Thursday, May 16, 2013

كيف يُحكمُ العالم الثالث . بين العالم الأول و الثالث


أعرف أصدقاء كثيرين لي حول العالم ، و ناشطين و مؤسسات لا يريدون أن يسمعوا مني مثل هذا الكلام. فهم يريدون فقط أن اكتفي بتكرار تلك الأسطوانة ، يجب تدعيم ثقافة الديمقراطية و صيانة حقوق الانسان و حرية التعبير و الصحافة و و و و ، هل تعرفون كل هذه قيم مقدسة انسانية جميلة لكن ليس بها وحدها نغير العالم نحو الأفضل لأنها للأسف هي الاخرى أصبحت وسيلة تستخدم و مستخدمة و سبب في بؤس العالم أيضا من خلال وضعها ضمن الاستراتيجيات و خطط السيطرة. في العالم جوائز و تقديرات للناشطين و و و ، لكن أنا لا أريد أن يأخذني النشاطات و لا أن اسمح باستخدامي كوسيلة لتسويق شعارات صارت مفرغة من معانيها، نعم سادافع عنها و اعمل على ترسيخها كقيم انسانية.
الفكرة التي أريد صياغتها هنا، أن العالم تغنى كثيرا بدفاعه عن القيم الديمقراطية و الحقوقية و الانسانية، لكن أرى أننا بحاجة لوقفة نعيد فيها من جديد النظر في واقع العالم و هل السياسات و النظم الخاضع لها قابلة للتغيير بوسائلنا التقليدية أم هنالك خطوات لابد من القيام بها.
هل يمكن يوما أن تتخلص افريقيا من بؤسها؟ و فقرها و جهلها و هل هذا الثلاثي واقع حقيقي أم صنيعة و أداة؟ لماذا لا نقول بأن أول طريقة في سبيل القضاء على الفقر و الجهل و الامية و الجوع في العالم و ما يعتبر أبسط خطوة في سبيل المساواة بين افراد الجنس البشري و المجموعات البشرية أبسط هذه الحقوق هو إلغاء : مصطلح العالم الثالث؟ و هل لي أن أسأل أين هو العالم الثاني؟ و هل هنالك هدف عالمي حقيقي لوضع كل العالم في مرتبة واحدة "عالم واحد" لا ثاني و لا ثالث؟ هل الاستراتيجيات و النظم القائمة تسمح بذلك. ؟ العالم الثالث ألا يعتبر هذا تمييز ، لكن ربما سيقولون لك لكن ليس على أساس العرق  او اللون أو الجنس أو الدين. إذن هل يسمح بالتمييز على أساس مستوى الدخل و الفقر وا لغنى؟
أسئلة كثيرة أجوبتها جاهزة لكنها ترفض الصيااغة. ببساطة هنالك طريقة وحيدة يحكم بها العالم الثالث و محكوم بها هي :
"استيراد العقول و دعم الوكلاء" ما ذا نعني بدعم الوكلاء، عقول العالم الثالث كلها مستخدمة و تخدم بإرادة و مجبورة من الواقع في الجامعات و المؤسسات و مع جهات أجنبية بعيدة عن بؤس أمتها و دولتها و قارتها و منطقتها، تاركة أبناء اممها تعاني الفقر في ادغال افريقيا و قرى آسيا النائية. و دعم الوكلاء يعنى بها رجال المال و السياسة من الذين يدرون دفات الامور في العالم الثالث كلهم يتعاملون بنظام العمولة و نظام المهم أن اربح اكثر و الدولة و القيم التي يدعي البعض الدفاع عنها هو أو من يضحي بها و يقيمها و يعوجها حيث ما تلائم مصالحه فيغير تأويلات الديمقراطية بين عشية و ضحاها مسوقا كل تفسير لها في شاشاتها البراقة . سل أولئك الساسة و رجال الاعمال عن استراتيجياتهم و مشاريعهم لدولهم و أبناء شعبهم. لن تجد شيئا أولئك وكلاء لتنفيذ استراتيجيات.
اذن بين استيراد العقول و دعم ساسة و رجال اعمال وكلاء استراتيجيات سيظل العالم ثالثا مالم تكن هنالك جهات حقوقية تدافع عن الحق في المساواة بين العالم الاول و الثالث في التسمية على الأقل 

Tuesday, May 14, 2013

عصابات : كل شيء للبيع

لن أتحدث في هذه التدوينة في كل التفاصيل. كل ما سأقوله أننا في دولة يعرض فيها كل شيء للبيع . فيها عصابات منظمة لبيع المسابقات و المناقصات و الصفقات و الشهادات و الرخص.
في موريتانيا توجد عصابات لبيع الشهادات من شهادة ختم الدروس الإعدادية لشهادة الباكلوريا للشهادات الجامعية. و هنالك جامعات حرة بدات تتعامل مع هذه العصابات لأنها توفر لهم باكلوريا غير شرعي لمتابعة دراستهم في الجامعات الخاصة.
عصابات بيع رخص السياقة يعرف الجميع عنها و يعرف أن الرخصة بسعر 50000 أوقية ما يقارب 300 دولار. و هنالك أبناء نافذين و رجال اعمال و جنرالات يتابعون الدكتوراه و الدراسات العليا في جامعات اجنبية عالمية بباكلوريا غير شرعية و غير مسجلة لدى المصالح الخاصة فلقد تم اقتناؤها برعاية الوزير و الجنرال من عصابات متخصصة.

