Monday, January 6, 2014

القنوات الوطنية الموريتانية : محتوى يصارع الركاكة (سلسلة القنوات الوطنية قراءة أولية) - الجزء الثاني

.............. تابع 


-         االمحتوى :

من ناحية المحتوى أيضا ننظر إلى المرابطون موادها تشبة مواد توعية موجهة لمدارس الابتدائية او الاعدادية في بعضها مع وجود برامج مختلفة قليلا  ك "فيس بوكس" ، المشهد أيضا برنامج حواري راقي، و هنا يتعلق الامر أساسا بالمقدمين، لكن كثيرا ما يخون الاستوديو جودة البرامج و طرحها، الأسماء المختارة للبرامج تقليدية جدا ، و لا تحمل اللمسة الاعلامية التي تخلق الفرق إضافة إلى الجنريكات المكررة فاقعة الالوان والاصوات.
لدى قناة الساحل ، لم أشاهد حتى الآن برنامج على مستوى الابداع و الاختلاف بما يستحق اشادة خاصة، لربما فقط المؤشر الذي استوديوهه في حالة سيئة جدا، مع الادارة المقبولة للحوار و النقاش.يضاف الى ذلك الاهتمام الذي توليه القناة للبعد الرياضي و هو يذكر أيضا.
بخصوص هاتين القناتين المقدمون و الصحافة لازالوا لم تتبدد لديهم بعد حالة الارباك و الارتباك و الاضاءة متبعة جدا و الصورة تخرج بصورة مرهقة.
مع تحتاجانه أن توازنا بين البعد المحلي و متطلباته و الضرورة الفنية للاعلام و مخرجاته.

التلفزيون الوطني ، الظاهر مؤخرا جند كل فرسانه الشجعان لبرنامج "مساء الخير" و هو حقيقة فكرة مميزة في تاريخ التلفزيون على الأقل الذي كان يعتمد الروبوتوهية في كل شيء، مع ان المحتوى و طريقة الادارة مقبولة، اضاءة الاستوديو بعيدة جدا من المطلوب، و الوانه و الصورة تأتي في قمة الرمادية و متعبة بكل ما يمكن أن يتعب صورة تلفزيونية، و المشاكل الفنية تبرز من وقت لاخر كان يتأخر تقرير أو لا يأتي أًصلا ثم أحيانا ينقطع صوت فجأة و هي امور عادية اعلاميا و بالنسبة لتلفزيوننا الوطني تعتبر لربما من مركباته العضوية. البرامج الاخرى كلها للتلفزيون الوطني يمكن توفير ميزانيتها لإعداد استوديو لائق لمساء الخير، و للبحث عن أفكار لتطويره لاني حتى الآن أرى أكبر ايجابياته اعتماده التلقائية التي حتى أحيانا يفشل المقدمون في تقديمها بشكل تلقائي أيضا. بخصوص اسمه و شعاره قمة في التقليدية التصميمية مربع بخطوط طويلة ياتي على طريقة "الموفي ميكر" الشهيرة ثم يأتي صوت فالق تستقر مع الصورة في منتصف الشاشة. كما يذكر للتلفزيون الوطني الناحية الدرامية ، التي لربما تلفزيوناتنا الاخرى لازالت مشغولة بالأهم عنها، فدراما غائبة تماما، و من وجهة نظري الأحسن أن نجد آلية نعمل بها على خلق جودة فنية لدرامانا الوطنية فالكفاءات البشرية موجود و الخبرات المتراكمة لكن الجانب الفني و بصراحة لازال سيئا من فقر في الكاميرات و معدات تضمن جودة الصورة في مختلف البيئات، فدراما بشكلها الحالي قد تسيء فنيا لبعض المعطيات الفنية لبعض القنوات، قصدي انه حين تنجح قناة في تقديم صورة فنية متكاملة لبرامجها كلها، و تقطعها بمقطع درامي لا يخضع لهذه الضوابط تكون سقطة في صورة التلفزيون.

من خلال المحتوى أيضا، حسب متابعتي اظن قناة الوطنية نجحت استنادا على الأقل على المعايير المحلية ، فبرامجها الحوارية كلها في قوالب جديدة و باستوديوهات على المستوى من النواحي الفنية معظمها، عن الافكار الابداعية بالنسبة لي برنامج "الطافلات" ليس فقط فكرة سطحية كما قد ينظر لها البعض و كما قد تبدو احيانا و مع انه بالطبع له نواقص و عيوب إلا أنه يقد الجدلية الاجتماعية في قالب تلقائي مبسط و يعتمد نجاحه دوما على نجاح مسيريه في معالجة المواضيع بتوازن دقيق بين الجد والهزل و الظرافة  الطرافة، فيه برنامج اشطاري في الدنيا الفكرة جميلة، لكن عيوب كثيرة تنتابها، من مبالغة احيانا تعتري مقدمه في تبسيط الاشياء و السخرية ما تنزع طابع الهيبة عن البرنامج و الهيبة هي هوية المنتج الاعلامي، مثلا في برنامج الطافلات حين تقاطع احدى السيدات صديقاتها طارحة سؤالا مفصلية تلك حركة تحفظ الهوية الاعلامية للبرنامج هيبة البرنامج، ايضا ثقافة المواطن المتصل الاعلامية لا تزال تعطل البرنامج مع ان "اشطاري في الدنيا فكرة جميلة" يحتاج ايضا قالبها الفني كالاستوديو و السبورة لبعض الهيكلة و المراجعة لتأتي الصورة متكاملة.

التلفزيون الوطني و بعض القنوات يحتاجون للخروج من الحيز الضيق و البحث عن قوالب مبتكرة لعلاج مواضيعهم و تقديم مادة اعلامية. كما هنا أشير أن غياب الزبونية خاصة في مؤسسات الاتصال التي تعبث بخدماتها المقدمة بنفس الطريقة التي تعبث الزبونية المنتشرة فيها باعلامنا بحيث تسمح لمؤسسات ليست على المستوى من اي ناحية بان تحصل على عقود رعاية و شراكة، هذه المؤسسات يجب أن تغير هذه السياسة  و تعطي الاعلانات و الرعاية على أساس جودة المادة المقدمة و تفاعل المشاهد معها. مع انه حتى ثقافة المشاهد الموريتانية تحتاج للتأطير و تأطير وحدها هذه المؤسسات هي التي تجب أن تعمل عليه في خططها التسويقية و التواصلية. 

