Friday, April 6, 2012

الوحدة الطلابية بتونس تنظم حفلا ثقافيا و فنيا و في المغرب شجار فكري حد الشتيمة

تستعد الوحدة الطلابية بتونس و هو تكتل يجمع كل الطلبة الموريتانيين  في التعليم الخاص و العام بجمهورية تونس، تستعد لتنظيم حفل ثقافي تبادلي كبير تتخله فقرات فنية و تكريمية مختلفة، تقوم الكتلة على إدارة الحفل برئاسة محمد و لد الشيخ الناني رئيس الرابطة بمدينة سوسه بتونس. 
تجدر الإشارة أن الرابطة بتونس دأبت على تنظيم هذا النوع من الحفلات الثقافية و التي تعمل على ربط ثقافات البلدين. و هي خطوة تذكر للطلبة كما يذكر للسفارة التعاون و الاستجابة الجيدة التي تبديها مع هكذا أنشطة.  هذا العام يعمل الطلاب على استضافة الفنانة الشابة : منى منت دندني، و يسرني أني أتعاون مع الشباب في تنظيم و تنسيق الاحتفالية و تواصلت مع الوزارة و مع الفنانة فيما يتعلق بالشأن التنسيقي.
في المغرب مثلا حيث الجالية الطلابية الموريتانية في الخارج هي الأكثر على الاطلاق، لا ينظم مثل هكذا احتفاليات ذات الطابع الثقافي و الفني و التي تعمل على ترسيخ و تشجيع التبادل الثقافي و الاجتماعي. 
الأمر الذي لفت انتباهي ، مرد الأمر بالنسبة للبعض أن الطلاب في المغرب بنقاباتهم و في السنوات الماضية إما منشغل بالتوجه الفكري يسيطر عليه التيار الاسلامي الذي لا يحبذ هكذا أنشطة، و إما رؤوس تستخدم الميزانية و تسيرها بطريقة لا تخدم جيدا الجانب الطلابي و الثقافي. فيما يرجع البعض الأسباب إلى ان الميزانية في المغرب تذهب في مجملها لاستقبال الطلاب الوافدين كل عام على المغرب، إلا أن هذا يعتبر مبررا واهيا كونه حتى في تونس فإن الرابطة تستقبل الطلاب القادمين كل عام و تعمل على استضافتهم.

ترددت كثيرا قبل نشرها...........

ترددت كثيرا قبل نشر هذه الصورة
j'avais beacoup hesité avant de publier cette photo
I have hesitated befor publishing this picture