مشروع دولة يقوم عليه رجال القبيلة و ينشط فيه رجال العصابات هو مشروع فاشل 

مشروع "جيل" يطلق بالتعاون مع رابطة الحوار للثقافة و الإبداع : "كن مواطنا"


مع بداية الشهر المقبل يطلق مشروع "جيل" DRG أسبوعا تحسيسيا حول المواطنة بالتعاون مع رابطة الحوار للثقافة و الإبداع. ستنظم هذه التظاهرة بشكل سنوي  ، و تأتي على خلفية التوصيات التي خلص إليها المشروع من خلال تنفيذ دورته الأولى التي تحمل عنوان: ثقافة المواطنة ... ثقافة الحوار.
ستتخلل الأسبوع لقاءات شبابية على شكل مقاهي ، و نقاشات و كذلك حملة الكترونية على مواقع الاعلام الاجتماعي التفاعلي. ستحمل التظاهرة في دورتها الأولى عنوان: كن مواطنا.
تأتي أستجابة للحاجة الملحة لغرس و توسيع مفهوم المواطنة في مجتمع لا تزال القبلية و الانتماءات الجهوية و الفئوية تسيطر عليه بشكل كلي في ظل غياب كل لمفهوم المواطنة و ما يترتب عليها . ما يشكل سببا مباشرا لحالات ترد تشمل كل قطاعات الدولة و المجتمع .
كن مواطنا، عنوان التظاهرة . يحمل إيحاء أن الاسبوع سيقدم معلومات عن مفهوم المواطنة و ماذا يعني أن تكون مواطنا؟ الحقوق و الواجبات؟ و كيف نغرس المواطنة في عقول الأطفال الصغار في التعليم الابتدائي. و في مقتبل العمر؟

Tuesday, May 7, 2013

جوائز البوبز - موريتانيا في قلب الصورة

أسمحوا لي قراء و متابعي المدونة أن أتقدم بأحر و أعمق التهاني و التبريكات لكل من السيدين أحمد جدو صديقي و زميلي و السيد ودادي صخر و ذلك لحصولهما على جائزتي البوبز لعام 2013 . أحمد جدو كأحسن مدونة عربية و السيد صخر كأحسن شخصية عربية من ناحية التدوين على تويتر .

Monday, May 6, 2013

خريجو المدرسة الوطنية للصحة .... في الانتظار رغم الحاجة هل هي العمولة و القبيلة من جديد. ام المشاريع الفارغة



بعد ما أدوا الخدمات المناطة بهم أشهرا في نواحي مختلفة من أراضي الوطن، حتى الآن لا يزال خريجو مدرسة الصحة العمومية من ممرضين و ممرضين اجتماعيين لعام 2012- 2013 لا يزالون ينتظرون ما لا يبدو على برنامج الوزارة . فهم لم تصرف لهم مستحقاتهم و لا دلائل مالية لهم . و يواجهون بالمماطلة من طرف الجهات المعنية .....
حقوق هؤلاء أولوية مطلقة خاصة في دولة يعاني قطاعها الصحي أسوأ الحالات المرضية . من ضعف في الامكانيات و استهزاء من الكادر الطبي و اهمال للبنى التحتية.
وصلتني هذه الرسالة من ناشط :


اخوانكم وأخواتكـــــــــــــــــــــــــــــــم خريجي مدرسة الصحة من ممرضين وممرضين اجتماعيين .
خريجي المدرسة الوطنية للصحة العمومية للعام 2012 -2013 لقد تحملوا اشهر من المعاناة وأداء الخدمة في مختلف نواحي أرض الوطن ، لكن حتى الآن وبعد اشهر من الأنتظار لاشيء تبدو بوادره في الأفق ، حتى الآن الوزارة لم تعد لهم أرقام الدلائل المالية ، أما المستحقات فحدث ولا حرج ...؟ بل تتخذ لهم شتى انواع المماطلة ..!غدا وبعد غدا وهكذا ..اين الجهة المسؤولة...يانـــــــــــــــــــــــــــــاس