Saturday, January 4, 2014

الإنفجار القيمي - هل حانت الساعة

الناظر لحال المجتمع الموريتاني يجده مجتمعا نائما على كثير من الأورام الخبيثة القادرة على البطش به ، من العرقية و الطائفية المتجذرة في العقليات ، و المنطق القبلي ، و مرجع الخلل كله في حالة اللبس و الخلط التي يقام عليها بين العادة و العرف و التقليد و الدين، ما يهدد الثوابت الدينية بشكل حقيقي و خطير.
مرة ماضية في مقال بعنوان : مجتمع على عتبات الانفجار القيمي، تحدثت عن حالة انفجار قيمي المجتمع على مشارفها، هنا فقط لأوضح النقطة أحاول خلق مقارنة بين المجتمع الموريتاني و المجتمع السعودي مثلا، في السعودية هنالك قيم و ضوابط تصور مثلا غير مسموح لغير مرتديات العباءة بالدخول ناهيك عن ضوابط حتى لا تمت للشرع بالصلة في أحيان كثيرة متجذرة في المجتمع، لذلك ما إن يغترب أي سعودي حتى يطلق لنفسه العنان بشكل فظيع، الفرق في موريتانيا هنالك الضوابط العرفية ربما أقوى حتى من الدينية و في مرحلة ما تستخدم الدين لتتقوى به، ما يجعل الدين في موضع لا يليق به يدخل في اطار تجاذبات عرفية و تقليدية. في السعودية مثلا لا أحد يأبه لحرية التعبير و التصرف و و و غيرها من تلك الاغاني، فالعرف و التقليد و المتعارف عليه مربوط بالشخصية الملكية من ناحية ما. أما في موريتانيا فنفس حالة الكبت المتأسس على اعراف و تقاليد أسهل ما يكون الخروج عليها، لكن في مساحة حرية تتسع و كلما اتسعت دون ضوابط و دون وعي مجتمع تخلق مساحات و هوامش لناس على أبهة الاستعداد اصلا ربما ليس للخروج على الدين و ضوابطه بقدر ماهو الخروج على العرف و التقليد و تكسير الاصنام الاجتماعية و التابوهات، ينهض المجتمع المنتصر لعرفه و تقليده و يقحم الدين، فتخلق حالة اللبس.
حاصل الأمر أن الانفجار القيمي يحصل الآن، ففي مجتمع تعبث به الفوضى، و يتلبس بحالة حرية يتغنى بها الجميع و انفتاح، من المستحيل أن تظل بعض التابوهات الاجتماعية حاكمة و ضابطة تماما كما يصعب معالجة مساحات الحرية التي قد يستغلها البعض بشكل لن يقتنع أي طرف ما إن كان خروجا على الدين أو العرف والتقليد. في ظل حالة "الدايلاما" هذه و الاشكالية الاجتماعية القوية، طبيعي أن نشهد ما سأذكر به في حالة سلسلة ، خاصة في ظل حالة الصمت و التكتم أيضا التي اتقنها المجتمع و يتقنها طيلة سنوات حفاظا على صورة وهمية نمطية لم تعد تمت بصلة لواقع منفلت أيما انفلات، نبدأ : من اوكار الدعارة التي عرفتها موريتانيا دوما و شيوخ قبائلها و جنرالاتها و رجال اعمالها في ظل صمت مجتمع يخاف على تابوهاته، ثم بدأت سلسلات الاغتصابات حتى في الأسر الواحدة، و التي بدأ مؤخرا يعلن عن بعضها كحالة اغتصاب المدرس لبعض طلابه و قد حصلت كثيرا مرات سابقة و أنا على علم بحالات تم التستر عليها، ثم وصلنا درجة القتل العشوائي للابناء و الاسر فاجتماعات المخنثين و زواجهم على رؤوس الاشهاد في بيوت في تيارت و حفلاتهم في مباني في تفرغ زينة، ثم تدحرجنا الى القتل جهارا نهارا في الشوارع، فما إلى ذلك من جرائم بشعة و ممارسات تنخر جسد المجتمع. في ظل هذا عاش المجتمع حالة هستيريا أمام واقع أصبح خارج السيطرة و خارج دائرة التكتم في ظل انفجار فوضوي للمعلومات و الحريات، و صار يترصد حتى أمورا أبسط بكثير من تلك الخافية و كأن قناعته أن الامر مادام في السر فلا ضير فيه. ففي الآونة الأخيرة ، شهدنا الهجوم الذي تلقاه فيديو كليب ما يسمى "ستارتد فروم نواكشوط" و لربما لم يكن الفيديو يستحق تلك الهبة التي قال البعض أنها وقائية فيما جاءت ردتها انعكاسية و صارت استفزازية استدعت إقدام البعض على ما هو أشنع منها، فلا أدري مثلا إن كان المقال المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم إبان أيام ذكرى مولده بأشنع منها عند معشر المفتين الذين يعج المجتمع بهم.
فوق ذلك جاء فيديو أخير قام عليه هواة سطحيون ظاهر من فكرة الفيديو و الكلمات ، لم يكن شيء فيه منسق على الاطلاق، و حينها نتباكي على "ستارتد فروم نواكشوط" الذي كان على مستوى فنيا و من ناحية الفكرة ربما عالي جدا بالمقارنة. هب الجميع هنالك و صرخ و حاكم و سير المسيرات و حشدها، لكن بخصوص الفيديو الآخر الذي بالنسبة لرأيي المتواضع لا يرقى لدرجة أورد اسمه هنا، لم يحرك أي ساكنا ، و كلما ما وجدته بخصوصه مفتيه و بعض المفتين يتحدثون "عن عورة الحر و عورة العبد قالوا هم" مع تبرئي من المصطلحين. و آخرين استخدموا عبارات من قبيل" سواو" السؤال هو هل نحن هنا و هل المجتمع و حماة عقيدته و قادته إلى جنة الرضوان إن شاء الله ، يهتمون بالدين أم بعرف و تقليد اجتماعي ن لنعرف فقط المستند و الاساس الذي نتحرك من خلاله. فهل مثلا نقبل لجانب من المجتمع أن يدخل النار فيما نفعل ما بوسعنا حتتى درجة تفجير انفسنا مثلا لنضمن الجنة لجانب آخر. هي جدلية تصب في اتجاه واحد أن المجتمع في اتجاه المرحلة الحاسمة و التي لا بد منها شرا كانت أم خيرا، مرحلة انفجار قيمي ، بحيث سيصدح كل بوجهة نظره، فغير المصلين سيصدحون بها و الراقصون و الشاذون و قد فعل جلهم أصلا، سيفصح اليساريون و الماركسيون و الملحدون و و و و عن توجهاتهم كما مثلا هنالك اسلاميون ، و سيحصل كل شيء بدواعي الحرية و حرية التعبير و حين يبدأ التحرك ، ينادى لدولة أصلا في عمق المعمعة الحقوقية على المستوى الدولي بدواعي مختلفة قطعا أنا لا استبعد "اسرائيل" في معطياتها.
و ستتوالي الفيديوهات و الأغاني و و و و و . و لا أدري حينها كيف سيكون مجتمع الفوضى.
من وجهة نظري البسيطة، الحل يكمن في العمل على فصل الدين عن الاعراف و التقاليد الاجتماعية، لنحفظ للدين هيبته ، بدل أن ينعكس كل شيء سلبيا. فمثلا بالنسبة لي فيديو " ستارتد فروم انواكشوط" من الأمور التي يجب ان تحفظ لها سقطاتها والملاحظات عليها لكن ليس بتلك الدرجة من التجنيد التي لن تولد إلا ما هو أدهى و أمر. 

Friday, January 3, 2014

القنوات الوطنية الموريتانية .. نظرة اولية : الوطنية في الريادة - الجزء الأول





منذ فترة أتابع ما تجود به قناة "بلوار ميديا" على اليوتيوب من الانتاج الاعلامي لقنواتنا الوطنية في مرحلة طفرة اعلامية تشهدها الساحة حتى الآن في موريتانيا، بعد  " تحرير الفضاء السمعي و البصري في موريتانيا" الذي نتج عنه اطلاق حوالي 5 قنوات تلفزيونية و بعض الاذاعات، و لا شك من المنتظر أن تاخذ هذه المرحلة موريتانيا لمرحلة جديدة لما للاعلام من دور في خلق تلك الحركية الخلاقة في شتى المجالات، لفترة طويلة لم يكن يوجد إلا تلفزيون الدولة و اذاعتها ،
تلك فترة كان فيه الاعلام الوطني حالة كارثية من البرامج المكررة بأسوء التقنيات التي يمكن لأي كان تخيلها بأسوأ الإضاءات و أسوأ الأفكار التلفزيونية، وكانت تعج بقوم لا علاقة لهم بالإعلام من جهة خصوصا التلفزيون الوطني، تعتمد على صحافة أخبار يشبهون "الروبوهات" و برامج حوارية بطول 3 ساعات من الحديث المثير للضجر و الاشمئزاز، حصلت معي تجارب كثيرة مع التلفزيون في هذه المرحلة، الأولى كنت مشارك في أحد البرامج إثر عودتي من رحلة خارج البلد، و بدأ البرنامج و تفاجأت أن المخرج يريد أن يضبط حركة رأسي و متى أرفع يدي و متى أخفضها و أن خاتمي يؤثر على إضاءة الكاميرا، و أنني أتحرك و ذلك لا يسمح بالتقاط الصور، و أمور لا تصدق، و كان يصرخ على الجميع و كأنه سوق مركزي، 

