Tuesday, December 24, 2013

الدولة الفاضلة : والله تصدق تكون مجنون ... لا تصدق يجب أن تكون أعمى

ببساطة المتابع لبرامج تلفزيوناتنا الوطنية ، و الحمد لله أخيرا صرنا نستخدم صيغة الجمع ل "التلفزيون" ، لكن و كاننا بدأنا نتباكى أيام المفرد، المهم المتابع لها و برامجها التي تستضيف شخوصا و شخصيات و شاخصين و مشخصين و متشخصين و مستشخصين و شخيصيات و كل ما يشتق من ( ش - خ - ص ) فقط سيحسب أن موريتانيا دولة فاضلة لا يسكنها إلا ( الكتاب و الشعراء و الفنانون و المصورون و الرسامون و المفكرون و المسرحيون و الممثلون و أبطال الفورمولا وان و الأدباء و المحللون و  و المخرجون و المنتجون و الإعلاميون و المصممون و و و و و ) تحسب فقط أنك في دولة لا يقل نظيرها بل يستحيل ، حين تصدق هذا يتبادل لذهنك سؤال بسيط أين الكتب مادام لدينا هذا الكم من الكتاب؟ أين المعارض و المسابقات مادام لدينا هذا الكم من المصورين و المفكرين و الرسامين و الفنانين ، أين المسرحيات و المسارح و مهرجاناتها و جوائزها و و و مادام لدينا هذا الكم من المسرحيين و و و و ، يقول لك البعض، لأنه ليس لدينا دور نشر ، لأنه ليس لدينا مسارح راقية، لأنه ليس لدينا معارض على المعايير، لأنه ليس لدينا جرائد و مجلات محترمة ، لأنه ليس لدينا ثقافة سينمائية لأنه ليس لدينا استوديوهات، إذن أبسط الأبجديات في هذه الفنون ترفض وجودها فعلا قبل وجود ما يعتبر مقوماتها و أسسها ، أنت كيف أصبحت مسرحيا دون مسرح و كيف أصبحت كاتبا دون نشر و كيف أصبحت محللا دون دراسات و بحوث و كيف أصبحت مصورا دون معارض و اعمال..... لنتفق في البداية على أننا يجب أن ننشغل بإلصاق تلك الألقاب المثيرة للضحك و الشفقة ننشغل بالعمل على خلق هذه الأسس، حتى لا يكون كل افعالنا تنظيرات لا صلة لها بواقع دولة تعيش فوضى في كل شيء حتى ألقابها.
يقال ، أنك تكذب تكذب حتى تصدق نفسك ثم تصدقك الناس، ما أخافه أننا صدقنا أنفسنا و كذباتنا الكبيرة هذه و صرنا مكتفين بما وصلنا إليه على سلم تنظيراتنا الجوفاء، لنتفق مبدئيا على ما هو مبدأ ، و كل هذه الانجازات والجهود الجبارة التي نتحدث عنها نركزها على اهداف تعمل على وضع أسس تعطي قيمة و مصداقية و صلة مع الواقع لكل ما نتحدث عنه تنظيرا.

يسألك صحفي مثلا: لماذا أخترت هذا المجال؟ لماذا اخترت ان تكون عامل بناء؟ لماذا اخترات أن تكون صحفيا؟ لماذا اخترت أن تكون كاتبا؟ لماذا اخترت أن تكون سينمائيا؟ لماذا اخترت أن تكون عامل نظافة.... لنفترض جدلا أنه كاتب و مخرج و محلل  و مفكر و لاعب كرة قدم محترف مثلا...
هل تعرف أكذب خلق الله من سيقنعك في موريتانيا أنه اختار أن يكون هذا أو ذاك، هذه مرحلة من الترف كبيرة جدا و اكبر جدا من مقاسات واقعنا الأليم، منذ متى كان لدى الموريتانيا طالبا أو متسكعا أو منحرفا كل هذه الخيارات و الاختيارات ليختار. كل يدخل كل شيء فتجده في النهاية في احد تلك الأشياء أيضا ضائعا فيه ففيه وجد نتيجة مؤقتة صدفة أو الأشياء الأخرى ضاعت منه. و تجدننا ننظر بشكل سيضحك و أنت تشعر بالشفقة، منذ صغري و أنا أميل و أميل و يميل إلى أن يسقط، منذ صغرك هل اهتمت عائلة بما تميل إليه أو تسقط فيه؟ هل اهتمت به مدرسة؟ هل اهتمت به دولة ؟ من اهتم بما تميل إليه أم كنت ناضجا منذ صغرك حتى تدرك الأمر وحدك. ثم ميلك هذا و حين كبرت هل وجدت أبواب المسرح مشرعة و أبواب الرسم مشرعة و أبواب البحث مشرعة و أبوابا أخرى فوقفت بكل دلال تسقطها على أحلامك و ميلك، فقط لنفكر دقيقة أحبتي ، إنه وطن الفوضى العارمة و الفوضى المجتاحة . حتى أولئك الصحافة الذي يحاولون طرح الأسئلة التي يطرحها كل الصحافة، حتى الأمس القريب ما كان فيهم من يميل إلى الصحافة و لا يعرف شيئا فيها و لاعنها، في أحسن الأحوال هنالك قريب و قال له سأحاول البحث لك عن عمل، سيحاول أن يحصل له على وظيفة محاسب مثلا في شركة إن لم يستطع سيبحث له عن مصور في جريدة إن لم يستطع سيحاول له وظيفة سكرتير لم تأت النتيجة سيحاول له مع جريدة ككاتب، ما حصل شيء يقول له ، أنا أعرف فلانا في التلفزيون ماذا لو انضممت لها، و احيانا ينصم لا يعرف إن كان سيكون مصورا أو منتجا أو مهندسا أو صحفيا ، في النهاية تأتي الشبكة بما تأتي به فدعونا من الصغر و الميل و الكبر و الحلم ، و لنتحد يا كاذبين على أنفسكم لنبني دولة اجتهدت طيلة عمرها لتبدد أحلامنا و تحيل أمالنا كوابيسا مرعبة بشيوخها و عمائمهم، دعوكم من التنظير الفارغ في برنامج فارغ و الحديث عن : كوننا مسكونين بعشق كذا و كذا و كذا ففي النهاية كذا و كذا و كذا جاء صدفة كما لا يأتي أي شيء في دنيا الفوضى إلا صدفة....
ففي كل دولة هنالك فنانون و كتاب و و و و و و  و و و يشتغلون داخل الدولة و يحملون اسمها خارجها إلا نحن لأننا ندخل رؤسنا في تلك التنظيرات الفارغة و ننسى أن نفعل أي شيء. يا مثيري الشفقة افعلوا افعلوا افعلوا ثم بعد ذلك قولوا، دعوكم من قول كل أفعاله مشاريع مؤجلة لأجل غير مسمى

