسنة 2011 وان يكون مسجلا في مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في موريتانيا على أن لا يتجاوز عمره 25 سنة لغاية 31 ديسمبر 2012
2) المستوى الجامعي : أن يكون حاصلا على شهادة الليسانس او المتريز او ماستر 1 من شعبة رياضية وان يكون مسجلا في مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي في موريتانيا على أن لا يتجاوز عمره 35 سنة لغاية 31 ديسمبر 2012 .
كل من يرغب في الترشح للجائزة و يستوفي الشروط اللازمة عليه أن يعلن عن ذلك قبل 23 فبراير 2012 الساعة الثالثة تماما آخر أجل لاستقبال الملفات (يتم  اعتبار ختم البريد ) وذلك عن طريق طلب موجه
ا) بالبريد ألالكتروني (الإميل): إلى لجنة التنظيم المحلية للجائزة على العنوان :   
مع إرسال نسخة إلى رئيس لجنة الجائزة على العنوان :
ب ) عن طريق البريد : على العنوان
لجنة التنظيم المحلية لجائزة يحي ولد حامدون
قسم الرياضيات والمعلوماتية
كلية العلوم والتقنيات
ص.ب :5026
انواكشوط ـ موريتانيا
ج) عن طريق المداومة الموجودة  بملحق كلية العلوم و التقنيات في كل أيام العمل من 13 إلى 20 فبراير 2012 من الساعة العاشرة حتى الساعة الواحدة

حفل توقيع ديوان: فلتكوني ما أرى......

نظم ليلة أمس بالعاصمة نواكشوط حفل توقيع ديوان: فلتكوني ما أرى للشاعر الشاب: أبو بكر ولد المامي، لفيف من المثقفين و النخبة الشابة مع عناصر من أجيال أدبية و ثقافية مختلفة حضرت الحفل الذي ألقى خلاله الشاعر مجموعة من قصائد الديوان و قصائد أخرى. الشاعر : مجرد شاعر أبو بكر و لد المامي هو شاب سطع نجمه كواحد من حملة الهم الثقافي و الادبي في موريتانيا. و يعرف عنه بساطة الكلمة وعمق التعبير و التأثر بالشعر الحداثي عموما مع لمسة إبداعية خاصة و فذة و مسحة يضفيها الشاعر على الكلمة و المعنى كتوقيع خاص به. يعتبر الديوان الاول في مسيرة الصديق الشاعر الشاب.