 التجربة الثانية، مرة كنت في مركز معروف بالعاصمة حيث كثير من الصحافة يلتقي، مرة كنت مع صديقي الذي يشتغل في وراقة و مكتباتية و تفاجات أنه يعد دراسة برنامج تلفزيوني، الدراسة كلها طلب إليه صحفي مرموق في التلفزيون الوطني، إعدادها له على وورد لأنه هو لا يعرف العمل عليه حينها لا شك الآن اخذ دروس تقوية في المجال، تصور برنامج تلفزيوني كامل فكرته في ورقة واحدة ، و اكثر من ثلاث ارباعها الميزانية. بعد أيام قعت عيني صدفة على احدى حلقات البرنامج. نقطة اخرى مرة كان لي صديق و يعمل مع جماعة على فكرة برنامج تلفزيوني، و ما حصل أنه حين تدراسه مع التلفزيون و جد أن هنالك نسبة خارج العقد تمنح للمدير و نسبة خارج العقد لفلان و فلان و فلان و بعد ذلك ندخل في تفاصيل العقد. و مرة كنت في احد المطاعم في تفرغ زينة توقف احد صحافتها المرموقين اول الليل مع سيدة و طلب طعاما ثم بعد حوالي 3 ساعات عاد مع اخرى. حقيقة تلفزيوننا الوطني كان تحفة وطنية أتمنى ان هذه الأمور تجاوزت، اضف اليها الاستوديوهات المفتوحة.
افتتاح القنوات الجديد خلق حالة تنافسية ايجابية، بالنظر إليها بشكل سريع، تلاحظ معطيات تالية.
   تتفاوت في المستوى الفني و في ابداعية الانتاج و في اتقان المحتوى و الموضوع و تتفاوت مستوياتها نعمل هنا على القاء نظرة على هذه القنوات من ناحية : المستوى الفني - محتوى المادة المقدمة  -  الكادر البشري.


-   الناحية الفنية ،

حين نتحدث عن التصوير و حتى الجنريك و الصوت و الإضاءة و ديكور الاستوديو، قناة الوطنية تقدم وجها لائقا جدا، و فنيا من طراز مقبول، فالصورة تأتي متكاملة في مجملها، مع بعض الهنات التي لاحظتها تتكرر تتعلق بالأقلمية بين ملابس الصحفيين و ألوانها و نوع الإضاءة المقترح و الوان الاستديو، افترض طبعا أنه ليس في القنوات كلها من يهتم بهذا الجانب، لذلك دور المخرج هنا أن يعمل قليلا على هذا البعد، فصحفي بشال وسط استوديو حالة غريبة جدا، و أحيانا الملابس خصوصا " السوت" الزي الرسمي تنحرف من مرة لأخرى لان الجميع ليس معتادهان لذلك تجب مراعاة هذه النقاط، و لكن على العموم استوديوهات و معطيات فنية مقبولة جدا، بالنظر لقناة الساحل مثلا معظم الاستوديوها يظهر أنها قاعات ببساط عادي و مقاعد مؤقتة يتم رصها بشكل تقليدي جدا ، و من غير إضاءة غالبا باعتماد الاضاءة الطبيعة التي يتطلب التعامل معها فنية حتى أكبر من اضاءة الاستوديو المشتغل عليها، عكس ما قد يظنه البعض، حين نعتمد الاضاءة الطبيعة في الاستوديو فنحن نحتاج مهارة طبعا لاقلمتها و اكمال جوانبها الناقصة و حتى توجيهها و تلوينها بما يخدم صورتنا لكن ذلك جانب مهمل كليا، حتى الصوت من الناحية الهندسية غير منضبط، قناة المرابطون تعتبر أحسن حالا قليلا، مع أنها في الجنريكات و المونتاج لاتزال تعتمد القوالب الجاهزة في احيان كثيرة ، و حين تريد خلق قوالبها فهي تسخط في فخ التقليدية المطلقة باعتماد الوان فاقعة كثيرة و صور معقدة و مربكة للمتابع، و أصوات لا تتناسق أحيانا مع تراتبية حركية الصورة، مع أن القابلية مح وجودها لكن يحتاج الامر ، نوعا من التطوير و الخروج من اطار القوالب، المرابطون أيضا تعتمد تحوير 



المخرجات الاعلامية في غرف المونتاج بحيث تركب خلفيات للبرامج و تعمل على خلق التأثير ليس في الاستوديو و اضاءاته و معطياته بل من خلال 

برامج الملتيميديا و هذه ايضا طريقة قديمة فالاعلام و المادة الاعلامية اليوم صعب تصورها دون استوديوهات مجهزة بمكبرات مناسبة و اضاءات قابلة للمعالجة في الاستوديو بحيث تقدم الشكل الذي يخدم معطى المنتج، و لا مفر من اعداد استوديوهات من هذا القبيل ، فهي في حد ذاتها تعتبر نصف المادة بل حتى أكثر من ذلك. فمهما كانت جودة المادة و روعتها دون استوديو على المستوى لا تساوي شيئا، و زمن استوديوهات بمقاعد تشبه مقاعد معلمي الابتدائية و الاساتذة و المحاضرين و باضاءة فلاش كاميرا أو الاستعانة بنافذة زجاجية ولى عهدها و فقط تضفي تلك المسحة الصبيانية الطفولية على المادة و الهزلية حتى، بحيث يبدو الامر و كأنه غير جدي بالنسبة لنا.


التلفزيون الوطني يحاول جاهدا، و ربما من اكبر ما قدمته القنوات الجديدة أن حركت مياهه الراكدة و جعلته في موقع يملي عليه استخدام موارده و موارد الدولة لتطوير محتواه و شكله و مضمونه أو سيتقادم حتى يتحول مبنى التفزيون و طواقمها إلى خرق بالية تنام جانب بحيرة خلفتها امطار في مدينة لا صرف صحي فيها أو إلى جانب مجمع نفايات منذ أيام لم تزره شركة "بوزورنو" . فأرادت دخول المنافسة من الناحية الفنية ، لم يتغير الشي الكثير، الصورة لا زالت رمادية و الاستوديوهات لازالت كما هي تشبه بعض الصالونات العبيثية التي اعدتها اسرة لا تفهم في فن الديكور و لا التصميم و تحاصرها الضوائق المالية أيضا، المصورون لا يزالون يفبعون في زواياهم الفقيرة بصورة ذات بعد واحد من زاوية واحدة و البرامج في معظمها بكاميرا واحدة كما يبدو لربما ينتظرها برنامجان اوثلاثة، هنا في سبب فمثلا القنوات الجديدة ربما وجدت فرصة لاستقطاب بعض كفاءات على الأقل لتضيفها لأولئك الذي اكتتبوا على أسس أخرى كالقرابة و الوجاهة و القبيلة لا يتصورن أي كان أن القبيلة لم تكن لها يد لا في هذا و لا في ذاك فتلك تكون سذاجة سيدي القاريء. أما التلفزيون فالغالبية من مهندسي صوت و اضاءة و تصوير هذا أن افترضنا جدلا أن ذلك اللقب قادر على أن يجد محله من الاعراب، معظمهم دخل مجالا بدأه من الصفر أو ما قبله بكثير بحيث لم يكن لديه ميل يوما لمجال كهذا لكن حين تحرك القريب الوزير أو المدير أو الوجيه أو الصحفي العريق في التلفزيون الخبير بازقتها  و مكاتبها و شايها ،كانت التلفزيون مثلا أقرب وسيلة لتشغيل القريب العاطل عن العمل. المهم ان التلفزيون تحتاج سياسة تنطلق من تأهيل الكادر البشري و تقديم دورات له لأنه طبعا احالته و اقالته الان ستملأ مواقعنا الهزلية السخيفة من تضامنا مع فلان و فلانة و سيصبح صعب علينا العثور على أي شيء في الفيس بوك مثلا. و ايضا لن يكون عادلا، فهنالك محاربين قدامي لن يسمحوا بأي حال من الاحوال أن يقال الشخص الذي قدموا بها هناك و عندها يضحى بأشخاص و كفاءات قليلة وصلت بجهدها، المشكلة أيضا أن الجدي في الأمر هذا لابد ان يبدأ برؤوس هنالك تظن انها قامات اعلامية و تلفزيونية بتجربة تزيد على العقود و هي في النهاية تجربة لم تعمق لديهم إلا الخبرة في السمسرة، يعني بصراحة و بموضوعية احبتي في التلفزيون الوطني يحتاجون حراكا قاعديا تأطيريا و بعض المعدات المتطورة قليلا من ميكروفونات و كاميرات و اثاث استوديوهات اعلامية ليست استوديوهات تبدو و كأنها مؤتمرات المجتمع المدني في موريتانيا
........يتواصل  