Monday, December 23, 2013

جميع المسافرين.. إلى البوابة رقم 2014




لا أعرف لماذا الأيام الأخيرة من كانون هذا لا تريد الإنقضاء ، و تسير بهذا الإيقاع البطيء جدا،  و كأن العام يكابر يرفض الانقضاء، هون عليك فكلنا ماضون و كلنا ستأتي اللحظة التي نتوقف فيها عن الحركة ، ثم ننسحب ببطإ من المسرح. لكن ما لا أعرفه أكثر هو لماذا أستعجل مضيها هذه المرة لماذا أريد لها أن تتسارع ثم تلملم ذاتها ، لماذا تقتلعني هذه الرغبة العارمة لأرى الأربعة تجتاح الثلاثة في ملحمة كونية ستضاء لها الشموع في أصقاع الدنيا و تضاء الأشجار و تعلق الهدايا و تتطاير في سماوات مانويل، اعرف كم الثلاثة منهكة و متعبة و بدأت توضيب حقائبها لتغادر في رحلة النهائية لتستريح من حضورها في كل ورقة حرب وقعت و كل صفقة شر أبرمت و كل اجتياح تم تدبيره، تريد الإختفاء و الإنطفاء، تعرف أن مدتها انتهت و أنها غير قابلة للتجديد و ان لا قوانين و لا برلمانات قادرة على تغيير تلك المادة،.
هل يتعلق الأمر بأني اعتدت غيابك ، فلم أعد انتظر شيئا و اعتدت السنوات تأتي و تمضي دون عطرك و ألوانك و دون لمساتك دون أي شيء منك، فلم يعد هنالك فرق نستعجل أحيانا و نستبطأ أحيانا ماداما لمعيار الزمني بعيدا عن توقعات حضورك و أحلام إطلالتك.فلتات الأعوام إذن كما شاءت و لتمضي كما شاءت ، فهي لا علاقة لها بتقويم أنت كل منحنياته و اسقاطاته.
و ليضأ الآخرون الشموع بعيدا عني و لينظموا حفلاتهم الراقصة بعيدا عني، و ليبحثوا عن سماء بعيدة قليلا لتطاير هداياهم و ألعابهم النارية، ليتركوا لي فسحتي فاصلتي الزمنية لحظة العبور، ليتركوا لي تلك الفاصلة المميزة لأتذكر فيها لحظاتي المميزة المختصرة كلها في زاوية الذاكرة حيث كل أشياءك تتراكم و تتقادم و تتجدد هنالك.
ليتركوا لي طاولة خشبية وحيدة على حافة البحر الأسود بين جسر البوسفور و جسر الفاتح غير بعيد من مكان ذلك الصياد العجوز حيث يلقي كل مساء بسنارته، كل ما أطلبه منهم تلك المساحة و بعض الصمت إجلالا لحضورك، و احتفالا بسيطا راقيا يليق بك. يجتاح البياض كل أشياءه، فقط لنتحدى الوان الغياب و البعد المظلمة.
....... يتواصل 

