Thursday, May 16, 2013

كيف يُحكمُ العالم الثالث . بين العالم الأول و الثالث


أعرف أصدقاء كثيرين لي حول العالم ، و ناشطين و مؤسسات لا يريدون أن يسمعوا مني مثل هذا الكلام. فهم يريدون فقط أن اكتفي بتكرار تلك الأسطوانة ، يجب تدعيم ثقافة الديمقراطية و صيانة حقوق الانسان و حرية التعبير و الصحافة و و و و ، هل تعرفون كل هذه قيم مقدسة انسانية جميلة لكن ليس بها وحدها نغير العالم نحو الأفضل لأنها للأسف هي الاخرى أصبحت وسيلة تستخدم و مستخدمة و سبب في بؤس العالم أيضا من خلال وضعها ضمن الاستراتيجيات و خطط السيطرة. في العالم جوائز و تقديرات للناشطين و و و ، لكن أنا لا أريد أن يأخذني النشاطات و لا أن اسمح باستخدامي كوسيلة لتسويق شعارات صارت مفرغة من معانيها، نعم سادافع عنها و اعمل على ترسيخها كقيم انسانية.
الفكرة التي أريد صياغتها هنا، أن العالم تغنى كثيرا بدفاعه عن القيم الديمقراطية و الحقوقية و الانسانية، لكن أرى أننا بحاجة لوقفة نعيد فيها من جديد النظر في واقع العالم و هل السياسات و النظم الخاضع لها قابلة للتغيير بوسائلنا التقليدية أم هنالك خطوات لابد من القيام بها.
هل يمكن يوما أن تتخلص افريقيا من بؤسها؟ و فقرها و جهلها و هل هذا الثلاثي واقع حقيقي أم صنيعة و أداة؟ لماذا لا نقول بأن أول طريقة في سبيل القضاء على الفقر و الجهل و الامية و الجوع في العالم و ما يعتبر أبسط خطوة في سبيل المساواة بين افراد الجنس البشري و المجموعات البشرية أبسط هذه الحقوق هو إلغاء : مصطلح العالم الثالث؟ و هل لي أن أسأل أين هو العالم الثاني؟ و هل هنالك هدف عالمي حقيقي لوضع كل العالم في مرتبة واحدة "عالم واحد" لا ثاني و لا ثالث؟ هل الاستراتيجيات و النظم القائمة تسمح بذلك. ؟ العالم الثالث ألا يعتبر هذا تمييز ، لكن ربما سيقولون لك لكن ليس على أساس العرق  او اللون أو الجنس أو الدين. إذن هل يسمح بالتمييز على أساس مستوى الدخل و الفقر وا لغنى؟
أسئلة كثيرة أجوبتها جاهزة لكنها ترفض الصيااغة. ببساطة هنالك طريقة وحيدة يحكم بها العالم الثالث و محكوم بها هي :
"استيراد العقول و دعم الوكلاء" ما ذا نعني بدعم الوكلاء، عقول العالم الثالث كلها مستخدمة و تخدم بإرادة و مجبورة من الواقع في الجامعات و المؤسسات و مع جهات أجنبية بعيدة عن بؤس أمتها و دولتها و قارتها و منطقتها، تاركة أبناء اممها تعاني الفقر في ادغال افريقيا و قرى آسيا النائية. و دعم الوكلاء يعنى بها رجال المال و السياسة من الذين يدرون دفات الامور في العالم الثالث كلهم يتعاملون بنظام العمولة و نظام المهم أن اربح اكثر و الدولة و القيم التي يدعي البعض الدفاع عنها هو أو من يضحي بها و يقيمها و يعوجها حيث ما تلائم مصالحه فيغير تأويلات الديمقراطية بين عشية و ضحاها مسوقا كل تفسير لها في شاشاتها البراقة . سل أولئك الساسة و رجال الاعمال عن استراتيجياتهم و مشاريعهم لدولهم و أبناء شعبهم. لن تجد شيئا أولئك وكلاء لتنفيذ استراتيجيات.
اذن بين استيراد العقول و دعم ساسة و رجال اعمال وكلاء استراتيجيات سيظل العالم ثالثا مالم تكن هنالك جهات حقوقية تدافع عن الحق في المساواة بين العالم الاول و الثالث في التسمية على الأقل