شعرت اليوم بقليل عتاب ضمير حين كنت اعمل على تحديث صفحاتي الاجتماعية كالعادة يوم الأحد، حيث أضيف بعض الصور أغير بعض الأغلفة أدرج بعض الادراجات البسيطة التي تحاول ما وسعها الجهد البعد عن السياسة ، ففي مجال السياسة هنالك هذه الصفحة التي أعبر فيها عن رأيي السياسي و غيره.
المهم كنت عند كل أدراج اقول لنفسي الشباب منشغلون بالهاشتاغ بلد ينزف كما قالوا و الحديث عن تقرير الوزارة و تصريح الوزير و حمى الوادي المتصدع و حمى الشارع الممتلأ بمياه الأمطار بسبب انعدام الصرف الصحي الذي تخلى جعفر الذي كان احد اكبر المطالبين به تخلى عن المطالبة به أو اجلها إلى اجل معين.
كنت أقول لنفسي بدل ادراج نص أدبي أو صورة ملتقطة في أقصى الشمال الأوربي يجب أن أعود إلى الحمى النزيفية و البلد النازف و كل ما يشهده الوطن الحبيب من أهات و أنات.
بعض الشباب عندنا في موريتانيا الغارقون في أوراق الفيس بوك و التي يظنون أنها تصنع التغيير في بلد نسبة الأمية فيه أنسها ، لكن الانترنت فيه موجوده فقط في كبيتال و المنطقة حيث توجد بيوت الجرائد و المواقع الممتلأة بكؤوس الشاي، في بلد الكهرباء فيه هي الكهرباء فيه، يظن هؤلاء أنهم يقومون بأعظم عمل قومي وطني لصناعة التغيير من خلال ادراج أن أمهاتهم مرضى يحتاجون الدعاء أو أنهم يأكلون "كسكس الخالص" هؤلاء الشباب يظنون أنك حين ما لا تدرج على صفحتك حول رقصاتهم و خربشات الهواة التي يشتغلون عليها يرون أنك خائن للوطن و الأمة.
أحداث كثيرة يمكنك الحديث عنها هنا، كترشيح بنت المختار لجائزة نوبل للسلام و كالحمى و النزيف طبعا و غيرها .
منذ أيام و على إثر تصريح أدلى به وزيرة الصحة الموريتاني و تقارير من وزارته أطلق مجموعة على صفحات الفيس بوك خاصة أن تويتر يبدو لم يعرف طريقه الى المثقفين الموريتانيين حال اسنابشات و حال بيري سكوب و غيرها المهم ان فيس بوك في المتناول كان عنوان الهاشتاغ #بلدينزف ، فنيا و شكلا و مضمونا لم يكن الهاشتاغ هو المثالي لا للحالة و لا لتسويقها إعلاميا لكن كحال وطننا كل شيء يمشي " الا بهذه ول بذيك" ينجح او لا ينجح لن يسأل أحد في النهاية فالصحافة هي الصحافة و المواقع هي المواقع و البلد هو البلد و الناشطون هم الناشطون.
بعيدا عن الهاشتاغ، فيه وطن يتساقط مواطنوه ضحايا لحمى فليسمها كل ما يشاء و أمام وزارة دون معرفة بعلم اتصال او اعلام و شك كبير حول معرفتها بالطب و ما إليه تزايد الوضع تفاقما و ازداد المواطن حيرة و هو لا يعرف ما يواجه، و كل ما ينقص ان يخرج دكتور عالم او عالم دكتور و يقول أن تلك الحمى قضاء الله و قدر و على الجميع الدعاء. المهم لم نعرف الكثير عن الحمى و لا شيء عن طريق الوقاية منها و المواطنون يسقطون و يتساقطون في مستشفيات يملؤها اللئام من الاطباء المرتزقة ذوي العيادات الذي لا يعبؤون لرسالة و لا لوطن و لا لمهنة، يقتلون و يرمون باثامهم و خطاياهم على القدر في مجتمع مخدر و سكران غارق في ابعاد القبيلة السحيقة الموغلة في القذارة و الحقارة و الهبوط الاخلاقي و الاعتباري.
لا يعرف أحد ما عليه أن يفعل في بلد تحتاج نخبته لتنتابها حمى العقل المتصدع علها تعقل أو ترى و تنتبه و تبتكر طريقة لصناعة التغيير ليست على طريقة اهل لخيام و غبائها.
ما على النخبة فعله ليس فقط الهجوم على حكومة هابطة ساقطة منهزمة أصلا ، تصك اذانها عن خربشاتهم و تعاليقهم و لا تعيرها أي اهتمام،بل تحتاج النخبة لتنزل إلى الشارع و تلاقي المواطنين و تبحث و تستقصي و تعمل على نشر الوعي حول ما يجري و الحصول على المعلومات الكافية و سبل وقاية و متابعة معينة.
كان الله في عون وطن نخبته مصابة بالتصدع الفكري و مواطنوه تلتهمهم حمى الصداع و وزرائهم و حكومتهم هؤلاء في موتهم السريري.
كل عام و يوم و موريتانيا بخير