شهد نواكشوط في الاسابيع القليلة الماضية خطوة تذكر فتشكر و تستحق الإشادة، حيث أقدم موظف في مجال الضرائب على كشف عملية قادها صينيون و الهدف منها رشوته مقابل تخفيض الضرائب. مجموعة من رجال الأعمال الصينين بدل دفع الضرائب المستحقة عليهم و على أعمالهم أخذوا حقيبة ملأى من الفلوس و حملوها معهم إلى مكتب الموظف و قدموها له في كل ود قبل الموظف منهم الحقيبة و وعدوه بالإتيان بواحدة أخرى لاحقا، ما لم يعرفه الصينيون حينها أن الموظف اتصل بالشرطة فور مغادرتهم و أبلغهم الأمر في خطوة نادرة بل و نادرة جدا و في رأيي فإنه في دولة كموريتانيا تقوم على الفساد و الرشوة و غيرها من الممارسات المشينة و المضرة بالبلد و سمعته في دولة كهذه يستحق موظف كهذا ترقية و علاوة و إشادة كبيرة، إلا أن تخوفي هو من أن هؤلاء الصينيون سيذهبون لموظف أكبر منه أو وسيط و يقدمون له المبلغ فيغطي على الأمر كله و لا يجني هذا الموظف إلا أن ينتهي به المطاف خارج عمله نتيجة تواطؤ مافيا همها و شغلها أن ترتشي و ما لم تتخذ الدولة تدابير عاجلة في هذا المجال فإن ممارسات كهذه من رشوة العمال و موظفي الدولة هي التي تفعل فعائلها باقتصاد البلد و مواطنيه و الصمت على هكذا ممارسات لم يعد مقبولا أبدا .
هذا و تجدر الإشارة و من باب الصراحة مع النفس أن الرشوة لا تعتبر أمرا استثنائيا بل طبيعا في بلد تنتشر فيه الرشوة لحد صارت فيه أمرا عاديا بل غيرها و رافضها هو الشخص المختل الغير طبيعي.