Saturday, December 21, 2013

لائحة الهادي و تصويت العملاء - الصحافة و الاسترزاق و أشياء أخرى


في الحقيقة، آخذ مسافة من غوغاء عامة تعيشها صفحات الفيس بوك الموريتاني، الذي أظن أن شركة فيس بوك حين تراجع تجد أن الموريتانيين اخترعوا ألف طريقة و طريقة لم يسبقهم إليها أحد في استخدام الفيس بوك، و بدأ إعلامهم أيضا يتداول قواميس و مصطلحات ترسخ لهذه الاستخدامات، فصار من يضع صورة له في فضفاضة على ضفة الاطلسي و يتحدث عن طعم الكسكس الذي أكله يوم أمس يسمى "مدون"، و من يكتب عليه سطرين من العربية يسمى كاتبا و أديبا و أشياء اخرى، فأصبحت تجد ألقابا غريبا، فلان بن فلان كاتب علماني إٍسلامي مثلا لا تستبعد الأمر، أعجبني تعليق لصديق لي ، مرة كنت أتحدث عنه في التوزيعات الايديولوجية في موريتانيا ، فرد أن المتأدلجين في موريتانيا يشبهون مشجعي كرة القدم، فأن يقول لك واحد أنا يساري لا تختلف كثيرا عن أن يقول لك أحدهم أنا "مادريدي"  و حين نفكر حقا في مثقفينا و فوضانا العارمة من يساري و ماركسي و علماني و طيني و ناري و و و  نجد مشتركات كثيرة. المهم فيس بوك بالنسبة للموريتانيين صار دار نشر و مدونات و مواقع إخبارية أيضا و أظن فطور الصباح بالنسبة للبعض و العشاء أيضا. ما يعجبني فينا نحن الموريتانيين أننا حين ندخل أمرا ندخله بجدية حتى نتجاوز الحدود كلها، و نعرف ان نغرس العقلية الصحراوية العبثية الجميلة في بعض الاحيان نغرسها في كل شيء حتى على صفحات الفيس بوك.
المهم الجدل مؤخرا دائر حول لائحة هدد صحفي أسمه ولد احمد الهادي بأنها لديه حول صحافة موريتانيين يتلقون رواتب من الرئاسة و الجيش و الوزارة الأولى و غيرهم، نشر الصحفي الخبر طبعا بحرفية ليست قمة في الكمال، فكان الأولى أن تحتفظ بالخبر لنفسك لتجد سانحة اكثر مهنية و توازن تعلن فيها عنها، لكنها لعنات الفيس بوك ، ما فائدة مثلا أن تعلن على الفيس بوك ان لديك لائحة بصحفيين مرتزقين، و لديك ألف طريقة مهنية تعلن بها الخبر تكون أكثر قدرة على ضبط اللواحق و التبعات.
المهم أعلن الرجل الخبر و ما إن أعلنه حتى بادر أحدهم بنشر لائحة ضمنها أسماء ينظر إليها البعض على أنها قامات فارعة في الاعلام الوطني او لربما قامات فارعة في العمالة الوطنية المهم لا أحد يعرف. و فصل الناشر في الأمر. هل أنه استلم معلومات من السيد ولد أحمد الهادي ؟ أم أنه فقط استبق الأمر و أراد أن يثير تلك الزوبعة؟ أم هل كما ذهب البعض الأمر مدبر ، أمر مضحك حين نبدأ الحديث عن سيناريوهات مخططة و مدبرة في أرض السيبة المطلقة في الصحافة و السياسة.
أنا أريد أن انطلق من مسلمتين ، أولا الإعلام عندنا هل هو في مستوى يصل فيه مرحلة الاكتفاء الذاتي فتكون المؤسسات قادرة على دفع الرواتب و متابعة كل الأمور، أم هل تعبؤ مؤسساتنا أصلا بأعباء الراتب فهي تكتفي باستغلال بعض الملامح الشاحبة لشباب رمت به جامعة نواكشوط لصنع الشاي في أركان بيوت في عرفات و توجنين و دار النعيم.....
المهم أنا باختصار أظن أن إعلامنا و مصارد تمويله بين أثنين ، اعلام يؤيد الأغلبية و بالتأكيد "عارفة له شيئا" على الطريقة الموريتانية، و إعلام يدعم "المعارضة" و بالتأكيد هي عارفة له شيئا، و إعلام يصفق للقبيلة و موظفيها و مشاايخها و وجهائها و ولاياتها و هذا عارفة له "القبيلة " شيئا، و الثلاثة في النهاية سواء.
الأمر الآخر هو المجتمع الموريتاني لا يتذكر حكمه إلا حين تنقلب عليه، ألا يتردد "كرش ما فيها اعظام ما ترادس" لماذا قامت قائمة البعض و تذكر القانون و الدعاوي فيما الامر لم يتعد بعد كلمة نشرها واحد طائش أو آخر يحاول الاحتراف على غرار الجميع و خانته العبارة و الطريقة، ألا يمكن لأي كان في ظل هذه السماوات المفتوحة كتابة ما شاء و نشره دون اسم و دون معلومات، يمكنني انا الليلة ان أنشر لائحة جديدة و أطلب من صحفي أن يقول أن لديه لائحة فهل سترفع القضية و على من؟
الحقيقة في نهايتها ، نحن كلنا أبناء الخيام و متعارفون جدا، ففيهم من كان يتقاضى من معاوية ولد سيداحمد الطايع و فيهم من كان يتقاضى من آخرين ، في النهاية الثقافة الاعلامية السائدة هي أن الاعلامي يأخذ من رجل سيكتب عنه موضوعا جميلا لا أساس له من الصحفة او التصفيق وا لتطبيل لسياسي او وزير و الامر كله سيان، يعني الرعيل الأول من الاعلاميين لهم فلسفة إعلامية نعرفها جميعا، و الدعاوي و تلك الامور ضحك على الذقون، فأولا من يريد أن يبرأ هؤلاء ذمهمه أمامه فالجميع متفق أصلا على الأمر و لا يعنيه فمن لا يقبض من هذا يقبض من ذاك، و الرأي العام أصلا لا شأن له فهو مشغول هذه الأيام بحصص القبيلة في الانتخابات  و مقدار الرضا الذي سيناله الوجهاء من الساسة و مقدار التقدير و زاوية الانحناء التي سيقدمها الساسة للوجهاء.

تطورات القضية وصلت أن بعض الصحافة قرر رفع قضية على الرجل ولد الهادي، و الأخير صرح بانه لا علاقة له باللائحة و أظن رفع الدعوى يليق بسطحيتنا القانونية و الاعلامية ، فهم سيرفعون قضية و الرجل سيقول أنه نعم صرح بان لديه لائحة لكنه ليس من اعلن تلك و لا علاقة له بها، فكيف سيثبت الامر، من ناحية اخرى قالوا : نريد له أن يفصح عن ما لديه، إن كان دقيقا فيما يقوله و يتمتع بمقدار من المصداقية مع اعلاناته، فإعلانها " راخي في الجماعة" كاملة .

إعلامنا ببساطة "الأ الله يحفظ"   .......

Friday, December 20, 2013

مجتمع يأكله النفاق - أيها الأفاكون ......

مساء أمس ، التقيت أولاين صديقا عزيزا علي و بعد الحديث في كل أشياء أصدقاء ثانوية فرقتهم السنوات و عبثت باحلامهما الصغيرة الاتجاهات، دخلنا نقاشا جديا حول المجتمع الموريتاني وسلوكياته، بدأ صديقي بطرح جميل حول المجتمع مشيرا إلى أن هنالك ثوابت و متغيرات في أي مجتمع، و أن الثوابت مثلا هي القيم الدينية و العقدية، و ان المتغيرات هي ماعدا ذلك من أعراف و تقاليد.
علقت ، نعم نواقف هذا الطرحن لكن مشكلتنا ان مجتمع خلط الثوابت بالمتغيرات و العادات بالعبادات و التقاليد بالقيم و يستخدم هذا كوسيلة لضمان استمرار تلك الاعراف الرجعية التي تقضي على كل أحلامنا بوطن و إنسان موريتاني و اعي.
إن المشكلة تنحصر في أمور منها: ماهي المشكلة التي يواجههاالمجتمع، هي النفاق ، مجتمع يكذب على ذاته و يرى في الصمت على كل شيء دينا و تدينا، فيما في عمقه تنخره الممارسات التي لا تمت لدين و لا عقيدة بصلة. إن الأخ الذي يعاقب اخته على مشاهدة أغنية لفيروز على أنها ماجنة هو نفسه المتسكع بين مواقع الخليعة ، و الأب الذي يحمل مسبحته و يغض بصره في البيت و يبدو كملاك، هو نفسه المتكسع بين بيوت الدعارة و العشيقات ليلا، و حراس الفضيلة في المجتمع من علماء و غيرهم هم قادة الزواج السري و عقيدته ، و البلاء كل البلاء في الشيوخ و الوجهاء، الذي يتزوجون بنات بعمر بناتهن و يقايضن تشغيل الابناء و البنات و توظيفهن بالزواج و غيره. مجتمع في صمته تجد فيه أبشع الممارسات التي تهد البنية المجتمعية فالإبن ليس غبيا لدرجة لا يلاحظ ان أباه ذاوجهين و جه ملائكي و آخر شيطاني و سيكون هو على طريقه، و البنت تعرف عن أخيها و هكذا يكبر مجتمع يتوارث ممارسة أقبح العادات و الممارسات في صمته و يأتيك أدعياء الفضيلة حتى لا تشيع الفاحشة. إن المجتمع الموريتاني إما يستمر على هذا و نعترف كلنا اننا في مجتمع متهالك سينتهي به المطاف متعفنا في مزبلة خاصة بالمجتمعات الغير قابلة للحياة في سياق اليوم، حيث يتعفن هنالك ببناته المتزوجات ممن لا يحببن و لا صلة لهن به و لا مشتركات معهن ، و بنات متزوجات مع رجال بعمر أبائهن و بنات يتاجر بهن في صفقات القبيلة و ابناء العمومة، و رجال يدمون الخليعة و يحملون المسبحة و شباب يعتنق فكر أبيه فيمارس كل شيء في سره حتى لا تشيع الفاحشة و يظل المجتمع متغطيا بذلك الشعار الفارغ مجتمع محافظ و متدين إلى أن يأتي اليوم الذي لا يجد الغطاء ما يغطيه أصلا أما شباب مدمن و بنات محطمات و رجال منافقين و شباب يعيش بعقليات قبلية و عادات بالية حقيرة.