-         االمحتوى :


Thursday, January 2, 2014

الفوضى "إلين تلحك مولان"

نحن بلد الفوضى في كل شيء أظن الفكرة هذه محل اتفاق و توافق من الجميع، فوضى في السياسة و فوضى في الاعلام  وفوضى في الثقافة  وفوضى في الزواج ، و الأدهى و الأمر أنها كلها فوضى غير خلاقة، بل فوضى في فوضى ، ببساطة دولة الفوضى و فوضى الدولة. كلنا سياسيون محنكون و كلنا اعلاميون خبراء و أكفاء و كلنا و كلنا، لكن مؤخرا الظاهر أن احدهم ذكر انه كتب شيئا بخصوص "محمد صلى الله عليه وسلم " و قيل أن السيد هذا يعمل في شركة "سنيم" و أنه ابن احد الادرايين في نواذيبو مع انه لا يعني ابن من ؟ المهم أن السخافة في تعاطي الإعلام مع الامر أولا ثانيا الشخص هذا أًصلا من هو أصلا حتى يتحدث في امور كهذه و يعطى حديثه حتى مثقال ذرة من اهمية.
هنا لست لاتحدث عنه، ففي بلادنا سخافات كثيرة تجد إعلاما أسخف ليتفاعل معها. أنا هنا للحديث بشكل عام، في مجتمع الفوضى العامة و العارمة قد تأخذ الفوضى بعض الأميين و السطحيين لدخول مجال كهذا مادام هنالك مواقع و سطحيون أكثر انحطاطا من أولئك أًصلا. ارحموا هذا البلد.... قليلا

جزء من نص : المستوطنة

طيلة أعوام خمسة تزيد   حاولت أن اعتاد الأشياء من دونك، الرقص و المقاهي   والصمت و الأرصفة من دونك ، أن أجرب الهروب و التشتت و التأمل أن أجرب ضوء القمر ومشاهد غروب الشمس و شروقها و حركات موج البحر و هدأتها حاولت أن أجرب المدن دون ملامح طيفك التي تترصدني، رأيتك في صفوف واقفة تنتظر ختم دخول بلد أو الخروج من آخر، رأيتك في غرف انتظار حتى و انا أتفرج من خلال نوافذها الزجاجية العريضة رأيتك أحيانا تتجولين بين عمال صيانة الطائرات ، رأيت تحملين أوراقا عند مخارج المطارات مكتوب اسمي عليها ، و رأيتك تلتقطين الصور في شوارع مكتظة في مدن مختلفة، رأيتك في ساحات موسكو الحمراء و شوارع غرناطة الرمادية، حاولت ووجدتني أراك في قطارات اسطنبول المزدحمة و فوضى الحركة  في مركز  حي باب الجزيرة في العاصمة التونسية، حاولت أن اعتاد الأرصفة و مقاعدها الخشبية الفارغة دون زياراتك و أن اعتاد الأحاديث العابرة مع صياد عجوز صابر حتى في ساعة متأخرة من الليل يضربه برد المدينة متسمرا بفنجان شايه الأحمر و جاكته السميكة،  لكنك كنت هناك، حين قاطع صمتي و سألني من أين أنا و أراد أن يستفسر عن ما أفعله هناك، كان علي أن أقول له أني أتيت لموعد معك ، كانت تلك لتكون الإجابة الدقيقة ، حين أدخل محل بيع العطور و اتحدث حديثا قصيرا مع صديقي البائع ، نحن يا عزيزتي معشر المتسكعين لدينا قدرات خارقة في صناعة الأصدقاء العابرين و الدائمين ، حين أحاول اختيار عطر يناسب مناخ المدينة الجديدة و معاييرها أجدني اتجمد جانب المكان المخصص لعطرك المفضل ، اذهب عنه و أعود إليه ثم يقرر الصديق بعد أن يقتنع من استحالة التأثير على اختيارك ، يقرر أن يعطيني منه قارورة، حين اخذها أخبر نفسي غاضبا منها أن هذا عطر من اختيارك و ليس من اختياري ، و أحاول أن اقنعها أننا صرنا حياتين و شخصين و اختيارين ، لكن المسكينة لا تقنعها بعد الاستخدامات اللغوية للمثنى في ما يجمعنا.
ألوان ملابسي لا زالت تلك التي تركت ، حاولت الفصول على كثرتها و النساء على تعدد خلفياتهن الثقافية و العقدية و على ثقافتهن المتقدمة جدا في مجال الموضة و دنيا الألوان حاولن إقناعي، باسقاطات على لوني و ما يناسبه و ما لا يناسبه، لكن اختيارك هزمهن جميعا، لا زالت نفس االوانك احيانا حين اريد أن اقنع نفسي بأني لست ضعيفا امام ذاكرتي إلى هذا الحد و احاول ان ارتدي ألوانا اخرى ، لا تقنعني تماما كما لا شيء يقتنع أن أشيائنا جزء من ذكريات أو ذاكرة. حين اذهب لأي مطعم مع أي كان أشعر بالاحراج لأني اعتدت ان تختاري انت الطعام و الشراب استنادا على قراءة بسيطة دقيقة لمزاجي، صدقي أني حاولت بالبرهان العلمي اقناع نفسي بأن تعتاد الحياة دونك:
قلت لها كان عمر إدراكي  حين التقيتك حوالي 11 سنوات إن افترضنا صحة نظرية "بياجي" بأن الطفل يبدأ الإدراك في سن الحادية عشرة، و لنفترض انه يشعر بميل للنساء بعمر 16، قبلها ما كنت أدري ما تعنيه النساء، حتى العلم، في السن الذي التقيتك فيه يدعي أني لست مؤهلا حينها للحديث عن الحب و النساء و  أشياء تعلق بالذاكرة و تؤصل للوجود و يدعي أن قبلنا كانت ارهاصات طائشة لا ندرك إيحاءاتها. المفاجأة أن ما اقتنعت به نفسي هو ان العلم لم يكن دقيقا في هذه النقاط، و اقتنعت بواقع التجربة، أجلس الآن و أنا أكمل السادسة و العشرين إلى مقعد خشبي عند الحد الأقصى من مدينة بسعة اسطنبول المنتشرة على قارتين ، أجلس انظر إلى ما يشبه ميناء صغيرا ترسوا فيه حوالي مائة باخرة  صغيرة في منطقة خلف الجسرين حتى منها لا يتراءى جسر الفاتح ، أجلس في عام 2013  على بعد ساعات من عام 2014 ، و أجد أنني في سنتين تشبعت منك لحد لا يمكنني تقدير انتهاء صلاحيته و لا إن كانت له أصلا، أجلس على هذا المقعد الخشبي في منطقة هادئة يبدو أن الجميع تركها، انصرف للاحتفال بالعالم الجديد و ليشهد لحظة الانتقال الزمني الفاصلة، ذهب الجميع حتى البحارون ذهبو ليتفرغوا لنسائهم و بيرتهم و احلامهم و اطفالهم الصغار و ليشهدوا تلك اللحظة الفلسفية التي نطلق فيها الأضواء ربما فرحا بنجاتنا من قبضة  الموت في عامنا الماضي، أجلس في مساء بارد جدا و ماطر جدا، لا شك ركاب تلك السيارات التي تمربوتيرة فاترة خلفي ، لا شك ينظرون إلي و يقولون ، مسكين يعانق بيرته بعيدا عن احتفالات العام الجديد لا يعبؤ للبرد و لا للمطر ، نعم أعيش حالة تجمد فظيعة، الزمن يتجمد هنا و أشياؤك تمطر بغزارة ، كل ما حولي في هذه الساعة من الساعات الأخيرة في آخر يوم من السنة ، أضواء و أشياء منعكسة على ارضية بللها المطر و كاميرا بأعمدتها تنتظر التقاط صور استثنائية في فترة زمنية استثنائية، و بعض المشاهد المثيرة من ماضي قد يبدو سحيقا لكنه يرفض التبدد، و وثائقي مثير أنت بطلته . أجلس هنا العطر نفس ماركة  العطر التي احببت ، و أنا استذكر خياراتك ، انظر للون جاكيتي فإذا به من ألوانك التي تقترحين دوما المعطف و الشال و حتى القبعة الصودفية هي الأخرى رمادية فاتحة شيئا ما، انظر مبتسما إلى حذائي فإذا به من ماركتك المفضلة ، أضحك من نفسي و انفخ بين يدي المتجمدتين و افركهما فركا لأولد حرارة تقيهما خطر التجمد حد التشظي  ، كل شيء يثبت أن ذلك لم يكن ارهاصات عاطفة مراهق ، لا أريد إثارة  انتباهك أو اهتمامك الآن فلا جدوى من ذلك حتى، لا أريد إثارة اهتمامك حين أخبرك أني بعدك عرفت و أعرف نساء من قارات الدنيا الخمس فتلك من ميزات المتسكعين أيضا، لكن لم يتركني حضورك أعطي لأي من هذه العلاقات أية هوية، تظل هنالك تكابد الانقراض و في أغلبها تعيش من دون هوية، لكن الحقيقة التي لا أعرف طعمها لحد الساعة هو أن أي رجل يحتاج لعلاقات ذات هوية يوما ما، و أنا استثنائي الوحيد أني عرفتك قبلهن معظمهن، لا زلت تاتين فجأة فتنتهكين خلوتنا و قهوتنا و مشيتنا و جلستنا و تنتهكين كل خصوصياتنا ، حتى أنك أحيانا تفاجئينا في غرف النوم و أسرة التسكع.
 الخبر الذي أتمنى أن لا يسرك هو أني عجزت لم استطع، والخبر الذي أتمنى انه لا يزعجك هو أنني سأحاول من جديد،لا لأنني كرهتك بل لأن الاعتراف بالهزيمة سمة حسنة ومن شيم الشجعان .

