ما إن اجتاح الاعلام الاجتماعي الحياة و سيرها في عالم اليوم، مستقطبا
ملايين المستخدمين حول العالم، حتى أصبح هدفا مباشرا للاستخدام من طرف المؤسسات
الكبرى و العملاقة، ثم دخلت المشاريع الاقتصادية على الخط باحثة في تلك الفضاءات
الاجتماعية المفتوحة عن فرص و طرق للتواصل مع المستهلك.
استخدام وسائل الاعلام كوسيلة للتسويق و حتى كأداة للعمل عليها على
مشاريع في مرحلة التطور، هو أمر بعمر الاعلام الاجتماعي ذاته. لكن سؤالا ظهر مؤخرا
حول استغلال وسائل الاعلام الاجتماعي لمستخدميها و تسويقهم هم انفسهم كسلع مقابل
الحصول على اعلانات و شراكات مع شركات أخرى..
الإعلام الاجتماعي ووسائله فتحت باب نمط جديد من التسويق و فرضت نفسها
كإدارات مستقلة في مؤسسات اعلامية و شركات و كيانات ربحية و غير ربحية كثيرة،
كوسيلة مثلى و مختصرة لإيصال المنتج و الرسالة.
ففي مقال نشره ريان هولمز بمجلة فوربس ميدليست ، فإنه في عام2012 وصل
ما نسبته 70% من شركات (فورتشن 500 –Fortune 500) إلى
تويتر.
في تقرير صدر مؤخرا عن شركة ماكينزي " مثل هذه الوسائل الاجتماعية ساعدت في تحسين
قنوات الاتصال والتعاون بين مختلف أقسام الشركة، و أصبحت من أهم أدوات الإنتاج
المكتبي أيضا.
لقد مكنت وسائل الإعلام الاجتماعية الشركات من الحصول على كميات
غير مسبوقة من المعلومات عن سلوك العملاء وتفضيلاته ، وهو ما يسمى (بالبيانات
الكبيرةBig data-) و للاستفادة من هذه المعلومات. تم تصميم العديد من الغرف الاجتماعية
التي يعمل فيها العديد من الأشخاص لمراقبة تطورات السوق وما يجري يوميا على
المواقع الاجتماعية المهمة مثل تويتر وفيسبوك في محاولة دائمة للتعرف على
المتطلبات المتغيرة للمستهلكين، وذلك باستخدام العديد من البرامج التحليلية
المتقدمة
ومن المؤسسات التي تعتمد هذه الوسائل مثلا شركة نستله والتي تلجأ إلى هذه التقنية في
محاولة للتعرف على الأذواق المتغيرة للمستهلكين، وأيضا شركة (جي أي-GE) والتي تستفيد من هذه الخدمات في تحسين
خدمات ما بعد البيع التي تقدمها لعملائها، وأيضا شركات اتصالات مثل ( تي موبايل –T mobile) والتي تتعامل مع مثل هذه البيانات لتجنب أي
أخطاء محتملة في المنتجات التي تطرحها في الأسواق.