عاشت إسرائيل ... قال الخراف



فجر السبت الماضي و على مدى يومين أغار الطيران الإسرائيلي على مواقع سورية ، تباينت التعاليق حول طبيعتها حسب المعلقين، فاسرائيل قالت أنها استهدفت اسلحة إيرانية صواريخ و بطاريات كانت في طريقها إلى حزب الله في جبل قسيون، و سوريا قالت أن الهجوم استهدف مختبرا علميا في ريف دمشق. بين هذا و ذاك الحقيقة المطلقة أن الطيران الجوي العسكري نفذ هجوما في الأراضي السورية. الجديد ليس الهجوم فلربما هو الثالث من نوعه بعد هجوم عام 2007 و هجوم يناير 2013 و طلعات أخرى متكررة، الجديد هو ردة الفعل العربية الشعبية و الإعلامية و الرسمية و حتى ردات فعل بعض المثقفين.
لم يتخيل أحد يوما أن يأتي يوم يكون فيه هجوم اسرائيلي حتى على الشيطان نفسه موضع تأييد من عالم و منطقة عانت ويلات و تعانيها بسبب وجود هذاالكيان في المنطقة. لكن للأسف اعتاد العرب التصفيق. نعرف فقط أن نصفق لكل شيء و لأي شيء حتى عدوان صهيوني على أرض عربية. حتى التنديد نسيناه، لم نعد نعرف كيف نندد.
المتتابع للمواقف العربية في العقود الأخيرة من القمة للمواقف الفردية يجد أبرز مواقفنا التي نفتخر بها هي تلك التي صفقنا فيه على اختلاف من صعد المسرح. صقفنا للحرب و القصف و الصمت. و مثقفونا يجيدون جدا أن يبرروا التصفيق قبله و بعده و أثناءه حتى حين يكتشف لاحقا أن العرض كانت كذبة حبكت و طبخت بعيدا عنا ، بالطبع هي تطبخ بعيدا عنا فنحن مستهلكون من الطراز الأول و الرفيع. و يلهينا التصفيق عن التحقق من طبيعة الموائد. من تدمير العراق المسلسل المتواصل حتى اليوم بحلقاته الدموية و المؤلمة إلى الاعتداءات المتكررة على لبنان إلى قصف غزة و رؤية الأشلاء مبعثرة على الأرصفة و في الساحات و ركام البيوت يختلط بأشلاء الأجساد، سجل لنا التاريخ دائما التصفيق و التنديد مع إمكانية أن تتصور أمة وجودها في العالم مختصر على تنديد يلقي به وزير لوسيلة إعلامه الرسمية أو وسائلنا العربية التي تهتم بمحاكاة برامج الواقع الغربية أكثر من انشغالها بهم الإنسان العربي المهموم و المغضوب عليه بعروبته. لم نقف يوما موقفا واحدا حازما و مشرفا ربما من السبعينات على أقرب تقدير. كانت كلها ردات فعل بلغة مهترئة من وزير بائس.
ما كان ينقصنا أن نعرف أنه بعد الثورة سيتغير موقفنا و ننتقل لمرحلة جديدة هي مرحلة التصفيق و تأييد اسرائيل و نكتشف أن ربيع العمر العربي الذي راحوا في البلدان العربية دفاعا عن الحق في الحياة الكريمة للإنسان العربي و إيمانا بهذا الإنسان و رفضا و صراخا في وجه حقبة طحن فيهاالإنسان العربي و غلي و عجن و عفن في ظل أنظمة دكتاتورية تحكم كدمى بأجندة خارجية، تصيغ الديمقراطية و الحقوق و مفاهيمها على مزاجها و بما يتماشى مع أجندتها. المرحلة الجديدة التي انتقلنا إليها هي جديدة في طريقتها لكنها دائما في ظل التصفيق، الظاهر أن التصفيق حالة صداع صارت تنتاب المثقف العربي كصداع القهوة و الشاي، فالثورات العربية و الحراكات الشبابية لم تستهو المثقفين و لا الكتاب العربي ليكتبوا فيها و سيسجل التاريخ في حالما أدت هذه الحراكات إلى تغيير الواقع العربي المهين سيسجل أنه حراك التغيير الشامل الأول في العالم الذي لم تكن مشاركة المثقفين و الكتاب فيه بارزة. الكتاب و المثقفون الذين كانوا على الهامش هم من ساهموا في الحراك و جاء الآخرون ليقطفوا ثمارا اتضح لهم لاحقا أن قطفها لا يزال يتطلب وقتا لا يمكن أن يصبر عليه إلا الذين زرعوها.
كتابنا و مثقفونا لم يخرجوا بعد قوقعة الكلمة المحدودة المدفوعة الثمن التي فرض عليهم العيش فيها منذ تخرجوا من جامعة للأنظمة التي تهاوت و رمى بهم للشارع إلى أن اعلنوا ولائهم فاحتضنهم و احتضن أقلامهم رغم الإستثناءات طبعا.
لا زال الكاتب و المثقف العربي كما هو في حين العالم يغلي و يقارب الإنفجار، تجده هو مشغولا بتقديم تفسيرات و تعريفات للماركسية و الشيوعية و الوسطية و الممانعة و الشر و الخير تجده غارقا حتى الأذنين في ألقاب لا تقدم و لا تؤخر هي وسائل السيطرة عليه و على أمته و امتلاك و احتجاز عقله في حيز ضيق. المثقف العربي مولع بالتصنيفات ستبتلع النيران فلسطين و أهلها و هو منشغل بتعريف الممانعة و المحور. لم يقدم الكاتب و المثقف العربي يوما بديلا و لا رؤية للإنسان العربي ظل دائما عالة عليه. لربما أقصى حد يمكن لهذا المثقف وصوله أن يحاول اليوم و بأي داع من الدواعي أن يبرر أو يبارك العدوان الإسرائيلي على سوريا.
حقا زمن النذالة و الرذالة و الضياع، جرب الإنسان العربي بقيادة مثقفيه و كتابه كل أنواع الذل و الإحتقار و هاهم يصلون به مرحلة الوقوف بين مصفقين و صامتين خلف الآلة العسكرية تقصف سوريا، بحماقة و سفاهة يريد إقحام حكومة و نظام مقحمين أًصلا و يعرفون أصلا كم هم أنذال و سافلون. يقول أحدهم : لماذا لا يرد النظام السوري على إسرائيل و يقول آخر قصفت سوريا مرارا و تكرارا و لم يرد. و يقول آخرون ليذهب إلى الجولان. مهما بلغ النظام السوري من حقارة و من وحشية و عنجهية فلا يحق لنا كعرب أن نعلن تأييد إسرائيل و كأننا ننتظر منها حلا. يا كتاب التملق و التشدق و مثقفي المناسبات أحترموا عقل إنسان عربي حتى و هو في أقصى مراحل التدمر و الإحباط. يقول مفكرون و يبقى مثقفون غارقون في تاطير آخرين بين ممانعة و خير و شر.
و ينتظر إنسان عربي بسيط و يقول: تبا لكم يا خراف..... 