Wednesday, April 4, 2012

هل يتحرك حزب تواصل في فاس ؟؟؟

تشهد مدينة فاس المغربية صراعا فكريا محتدما، ما فتيء يتجدد و يبرز من عام لآخر. هذه المرة و على خلفية الانتخابات الطلابية التي نظمت بداية الأسبوع جرت مشادات محتدمة على النت و على الواقع بين تيارات فكرية مختلفة في المدينة و طلاب مستقلون. تم الأمر على خلفية ما ادعى البعض أنه تزوير شاب الانتخابات التي ينعتها بأنها يتولى الإشراف فيها محسوبون على التيار الإسلامي و التواصلي خصوصا.
يشار إلى أن المكتب الطلابي في فاس و منذ فترة يسيطر عليه شباب محسوبون على التيار الإسلامي رغم محاولاتهم الدائمة لنفي هذا الإدعاء و قولهم أن العمل الطلابي النقابي الذي يمارسونه بعيد من السياسة.
الذين يقولون بدعم المحسوبين على الإسلاميين من طرف حزب تواصل يقدمون تعليقا كان غلام ولد الحاج الشيخ قد كتبه على صفحته بعد نجاحهم في العام الماضي يقول فيه " لقد نجحنا في فاس" كما أنهم يدللون ببعض الممارسات و الالتقاء المطلق في المواقف بين الحزب و المكتب المحكوم من طرف الإسلاميين.
ما حصل هذا العام أن لائحة مستقلة حملت إسم الفضيلة ترشحت ضد لائحة المحسوبين على الإسلاميين المسماة الوحدة.  و تم تعيين لجنة انتخابية يطعن منتسبو لائحة الفضيلة في نزاهتها كونها تم تعيينها من طرف الأمين العام السابق و هو محسوب على التيار الإسلامي بل يعتبر من قياداته الشابة. ثانيا كون رئيسها هو الآخر من ناشطي هذا التيار و المحسوبين عليه. الطعن في اللجنة و نزاهتها  و مصداقيتها تولد عنه طعن مطلق بل رفض من طرف لائحة الفضيلة للنتائج التي تم فرزها، مستدلة هذه المرة بوجود بطاقات زائدة أحيانا و بطاقات لم يعرف مصدرها أصلا. و حسب ما أفادني مصدر مقرب من لائحة الوحدة فإنه رفض التعليق بإسهاب مكتفيا بأن اللجنة كانت نزيهة و أن اللائحتين قبلتا بها في البداية. و عن دعم اللائحة من حزب تواصل قال صديقي العزيز الوحدوي أن الحراك الطلابي شئنا أم أبينا في  الدولة مرتبط بالسياسة ، صديقي الذي طلب عدم الإفصاح عن إسمه أشار حتى نحن أيضا بإمكاننا أن نقول أن الفضيلة مدعومة من طرف حزب كذا أو فكر كذا و قال المهم أننا نجحنا. يشار إلى أن قادة في حزب تواصل كانوا قد درسوا في فاس حتى أن صاحب الدكان الذي كان محمد جميل ولد منصور يستدين منه قد التقيته و حدثني عن يومياتهم مرارا و الدار التي سكنوا فيها و سكن فيها من بعدهم الطلاب الموريتانيون عقودا لا زالت شاهدة.
الآن تشهد صفحتي اللائحتين نوعا من الإسفاف اللغوي و تبادل الشتائم و التعاليق المبتذلة التي لا تليق إلا بنخبتنا السياسية الساذجة و السخيفة، و يبدو أن ساستنا لا يكتفون بتمزيق أوصال الجامعة و اللعب على أوتار الحساسيات فيها خدمة لأهدافهم السياسية الدنيئة، بل بدأوا بتصدير المشكلة للخارج فلا نستبعد بعد الآن أن نجد ما يحصل في جامعة نواكشوط يحصل شيء غير بعيد منه في جامعة ظهر المهراز مثلا أو غيرها من الجامعات حول العالم التي يوجد فيها كم من الطلبة الموريتانيين.
بين اللائحتين لا زالت التهم و التهم المضادة و التعاليق و التعاليق المضادة محتدمة. و برزت التوجهات الفكرية و يبدو تذمر من سيطرة التيار الإسلامي على المكتب، السيطرة التي يترتب عليها حسب الكثيرين صبغ أنشطة المكتب بطابع و فكر إسلاميين تواصليين ما يعني عزل و إقصاء الآراء و الأفكار الأخرى على حد وصف أحد أفراد لائحة الفضيلة. 