نعم هنالك من يخدمه استمرار وضع كهذا ، فهو مثلا يخوله الزواج بابنة عمه و لو كان فاشلا متغطياا بابن فلان و من هو فلان رجل تهالك و رحل أ و امرأة فقط لأنك فاشل و لا شيء تتمسك ب "ابن فلان" تعرف أن من مشاكل العرب الكبرى أن الواحد فاشلا غارق في الخمر الأحمر حتى الأذنين لا يعرف اتجاه القبلة و حتى متدين يقيم الليل لكن لا يفعل شيء مكتفيا ب الرسول صلى الله عليه وسلم عربي. نعم عربي و بعدين..... أن تظل واقفا هنا كتلة فشل متحركة لا عقل و لا فكر و لا رؤية خارجة عن اطار العقل القبلي الرجعي مكتفيا أنا ابن "فلان" ذلك مستوى من الحقارة صعب الوصول إليه. و هناك أخرين ينتفعون من الامر فيوصلهم للشغل و الوظائف دون مستوى و هنالك الوجهاء الذي يستظلون بالامر لتزف إليهم كل مساء بنت صغيرة من بنات القبيلة و لسحقا لهؤلاء لعمري ما أكثرهم و في بتلميت و الاك و ازويرات و اطار و في كل بقعة من بقاع ذلك الوطن المدنسة بالعقليات الرجعية.

و هنالك شباب يدرك كل السوء في ذلك و يدرك انحطاط المستوى الذي هو فيه و هو يردد أنا ابن اهل فلان، لكن ما بيده حيلة فدون ذلك التعريف هو لا شيء، لان القبيلة عملت على أن تربط ذلك التصور بوجدانه و شخصيته و عقله فاصبح من الصعب عليه وجود ذاته بعيدا عنه.
و هنالك نوع آخر يدرك كل ذلك لكنه مدين حتى الآذنين للقبيلة/
- فهي التي دفعت مثلا، و اشترت له الباكلوريا من إحدى عصابات بيع الثلاثة المشهورة و التي يسيرها جنرالات و رجال اعمال هنالك في انواكشوط .
- أو هي التي اشتغلت و اتصلت حتى انتزعت له منحة طالب في حي فقير حاز عليها بعرق جبينه و بدل أنها كانت إلى المغرب جعلوها مثلا إلى فرنسا، نعم القبيلة.
- و حين عاد هي التي اتصلت حتى ضمنت له وظيفة ما كان ليحصل عليها في بلد السيبة و القبيلة و العقلية الرجعية دون وساطة و علاقة.

لذلك هو لا يمكن ان يقف اليوم و يقول لا يجب أن نوقف القبيلة و يجب و يجب ، لأنه من هو أًلا دونها فالشهادة التي لديه من باكلوريا مزورة مشتراة من جماعة استثمار في فساد التعليم الوطني.

مرة حاول صديق عزيز أن يقنعني بجانب إيجابي للقبيلة، و قبلت معه فأحيانا لا يكون لدي مزاج لنقاش مواضيع المجتمع البائس، و رغم أنها عادة سيئة أن لا اتفاعل معه، قال أن هنالك حالة تكافل في إطار القبيلة تكون مفيدة ،  و هو أمر أيضا أسمع الكثير من المثقفين يتحدثون فيه، لكن الجوانب السيئة المترتبة على ذلك الجانب الذي يمكن وصفه بالايجابي بالنسبة لهم تمسح كل شيء، فكمثال حين تشتغل القبيلة على جمع أموال لابتعاث الابناء للخارج، ما يحصل أن الولاء للقبيلة يتقوى على حساب الولاء للوطن و أن أولئك سيعودون ولاؤهم للقبيلة التي جمعت لهم الاموال  و ليذهب الوطن للجحيم ، جحيم سيتمثل في تشغيلهم للاقرباء و ابناء العم و تفضيلهم على كل شيء و تختفي ثقافة المواطنة بشكل كلي، و نكون في وطن من دويلات قبلية و كل قبيلة ستحاول لسهمها من الكعكعة ان يكون أكبر فأي فائدة في ذلك. يقول لك أحدهم ماهو البديل؟ إن كانت القبيلة تعطي لأبنائها أكثر من الدولة.  الجواب و هل تركت القبيلة أًصلا دولة تقوم. و أين هي الدولة أمام العقلية القبلية الحقيرة يا ابن اهل فلان.