Sunday, May 5, 2013

أمير الشعراء ... و غفير الساذجين

انطلقت منذ أيام الدورة الخامسة من مسابقة أمير الشعراء. المسابقة المتخصصة في الشعر الفصيح و التي يشارك فيها شعراء من البلدان العربية قاطبة و منظمة من طرف هيئة أبو ظبي. بدأت تسجيل حلقاتها و بثها مباشرة. لجنة التحكيم تتشكل من 3 دكاترة يناط بكل واحد منهم جانب من جوانب القصيدة جزائري و إماراتي و مصري. الجزائري مرجع لغوي و الإماراتي في المدارس الشعرية و المصري في هذا و ذا و أشياء أخرى.
شهدت الدورة الأولى من البرنامج نجاحا و إقبالا كبيرا و متابعة أكبر على مستوى موريتانيا بالخصوص حيث ضمت فطاحلة من الشعراء الشباب الذي لطالما صدحوا و أبدعوا كان من بينهم محمد ولد الطالب و البرغوثي و غيرهما. و كانت تعليقات لجنة التحكيم خالية من توجيهات المخرجين و المعدين، رغم أن الحشد القبلي حينها حضر و في موريتانيا بالتحديد إلا أن ولد الطالب كانت قصيدته تشفع له قبل التصويت، فكان ينتزع بلغته و قصيدته الإعجاب من الجميع قبل رسالة ال أس أم سي التي تفرغ الإبداع من معناه.
توالت الدورات بعد ذلك ثم احمر سهم أمير الشعراء و بدأ في الهبوط، فتحول لبرنامج تلفزيوني بامتياز يحاول جلب المشاهدين و استخدام الوسائل الإعلامية الحديثة التي لا تتماشى مع لغة الضاد و شعرها ، فطلب من لجنة التحكيم أو طلبت من نفسها أن تضيف تعليقات لا تمت للإحترام و لا للأدب و لا الآداب بصلة فصارت قدحا في أعراض الشعراء أكثر مما هي انتقاد لقصائدهم و إبداء ملاحظات في انتاجاتهم. ثم بعد ذلك دخل التصويت بشكل أقوى على الخط.
لا يختلف إثنان على أن الدورة الأولى شهدت نجومية محمد ولد الطالب كشاعر متمرن طالما كتب لغبار ساعات و ساحات الثانويات في نواكشوط مهمشا كمبدع و كرجل ينسج من اللغة موسيقى و سيمفونيات بديعة. كان و لحاجة في نفس أبوظبي لابد أن يكون الفائز بالدورة الأولى إماراتية فعكست معايير كثيرة في لحظات في قليلة و أعلن الشاعر الإماراتي الذي احترمه شأن الجميع أميرا.
في الدورة الموالية أحست الهيئة و لجنتها بشيء في نفسها بسبب ماجرى مع ولد الطالب في الدورة الأولى، كان ذلك في صالح شاعر موريتاني آخر انضاف إليه الحشد القبلي و الجهوي . ثم لن أنسى في الدورة التي تأهل فيه شاعر آخر وجد الموريتانيون أنفسهم وسيلة لتسويق  و ترويج البرنامج و إعطائه أكثر حتى مما يستحق من الإهتمام، ما جعل اللجان تلقي بشعرائهم إلى مصيدة ال أس أم أس معتمدة على حشد مجتمع الفراغ و انقماسه في أمور من هذا القبيل.
لن أنسى حين صدفة التقيت اصدقاء لي و اقتادوني لبيت قضيت فيه يوما بطوله تقريبا و كانوا هم يعملون على مدار الساعة فرق و جماعات فقط اضغط الزر كذا و كذا قصد التصويت لشاعر معين و ساهمت الدولة بمئات آلاف من الأوقية و طيلة أسبوع ثم بعد كل ذلك و رغم القصيدة ألقي بصاحبنا لمرتبة دون ما أريد.
البرنامج رغم أن الشعراء وجدوه ملجئا في وقت كانوا فيه و هم و شعرهم عرضة للإهمال و التهميش في ظل انغماس القاريء العربي في شعر آخر الشعراء الذي عاصروا القلة الباقية من الجيل الذي يقرأ الشعر على غرار درويش و معاصروه. نعم شكل البرنامج ملجئا و املا ، لكن التصويت شكل صدمة لقصائد كان الجميع يتفق على ريادتها. و الضربة القاضية الآن هي في تعليقات موجهة بغية التشويق حتى وصلت حد الاستهتار و السخرية من الشعراء و بدل إحياء إبداعهم اغتياله بطريقة بشعة لا تمت للشعر و لا الأدب بصلة.

