Wednesday, August 21, 2013

هذا جيل لن يقود ثورة يكتبها التاريخ

كنت وبعض الأصدقاء الأفارقة نتحدث، قال لي أحدهم: هل تعرف انتم العرب هم السبب في كل ما يحصل لديكم و ما تعانونه، انتم تعانون "الفاناتيزم" انتم من سلم فلسطين لإسرائيل و الآن تلقون بابنائكم ليموتوا في الشارع و  و و و ، طبعا قدمت له بعض المعلومات ليست دفاعا عن العرب بقدر ماهي حبا مني لتقديم بعض السياقات و المعلومات له. كنا نتحدث عن الطائفية و العرقية في العالم العربي و العداء البيني و و و قال لي : الحل الوحيد في أن تتحدوا، لماذا بعضكم يساعد عدو بعض ليقضي عليه، بعضكم دعم امريكا لتسقط صدام و اخرون دعموا اخرين ليسقطوا حكاما عربا اخرين. و انتم هكذا حتى الآن...
في إطار حديثنا تدخل صديق هاديء قال لي: تعرف ، أنا اليوم ذهبت إلى صلاة العصر في المسجد ، مررت بحوالي 8 شبان عرب، يتحدثون ويضحكون و رجعت من الصلاةو ذهبت لصلاة المغرب و كانوا في نفس المكان  يتحدثون و يضحكون، ثم عدت و ذهبت لصلاة العشاء و هم في نفس المكان. قلت له تعرف و حين تعود لصلاة الفجر ربما ستجدهم هناك ، و صدقني لو كنت معهم و بدأت تنصرف ستكتشف انك قضيت حوالي 6 ساعات اسأل نفسك فقط ماذا استفدت و فيما تحدثت و حين تجد الإجابة احتفظ لي بها لطفا. ذاك حال لا أستطيع انكاره أن شبابنا هو جيل النرجيلة و الشيشة و القهوة و المقهى ......
أردف آخر برأيك هل هذا جيل يمكن أن يخلق ثورة تكون مفصلية و قطيعة مع عقود عاش فيها العرب كل تلك المهانة و الإهانة و تحدث بنبرة حزينة والله لا تعرف كم أحزن لتلك الشعوب التي كان بالامكان ان تعيش في رخاء و سلام و كأن البكاء و الألم مكتوب عليها الآن نسمع مات مائة و مائتان لا أحد يفكر، لكن اجلس و فكر في مائة ماتوا واحد اثنان ثلاثة اربعة .... ستفهم قيمة الألم و المأساة.
و في نقاشنا الطويل ... أردنا الوقوف على المشاكل، مع أننا قدمنا و طرحنا كل الحيثيات و السياقات:
إن تعليم القيم المدنية و أن يكبر الطفل يعرف فقط أن هنالك شيء واحد يجب أن يموت من اجله و يدافع عنه هو الوطن ، هو الأساس لخلق جيل ثورة واع. ليس طفل وهو في الخامسة يحدث له عن عرب و افارقة و سنة و شيعة و اخوان و متطرفين و علمانيين جيل كبر على ذلك لا يستطيع بناء الامم و لا الدول لانه هو نفسه ذات مهدمة منقسمة طوائفا و جهات.
الوحدة ، نختلف لكن حيث يصل الامر قضايا الامة و الوطن يتفق الجميع، حين نتوقف عن الخسائس و الدسائس و كل يترصد الاخر و يرى في اصغارة و اضعافه و قتله قوة له.
ثم ختم افريقي اخر و قال: في العالم العربي الانتماء الديني اصبح تقليدا، العامة لا تعي قيمة الدين، فقط طفل كبر و ابوه و امه يصلي و يصوم فصلى هو و صام لكن لم يعلموه ما معنى كل ذلك فصار من السهل عليه أن لا يعترف بأي شيء من ذلك في مرحلة ما.
القصة مطولة سأكتب عنها لاحقا.....