ما أدركه الآن هو أن أولئك الذين يدعون انهم يعرفون إيحاءات القبل كاذبون و الذين يختصرونها في كونها حالة إثارة سطحيون و أن الذي يفسرونها على أنها تجلي لحالة حب هم فلاسفة فاشلون، و الذين يريدون إقناعي أن قبلنا كانت فارغة هم انفسهم الفارغون، و أن النسيان ليست عملية سهلة و الإنتساب إليه يبقى في حالات كثيرة مختصرا في بطاقة انتساب تشبه إلى حد كبير بطاقات الإنتساب للأحزاب السياسية في بلداننا العربية، وأحاول باستحالة تفهم ممارسات غير قابلة للتفسير في مجتمع برزخي، لا تستحق روعة هذا المكان الذي أجلس فيه الآن و لا نقاء هذه اللحظة أن استدعيه فيها، لا تستحق أن استدعي القبيلة و اعرافها و المجتمع و تقاليده، و كل الأشياء التي دعتك لإعلان الهزيمة حتى قبل البداية، لن أعطي أبدا أي تفاصيل عن قصتنا حتى لهذه السفن الصامتة الراسية هنا و لا لهذه القطط التي تجول رغم برودة الطقس تبحث عن قطع طعام تعينها على قساوة الطقس، و لن أخبر عنها ذلك المتسول الجالس هناك يتدفى بأحد الحيوط و يتغطى بقطعة قماش سميكة، و الذي جائني منذ فترة يطلب فقط ليرتين حسب رأيه ليكمل ثمن زجاجة بيرة صغيرة. لا أحد إنها من الأشياء التي الصمت في حرمها جمال و من الحروف التي تموت حين تقال على رأي الراحل، يبرد الطقس و يزداد وقع ضرب قطرات مطرك و تزداد غزارة المطر، استمر بالنفخ بين يدي و تعديل الشال و القبعة بشكل لا يترك و لو فتحة صغيرة يمكن للبرد أن ينفذ منها، ألقي نظرة شاملة حولي و البنايات على المرتفعات هناك التي لا تبدو غير أضواء مبعثرة على مرتفع جبلي و غير بعيد هنالك يمكن أن تتراءى بقايا الجدار الذي كانت تحتمي به القسطنطينية من ضربات الفاتح، و الذي في النهاية اخترق، الفاتح رجل عرف دوما أن يدافع عن حبه، حين عشق المدينة آمن بعشقه و إيمانه هد حصنا بحجم ذلك الذي تتراءى أطرافه. المكان حيث أجلس و كأنه صمم لمعاقري البيرة  من بؤساء مدينة  لذوي الأسئلة العالقة و لربما متسكعي المدن الكبيرة من عشاق أرصفة التمشي بصمت. ساعتان بالضبط و يذهب العام 2013 بكل أشيائه تماما كما ذهب 2012 و الذي قبله، ما لا أفهمه لماذا تذهب هذه الاعوام بكل أشيائها و لا تأخذ معها شيئا من أشيائك في ذاكرتي. اعتذرت إلى أشخاص ملؤوا فراغات السنين الماضية وفاء لما لا أعرفه أًصلا، ام لربما خيانة لعهدي لنفسي بأن اعتاد غيابك، اعتذرت منهم و اخترت أن أسلم نفسي لباص يخترق بي كل المدينة لحط بي في أقصى نقطة منها، و يسلمني لمقعد خشبي غير بعيد من بيت متسول أقامه على قدر رجل بيرة بائس على رصيف جنب ميناء يبدو نهاره نشيط و مكتظ  كما تشي بذلك كمية السفن المرابطة هنا. ربما أردت أن أجرب شعوري بالهزيمة ثانية هنا بعيدا عن الجميع، يبدو الأمر غباء وجنونا، لكنني مؤمن بفلسفة جوبس بخصوص المجانين. هل تكون قمة السطحية و الاختلال العقلي حين أبوح لك هنا بسر، لن أقول لك شيئا عن رجل تعرفين مستوى منسوب الجنون و عشق النساء، و لربما أنت قادرة على التخمين بخصوصه ما قد تفعله أرصفة و أسرة التسكع العابرة به، ما أريد أن أخبرك بك سر فقط بيننا، قد تخمني كم امرأة التقيت بعد في سنين ستة من شوارع و ملاهي و مقاهي و مطارات و قاعات الانتظار و أسفار الباصات الطويلة ، قد تخمني كم التقيت من امرأة، قد تخمني رصيد الخبرة التي تراكمت، لكن حاولي التخمين كيف بعدك تغيرت و تعمقت و تشعبت فلسفتي في النساء، الشيء الذي لا يمكنك تخمينه إطلاقا و ليس لديه عنه أي فكرة هو مرة منعني حضورك من لفظ تلك الكلمة و هي تستقر عند الحلقوم، لم أعرف يوما أن أقولها لأي امرأة و أنا أقرأ في عينيها انتظارها بحرقة، ظلمت كثيرا من النساء يا سيدتي، و فرضت على كثيرات التأقلم مع وضع قائل بأن تلك كلمة محرمة ربما لا يجوز حتى الآن أن تقال لغيرك، حتى حين أجاهد نفسي و أقنعها أجدني أخلق ذلك السياق الهزلي لأرميها على عجل في قالب ساخر يسد حاجة سيدة تجتاحها انفاس الانتظار الجارف، و ليس لها أي ذنب تحرم فيه كلمة استحقتها بكل المعطيات، لكن مع ذلك لم استطع بعدك أن أقولها مشبعة بكل معانيها. صادفت نساء حلمت دوما نظريا بلقائهم تقاسمنا كل مصطلحات القواميس و سلوكيات المتحابين، إلا أني لم أعن تلك الكلمة يوما و أنا أخبرهن بها، لكن ربما كان افضل ما تعلمته الصدق ، كنت في كل مرة أعطيها ايحاءات تفهم بها سياق علاقة أنا لا أفهم أصلا سياقها و لا أعرف حتى هويتها.  لا يمكنني ان اكون غبيا حتى احملك مسؤولية تواجدك معي حيثما حللت، لكن لن أكون حكيما لأفهم كل ما يحصل دون أن تكون لك فيه يد. تعرفين السبب أني حتى الآن لا تزال تسكن مع حضورك هنا قناعة بأني لا زلت هناك بين أشيائي و أن الأمر مجرد مساحة بيضاء من الاشياء تتطهر فيها اشياء مجتمعنا من الدنس، بكل صراحة لقد انهزمنا معا، أنا لا أحب المبرارات التي يصوغها العائدون من ميدان الهزيمة ، أفضل ما يقال بعد الهزيمة الاعتراف بها، ثم اعلان التهيؤ لبداية جديدة، اعترفنا و لربما تحضرنا البداية الجديدة........ "يتواصل"