بعد تفحص لحال الوطن و اعلامه و مثقفيه و كل شيء فيه، تجد أن المشكلة تبدأ من القبيلة و تنتهي بها، فلنكن إذن مجتمعا منافقا تحكمه أعراف القبيلة ووجهاء ذوو العمامات و المسبحات الخداعة مضاجعو بنات الخامسة عشر و موقعوا عقود زواج السر و مرتادو بيوت الدعارة و العشيقات ، مجتمع يحكمه الأئمة مرتادو الاحياء الشعبية و مدمنو شاي بناتها، مجتمع تنخره كل الامراض و العلل الاجتماعية فيأتي أيام يقتل فيها الاباء ابنائهم و يغتصبون بناتهم و يتناحر الاصدقاء و ينتحر المنتحرون و يظل كل ذلك تحت يافطة البؤس القيمي ، مجتمع محافظ و تقليدي.  و حينها ستأتي حالة انفجار غير متوقعة ستقلب الطاولة على كل المنافقين و تكشق كل الاوراق الخافية لحراس و دعاة الفضيلة.
أو لنبدأ نبني مجتمعا قيميا متصالحا مع ذاته.

لا زلت أذكر منتفخ الشدقين ذلك بعد ذلك اللقاء ، حين التفت إلي و قال: خوي أنت من أي الناس؟ لم أتمنى أن اصفع أحدا كما تمنيت لو صفعته ذلك اليوم.
ألا فلتصبح على خير يا وطن البؤساء ، من عبدة الأعراف البائدة و ذوي العمامات المخادعين.

Monday, December 16, 2013

.... ورحل ماديبا

بعد أيام كان فيها العالم يلقي نظرات اخيرة على تابوت يحمله ثمانية و تنقله عربات يجوب شوارع مدن في دولة كان الأبيض فيها يأكل الأسود ، بعد أن لفظ أنفاسه الاخيرة في سن الخامسة و التسعين، و انسحب من المشهد بهدأ و رزانة معروفة عنه، ترك الماديبا الذي لملم جراح الانسانية يوم فعلا و قولا صنع السلام من العفو و خلق ليس فقط دولة بل قيمة انسانية ، من سجنه لصمته لصرخته في وجه الظلم ثم صرخته في وجه الانتقام، إن الانسانية تحتاج من كل فترة لشخص مثل ماديبا الافريقي بالملامح الهادئة و الصوت المسترسل و التجاعيد التي تحمل الصبر الافريقي و الحكمة الافريقية و الحزم.
رحل مانديلا ، عن عالم قدم له الدرس فعلا و قولا ، و وقف دوما إلى جانب القضايا العادلة، لأنه كان حليف الانسان و هل الانسان إلى سلام و عفو و إيمان بالحرية و قيمها، وحدهم الاحرار من يمكنهم التفاوض، و لن تكتمل الحرية مالم تتحرر فلسطين، ذلك رجل القيم الافريقي ذلك الماديبا الذي صمت و انسحب من المشهد قاتما، كانت نفطة بيضاء في معطيات ضوء الانسانية الخافت. نعم حضر جنازته القتلة و المخادعون و الكاذبون و المنافقون من قواد العالم و وجهائه، ممن كانوا يستمعون إلى خطاباته و هم صغار طلاب في الجامعات و المدارس حضروا ليقدموا التحية لرجل ألهم قرنا.
إن الحديث في العالم الاسلامي عن حرمة حتى الترحم على روح، من تلك الاحاديث العربية البالية التي تسيء للاسلام و المسلمين أكثر من أي شيء آخر و تنطلق من عقدة نقص و حقارة. إن القيم الانسانية واحدة و دافع مانديلا دائما عن قيم دافع و يدافع عنها الاسلام و الانسان و كل الشرائع السماوية.
إن الزج بالاسلام في مثل هذه القضايا و بهذا الشكل هو صناعة عربية صرفة، العرب لا يحسنون صنع إلا الفتاوي المتناقضة و المتعارضة مع مبادي و قيم الدين، كل تلك أمور صنعت في بلاد العرب.
كان الماديبا و سيظل دائما رجل السلام و الحرية و المسامحة، رجل عرف دوما أن يوازن الحاجة الانسانية للحرية دون ميل للانتقام، مع سنوات السجن و عقود الظلم عرف مانديلا أن يقول : عفا الله عما سلف على طريقته، و شيد الدولة و المجتمع.

Wednesday, December 11, 2013

الذكرى 53 لعيد استقلال موريتانيا - تركيا

الأول من دجمبر ، احتفل الطلاب الموريتانيون في تركيا بالذكرى 53 لعيد الاستقلال الوطني، قدم أثناء النشاط عروض فيديو و عروض باوربوينت و أغاني و صور، كان فيه عرض يقدم أبرز المراحل التاريخية من اعلان الاستقلال إلى تأميم ميفرما، اعلان العملة و غيرها. ثم قدم عرضي باوربوينت، احدهما يقدم معلومات عن موريتانيا و الآخر يقدم ابرز النشاطات التي قدمها الطلاب الموريتانيون في العام المنصرم. 
ثم ختم الحفل بتكريم بعض الجمعيات التركية التي تتعامل و لها شراكات مع الطلاب الموريتانيون، نظم الحفل في قاعة العرض الرئيسية التابعة للمركز الثقافي لبلدية الفاتح.
افتتاحا، قدم الأمين العام للطلاب الموريتانيين، كلمة عرض فيه لبعض النقاط و شكر المتعاونين مع الطلاب الموريتانيين.









