Monday, December 22, 2014

زينب في العاشرة من عمرها اغتصبت و حرقت و رفضها مستشفى الصداقة لتفارق الحياة في المستشفى الوطني

أشار إلى أحدهم اليوم في الفيس بوك على صورة تظهر فيها فتاة صغيرة محترقة الجسد . تلك الفتاة هي زينب في العاشرة من عمرها من أب موريتاني و أم اجنبية أورد موقع اخباري انها من انغولا فيما أورد آخر انها من ساحل العاج. لا يهم المهم أن زينب ذات العشرة أعوام كانت في طريقها إلى محظرة تدريس القرءان التي تدرس فيها بالتوازي مع المدرسة النظامية. حيث اقتادها شخصان أو ثلاثة لم يتفق على عددهما إلى حائط مهجور في عرفات يقع على بعد مائتين إلى ثلاثمائة متر من بيت أهلها، و هنالك اغتصباها ثم أضرما النار في جسدها الوديع.

هذه ليست المرة الأولى و لن تكون الاخيرة و في كل مرة ينسى الاعلام و ينسى الجميع و لا يجلب الجناة للعدالة . قبل أشهر قليلة حصل نفس الشيء مع خديجة كيتا التي اغتصب هي الأخرى، يعلم الرأي العام فقط عن الحالات التي انتهت بكارثة من قبيل موت أو إصابة جدية. لكن حالات الاغتصاب التي تتم في السر لا تعد و لا تحصى. و لاننا مجتمع بلا احصائيات فيحق لي هنا تقديم بعض الوقائع.
ليسأل كل موريتاني أو موريتانية نفسه كم من حالة اغتصاب عرف عنها تمت سرا و تم بعدها تزويج الشخصين أو الالتفاف على القضية في سرية تامة، لا يعد و لا يحصى. أنا وحدي أعرف عن حالات و تحدث إلي البعض عن حالات شهدها. المشكلة أن هذا المجتمع الصوري المنافق الذي يحكم بالظواهر و تحكمه الظواهر و رجال المسبحات من سراة الليل و نساء التهليل و التكبير من ذوات الرايات الحمراء هذا مجتمع يتهالك تحت صورة ملائكية لا تمت له بصلة. هو مجتمع تلتهمه الجرائم التي يصمت عليها تحت طائلة الكرامة و الشرف. حان الوقت ليتحدث الكل عن كل شيء و ليصرخ الكل في وجه كل شيء و و ليتوقف شيوخ العمائم من "الصالحين و الاولياء " الذين يتزوجون بنات في عمر بناتهن و اصغر من 14 الى 15 و 16 و لا يكتفين باكثر من 4 يطلقن احداهن لجلبن أخرى ليتوقف كل هذا و لتتوقف هذه المسرحية التي تإد احلام بناتنا و ترمي بجثثهم متفحمة دون أن يتحدث متحدث. إن الاغتصاب أكثر الجرائم حقارة ووحشية و بروزه بهذا الشكل في المجتمع الموريتاني يدل على أنه حان الوقت لنواجه حقيقة مجتمعنا و نتوقف عن ترداد الاغنية الطنانة الرنانة مجتمع محافظ و تقليدي التي تحت طائلتها يحصل كل شيء, حان الوقت ليواجه المجتمع مسؤولياتها و يدخل عالم القرية الواحدة صارخا ضد كل أنواع الاضطهاد و الظلم و الجريمة ضد الجميع خاصة ضد النساء و خاصة ضد الفتيات.
الإعلام، الإعلام الموريتاني حقير مثير للشفقة، يتعب الجميع ليثبت مهارته و كفائته و يقيم الدنيا و لا يقعدها حينما تقول "لا يوجد اعلام و لا اعلامي في موريتانيا" و لكن أمام أو اختبار يسقط الجميع و يدرك الجميع أن نتيجته في الامتحان أنه لم يكن أصلا مؤهلا لدخول قاعته. هذه الحادثة التي يجب أن تكون محل تركيز لإيقاظ و تحريك الرأي العام الامر الذي يفترض أن يكون دور الاعلام و الاعلامي ، هذه الحديثة تحدث عن نزر قليل ، و قال احد المواقع التفاصيل الكاملة و اورد معلومات مخالفة لما ورد في الموقع الاخر الذي اكتفى بتحليل نفسية الشرطة ، لم يعرف كيف وجدت البنت و لا من وجدها اول مرة و هم يطفقون في سرد بديهيات ستكون في معظمها حديث شارع. هذا الاعلام يأبى إلا أن يسقط كل مرة أمام أي اختبار تكون فيه المهنية و الرسالة الإعلامية هي الأساس.


حان الوقت ليتحدث الجميع عن حالات الاغتصاب و حالات الزواج السري . إن الانفجار القيمي الذي يرفضه هذا المجتمع قادم بويلات أدهى و امر من اغتصاب فتاة في العاشرة و إضرام النار في جسدها و تركها مرمية في حائط خريبة يعج بالنفايات.

الدولة أين الدولة و عدالتها و قانونها ، هل أن الجناة ابناء عائلات كبار لهم بعض الجنرالات و الوزراء و الموظفين ؟ هل اكتشف أنهم فوق القانون . دولة لا تحمي بنات في عمر الزهور من الاغتصاب لا تستحق اسم الدولةو لا يستحق امنها أن يسمى أمنا و لا أن يحترم. مالم يجلب الجناة للعدالة فسنظل كلنا نطالب و نحارب من أجل العدالة لزينب و خديجة و مريم و عائشة و كل اولئك اللاتي صمت على اغتصابهن و ذهب الجناة دون عقاب. لكن الدولة تحتاج رأيا عاما و تحتاج اعلاما يعاقبها و يحاسبها ليس اعلاما مسكونا بهوس البرلمان و هذيان بعض هواة السياسة. اعلاما يقف في لحظة ما سائلا أين وصلت قضية خديجة ؟ أين وصلت قضية المسيء إلى رسول الله كما قال بعضهم؟ أين وصلت قضية اتفاقية الصيد مع الصين ؟ أين وصلت كل الامور التي لم تتعد لحظة و انتهت في مجال اعلامنا العفن المتعفن.

فلترقد زينب بسلام و ألهم الله أهلها الصبر و السلوان... و لتجلب الدولة الموريتانية الجناة إلى العدالة و ليقف الناشطون و الاعلام و الجميع من أجل إيقاف جريمة الاغتصاب .