Wednesday, June 26, 2013

عملية جديدة و الضباط هنالك - ملعب نواذيبو

بعد فترة وجيزة من العملية التي بموجبها تم استخدام بعض اموال الجيش من طرف بعض رجال الأعمال المرتبطين بشركات التعدين، و استخدامها ما أدى لعجز في ميزانية الجيش، على إثر خلاف وقع بين رجلي الاعمال و المتعاونين معهم من ضباط الجيش تم كشف تلك العملية التي طالت المؤسسة العسكرية التي يفترض أنها الأكثر احتراما و انضباطا.
بعد تلك العملية و في هذه الأيام يتم الكشف عن عملية أخرى للاحتيال على المال العام و الأمر المشترك هو ان ضباط الجيش دائما حاضرون هنا و هناك و في كل عملية فساد من العيار الثقيل، فثقافتهم المحدودة تمكنهم فقط من اليقين بأنهم ضباط و فوق الحساب و العقاب .
حيث أقدم الضابط احبيب ولد احمد سالم و هو زوج وزيرة الثقافة بالتعاون مع محفوظ ولد زيدان شقيق الوزير الأول السابق، قاما بإنشاء شركة دولية وهمية فقط على الأوراق، مشيرين إلى أنهم شيدوا ملاعب في النيجر و بعض الدول الإفريقية، للمنافسة على صفقة بناء ملعب نواذيبو الذي خصصت له الدولة حوالي 3 مليارات.
تم كشف هذه العملية أيضا على إثر تدخل الجيش نفسه ووصول القضية لرئيس الجمهورية تماما كما حصل في المرة الماضية حيث أمر الاخير بفتح تحقيق عاجل و محاسبة الضالعين في الامر أيا كانوا.
كان رجل الأعمال ولد احميادة ضمن المتنافسين  على الصفقة، و هو صديق للواء انجاكا جينغ، أبلغ ولد احميادة اللواء صديقه جينغ بالقضية حيث أوصلها الأخير إلى رئيس الجمهورية. فطلب الرئيس بمتابعتها، في هذه الأثناء كان الرئيس يبدأ زيارة له إلى مدينة نواذيبو.
ألقت قوات الدرك المختلطة القبض على المتهمين في القضية. و تتابع الإجراءات فيها.
لكن القضية أن القبيلة والنفوذ و السلطة تدخل دائما على الخط ، أمام إعلام سطحي غافل، فمثلا أين وصلت قضية أموال الجيش لم يعد احد الآن يتحدث عنها ، هل عوقب الجناة و الضباط خلف القضية أين هم؟ هل طالهم القانون؟ أم حسب ما يعتقدون هم لا قانون يصل إلى هناك؟ كانت مسؤولية الإعلام أن يتابع القضية و لا يتركها تدخل أنفاقا مظلمة. و لا يعرف الرأي العام عنها شيئا.
ربما نفس الأمر سيحصل الآن فيقال تم إيقافهم و متابعة الإجراءات بعد أقل من اسبوع الآن يتوقف الإعلاميون و ينشغلون في "البقشيش" و الشاي و يطلق من يطلق و تدخل القبيلة و النفوذ و التراضي.
إن محاربة الفساد و الخطوات التي تخطوها الدولة في هذا الصدد الآن تذكر. فأنا لست من الناشطين و الفاعلين الذين همهم دائما أن يكون الفساد و العنصرية و انعدام الحقوق و الحريات و و و و موجود و متعمق لانها وسيلتهم للغذاء ، أكتب هنا لاني أريد التغيير و لنحصل على التغيير يجب أن نقول للحسن حسن ننتقده و للسيء سيئ و ننتقده.
إن الناشطين الذين يريدهم النظام العالمي القائم و يشجعهم ، هم أولئك الذين "العدميون" الذين يهمهم فقط أن ينتقدوا ، نعم جميل أن ننتقد لكن من الانتقاد أيضا أن نذكر الإيجابي فحين نريد قراءة كل شيء سلبيا سهل جدا ان نجد لكل شيء منحى سلبيا و لحنا نعزف عليه.
لكن التغيير و من يعبؤ لتلك العبثية المسماة موريتانيا هناك، لا يجب أن يحاكي و لا يوازي ن يجب أن يعرف انه يتعامل مع حالة استثنائية على كل المستويات.
نعم خطوة مهمة أن يتم توقيف المتهمين لكن الاهم أن ينفذ القانون ، و أن يطال الجميع من قمة الهرم لقاعدته، فيطال الضباط و المتعاونين و المقاولين و كل ضالع.
إن الناظر لموريتانيا ، يجد الفساد في الشركات في القطاعات العامة والخاصة ، لكن لعل المثير للإنتباه بين كل ذلك هي الصفقات و العمليات التي يضلع فيها ضباط في الجيش فيشعر المتعامل معهم أنه في أمان لانهم ضباط فهو في أمان من القانون و الملاحقة. الحل يكمن في أن الضابط الضالع في عملية فساد و المقاول كلهم يجب أن يحاسبوا سواسية امام القانون بل يجب أن يكون عقاب الضابط أشد لأنه يسيء لسمعة المؤسسة العسكرية ويستخدم نفوذه.