Monday, December 9, 2013

الشباب ، حرية التعبير و الفضاءات العامة - BMENA2013

الناظر لحال المنطقة العربية باختصار ، يجد تفاوت كبير حين يأتي الحديث عن الفضاءات العامة و حرية التعبير ، ففي وقت فيه دول تعتبر قطعت شوطا هاما في المجال، هنالك دول لا زالت بعيدة جدا على السلم، تكبلها قيود تشريعية و قيود مهنية و قيود اجتماعية حتى. هنالك دول لديها مشاكل في الترخيص و مشاكل في تقبل المجتمع لبعض سبل التعبير عن الرأي فنية كانت ثقافية أو اعلامية، و هنالك دول أخرى فيها شباب يتجاوز مرحلة حرية التعبير إلى مستوى ما يعتبره المجتمع إهانة لقيمه و ضوابطه. و هنالك حرية تعبير ممارسة بشكل غير مهني فتعتبر فوضى أكثر مما هي حرية التعبير.
ما نتفق عليه هو أن لكل انسان الحق الكامل في التعبير عن رأيه و نفسه أيا كان، لكن ما يجب وضعه في الحسبان أن حرية كل فرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. بالنسبة للعالم العربي أحيانا تعتبر الضوابط الاجتماعية أقوى حتى من الضوابط الشرعية أو القانونية ، فتجد مجتمعا يتمسك بتابوهات و ضوابط لا صلة لها بدين و لا بقانون، كل ما في الأمر أنها أعراف أو تقاليد و تقف حجر عثرة في سبيل حق الكل في التعبير عن رأيه ، و هي تخلط أعرافها و تقاليدها بضوابط قيمية. هنا يجب العمل على خلق وعي عام بين الشباب خصوصا يوضح لهم حقهم الكامل في التعبير عن رأيهم و ضرورة تحطيم هذه التابوهات التي يتعبد فيها كثير من المجتمعات العربية. حيث يفهم الشاب أن حقه مكفول و مضمون في التعبير عن رأيه و أنه ليس كل تعبير عن رأي هو خروج عن الضوابط و انتهالك لحريات الاخرين، واعيا بالحد الرفيع بين الحرية في التعبير و كذلك ضرورة الاخذ بالحسبان بعض المعايير التي تضمن مثلا السلم الاجتماعي و ليس فيها أي نوع من التمييز أو الاقصاء أو الامتهان أو الاحتقار فإن ذلك في حد ذاته يعتبر انجازا مهما على الطريق السوي.
حين نرجع للتعبير الفني و حريته كواحد من أهم طرق التعبير، استحضر الفيديو الأخير في موريتانيا الذي أُثار زوبعة لم يقد تابوهات المجتمع على حفظ حركتها المدارية، و صمت الجميع. فيما رأى منتجو الفيديو كليب "بدأ من نواكشوط" أن العمل عمل فني ابداعي و حرية في التعبير عن الرأي، رآه آخرون على أنه الخطر الذي سيحمل موريتانيا إلى جحيم القيامة و قالوا: استغفر الله / اتفو اتفو.  تلك هي تابوهات اجتماعية تسيء للدين أُكثر مما تخدمه حين تخلطه مع بعض المرجعيات الاجتماعية البالية. هذه الاشكالية مطروحة ليس في موريتانيا فقط بل حول المنطقة، فالسؤال دائما هو الابداع الفني و التعبير الفني إلى أي حد يمكن أن يصل بالطبع هو التعبير الفني له مساحة أوسع و له رسالة، لا يجب أن يكون الهدف منه فقط الانتقاص من شخصية أو شيء من هذا القبيل، بل يكون حالة تعبيرية عن كل ما لنا الحق في التعبير عنه.
الفضاءات العامة، هي المتنفس الحقيقي للشباب الذي من خلاله يمارس حقه في التعبير الذي يراه مناسبا بشكل مطلق،  و تضييق هذه الفضاءات يوما ما يسبب حالة انفجارية ، و ضمانها و دعمها هو دعم للمسيرة الابداعية الانتاجية للمجتمع و اتاحة الفرصة لتحريك مياهه الراكده دائما.

إن الفضاء العام هو المساحة التي يتاح فيها التعبير فنيا اعلاميا ثقافيا بأي وسيلة أيا كان مظاهرات تجمعات، و ضمانه ضمان لمجتمع متصالح مع ذاته قادر على محاكمة و مقارعة المسيئين إليه، و إتاحته و تدعيمه هو جزء من تدعيم الحركة الابداعية للمجتمع و خلق نوع من المعادلة بين متطلبات المجتمع و مفرزات الدولة.
من أهم التحديات :
الضوابط الاجتماعية التي في المجتمعات العربية لا يمكن أن تضع لها حدا ، فهي مربوطة بالدين في حالة و بالعرف في حالة و بالتقاليد في حالة أخرى و لا تعرف أين تبدأ و لا أين تنتهي، حيث تحول أي عملية تعبيرية إلى إهانة لشيء مقدس.
- ارادة الحكومات: في بعض الدول الحكومات ليست لديها إرادة أًصلا في اتاحة هذه الفضاءات، و تعمل جهدها للقضاء عليها.
- التشريعات: أحيانا تشريع هذه الفضاءات يأخذ سلما طويلا و معقدا و قد لا يفضي إلى نتيجة.

الحلول:
- خلق وعي مجتمعي يفرق بين ماهو عادة و عرف و تقليد و دين و يكسر حالة الضبابية هذه التي يتخفى خلفها بعض السدنة .
- تدريب الناشطين المحليين من كتاب و معبرين فنانين صحفيين و غيرهم ، على سبل ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي دون الاساءة لأي طرف و ضمان ممارسة كاملة للحق.
- العمل على وضع تشريعات كفيلة بتسهيل القضية.
- تشكيل تكتل اقليمي يضمن حرية التعبير يكون غطاء يرفع إليه الناشطون المحليون تقاريرهم ويقوي و يدعم مطالباتهم المحلية و يرفع شكاويهم للرأي العام.



Sunday, December 8, 2013

حرية التعبير في منطقتنا...

أتواجد حاليا في عمان العاصمة الأردنية للمشاركة في ملتقى حول مواضيع المجتمع المدني مع التركيز على مواضيع حرية التعبير ، دعم المرأة و التنمية الاقتصادية. سأنشر تقارير عن النشاط في ظرف أيام قليلة . و أحاول نشر رؤيتي الخاصة لموضوع حرية التعبير من ناحية : التحديات في المنطقة و الفرص و الحلول ، استنادا على النقاشات التي تجري مع نخبة من المثقفين و المهتمين .

Friday, December 6, 2013

الشباب و الحوار و التطوع : الصلة الثلاثية



إن تصوري ببساطة و استنادا على النقاشات العامة و الجانبية التي شاركت فيها مع المشاركين في المؤتمر الدولي للحوار و التطوع، تصوري هو كالآتي:

إن الشباب يتطوع في مبادرات و برامج من خلال تطبيق افكار يراها ضرورية و معينة للمجتمع و كفيلة بصناعة التغيير، تطوع الشباب و تنفيذه لتلك المبادرات و الافكار يقود لخلق مساحة التقاء و فضاء تشاركي تطبعه سمات الحوار الراقي ، و الحوار في كل شيء لأننا نحن حين نعرف المشكلة و أصلها وفرعها يأتي التفكير في كيفة حلها و هنا يأتي دور الحوار.