Wednesday, January 1, 2014

التبرع للمنتخب الوطني، حرام قالوا....

سافر المنتخب الوطني الى رواندا للتحضير للمونديال الافريقي في يناير في جنوب افريقيا، في غضون ذلك كان رئيس اتحادية كرة القدم الوطنية في مبنى التلفزيون الوطني يستقبل الشيكات من متبرعين شركات ووزراء و كانت الخاتمة من رئيس الجمهورية الذي تبرع من حسابه الخاص بمبلغ 5 مليون اوقية في شك الظاهر عائد الى بنك سوسيتيه جنرال، يبدو أن الرئيس ذاته لا يثق في البنوك الوطنية أو لسبب ربما واقعي و منطقي.
المهم حملة التبرع هذه لاقت ردود فعل تتراوح و تنحط حتى تصل حد السخف و السطحية و السذاجة، فوجدت بعضهم يقول يوم لا ينفع مال و لا بنون، و بعضهم يسترسل في سرد الآيات و الاحاديث، هي نفس عقدة المجتمع و مثقفيه الغير متصالحين مع ذواتهم و كل عقدهم مركزة أصلا في اسقاط كل شيء على الحلال و الحرام ، حتى ولو كان الأمر بعيدا من الموضوع. ربما يقول لك بعض الاشبال حالا أن هذا الحاد و أن كل شيء يجب أن يسقط على الحلال و الحرام حتى مباراة كرة القدم نفسها ربما هي موضوع سؤال شرعي، فبالنسبة للعلماء هؤلاء و الفقهاء ما حكم دفع تذاكر و اقامات 23 لاعبا ليسافروا إلى بلاد ما للعب مباراة. على العموم للذين قد يفكرون في جمع الادلة لإثبات الكفر و الالحاد، لا أحد يأبه لمصيري إن كان جنة أو نارا، تماما كما لا آبه لأحد من عبدة الاسقاطات الفكرية السخيفة.
قبل الذهاب بالموضوع بعيدا،و قبل أن نغرق في موضوع الحلال و الحرم، قد يكون هنالك عذر للذين ينتقدون الحملة مطالبين أن تعطى الأولوية للمهمشين و الفقراء و الذين يعانون. و هنا يأتي الرد في كل دول العالم الثالث التي لديها فرق كرة قدم بميزانيات ضخمة و متقدمة تعيش ويلات الفقر و التهميش، الأمر يتعلق بالافق و لا أعرف حقا إن كان القائمين على الحملة يضعونه في الحسبان.
أولا الحملة تزرع ثقافة التطوع بكل ما قد توصف به من أنها "طياطر" كما قد يقول البعض، ثانيا: حين تنجح الحملة في قطع شوط بالفريق و حتى في هذه البطولة وحدها فعلى المستوى المحلي و الاقليم و الدولي ترد أضعاف ما قد صرف كتبرع، و ربما هذا شيء يحسه أكثرالمغتربون ، كرة القدم بوابة تسهل حمل الاسم و العلم، ففي بطولة فيها 16 فريقا تقريبا حين تتأهل موريتانيا للنهائيات او ادوار متقدمة فالاسم يدخل مختلف وسائل الاعلام و بهذا جمهور كرة القدم و هو الاعرف في العالم سيصله اسم "موريتانيا" و علمها، اذن من الناحية الوطنية و الوصول والحضور للمحافل، خاصة حين تقف في مكان و تذكر موريتانيا فلا تجد من سمع بها، في ظل فنانين و مثقفين منحصرين على ذواتهم متغنيين بامجاد و متصارعين في ساحة مرهقة. ثالثا وصول المنتخب الوطني لدرجة محترمة يشارك ايضا في تطوير الدوري المحلي و تصور كم شخصا و كم شابا سيستقطبه الدوري المحلي اذا ما نجح و بدأت الشركات و الجهات ترعى الفرق و تقدم رواتب للاعبين يعني نتحدث عن الاف الشباب الذين سيجدون فرص عمل و يخدمون انفسهم و مجتمهم و مهنهم.
ان كرة القدم تتعدى الاسقاطات المحدودة لمثقفي مجتمع الفوضى ، و صحافة و سياسة الاسقاطات الرجعية العدمية، انتم حتى لو ان الفريق ضمن فرق العالم الاولى ، لا يهمكم الامر في شيء، فكيف تتفهمون دعم مشروعه. انا بالذات ربما لا ادعم الحملة بالضرورة  لكن ارى فيها ايجابيات كثيرة  تجعلني طبعا اعلن دعمها. ان التبرع ثقافة غرسها في اي شيء و باي طريقة و في حد ذاتها تمثل اضافة لعقلية جمعية سحيقة متعبة.

و استذكر هنا ما قراته من فترة: العالم ينشغل باكتشاف الجديد، و العرب منشغلون بتقرير ما ان كان هذا الجديد حلال أو حرام 

Tuesday, December 31, 2013

"اجماعة" و "الطافلات"

يبث الآن بوتيرة مستقيمة غير منتظمة على منطق الرياضيات، برنامجان تلفزيونيان، مستقيمة غير منتظمة لأني لا أعرف بالتحديد توقيتهما لكن من فترة لفترة تقع عليني عليها بشكل تلقائي.
برنامج "اجماعة" يبثه التلفزيون الموريتاني
برنامج "الطافلات" تبثه قناة الوطنية
بين البرنامجين اجد مشتركات كثيرة رغم ما قد يتبادر للذهن من فوارق كبيرة بين الاثنين . لكن في ظل ما اراه نجاح لفكرة "الطافلات" اقترح على التلفزيون الوطني برنامج "العيل"  لأن اجماعة هذه حقيقة مهمة و مفيدة يغير لم يترك لها الطافلات شيء.

جد و بعض الهزل ...

المجلس الأعلى للقضاء يعين أمامه بنت الشيخ سيديا كأول قاضية امرأة

صادق المجلس الأعلى للقضاء على تعيين ثمانية قضاة جدد، بينهم امرأة ستعمل كأول امرأة تلتحق بسلك القضاء الموريتاني، السيدة امامه بنت الشيخ سيديا  اشتغلت استاذة انجليزية قديما ، و كانت مدير للصفقات بوزارة العدل.
المرأة الموريتانية طيلة حوالي 53 سنة من الاستقلال وصلت مراحل مقدمة فترشحت لرئاسة الجمهورية و شغلت مختلف المناصب الوزارية وزيرة خارجية و وظيفة عمومية و عمدة  وسيدات اعمال رائدات، في ظل هذا التقدم على السلم الوظيفي و كذلك المهني، فإن المرأة الموريتانية خاصة في سن متقدمة لازالت تعاني من اسر عادات و تقاليد و اعراف بالية غير قابلة للحياة و تجد صعوبة كبيرة في تجاوزها. 

