Sunday, October 11, 2015

التقرير الثاني : الإعلام الاجتماعي و الربيع العربي

قبل 3 أعوام من الآن هاجت الشوارع العربية من تونس لمصر مرورا بدول أخرى و لا زالت شوارع  أخرى هائجة فيما لم تتح النار و الرصاص لشوارع أخرى أكثر من قبور جماعية و تشريد و لجوء. مصر عودة للعسكر في انقلاب واضح وصرح على الشرعية و الديمقراطية و كل القيم التي نادت الميادين بها . في ليبيا فوضى عارمة لاا أول لها من آخر و مشروع اقطاعيات و أقاليم و تجمعات متناحرة فيما بينها، في سوريا آلة موت لا تتقن لغة غير السحق و القتل و التنكيل ، تونس تبدو حتى الان مثالا متماسكا على اتجاه صحيح لحراك يبدو في قمة ضياعه الآن.
بعيدا عن السياسة و الاسئلة المتكررة حول أين الرأي العام الدولي، و بعيدا عن شعارات الديمقراطية و حرية التعبير و حقوق الانسان و غيرها من عبارات المؤتمرات و القمم الفضفاضة الفارغة، بعيدا عن كل ذلك نسأل : أين الإعلام الاجتماعي.
نعم ساهم الاعلام الاجتماعي كثيرا في تعبيئة ميدان التحرير و ميدان التغيير  و ميادين و شوارع أخرى ، كانت شبكات من التدوين و النقاش و التنسيق الذي تبنته وسائل اعلام كانت وسائل تنظيم ووسائل بث ووسائل تقييم كانت هي الفاعل و الناقل. نفترض ولو جدلا أن الاعلام الاجتماعي كان الفارس القائد في معارك التغيير و التحرير . فالجميع يتفق على دور الفيس بوك و تويتر و صحافة المواطن و صور و فيديوهات الهواة و مشاركتها في انجاح الحراك.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: أين الاعلام الاجتماعي اليوم، ليوجه شوارعا عربية تعيش حالة تيه مطلق و قلق و توتر؟ أين الناشطون الذي قادوا حراكات التغيير؟ هل امتصتهم السياسة و الاجندة و تخلوا عن سيوفهم التي كانت صفحات الفيس بوك و تويتر؟ هل امتصتهم الجوائز و الاسفار هنا و هناك لينسوا الربيع و يتركوا مواطنا عربيا عاديا يصرح في ركن قصي من وطن عربي يئن: ما كان اغنانا عن هذا الربيع.
هل ان  الناشطين و حراكاتهم و اعلامهم تركوا الميدان سريعا أم طردوا منه؟ هل عجز الاعلام الاجتماعي عن المواجهة في مرحلة حاسمة من مراحل الصراع؟

نعيش فترة ما بعد العربي أو امتدادات الربيع العربي، قد لا نتفق على تسمية الفترة كما لا يتفق البعض على أن تسمية الربيع العربي كانت هي التسمية المناسبة لتلك الحراكات التي اجتاحت المنطقة العربية.  فيرى أن رومانسية الإسم قد تناسب الطبيعة الشرقية أكثر مما تناسب ما حدث بالفعل. لكن الربيع يستحيل صيفا سرمديا ساخنا يطول على البعض فيما يتحدث آخرون عن أن الثورات لا تولد بين عشية و ضحاها و هي مسار يأخذ وقته كاملا.

عام2014