في هذه الدورة قرأت مرة صدفة أن 12 شاعرا موريتانيا توجهوا إلى أبوظبي ، ربما لم يكن الكثير منهم يطمح لأكثر من استغلال طائرة و الوصول إلى أبوظبي و التقاط صورة أو اثنتين رغم ذلك كان هنالك شعراء يعرفون أن لديهم قصائد قادرة على المنافسة. بين هؤلاء و أولئك كانت هنالك لجنة لها هي الأخرى رأيها. 12 شاعرا رقم محترم لكن حين يتقلص إلى اثنين يرمى بأحدهم لل أس أم أس و يبدأ الحشد القبلي له و جمع التبرعات ، فتلك التبرعات و التي سبقتها الأولى أن تصرف في شيء آخر ، اللهم إلا إذا ما كانت استثمارا ينتظر من خلفه أن يجنى 3 أو 4 ملايين من الاوقية أما من يبحث عن سمعة البلد فلينس لأن هنالك لم يعد المكان المناسب لرفع علمها و لا تحسين سمعتها و إما إ ذا ما تعلق الأمر بالقبيلة فذلك أمر آخر.
ألقي بهذا للتصويت و لربما الثاني في الطريق ليس لأن قصائدهم ضعيفة بل في موريتانيا لا يزال الشعراء يعرفون من أن يؤكل و كيف يطبخ كتف القصيد. بل لأن تلك فرصة لزيادة الزخم على الأقل في بلد من 3 ملايين شخص يعاني عقدة التهميش في محيطه العربي. لا نريد بردة و لاخاتم نشتريها و تعزز فينا الحشد القبلي و الفئوي ، إن كان هنالك من سيعطيها فليكن ضليعا بالقصيدة و أشيائها و ليقف و يقل قصيدة تستحق الخاتم و البردة و إما طريقة الأس أم أس هذه فهي اللعبة الإعلامية التي تفسد كل ما كانت حاضرة فيه.
دعونا و لو لمرة نقوم بأي شيء دون عقلية العبثية و السيبة و دون أجندة قبلية. لا تعطوا أي شيء أكثر مما يستحق فذلك دليل على السذاجة أكثر من أي يكون دليلا على أي شيء آخر كحب الوطن مثلا.

Tuesday, April 30, 2013

عريضة ضد سلوكيات شركات التعدين في موريتانيا

يوجد الآن على موقع change.org عريضة وضعها ناشطون موريتانيون حول العالم للتوقيع عليها، تتعلق بإيقاف السلوكيات الغير متزنة و الغير محترمة لحقوق المواطن و الدولة الممارسة من طرف هذه الشركات على غرار أم سي أم كينروس و بتروناس .
بدأ توقيع العريضة لكنها مازالت بحاجة لكثير من التوقيعات ، و ذلك لإيصال رسالة مفادها الوقوف في وجه جشع هذه الشركات اللامحدود و استغلالها للفساد المستشري في البلد لتمرير ممارساتها.
من المعروف انه منذ ما يمكن تسميته الثورة المعدنية في موريتانيا حيث قدمت شركات من أكبر الشركات حول العالم في المجال و أخريات في الطريق فإن المواطن الموريتاني ظل دائما بعيدا. فهذه الشركات تستخدم نظام الرشاوي بشكل فعال مع مفتشي الشغل و الادرايين المحليين و يأتي المقاولون حلقة أخرى من حلقات الفساد المحيطة بالشركات هذه.
وقعوا العريضة على الرابط ، و أبناء موريتانيا سيأخذون للمواطن البسيط حقه بعيدا عن ديناصورات القبائل و جيوب المسؤولين ووقاحة الاداريين
كل عام و موريتانيا بخير بابنائها ............. كنت على نفس الموقع العام الماضي أطلقت عريضة تلقت استجابة جيدة من الجميع و كان له تأثيرها بأن أوصلت أسماء الناشطين الموريتانيين و كشفت قضايا الدولة و المواطن و المجتمع للعالم أجمع حتى نتيقن اننا نعيش مع العالم في كوكب واحد.
رابط التوقيع : https://www.change.org/petitions/mauritanian-human-rights-organization-stop-the-misconduct-of-mining-companies-in-mauritania?utm_campaign=friend_inviter_chat&utm_medium=facebook&utm_source=share_petition&utm_term=permissions_dialog_false#share

Sunday, April 28, 2013

متى كنا غير دولة قبيلة ....

