و أنا في طريقي يخترق بي باص بعض صحاري تركيا في رحلة خاطفة إلى الجنوب، و أنا أقلب مستجدات بلوار ميديا، و قعت على ما يتعلق بملتقى الكفاءات و الخبرات ، و كنت مرات قد وقع نظري عليه، قررت هذه المرة متابعته للتغلب على انتظارات الوصول، هذه رحلات تعطيك وقتا يأخذك لأشياء لم تكن في الحسبان.
افتتحت السيدة بنت الليلي بسماعتها و و ميكرفونها تقدم الجميع، ثم برز صديقها بجاكيت لا أعرف إن كانت تناسب الخبرة و الكفاءة الإعلامية. بعد انتظار ولقاء حاول من خلاله مستشار في الوكالة الوطنية لمتابعة المشاريع، شرح ما يتعلق بأهداف الملتقى.
ثم كانت الاعلامية بالعربية و الفرنسية تقدم محاور النشاط، افتتح بآيات من الذكر الحكيم تدعوا للتقوى، حتى تقوى الله في الوطن (اتقوا الله في وطنكم) ، ثم بعد ذلك القى مدير الوكالة كلمة و اخذ حوالي خمس دقائق يشرح فيها للرئيس لائحة الخبراء في الخارج و كأنهم لم يجدوا أو لن يجدوا وقتا للحديث في الأمر خارج هذا الحيز الزماني المحصور، لم أعرف بالذات الهدف من تلك المساحة، بعده تقدم السيد احمد ولد عبدالله الديبلوماسي الموريتاني المعروف بنشاطاته مع الأمم المتحدة، كانت عربيته مرهقة جدا ، ارهقتها سنوات و ازقة الأمم المتحدة، كانت مرهقة جدا لحد العجز عن القيام، و كانت عربية الرئيس أحسن منها حالا ولو أنه استبدل "تبادل" ب "تبديل" لكن المهم أن الجميع فهم قصد رئيس الجمهورية.
من الناحية النظرية، هذا ملتقى كفيل بأن يساهم مساهمة حتى غير متوقعة في انجاز الأمور، خاصة حين يدرج هؤلاء في مراحل وضع الاستراتيجيات ثم العمل على تنفيذها ثم بعد ذلك متابعتها و تقييمها، حيث أن هذه هي المراحل الحاسمة لصناعة التنمية و الدول، بحيث يمنح "الخبراء" فرصة لدراسة الواقع بدقة ثم العمل على اقتراح حلول، مع أن السؤال المطروح هنا و الذي يقود لأسئلة أخرى هو ما يتعلق بالخبراء المحليين و أين موقعهم مما يجري، لربما في مرحلة لاحقة سيتم العمل على مزج الإثنين و خلطهم بطريقة علمية تشكل ثورة تنموية حقيقية. لكن حقيقة أريد أن أكون متفائلا، لكن أخاف بخصوص المعايير التي اختير بها هؤلاء و أخاف أيضا بخصوص آليات متابعة هذا اللقاء.
و ما أخافه أيضا هو حين ننزع "اشطاري" و "إياك لاباس" التي صمت آذاننا و لم تتركنا نسمع ما يقوله الخبراء في ميكروفات صحافة مرهقة تماما كعربية الديبلوماسي و الرئيس، بحيث يتحدثون مع ضيف و دون شكره يعطون المكرفون لشخص آخر و يتركونه هو ينتظر ، أو كما قال أحدهم للدكتور "عمو" : انظر إلى الكاميرا. و هذه عقلية منغرسة في ادمعة صحافتنا الوطنية، يا ناس أنا اتحدث معكم أنتم يعني انظر إليكم أنتم أنا لا أقدم نشرة أخبار و لا موجز، و في حالة اخرى، انا حر انظر حيث شئت و كيف شئت.
و بعد الافتتاح ارى أن الصحافة الوطنية بحبالها و كاميراتها المحمولة و حركاتها هنا و هناك. لم تتح الفرصة للخبراء للحديث و النقاش، و سمعنا فقط ضجة من اشطاري أياك لاباس....
أنا لا يضايقتي إن كانت هنالك اهداف سياسية، او انتخابية في النهاية هذه الخطوة حين تتبع بآلية تجمع الخبراء في الخارج و الخبراء المحليين، و بآلية تعمل على وضع استراتيجيات و مشاريع قصيرة متوسطة و طويلة الامد في كل النواحي التنموية. و الخروج بها على النص القبلي و المصلحي الضيق .....
بخصوص مشروع الدكاترة "عمو " و "احمدبابا" المتعلق باستغلال "توكه" كزيت يستخدم للتجميل و العلاج و غيرها، فلقد تابعت المشروع من فترة ، و تابعت تقديم الدكتور له و حتى قرأت عنه، و تحدث الدكتور عمو عنه باختصار، اريد الاشادة بالمشروع و اتمنى من الدولة أن تشتغل عليه لأنه يساهم في كل نواحي التنمية ما يتعلق بتشغيل العمالة بغير مهارة و ما يتعلق بسمعة الدولة و انتاجيتها و الاهم ان القائمين عليه ابناء موريتانيون، و كان المشروع قد لقي ترحيبا في الاوساط الاكاديمية و العلمية ..
النقطة الأخيرة أن الخبراء تم تكديسهم في مؤخرة القاعة بشكل لا يليق بالخبرة فيما حضر جيش الوزراء دقائق الافتتاح ....
في النهاية سلمت موريتانيا و خبراؤها في الخارج و الداخل و ان شاء الله يا مولان نطوروا و نبنو دولة كبييييييييييييييييرة اكبر من الدول كاملات