طفلة منتهكة كل حقوقها............فأين الناشطون؟؟؟

إذا كنت لم يصادف أن رأيت من بعيد أو التقيت الرجل و الفتاة في الصورة ، فتأكد أنك لست في نواكشوط، هذا الرجل يهين و ينتهك حقوق هذه الطفلة التي يقال أنها ابنته، هما يعملان كمتسولين الرجل لا ينقصه عضو و في كامل الصحة و القوة و الشباب و يكتفي بإرسال الطفلة في كثير من الأحيان و لا يردعه رادع في أن يضربها حين تتعب أو تشعر بالنعاس،
 مرة أمام جامعة نواكشوط كانت تنعس منهكة من التعب و فقدت أعصابي و أنا أراه يضربها في عنف ، لم أدرك إلا و أنا  محمر الوجه أمسك بيده و هددته و كنت جديا في القضية بالتوجه للجهات المعنية في تلك اللحظة لم أسأل نفسي أي جهات ، المهم أن تهديدي أخافه و انسحب و هو يمسك بيدها ، تصوروا حال هذه الفتاة البريئة بدل أن تكون في قاعة الدرس أو في أي مكان آخر يتسول بيها يضربها و يعنفها. و أين هم ناشطي حقوق الإنسان و رعاية الطفولة  و كل هؤلاء حينما لا تكون هنالك ميزانية أو رحلة مرتقبة إلى جنيف أو زفة إعلامية من إعلام سخيف لا يكون هنالك لا ناشطو حقوق إنسان و لا إنسانية..... الطفلة تعاني تحت نير كل انواع انتهاكات حقوق الإنسان و الطفولة.

أغلبية فقيرة و معارضة مفلسة غير مقنعة

يبدو أن سحر المعارضة بدأ ينقلب عليها، فأمام حالة الاحتجاجات التي تعيشها البلد مؤخرا، و التي كان تعامل مدير الأمن الأول معها مرحلة ثم جاء مدير الأمن الجديد مدشنا مرحلة أخرى،حالة الاحتجاج هذه التي تشهدها موريتانيا و التي تدأب المعارضة عن تنظيمها فقط لرحيل عزيز مؤخرا، خلقت نوعا من ردة الفعل السلبية بالنسبة للمعارضة التي كثفت هذه الاحتجاجات دون تفاعل شعبي منها على مستوى القاعدة، فأصبحت بدل تشويه النظام و خلق رأي حول رفضه بدأت عكس ذلك تعطي صورة يمكن لعزيز أن يستخدمها على أنها حالة من الديمقراطية المتقدمة