Monday, December 30, 2013

ملتقى الخبرات و الكفاءات ... و اشطاري

و أنا في طريقي يخترق بي باص بعض صحاري تركيا في رحلة خاطفة إلى الجنوب، و أنا أقلب مستجدات بلوار ميديا، و قعت على ما يتعلق بملتقى الكفاءات و الخبرات ، و كنت مرات قد وقع نظري عليه، قررت هذه المرة متابعته للتغلب على انتظارات الوصول، هذه رحلات تعطيك وقتا يأخذك لأشياء لم تكن في الحسبان.
افتتحت السيدة بنت الليلي بسماعتها و  و ميكرفونها تقدم الجميع، ثم برز صديقها بجاكيت لا أعرف إن كانت تناسب الخبرة و الكفاءة الإعلامية. بعد انتظار  ولقاء حاول من خلاله مستشار في الوكالة الوطنية لمتابعة المشاريع، شرح ما يتعلق بأهداف الملتقى.
ثم كانت الاعلامية بالعربية و الفرنسية تقدم محاور النشاط، افتتح بآيات من الذكر الحكيم تدعوا للتقوى، حتى تقوى الله في الوطن (اتقوا الله في وطنكم)  ، ثم بعد ذلك القى مدير الوكالة كلمة و اخذ حوالي خمس دقائق يشرح فيها للرئيس لائحة الخبراء في الخارج و كأنهم لم يجدوا أو لن يجدوا وقتا للحديث في الأمر خارج هذا الحيز الزماني المحصور، لم أعرف بالذات الهدف من تلك المساحة، بعده تقدم السيد احمد ولد عبدالله  الديبلوماسي الموريتاني المعروف بنشاطاته مع الأمم المتحدة، كانت عربيته مرهقة جدا ، ارهقتها سنوات و ازقة الأمم المتحدة، كانت مرهقة جدا لحد العجز عن القيام، و كانت عربية الرئيس أحسن منها حالا ولو أنه  استبدل "تبادل" ب "تبديل" لكن المهم أن الجميع فهم قصد رئيس الجمهورية.
من الناحية النظرية، هذا ملتقى كفيل بأن يساهم مساهمة حتى غير متوقعة في انجاز الأمور، خاصة حين يدرج هؤلاء في مراحل وضع الاستراتيجيات ثم العمل على تنفيذها ثم بعد ذلك متابعتها و تقييمها، حيث أن هذه هي المراحل الحاسمة لصناعة التنمية و الدول، بحيث يمنح "الخبراء" فرصة لدراسة الواقع بدقة ثم العمل على اقتراح حلول، مع أن السؤال المطروح هنا و الذي يقود لأسئلة أخرى هو ما يتعلق بالخبراء المحليين و أين موقعهم مما يجري، لربما في مرحلة لاحقة سيتم العمل على مزج الإثنين و خلطهم بطريقة علمية تشكل ثورة تنموية حقيقية. لكن حقيقة أريد أن أكون متفائلا، لكن أخاف بخصوص المعايير التي اختير بها هؤلاء و أخاف أيضا بخصوص آليات متابعة هذا اللقاء.

و ما أخافه أيضا هو حين ننزع "اشطاري" و "إياك لاباس" التي صمت آذاننا و لم تتركنا نسمع ما يقوله الخبراء في ميكروفات صحافة مرهقة تماما كعربية الديبلوماسي و الرئيس، بحيث يتحدثون مع ضيف و دون شكره يعطون المكرفون لشخص آخر و يتركونه هو ينتظر ، أو كما قال أحدهم للدكتور "عمو" : انظر إلى الكاميرا.    و هذه عقلية منغرسة في ادمعة صحافتنا الوطنية، يا ناس أنا اتحدث معكم أنتم يعني انظر إليكم أنتم أنا لا أقدم نشرة أخبار و لا موجز، و في حالة اخرى، انا حر انظر حيث شئت و كيف شئت.
و بعد الافتتاح ارى أن الصحافة الوطنية بحبالها و كاميراتها المحمولة  و حركاتها هنا و هناك. لم تتح الفرصة للخبراء للحديث و النقاش، و سمعنا فقط ضجة من اشطاري أياك لاباس....

أنا لا يضايقتي إن كانت هنالك اهداف سياسية، او انتخابية في النهاية هذه الخطوة حين تتبع بآلية تجمع الخبراء في الخارج و الخبراء المحليين، و بآلية تعمل على وضع استراتيجيات و مشاريع قصيرة متوسطة و طويلة الامد في كل النواحي التنموية. و الخروج بها على النص القبلي و المصلحي الضيق .....

بخصوص مشروع الدكاترة "عمو " و "احمدبابا"  المتعلق باستغلال "توكه" كزيت يستخدم للتجميل و العلاج و غيرها، فلقد تابعت المشروع من فترة ، و تابعت تقديم الدكتور له و حتى قرأت عنه، و تحدث الدكتور عمو عنه باختصار، اريد الاشادة بالمشروع و اتمنى من الدولة أن تشتغل عليه لأنه يساهم في كل نواحي التنمية ما يتعلق بتشغيل العمالة بغير مهارة و ما يتعلق بسمعة الدولة و انتاجيتها و الاهم ان القائمين عليه ابناء موريتانيون، و كان المشروع قد لقي ترحيبا في الاوساط الاكاديمية و العلمية ..



النقطة الأخيرة أن الخبراء تم تكديسهم في مؤخرة القاعة بشكل لا يليق بالخبرة فيما حضر جيش الوزراء دقائق الافتتاح ....
في النهاية سلمت موريتانيا و خبراؤها في الخارج و الداخل و ان شاء الله يا مولان نطوروا و نبنو دولة كبييييييييييييييييرة اكبر من الدول كاملات

Thursday, December 26, 2013

شركات المعادن تسرح و تمرح ، و تهد البشر و الشجر - أوقفوا المهزلة



أقدمت مؤخرا شركة تازيازت على تسريح قرابة 300 عامل ، جهارا نهارا و تحدث مسؤول العلاقات العامة فيها بعذر أقبح من ذنب قائلا أنهم منذ شهرين يعدون للخطوة و اتفقوا مع الحكومة الموريتانية عليها، إن كانت الحكومة وافقت على ذلك فلاجديد في كوننا مواطنين نعاني حكومات تسحقنا بل فوق ذلك تعين من يسحقنا، و إلا فعلى الدولة أن تتدخل لتوقف هذه المهزلة القانونية و الفوضى و احتقار العمال و حقوقهم و على منظري الطاولات من المدافعين عن حقوق الانسان التحرك، لا أعرف حينما يصل الامر العمل الميداني و التحرك لا تجد احدا من منظري حقوق الانسان.
ما يعطي الامر بعدا اقتصاديا اخرا خطيرا أن معظم هؤلاء العمال اقترضوا ملايين من بنوك استناداا على رواتيهم، و حين يرمى بهم للشارع ربما لن نتفاجأ بأن يلقي باحدهم من فوق عمارة أو ينتحر خاصة في ظل حالة الضغط الاجتماعي و التوتر السلوكي التي يعيشها المجتمع. 
اطلق مجموعة ناشطين و مدونين حملات تدوينات تدخل هذه الصورة في اطارها، فعلى الجميع أن يقف مع هؤلاء، بالمناسبة اطلق مجموعة ناشطين و مدونين حملات تدوينات تدخل هذه الصورة في اطارها، فعلى الجميع أن يقف مع هؤلاء، بالمناسبة ليست المرة الأولى التي يحصل أمر من هذا القبيل فالشركات تسرح دون مبررات قانونية لكن هذه المرة مختلفة.
يشار إلى أن شركات التعدين في موريتانيا محكومة و مسيرة من عصابات مقاولين يعملون على رشوة و التعامل مع المديرين الاجانب و يسيرون كل شيء، و تعشش حالات من الفساد و الرشوة المتقدمة و القائمة أساسا على امتهان العمال و حقوقهم و التهام مقدراتهم....
كلنا من أجل محاسبة و عقاب هذه الشركات و معاملتها طبق القوانين و النظم .