إن من أكبر المشاكل التي نعاني منها ، قفز المثقفين ووكلاء التغيير في المجتمع على الحقائق، ففي حين ينشغل هؤلاء بسياسة لا ساسة فيها و ينادون بحقوق الانسان و الديمقراطية الحقيقية و  و و و نقفز على حقيقة أننا نعيش في دولة قبيلة و قبيلة الدولة.
و ما دام المجتمع يفكر بمنطق قبلي و تجد المثقف و الاكاديمي يفاخر بنسبه و حسبه و يتعمق فيه الانتماء له أكثر من الانتماء لوطن لا يرى انه قدم له شيئا. فهو يرى أن القبيلة هي التي علمته و توسطت له حتى حصل على شغل ثم واكبته حتى تم تعيينه في منصب ثم بدأت تقتص منه كلما قدمت له على مدى عمره. و هوا راضخ لهذا المنطق البائس.
ما وجدت القبيلة و عقلياتها لا مكان لديمقراطية و لا لحقوق و لا لحرية و لا لشيء. المكان فقط لشيوخ القبائل الذي يزورون البيوت مساء فيعين لهم و يوظف لهم و يرسل أبنائهم للدراسة في الخارج و و و و
قبل القفز هنا و هنا و محاكاة وقائع لا تمت لواقعنا بصلة من قبيلة ثورة أو أو ، دعونا ننطلق من واقعنا كدولة لا زالت تعيش عصر الدولة ما قبل مفهوم الدولة، حيث الكل يقوم على توزنات قبلية و جهوية ضيقة.
إن من يريد التغيير الحقيقي ليس ذلك الذي يرفع شعارات و يضع صورا و يكتب كلمات أقرب هي للمحاكاة من أن تكون حركة جدية للتغيير.

التغيير يبدأ من التخلص بشكل مطلقا من العقلية القبلية و الجهوية الضيقة. حين نتخلص منها سوف لن تكون هنالك عبودية و لا اعتداء على حقوق و سيجد كل ذي حق حقه بعيدا عن "الشيوخ و حساباتهم التي تتحكم حتى في المعطيات الاجتماعية"
بعد ذلك يمكن أن نتحدث عن دفاعنا عن حقوق الانسان و عن الديمقراطية و الحرية و المساواة و حتى القيم الانسانية ، فالمنطق القبلي فاقد للقيمة الانسانية التي هي أساس كل بناء ناجح.
منذ استقلال الدولة لليوم لم نشهد أي حدث إلا مستند على انتماء قبلي أو جهوي، لذلك لم نبرح مكاننا إطلاقا حتى التحركات الشبابية و حركات التغيير كانت تقوم على أساس قبلي و هو أمر لا زلنا نعيشه حتى اليوم.

Tuesday, April 23, 2013

عقد الناشط و تعقيدات الوضع .... ثورة الهستيريا


إن وضعنا في دولة كموريتانيا مثير للشفقة و الاستغراب و الحنق، تشغل مسرحنا شخوص لا أمل فيها في كل المجالات مع الاستثناءات طبعا، في السياسة في الثقافة في التعليم في الصحة في الاعلام.. تنظر لهنا و أنت ترى بصيص أمل يوم أو اثنين و يختفي ليتحول كابوس يأس مطلق.