 و المتقدمة جدا في الخارج و على المستوى الوطني المحلي بدت كثير من الأوساط في الأيام الأخيرة تبدي تذمرها من هذه التحركات التي تقول أنها لم تأت بجديد. فاليوم و أثناء محاولة لاستطلاع رأي العامة حول مجموعات مسيرات متزامنة نظمتها المعارضة يوم أمس في مقاطعات نواكشوط التسع ، لفتت مجموعة تعاليق انتباهي:
أحد المعلقين قال هم يقول أرحل: و لكن "أرحل ما اترحل" باللهجة الحسانية أي أن ارحل لا تجعل أحدا يرحل، تعليق هذا الرجل حاولت استقراءه إن كان نوعا من الدعوة للخطوة التالية ، فإذا به يقصد أن موريتانيا شعب مسالم و مادام في حالة الأمن لن يجد خيرا منها.
معلق آخر أسهب حين عبر عن حالة التمايز العرقي و الثقافي و حالة الفوضى التي تعيشها الحالة المدنية للمواطنين الموريتانيين و أشار أن أي حراك غير سلمي قد يؤدي بموريتانيا و هي دولة لا تحتوي على مؤسسات ثابتة و لا إدارات قائمة قد يعيدها للمربع الأول أو لربما ما قبله.
المهم أن الحقيقة حسب وجهة نظر ملحد سياسي مثلي لا يؤمن لا بأغلبية و لا معارضة و لا يؤمن بوجود سياسة في موريتانيا و ينظر لكل ما يحصل على أنها حالة توازن قبلي عرقي من نوع ما يحاول كل إقامتها، حسب وجهة نظر سأذكرها هنا في عجالة على أن أعود إليها بتحليل، من الأمور التي جعلتني لا أحبذ كثيرا الخوض في سياسة موريتانيا و ساستها، كون السياسة لا توجد بكل ما تعنيه السياسة أما الساسة فهناك جيل مسيطر على مفاصل أحزاب المعارضة لا يؤمن بسنة تعاقب الاجيال و لا زال يتدعدع. و عن الأغلبية هي مجموعة من الرؤوس تميل حيث الرياح تميل.
المعارضة لم تعد مقنعة اليوم هذه هي الحقيقة و لو كانت مرة ، رؤوس المعارضة البيضاء وخطواتهم المتثاقلة لم تعد مقنعة لجيل شاب يتقد حماسة و مع ذلك فهذه الرؤوس لا تعطي الفرصة لهذا الجيل ليعبر عن معارضته كما يشاء و يخلق خط معارضة ثورة كان حربا سلما مدنية عسكرية، المهم أن يجد الفرصة ليعبر كما يشاء عن معارضته. هذه الرؤوس تعمل الآن بشكل يربك كل المعطى السياسي و الاجتماعي للبلد فمحاولاتها لاستهلاك و استغلال الحراك الشبابي و الاحتجاجي المبدع في كثير من حالاته و بطرق سخيفة تربك كل المعطيات. فالحل اليوم و لا أريد أن يقول أحد هذا محسوب على هؤلاء أو أولئك الحل الذي سأورده لاحقا في طرح كامل متكامل، ربما يكمن في رحيل عزيز في حمله على الإصلاح أو تغيير سياساته لكن الخطوة الاولى نحوه تبدأ من إزاحة هذه المعارضة فكما جربنا أنظمة جديدة كل فترة و لو بانقلابات نريد أن نجرب معارضات جديدة و وجوه معارضة جديدة و لو بانقلابات أيضا. 
الاحتجاجات مؤخرا صارت تعطي للنظام وجها مشرقا جديدا كمتقبل للطرف الاخر و كمتيح لمساحة من الحرية هائلة. و هو ما لا تريده المعارضة قطعا و عليه على المعارضة أن تجد حلا جديد و طرقا جديدة. و أن تحلل الإشكال مادامت تريد لعب دور الفاعل. و تتخلى عن نظرية العدمية لأنها لم يعتمدها معارض على الإطلاق ووصل. فالواقع و الإنطلاق منه يكون دائما أكثر جدوائية. و لا يعني هذا أن الأعلبية لا تعاني من مشاكل هي الأخرى بل لربما لكانت مشكلة بتركيبتها و روابطها. لكن لنخطو نحو الحل.
تابعوا الأسبوع المقبل موضوعي التحليلي :
 أول خطوة نحو الحل....

المطعم الجديد

قبل حوالي اسبوعين من الآن شب حريق هائل في مطعمه و حوله رمادا فالحماية المدنية الوطنية اعتادت أن لا تتدخل حتى تنتهي الكارثة من ضعف معداته و ضعف قدراتها التدريبية ، المهم أن صاحب المطعم بعد أن احترق مطعمه بالكامل، لم ييأس و يبدأ في لعن القدر و الواقع ، و لم يحرق سيارة الإطفاء التي جاءت بعدما أزال المواطنون أنقاض المطعم و بعدما سكبوا الماء العادي على الحريق و أوقفوه و لو متأخرا، كعادة سيارات إطفائنا في موريتانيا حتى لوكان الحريق إلى جانب مقرهم الرئيسي لن يأتوا إلا متأخرين لأنه لا وسائل اتصال و الاستجابة دائما تاتي متأخرة و دونما مبالاة فإطفاؤنا لم يفلح يوما في إطفاء حريق إلا نادرا و نادرا جدا فالسيارات دائما من دون بنزين لأن الكبار يستخدمونه و الصغار يبيعونه. و أتذكر جيدا حريق كلية العلوم في العام قبل الماضي حين جاءت سيارات الإسعاف كلها و بدؤا سكب الماء على دخان لم يعرفوا مصدره أصلا و بدا عليهم الارتباك فهم يشتغلون في أمور لا يعرفون عنها شيء.
المهم ما أعجبني في القصة إصرار صاحب المطعم و قوة إرادته و صبره ففقط أسبوع بعد الحريق وضع لافتة جديدة و أعاد ترميم المطعم و تنظيفه و طلاءه و المضحك و المفرح أن الإسم الجديد الذي أعطاه للمطعم هو " المطعم الجديد" و كأنه كان ينتظر الحريق و جاء فرصة ليجدد مطعمه ، هذا النوع من امتصاص المشاكل و النكبات و القفز عليها مهم فيما يسمى بالتنمية البشرية خاصة منها تحفيز النفس.