ثقافة الحوار، على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي، و خدمة لمفهوم التعايش السلمي يعتبر الحوار و قيمه قيمة لا غنى عنها، لكن قبل الحديث عن الحوار يأتي الحديث عن أرضية سليمة يتم فيها الحوار، تلك الارضية هي الفهم المتبادل و تقبل وجهة النظر الاخرى مبدئيا و تقبل الاخر في اختلافه و بعد ذلك يأتي الاستماع إليه، و ما دامت النزاعات المسلحة ، تصاعد العنصرية ، ضعف اللحمة الاجتماعية و غيرها تطبع بلدانا متفرقة من العالم تأتي أهمية التأسيس لثقافة حوار صلبة قائمة على فهم و تقبل الاخر في اختلافه و استيعاب خصوصياته الحضارية و الثقافية و الاجتماعية.
لترسيخ ثقافة الحوار، نبدأ بالاجيال الشابة و نستبعد كل انواع الخطابات الاقصائية او التمييزية على أي أساس عرقي ديني و غيره....

ثقافة التطوع، إن التطوع يوجد في مجتمع وصل مرحلة معينية من النضج، لكن التطوع على مستوى الافراد و التكتلات الشبابية لا حدود له و هو وحده الكفيل بالتغيير و التحسين لأن القائمين عليه قاموا به إيمانا به و مستعدون لاكماله. حين نتطوع في مجال تدريب الشباب ، رعاية الاطفال و خلق وعي عام حول المواطنة مثلا و في مبادرات لضمان تنمية مستديمة . بين الشباب يجب على قواد الكتل التطوعية في العالم ، الاتجاه الى مدارس الابتدائية الان و حيث يوجد الاطفال و اطلاق مشاريع تطوعية أولا لغرس ثقافة التطوع فيهم و ثانيا لتنفيذ بعض المشاريع المفيدة لهم

بالنسبة لي من أكبر المعوقات التي يواجهها المتطوعون و خاصة في العالم العربي، تجاهل مبادراتهم و أفكارهم و برامجهم على المستوى الرسمي ووضعها في اراج النسيان و الختم ببسمة خبيثة. فبدل ان تكون الجهة الرسمية عونا لك في عملك التطوع تتحول إلى عقبة عليه تجاوزها، كما تعتبر مشكلة التمويل مطروحة فما من آلية محددة و لا متفق عليه لتمويل الانشطة التطوعية. كما أن بعد المحلية و العالمية يجب استحضراه فالبلدان حسب تفاوت مستواها الاقتصادي تتفاوت طبيعة المشاكل التي يتعرضون لها.

صح لم يتح لي المشاركة في كل جلسات المؤتمر لأمور طارئة جدا ، أخذتني كليا من المؤتمر، لكن قبل الوصول كان فيه توافق مبدئي على تقديم نبذة عن بعض تجاربي في مجال التطوع و حضرتها و بعثها للجنة المنظمة و حتى آخر لحظة كنت في انتظار الجواب و لم يصل بعد.
و مع أن النشاط كان في قمة التنظيم مصحوبا بنشاطات ثقافية جميلة جدا فلن انسى الرقصة الفلكلورية و لا الطعام اللحجازي في ذلك البهو المملوء بوجوه عربية يفرحها أن تقري ضيفها، و لن أنسى أشبال السعودية من بنين و بنات و طريقته الحضارية تقدم تلك الصورة الناصعة الجميلة عن حيز جغرافي حوكم دوما بالمنطق النمطي الكاذب، كان على مستوى التواصل و التنظيم مع ملاحظات يسجل معظمها في كل نشاط من هذا القبيل، كالتأخر قليلا عن الوقت و لكن هذا أمر بسيط جدا.
ملاحظتي الأهم كون كل مسيري الجلسات لم يكونوا عربا إلا سيدة أو اثنيتين من السعودية،  و الباقون كانوا أجانب، و قضية التفرقة هذه على هذا الأساس لا أعرف إن كان مصدرها اليونسكو أم المركز.
مجمل مداخلاتي ووجهات نظري حول موضوع الشباب و التطوع و الثقافة سأدرجها تباعا من خلال هذه الصفحة.

Thursday, December 5, 2013

الشباب و التطوع و الحوار : مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني



استنادا على ما تابعته في المؤتمر الدولي للحوار و التطوع، الذي نظم بتعاون ما بين اليونسكو و مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني . أنشر لاحقا خلاصات و أفكار بخصوص المؤتمر ، كما أنشر خلاصة تجربتي في المجال مرفقها بتوصيات و اقتراحات.
إن الحوار و التطوع قيم إنسانية، و ما داما بخير كانت الإنسانية بخير، و أي خلل يشهد فيهما هو خلل عميق في البنية القيمية  و الانسانية ، و حين ننظر إلى العالم بتفحص نجد أن التغييرات الكبرى في المجتمعات و نمط سلوكها و عيشها و حياتها قادرتها مبادرات تطوعية خالصة، و الحوارهو الفضاء الذي أقبل فيه أنا الآخر على اختلافاته كما يقبلني هو على اختلافي في جو يملؤه الود.
السؤال : كيف هي الوضعية الراهنة في العالم و في العالم العربي بخصوص ثقافة التطوع و ثقافة الحوار؟ كيف ندعم هذه الثقافة و نبنيها في الفكر الجمعي للمجتمع؟ خصوصا إذا عرفنا أن التطوع قيمة ترتبط بشكل أو بآخر بمستوى النضج و الوعي الاجتماعي.
ثقافة الحوار و التطوع حول العالم ، أين هي من الطموحات ؟ و ماهي فرص تعزيزها؟

إنه لجميل جدا أن نعرض التجارب الرائعة و الجميلة التي تقودنا لأركان العالم الاربع على اختلافاتها و سعتها، لكن الأجمل أن نعرض التجربة و نقف على :
العراقيل التي واجهتنا خلال تنفيذ هذه المبادرة أو التجربة - كيف تجاوزنا تلك العراقيل و تغلبنا عليها - و ماذا عن التحديات و الفرص التي يواجهناها. تلك هي الدروس التي سنتعلمها من تجربة كل واحد في مجال صناعة السلام أو العمل في مجال التنمية المستديمة أو غرس قيم تعدد الثقافات و حوارها.