إن أكبر ما نعانيه قبل كل شيء "العقد" مجتمع من الاطارات الوهمية، مع بدايات الحراكات في العالم العربي بدأ حراك في موريتانيا و كان هنالك امل أن نخبة مثقفة من الشباب الموريتاني نضجت و صارت مستعدة لصناعة التغيير الذي تأمله أجيال تنتظر منذ أزيد من عقد، فظهرت حركات ك 25 فبراير و حركات أخرى ، و كنا ننظر بأمل كان ذلك بصيصا ما فتيء أن تحول كابوسا مظلما مرعبا، حين احتوت الاحزاب السياسية المقيتة و القبيلة بأهدافها القذرة ووسائلها كل شيء و بدأ الجميع ينادي باسم القبيلة و الحزب محاطا بعقده. ما حصل أن الوضع و الجرح تعمق فتعمقت القبلية و زاد ضجيج احزاب السياسة العبثية. و ازداد وضع البلد تعقيدا و تأزيما و بعد الحل و التغيير مسافة أطول.
ثم في النهاية أنعكس الامر على النخبة فتعمقت العقد لديها، فصارت تبحث في أوهامها عن ثورة لم توفر لها الأسباب في حالة عجز مطلقة، فالصراخات الواهية التي لا تنطلق من قناعة أكثر من أن تكون رغبة قبيلة أو وجهة حزب ليست هي التي تصنع الثورات إطلاقا مهما كان الاعلام هاويا و سخيفا. الثورة أعظم و أغلى قليلا من ذاك ، من أن تنطلق لرغبة قبائل أو احزاب لا تعرف في ابجديات السياسة شيئا.
امام حالة عجز هذه """النخبة"""" المطلق و الواضح ، أصابتها نوبة "هستيريا ثورة" و "احباط" فصارت تلصق الإسم بكل شيء، تنادي بائعة سمك في نواذيبو أن مثلجها لم يعمل و فسد سمكها فيقولون "ثورة السمك" ينادي شيخ محظرة أن طلابه لم يحضروا فيقولون "ثورة محاضر" تنادي مجموعة تعاني نقص أو انعدام ماء فيقولون "ثورة الماء" ربما حين لا يجد رجل في اقصى الشرق أو الجنوب اللبن في بقرته سيقولون : ثورة اللبن، ثم ثورة السكر ، و ثورة اللحم قريبا، و جاءوا بمصطلح ثورة الحمالين ، و لاحقا انتظروا كثيرا من الثورات التي لا تتجاوز مصلطحا يرميه هاو على عجل ، يغتال به قضايا هؤلاء العادلة و يسرق استماتتهم في الدفاع عن حقهم ، تماما كما اغتالت القبيلة و رجال السياسة الأغبياء حلم ثورته.
ما نحتاجه ليس جيلا مصابا بهوس و لا تنتابه هستيريا و لا يريد صناعة التغيير بمصطلحات طائشة نحتاج جيلا متحررا من املاءات القبيلة كافرا بسياسة يعرفه كل المعرفة أن كل من فيها تجار و باعة و سوقيون و سافلون و لا يصلحون لشيء. نحتاج جيلا يخرج من عباءة القبلية  و يرمي اصحاب الفضفاضات باحذيته حينما يقفون لاستعراض انجازاتهم على شاحنة في ساحة عمومية. جيلا يعرف أن سيبدأ من صفر بداية لا شيخ قبيلة فيها و لا رئيس حزب ........
و اتركوا الجميع يدافع عن حقه ، ثوروا أنتم و دعوا الاخرين يدافعون عن حقوقهم بعيدا عن مصطلحاتكم الجوفاء، التي تفرغ القضايا من قيمها. ثوروا انتم أو عيشوا مع عقدكم الثورية و عجزكم و دعوا الاخرين يصرخون رفضا طالبين لحقوقهم.
و اخر ما كان ينقصنا أن تكون لنا حراكات مصنفة جهوية و قبليا فشباب كذا و شباب كذا و شباب كذا و اخيرا قبيلة كذا و كل هذا من اعلام الهواة... هل تعرفون أنها قمة التأخر و السفالة و انحطاط قيم المواطنة أن نجعل من كل قرية بلد مستقلا يطالب بالماء و الكهرباء ، إن كنت انت عطشان فانا عطشان فلا تسميها من فضلك "شباب كذا ..." فأنا عطشان معك لكن من شباب موريتانيا 
تصبحون و تمسون على وطن بعيدا عن قبلية مقيتة و ساسة رعاة و تجار و اعلام هواة ...