Sunday, April 1, 2012

بعض العاطلين عن العمل يقتحمون القصر الرئاسي


يبدو أن الشباب الموريتاني يثبت كم هو مبدع في ابتكار الافكار الاحتجاجية و في ابتكار طرق جديدة للمطالبة بالحقوق و التعبير عن الأراء، في خطوة جديدة و ربما لم تتبع إطلاقا في تاريخ الاحتجاجات أقدمت مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل اليوم على اقتحام القصر الرئاسي متحدين تحذيرات الحرس الرئاسي و تهديده باستخدام الأسلحة، و دخلوا حتى الشارع الرئيس للقصر الرئاسي حيث تجمعوا، و أكد مضطلع بالقضية أن الجماعة متفقة على أن لا تقدم على خطوات من قبيل حرق النفس أو شيء من ذلك القبيل،
 و أكد الناطق باسم الجماعة أن احتجاجهم متحضر و سلمي و بدل استخدام العنف ضدهم يجب النظر معهم في الوعود التي قطعت لهم و الاستجابة لمطالبهم.
اقتحمت الجماعة القصر صباح اليوم و تجمعوا هنالك.

بكــــــــــــــــــــل براءة

صورة لها دلالات  و بها إيحاءات

عفوا يا دكتور ....لكنه كاد يموت من النزيف

 شيخ في السبعينيات من عمره جاء من البادية ليتعالج في العاصمة حيث الطب و الأطباب و الأطباء ما شاء الله عليهم، كان قد سقط من على راحلته و وقع كسر في ساقة من ناحية ركبته، الشيخ أصر على أن يعالج في نواكشوط على الرغم من إمكانياته ليتعالج في الخارج عن كسر بسيط، ليته ما اختار ذلك، في مستشفيات العاصمة العمومية عمل بعض الفحوص ثم فضل الانتقال للعلاج في عيادة خصوصية: لم يجد أفضل من عيادة القدس على حد قول أهله.
هنالك بدأ العلاج، ليلة العملية حدث نزيف لم يعلم به لا الدكتور الرئيس ولا طاقمه وهم يلائمون جانبي الساق، النزيف ناتج عن إصابة أحد العروق على حد قول الدكتور ببرودة أعصاب لاحقا، بقي المريض ينزف من الساعة العاشرة ليلا حتى السادسة صباحا، حين شارف على الرحيل و حضر كل ذووه و بدأ كتابة وصيه و بدأ الجميع يفكرون في طقوس النهاية ، نعم لقد رحل كان القدر أن يموت هناك على هذا السرير ، الليل بطوله لم يستطيعوا الحديث إلى الطبيب المعالج، كانت هاتفه مغلقا لايرد ربما كان يتسكع في قصور انواكشوط ، كان ساهرا مع أصدقائه و إنسان يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة خطأ فادح لا يغتفر من دكتور يصنف على أنه الأول في المجال. بقي الحال على حالة يأس القوم منه و من المراقبة تلك الليلة التي تكرر لهم شيء عادي. الحمد لله كان النزيف خارجيا و لم تكن ساعة المريض قد حانت فقط. في الصباح وصل و كنت رأى الأمر فاحمر وجهه و علا الارتباك ملامحه و لم يبدو عليه الخوف فيعرف انه في النهاية سيقال قضاء و قدر و لن يلقى لوما فكيف محاكمة و سجنا للاهمال. ببرودة أعصاب قال ما قال مبرر و اه و سخيف ،ثارت ثائرة أهل المريض لكن ما كان منهم إلا أن تقبلوا الأمر, على ماهو عليه، في النهاية دفع المريض مبلغا طائلا و دخل المستشفى كل ما يشعر به هو كسر بسيط في العظم خرج و هو يعاني أكثر من 4 أمراض متعلقة بالدم و القلب و حتى الكسر التأم معوجا و منذ ستة أشهر و هو حتى الآن لم يتمكن من الوقوف بشكل مستقيم. فمتى يجد هؤلاء الأطباء الذين لا يمارسون المهنة في وطنهم بمهنية و لا بمسؤولية حيث يمر الواحد مساء و كل العائلة في السيارة تنتظر  و عطره الفرنسي يعج به المكان يمر للحظة و يترك بين المريض و الممرضة التي تنام أول ما يختفي و يبقى المريض و السرير و الأهل يعانون أما يحق لهم أن يلعنوا هذا الوطن الذي يضع حياتهم في يد هذا النوع من البشر. هذا مجرد مثال و الأمثلة كثيرة و كثيرة جدا.... و لو أضطررت ففي المرات اللاحقة سأسمي الأطباء . لأن ما يحصل لا يمكن تفسيره إلا على أنه نوع من الاستهانة بحياة البشر و عدم المسؤولية و انعدام قيم المهنة و القيم الانسانية, فإذا كان الأمر يحدث في أكبر المستشفيات مع أكبر الدكاترة و الأطباء فكيف بالاخرين؟