Wednesday, December 25, 2013

السيدة فاطمة بنت انجيان ، شخصية العام 2013


شخصية العام : فاطمة انجيان

فاطمة بنت انجيان

النقطة الوحيدة التي أنا متأكد منها، أن شخصية العام في موريتانيا هذا العام و بكل الميزات و الامتيازات هي السيدة فاطمة بنت انجيان، فكناشطة حقوقية، تسهم بشكل كبير و متزن في خلق ثقافة حقوقية، بالتركيز على توضيح أسس و بديهيات يتجاوزها مجتمعنا . السيدة بنت انجيان أيضا تنشط في مجال يرتبط بمجال اختصاصها كقانونية و تعمل بشكل منهجي لخلق هذه الثقافة  .
يسجل لها كانجازات أيضا في المجال الحقوقي و السياسي ، مبادرة 4 دجمبر ، و هذا ما نحتاجه في موريتانيا أن يكون النشطاء و المختصون ذو مبادرات نابعة من وعي و فهم و نقاشات تفضي لحلول، السيدة بنت انجيان رفقة آخرين اطلقت المبادرة و هي تعمل الآن عليها ، اتفقنا معها أم لم نتفق تعتبر خطوة تنم عن وعي بالدور الحقيقي للناشطين الحقوقيين و السياسيين.
أيضا بخصوص أرائها التي تعرب عنها دائما على صفحاتها التفاعلية، تلاحظ حالة التوازن بين المواضيع السياسية و الاجتماعية و الحقوقية بشكل واع . و من المؤشرات أيضا التفاعل الكبير التي تشهده ادراجاتها كونها تشكل حالة التقاء بين الجميع.
باختصار كمتابع و مؤمن بحقي الكلي في التعبير عن رأيي  يسرني أن أعلن السيدة : فاطمة بنت انجيان شخصية لعام 2013  و اظن الكثيرين يوافقونني الرأي ، كما بالتأكيد الكثيرون ربما لا يوافقون ، لكن  هو "الا كلها و ارايو إلى ذاك "

أتمنى أن السيدة بنت انجيان ستواصل عملها ، دون أن تسمح للفلسفة الاجتماعية السائدة بتعطيلها، فتستمر في اقتراح المبادرات و الحلول و خلق فضاءات و نقاشات و توجيه الجهد المدني إلى مسار يمكنه من خلاله صناعة التغيير. اتمنى لها النجاح في حياتها الشخصية و المهنية و النجاح في تحقيق اهدافها.

لم التق السيدة بنت انجيان، لكن صدفا قادتني لمتابعة بعض نشاطاتها ثم بعد ذلك تابعت أنشطتها ، و التقيت بأشخاص عرفوا السيدة  خارج الوطن.
مما يضاف في هذا السياق ، اهتمام السيدة بنت انجيان بمشاركة بعض النقاط المهمة التي تعتبر تاريخا مشتركا حول والدها المرحوم حيث بدأت الكتابة حول متعلقات الأمر، و هو أمر نادر فنحن دولة يموت تاريخها مع رجالاتها، فاعتبارات القبيلة و كل الممارسات السيئة تمنع الجميع من كشف أي شيء و هكذا نتقدم و نحرق كل تاريخنا و شخصياتنا لاعتبارات واهية.


في نهاية الادراج هذا أحاول إقتراح بعض النقاط التي ربما فقط تدخل في اطار أخف الضررين.


سياسي العام : بيجل ولد هميد

مواقف الرجل السياسية ووضوحها و ثباته عليها، خلقت توازنا ساهم بشكل فعلي في إعطاء صورة حول السياسة كثقافة و مواقف.

قناة العام : الوطنية  (مع خطر حجب الجائزة )

الوطنية فنيا من ناحية الجنريك و الاضاء تعتبر الأفضل، بخصوص المحتوى أيضا لديها خرجات ابداعية جميلة رغم كل سقطاتها.

موقع العام : الحرية  - صحراء ميديا

ما تشعره و أنت تتابع مواقعنا الوطنية، أنها كلها تفتقد المهنية و الموضوعية و الحرفية ، بعضها يديره هواة لا علاقة لهم بالصحافة، و بعضها يديره أيديولوجيون جامدون جافون.

برنامج العام : مساء الخير - الطافلات

مساء الخير ، على كل سقطاته و مع أن الصحافة لم يصلوا بعد لمسرح يتفاهمون عليه بطريقة تلقائية و مع أن التقرير أحيانا يتأخر و أحيانا لا يأتي و يبقى الصحفي ينتظر شاخص العينين و مع أن الاضاءة ليست كما يجب بعد و الشعار بدائي جدا و تقليدي حد التهالك و مع كل السقطات فهي فكرة تستحق الاشادة - الطافلات  فكرة و مضمونا و كونه خروجا على المألوف و مدعاة لنقاش الاعراف الاجتماعية و التقاليد و يشكر فضاء حورايا جميلا بين مكونات اجتماعية مختلفة  و فنيا لائق جدا، إلا أنه الظاهر أنه توقف . فمعناه أن الوطنية مثل التلفزة الوطنية البرنامج يبدأ فجأة ثم يتوقف فجاة .

"ذيك الأمور الأخرى مان داخلين فيها لا نوقدو" تلك الأمور الأخرى لن ندخل فيها لكي لا نضيع فهي تسبب حالة صداع.
 

Tuesday, December 24, 2013

جميع المسافرين .. الى البوابة رقم 2014 - الثاني



عابرون كلنا للبوابة 2014 إلا الذين لم يتحصلوا على تأشيرات السفر و الذين انتهت صلاحيات جوازاتهم فترصدتهم غرف انتظار أخرى أخذوا منها ليتناولوا جوازات سفر للإقامة تحت الأرض، كل الذي لم يعبروا من تلك البوابة هم ناس استبدلت جوازاتهم فوق الأرض بجوازات تحتها و تخطفتهم رحلات أخرى لم يكونوا على موعد معها، لم يعرفوا وقتها و لا وقت الحصول على بطاقة الركوب و كم ساعة في قاعة الانتظار و لا رقم المقعد  و لم يسمعوا القبطان و هو يعلن قرب موعد إقلاع الطائرة، ذهبوا في تلك الرحلة التي كانوا ينتظرونها دوما مع نسيانهم لها أحيانا، هي رحلة ننتظرها في أي وقت، فحقائبنا لها أن تبقى محزومة  و نضع فوقها الكتاب الذي سنقرأه طوال الرحلة و نوع الموسيقى المفضل لرحلة استثنائية. أولئك ذهبوا في رحلة مختلفة بجوازات مختلفة بمقاعد مختلفة لبسوا ملابسهم البيضاء و التحفوا بصمتهم السرمدي و انطلقوا.

لنتذكر و نحن نعبر هذه البوابة أولئك الذين عبروا بوابات أخرى ، لم يجدوا وقتا ليعرفوا أسمائها و لا أرقامها و لم يعرفوا أي شيء بخصوصها، لنتذكر آخرين سقطت أوراقهم و جوازاتهم و تأشيراتهم و سقطوا قبل ملحمة الثلاثة و الأربعة اختطفهم تاريخ عشوائي ذات مرة ليعلن فجأة نهاية الرحلة ، و ليضأ الجميع  شموعه و أشجاره و أفراحه و يحاول الهروب من لحظة النهاية و يحاول قليلا قبل أن تتخطفه  تلك البوابات التي تنهي كل شيء ، يحاول الركض و كأنه يفرج بوصوله لتلك البوابة رقم 2014 و ينسى بكل أنانية الإنسان أولئك الذي تملكهم الصمت الأبدي.