Monday, April 22, 2013

الحمالة - عمال الميناء - لا تتعبوا و لا تركبوا ظهورا اعياها الإنحناء


عرف اليوم مواجهات بين جهات أمنية  و بعض المتظاهرين من عمال الميناء من الحمالة. هذا و منذ فترة فإن الحمالة يحاولون إيجاد صيغة يدافعون بها عن حقوقهم كما يقولون، خاصة و أن حالات استغلال تجري في أوساطهم من طرف التجار و رجال السوق و المال، مستغلين قلة حيلتهم و كون العمل هذا هو بابهم الوحيد للرزق. في اطار محاولاتهم كانت هنالك ارهاصات سابقة لتأسيس نقابة لهم أواتحاد لهم خاصة أنهم يلعبون دورا كبيرا في ظل غياب المعدات و الآليات في الميناء و في المدن عموما.
و في ظل انشغال النقابات العمالية على كثرتها مؤخرا في قضايا شركات المعادن و النفط التي تعتبر أكثر فائدة من ناحية الرشاوي التي تقدمها و الوعود و غير ذلك مما تتقننه نقاباتنا العمالية ، ظل الحمالون ينادون بحقهم و ينتظرون اللحظة التي يجدون فيها إعلاما أو ساسة صالحين أو ناشطين يعرفون معنى النشاط و بأنه ليس كلمات متناثرة يبعثرونها على صفحات موريتانية أقرب ما تكون للعبثية.
ثم قرروا هم التحرك لحقوقهم. لأن انتظارهم كان شبه انتظار يائس.
مع هبتهم هبت المعارضة التي اعتادت ان تنام حتى تجد فرصة أو حدثا مهما كان صغيرا أو كبيرا لتركبه حتى ظهر عجوز خمسيني انحنى من كثر ما حمل من الكلغرامات ووضع. ثم خرج الحقوقيون "على استحياء" لمحاكاة ما يحصل في العالم غالبا، و هب الإعلام الهاوي فالتقطت صور من شباب يركضون و اخرى من دخان ربما هو دخان اسرة تطبخ على الفحم، ثم هب الناشطون و الناشطات الجانب الاخر من الوجه القبيح الذي أعطاه هذا الكشكول من سياسة القبيلة و اعلام الهواية و ناشطي العبث . و ركب الجميع هبة الحمالين. و كل ما كان ينقصهم أن تبعث الدولة إليهم بالأمن كم هي غبية دولتنا سطحية مثقفيها و سذاجة اعلامييها و غباء سياسييها.
ختاما للحمالين الحق في التظاهر و الرفض و الدفاع عن حقوقهم و الوقوف لها و سيقف كل اصحاب القضايا معهم لا رغبة في منحة و لا انتظارا للحظة ركوب سياسية. فيما سيصرخ الهواة و ساسة القبيلة تما كما فعلوا مع هبات و حراكات من قبل فيغتالو القضية العادلة و يدخلوها أسواق بوتقهم المقيتة.
و المرفوض بغض النظر عن كل شيء هو أن تواجه الدولة الحمالين بالعصي و القنابل و أن يحاول أي كان استغلال قضية الحمالين العادلين لاهداف سياسية أو غير ذلك ضيقة.

Monday, April 15, 2013

الهيئات الدولية ... أكبر ظلم عرفته البشرية

في السنوات الأخيرة خرج الكثير من الخبراء عن صمتهم معلنين حقائق ربما كانت معروفة لدى البعض. و هي الدور السلبي الذي تلعبه كل الهيئات الدولية. و حقيقة كونها لا تعدو وسائل في نظام عالمي ، وسائل للتحكم في الشعوب الفقيرة و مصيرها و استخدامها بؤسها. تتعدد الأسماء بين رأسمالي و شيوعي و و و و لكن الحقيقة الأكيدة أن الأمم المتحدة و صناديقها و برامجها و هيئاتها ماهي إلا وسائل تحكم تفرض بها دول تسمي نفسها متقدمة ، سامحة لنفسها بأن تسمي دولا أخرى عالما ثالثا و رابعا. نعم تتحكم بها في هذه الشعوب لتضمن لها استمرار نظام عالمي جائر و ظالم و بدأ يتخبط في سقطاته الفنية.
فصدق الخبير الذي قال: اليوم لم نعد بحاجة للحروب و الجيوش لإستعمار الشعوب، هنالك وسيلة أسهل هي البنك الدولي و صندوق النقد الدولي.... الهياكل التي مع غيرها لا تسمح لدول و شعوب جهدت و تعبت و عملت و تنتج أكثر من أمريكا و غيرها لا تسمح لها بان تكون في الصدارة لأن النظام العالمي و الذي أسس لنفسه مستخدما اتفاقيات و تواقيع و هيئات تقف عائقا أمامها.
إن حل فقر و بؤس و جهل افريقيا و اسيا و شعوبها ، و حل الدول التي نمت و تطورت و تبحث عن نفسها في عالم كهذا ، حلها الوحيد هو حل الأمم المتحدة و كل صناديقها و برامجها و الخروج عليها و تأسيس نظام يعتمد برامج و صناديق و هيئات لكن تعامل العالم و تكافح فقره و جوعه بطريقة مختلفة، ليست طريقة تكافح جوعك لتزيدك جوعا و تكافح فقرك لتزيدك فقرك فجوعك و فقرك ركن أساسي لتوازنها و استمراريتها. هل حلت هذه الهيئات و المنظمات أي شيء إلا أرقاما و تقارير لا تبت لواقع بصلة. و شعارات فارغة آخرها كذبة اهداف الألفية التي لا تعدو فرقعة لشغل عالم منشغل مغلوب على أمره.
إنها حقيقة تجعلنا أيضا لحين ملزمون بالتعامل مع هذا النظام و السير في تياره حتى و نحن على يقين بكذبه و خداعه و هدفه. يعرف الجميع أنه محكوم بإطار نظام يجعل كل شيء يبقى على ماهو عليه. لكنه نظام اصبح عاجزا. ليس هذا من باب التمني و لا من باب الرجاء بل من باب حقائق أصبحت بادية للعيان. قد يأخذ الأمر وقتا لكن الحقيقة المطلقة أن نظاما جاء على اعقاب سايكس بيكو و تبعات قسمتهما الضيزى ليس نظاما يضمن العدالة و التوازن بين الأمم و الشعوب بل نظام يفرض تفوق دول على أخرى و أمم على أخرى وفاء لحقبة استعمارية مقيتة.