القضاء الموريتاني ....فساد بالجملة

كل شهر يحال إلى حسابات القضاة مبالغ طائلة كرواتب فالقضاء مدعوم من الاتحاد الأوروبي كما أن رواتب القضاة عالية جدا، و مع حساسية منصب القاضي على مر التاريخ الاسلامي، فإن القضاء الموريتاني يعيش حالة من التردي و الظلم يندى لها الجبين، فصاحب الحق كثيرا ما يستسلم أمام المماطلات و التأجيلات مع قلة حيلته في الغالب فيما يكون المدعى عليه ذا مال وجاه يخولانه العمل بشتى الطرق للتحايل على حقوق المساكين، تلك الطرق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستثنى منها الرشوة أو رابط قبيلة أو دم أو شيء من هذا القبيل. فما لم تكن ذا مال و جاه أو على الأقل يكون القاضي من أهلك و عشيرتك و قرابتك ففرصك في استرجاع حقوقك ضئيلة و ضئيلة جدا. حيث سيدخل بك في متاهة قانونية دائرية و يلعب المحامي و القاضي على أعصابك  حتى تجد نفسا مضطرا للقبول بعرض هزيل دائما مقدما من المدعى عليه، الذي سيقول لك بثقة الغالب إما أن تقبل هذا أو تخسر كل شيء.
و لا أنسى هنا قصة القاضي الذي كان يسكن ليس بعيدا منا و من مركز خردوات قريب منا أخذ و استلف كثيرا من المعدات لبناء داره الجديدة و كان صاحب المحل يثق فيه كونه قاضيا، و في نهاية الأمر قال له و بعد أشهر من المماطلات، أنا سوف لن أعطيك شيئا و أنت لا تطالبني بشيء و لست مدينا لك بشيء و ما عندك من أدلة ليس اعتبار في القضاء فاذهب حيث شئت و كانت نهاية الأمر  أنه لم يجد من يستمع إليه فالقاضي كان ضليعا بالمكر و الخداع و يعرف كل أروقة القضاء الدنسة في موريتانيا.