- تابعوا هذا الموضوع معي و مواضيع حول تجربتي في المملكة العربية السعودية و مع رجالات و سيدات الحوار و التطوع و الثقافة اللذين كانت لي فرصة اللقاء بهم و نقاش موضوع من هذا القبيل معهم.
مشكلتي الوحيدة ، و هذه ليست مطروحة فقط  بخصوص اجتماع جدة، بل لربما مما يميز الاجتماع هذا أن كل المشاركين هم متطوعون لديهم حقا تجارب ملهمة و مثيرة و لو أنها استحقت أن تقدم بشكل يخلص منه لدروس مباشرة، نعم حين تجلس إلى أي مشارك تجد في عينيه بريق الشغف الذي يسكنه للعمل التطوعي. لكن و كما أكرر في كل المؤتمرات حول العالم، تكون المواضيع و المداخلات إنشائية.  مثلا يعرف الجميع أن الحوار مهم و التطوع لا سبيل لقيام المجتمعات من دونه، لكن السؤال الدائم و الحقيقي هو : كيف ؟ كيف ندعم ثقافة الحوار في اجيالنا . و كيف نغرس ثقافة للتطوع قابلة لأن تكون قيمية مضافة لبناء المجتمعات.

المطلوب ليس أن نلتقي و نفترق، نلتقي لنلاقح الافكار و نتبادل التجارب و نجد فرصا نوسع فيها مبادراتنا و نسمح لمجتمعات أخرى بتطبيقها ، نعم تلك هي المساحة التي تتيحها فرصة كهذه.
بشكل خاص، كان فريق التنظيم من منظمين و متطوعين مع مركز الملك للحوار الوطني ، كان أداؤهم أقل ما يوصف به أن جميل، بوجوه تملؤها البشاشة مغمورا بقيم الضيافة العربية الأصيلة ، شباب متحمس يخجلك أصلا طريقته في التجاوب مع متطلباتك خاصة أنا الذي في اللحظة الاخيرة كنت مأخوذا ببحثي الذي جاء بصفة مفاجأة عاجلة أدت إلى تعجيل عودتي إلى اسطنبول. كان فريقا متكاملا متعاونا.

ربما يتصور البعض من قراء هذه المدونة أن تلك الصورة النمطية عن السعودية و طريقة العيش فيها و كيف تعيش المرأة و الشباب هنالك ، يتصور أن تلك الصورة لدى الأجانب فقط أو غير المسلمين، لكن كانت لدي نفس الصورة، للأسف نحن في عالم من الصور النمطية التي تتشكل حتى تلقائيا و دون إرادتنا. كما قالت صديقتي "تاتيانا" كان المؤتمر فرصة لنكتشف ليس من خلال شاشة و لا مقال ضائع في مجلة ما، بل من خلال وجوه و أفكار فتيات و فتيان لديهم القدرة عن يعبروا عن ذاتهم بخصوصياتها بكل رقي و تحضر. لقد قدم اللقاء القصير ذلك على ضفة البحر الأحمر، صورة جميلة لكثيرين كانوا في حاجة عليها ، و هنا أذكر أصدقائي و صديقاتي السعودين الجدد و الكثيرين بالمناسبة، أن من اهم فوائد ذاك النشاط كان أن يكشفوا لنا ذلك الوجه الجميل لمجتمع يتمتع بخصوصية لو كان عصيا على البعض فهمها إلا أنها تعتبر خصوصية لم تؤثر اطلاقا القيم الانسانية و المباديء القيمية الرائعة بل و لكأنها تدعمها  تعمل عليها.
لذلك و لأمور أخرى تعتبر هذه التجربة جميلة: لاحقا سأكتب في صيغة توصيات و مقترحات بخصوص ثقافة الحوار و التطوع و الشباب على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي.
و سأكتب ككاتب أدبي عن تجربة 48 ساعة على ضفة الأحمر...
يمكنكم متابعة مواضيع ذات صلة باللغة الفرنسية أو الانجليزية و التركية على صفحتي متعددة اللغات
abdallahimaur.tigblog.com

Tuesday, December 3, 2013

مؤتمر الشباب الدولي للتطوع و الحوار - اليوم الأول

بدأت الفعالية متأخرة قليلة بحضور المديرة  العامة لليونسكو  السيدة أرينا بوكوفا ، و وزير المملكة للتعليم الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود  و الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني السيد فيصل بن عبدالرحمن بن معمر .، ثم وزعت جوائز المسابقة العالمية للتفاهم المتبادل.
كانت الجلسة النقاشية الأولى مفتوحة ، قدم خلالها بعض الحضور لمحات مائعة عائمة عن مواضيع اختلط فيها الشباب و التطوع و الحوار بطريقة إنشائية لا تفضي لنتيجة . فتحت المداخلات ، كانت عامة في عمومها عموم الكلمات الافتتاحية للنقاش.
و كان مدير الجلسة قد أبدى اهتمامه الواضح بمداخلات غير العرب ، لا أعرف على أي أساس اختار ذلك، قدم أحدهم نفسه على أنه مغربي قال له بوضوح فج انتظر نريد غير العرب مع أن العرب لم يتحدث منهم الكثير وقتها، ربما هو كرم الضيافة عند العرب، العرب متأخرون أصلا و طبيعي جدا أن يؤخروا في اجتماعات عربية ، على أراضيهم العربية التي لا يملكون منها إلا ما قل.
السؤال الذي أردت طرحه و نحن نناقش موضوع التطوع و الحوار و الشباب ، هو كيف هو حضور الشباب اليوم في هذا المجال ماهي العقبات كيف يمكننا تجاوزها. لكن ظل الأمر يتراوح في خطابات انشائية . مع أنه يذكر على العموم كون الاجتماع كان مفتوحا و النقاش ، و كانت هنالك متدخلة من السعودية أكدت على موضوع عدم التجاوب مع مبادرات و افكار الشباب، مطالبة بأنشاء هيئة لمتابعة تطبيق التوصيات و المبادرات الشبابية.
ختمت الجلسة براحة الغداء. 

Sunday, December 1, 2013