Friday, October 16, 2015

الراجل في المجلس الأعلى للشباب و المعلوم في السجن المدني و أنا من منفاي الاختياري

من أغرب الصدف، و من أغرب ما يمكن أن يحصل مع أي كان ما حصل معي هذا الأسبوع.
حيث وجدتني أمام خبرين يملي كلهما شعارا مختلفا على ضميري.
خبر تعيين الراجل ول عمر ولد ابيليل عضوا في المجلس الأعلى للشباب تحت رعاية الرئيس ولد عبدالعزيز
و خبر القبض على المعلوم ولد اوبك إثر احتجاجه أمام وزارة الصحة ضد اجراءات الدولة لمواجهة الحمى.

عقد من الزمن يزيد شوارد أشهر و فتات أيام جمعني برفيقي درب ناضلنا فيه من أجل ثقافة وفن وطن تكاد تندثر أمام الجشع و الجهل و السطحية التي ما عرفت بلادنا غيرها منذ أعلن ديغول استقلالها ذات زوال حائر موغل في غبار الستينيات.

عملنا معا أسسنا رابطة الحوار، حملنا إسم موريتانيا إلى اقاصي الشرق و أقاصي الغرب محملين بحقائبنا الممزقة تجرنا سيارات التاكسي المهترئة من على شارع في دار النعيم إلى بوابة المطار و من بوابة المطار إلى شارع رملي موغل في تلال دارالنعيم الرملية. باعدتنا الأيام و قربت بيننا الهم الثقافي و الفني لهذا البلد الموغل في النكران لأبنائه و المختطف منذ ميلاده من حفنات مدنيين و عسكريين لا يعرفون للوطن قيمة. تحدثنا لساعات طوال على سكايب و وقعنا عقود شراكة باسم الوطن الناسي و المنسي و المتناسي، كتبنا و رسمنا بالصخر على الصخر و بالرمل على الرمل. ثم كانت المسافة تتوغل بيننا و و رابطة الحوار و الهم يجمعاننا، و إلى اليوم لا زلنا و رابطة الحوار و الهم الثقافي و الفني، فقط السياسة تدخل و عزيز يدخل بيني و بين صديقي دربي ، أنا لم أومن يوما بسياسة و لا بساسة و لا برئيس و لا برئاسة و لا باغلبية و لا بمعارضة، لم أومن يوما إلا أن لي حيزا جغرافيا انتمي إليه يسمى موريتانيا و شعبا طيبا موغلا في الطيبة في البداوة في السذاجة في البداهة و تنهشة القبيلة باعرافها البائدة و افعالها اللغينة ألا تبا لكل قبائل الوطن المختف من اقصى شمالها لأقصى جنوبها و من أقصى شرقها لأقصى غربها. لعن الله القبيلة و أبنائها و بناتها ممن يؤمنون بها قبل الوطن و قبل الدولة المنسية المخفية المدفونة في متاهات تاريخ لا نعرفها و معطيات جغرافيا لا تعرفنا.

فجأة كان هذا في ذلك الصف و ذاك في ذلك الصف، و أنا أستعد لأبارك لولد بيليل أختياره عضوا في المجلس الاعلى للشباب تحت وصاية الرئاسة و الرئيس وصلني خبر اعتقال المعلوم ولد أوبك و احالته لوكيل الجمهورية ثم للسجن لاحقا. سأدافع عن حق الرجل في اختياره و في اتباع قناعاته و سأدافع عن حق المعلوم في التعبير عن رأيه و الدقاع عن كل ما يراه قضايا وطنية عادلة. و سأحتفط بحقي بأن أكفر بساستنا و سياستنا و القبيلة التي تختطف أحلامنا منذ ما يزيد على قرن.

نطالب إطلاق سراح المعلوم ولد أوبك، الحرية للمعلوم ولد أوبك.

اطلقوا سراح المعلوم و اقضوا و اقبضوا على أسباب الحمى و اقيلوا كل جلافينكم من الرعاع.