الإدارات الحكومية الموريتانية.... ما لا عين رأت

عجيب أمر الإدارات الحكومية الموريتانية ترى فيها العجب العجاب، فرؤية بسكويت سرقل مع حبيبات من الفول السوداني مثلا في مكتب كاتب خاص لوزير أمر عادي جدا، و أن تسمع صوت بسكويت " اليورو" ينبعث من تحت المكتب أمر عادي جدا، و أن تخرج عليك أحيانا سكرتيرة و على شفتيها دسم أو تحمل في يدها قطعة من اللحم المشوي أمر عادي، و الأكثر بساطة من كل ذلك أن تجد مثلا عاملات في إحد المراكز التجارية لسوملك حيث تدفع الفواتير تجهدن سعيدات لأن الكهرباء مقطوع عن مركز من مراكز شركة الكهرباء ، فتجدهن سعيدات يتبادلن النكات و يسترقن الفرصة لتكملن الحديث عن أحداث المسلسل أو عن عرس فلان وفلانة. الأمر الغير طبيعي و المستحيل جدا أن تجد مو ظفة إدارية أو موظفا منغمسين في أشغالهم يعرفون معاملة المواطن، و يحترم مناصبهم و خدماتهم.
الاجتماعات عندنا يمكن أن تأخذ اليوم بطوله كون الذي في الاجتماع لا يهتم لاولئك الذين ينتظرون خدمة قد تكون ملحة وضرورية. في إداراتنا ترى العجب العجاب. موظفة لا تعرف من الانترنت إلا ان تفتح حلقة المسلسل اليوم أو أمس في يوتيوب و أحيانا لا تجد حرجا في أن تطلب إليك فتحه لها. موظفون كل شغلهم في الإدارة أن يبحثوا عن الشاي و هل الكأس الثاني قد جهز هل تم توزيعه؟ آخرون همهم السؤال عن قبيلة فلان و سرد حياة الوزير الذي تمت إقالته و قبيلة فلان و فلانة و أهله و أجداده و كم بقرة كانت لديهم و كم معزاة؟ و ما إلى ذلك...... انتظر بصوت غير مسموع من مكان لا تعرفه مهذبة جدا حين تعلم أنها من سيدة المكتب الأولى كانت منشغلة في تناول وجبة ما بين الفطور و الغداء...... ماذا تفعل إداراتنا ؟ سؤال وجيه و صدقني أبسط إجابة و أصدقها لا شيء...فكل مانراه أشياء بديهية و شكليات جاهزة و سوف لن تجدها إلا على مضض ..... أعان الله هذا الوطن الرمادي

فندق مرحبا....مغلق

منذ أيام و سلسلة حديدية كبيرة توصد بوابة فندق مركير مرحبا الواقع قبالة دار البريد، الفندق الذي يعتبر من أوائل الفنادق التي افتتحت في نواكشوط حيث انتصب لفترة ضمن المناظر التي تفخر بها العاصمة يبدو قد لفظ أنفاسه الأخيرة. فقد لا يعرف البعض أنه في موريتانيا حتى الفنادق لا يمكن أن تنتعش دون ممارسة الرشوة و فنون من الفساد تقوم على مبدأ (كومسيون) فلتنظيم ندوة أو ورشة أو نشاط أي كان لابد أن يكون صاحب الفندق قريب المشرف علي النشاط أو من قبيلته أو من جهته و بينهما الصفقات و الاستفادة المتبادلة كما يطلقون عليه، و إما أن يكون ضمن المؤمنين بفكرة الفاتورة المضخمة لتقاسم الباقي عن الفاتورة الحقيقة و هي ممارسات تنتشر في كل فنادق موريتانيا تقريبا رغم الاستثناءات القليلة، هذا السوق الذي هكذا يدار كما يدار تماما سوق الاعلانات و كل الاسواق الخدماتية من هذا القبيل حيث لا يكون النجاح للاكثر تميزا بل الأكثر مهارة في فن القبلية و القرابة و الفساد و الأكثر خبرة في مجال التحايل المقونن و السرقة المشرعة. المهم أن الفندق ترجح أنباء أنه اغلق نتيجة نوع من الافلاس و هو الأمر الغير مؤكد حتى الآن حيث ان الفندق انتقل من مرحلة العمل و النشاط بشكل مفاجيء إلى مرحلة بناية مغلقة صامتة هامدة.