التقطه باتريس مونيي
Tuesday, August 27, 2013
الأيغور : معاناة لا صوت لها.
كاد ان ينساهم الجميع و يكاد البعض ان لا يصدق ان في الصين مسلمون محرومون من حقوقهم و يتعرضون الى محاولة مستمرة منذ عشرات السنين لطمس حضارتهم و ثقافتهم و حتى وجودهم السياسي و الديني.
الإيغور قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها في إقليم شنغيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.
أصل الإيغور
قبل الاستقرار في تركستان الشرقية بغرب الصين (إقليم سنغيانغ حاليا) كان الإيغور قبائل متنقلة تعيش في منغوليا, وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي.
ويقدر عدد الإيغور حسب إحصاء سنة 2003 بنحو 8.5 ملايين نسمة يعيش 99% منهم داخل إقليم سنغيانغ ويتوزع الباقون بين كزاخستان ومنغوليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وألمانيا وإندونيسيا وأستراليا وتايوان والسعودية.
اللغة والثقافة
اللغة المستعملة لدى الإيغور هي اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها.
وقد أثرى الإيغور التراث الثقافي الصيني بعدد من المؤلفات والكتب والموسيقى والفنون لعل من أبرزها الألعاب البهلوانية التي برع فيها الصينيون.
الدين
كان الإيغور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية) والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام و غالبيتهم من المسلمين السنة.
العلاقة مع الصين
اتخذت العلاقة بين الإيغور والصينيين طابع الكر والفر, حيث تمكن الإيغور من إقامة دولة تركستان الشرقية التي ظلت صامدة على مدى نحو عشرة قرون قبل أن تنهار أمام الغزو الصيني عام 1759 ثم عام 1876 قبل أن تلحق نهائيا في 1950 بالصين الشيوعية.
وعلى مدى هذه المدة قام الإيغور بعدة ثورات نجحت في بعض الأحيان في إقامة دولة مستقلة على غرار ثورات 1933 و1944 لكنها سرعان ما تنهار أمام الصينيين الذين أخضعوا الإقليم في النهاية لسيطرتهم ودفعوا إليه بعرق الهان الذي أوشك أن يصبح أغلبية على حساب الإيغور السكان الأصليين.
وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 كثف النظام الصيني من حملة مطاردته للاستقلاليين الإيغور وتمكن من جلب بعض الناشطين الإيغور خصوصا من باكستان وكزاخستان وقيرغزستان في إطار ما يسمى \"الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب\".
ورغم المطاردة الصينية ظلت بعض التنظيمات السرية تنشط داخل البلاد منها بالخصوص الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية التي تتهمها بكين بتنفيذ سلسلة انفجارات في إقليم شنجيانغ وشباب تركستان الشرقية.
و في 19 سبتمبر/أيلول 2004 قام الإيغور بتأسيس حكومة في المنفى لتركستان الشرقية يرأسها أنور يوسف كما تمت صياغة دستور.
ربيعة قدير
تعتبر السلطات الصينية ان ربيعة قدير المليونيرة السابقة ارهابية وانفصالية ولا صفة لها لتمثيل الايغور الذين يعيشون في اقليم شينجيانج ذي الحكم الذاتي في شمال غربي البلاد علما انها تبلغ من العمر 62 عاما و امضت ست سنوات في السجن بسبب دفاعها عن أقلية الايغور
ولدت ربيعة قدير عام 1947 من اسرة فقيرة ثم تحولت الى سيدة أعمال ثرية وعضوا في مجلس نواب شينجيانج وممثلة رسمية للصين في المؤتمر العالمي للمرأة.
فر زوجها السجين السياسي السابق من الصين الى الولايات المتحدة واعتقلت عام 1999 بعد عامين من وضعها قيد الاقامة الجبرية ومصادرة جواز سفرها.
وحكم عليها عام 2000 بالسجن ثماني سنوات غير انه اطلق سراحها عام 2005 لأسباب صحية قبل ان تنفى الى الولايات المتحدة.
وتعتبر ربيعة قدير، ولها من الأبناء 11 ان الايغور ر \"يعيشون في سجن كبير\".
وقد دعت إلى إجراء تحقيق دولي بعد الأحداث الدموية التي أوقعت 156 قتيلا في شينجيانج.
كانت مشاكلها قد تفاقمت بعد الافراج عنها قبل عدة سنوات عندما حكم على ابنها عبد الحكيم بالسجن 9 سنوات بسبب \"أنشطته الانفصالية\" كما سجن ابنان لها بتهمة التهرب الضريبي فيما تخضع ابنتها للاقامة الجبرية منذ عام 2006.
وصوت مجلس النواب الأمريكي في سبتمبر عام 2007 على قرار يدعو للافراج عن أبناء ربيعة قدير والكف عن القمع الثقافي واللغوي والديني بحق شعب الايغور.
الإيغور قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها في إقليم شنغيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.
أصل الإيغور
قبل الاستقرار في تركستان الشرقية بغرب الصين (إقليم سنغيانغ حاليا) كان الإيغور قبائل متنقلة تعيش في منغوليا, وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي.
ويقدر عدد الإيغور حسب إحصاء سنة 2003 بنحو 8.5 ملايين نسمة يعيش 99% منهم داخل إقليم سنغيانغ ويتوزع الباقون بين كزاخستان ومنغوليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وألمانيا وإندونيسيا وأستراليا وتايوان والسعودية.
اللغة والثقافة
اللغة المستعملة لدى الإيغور هي اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها.
وقد أثرى الإيغور التراث الثقافي الصيني بعدد من المؤلفات والكتب والموسيقى والفنون لعل من أبرزها الألعاب البهلوانية التي برع فيها الصينيون.
الدين
كان الإيغور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية) والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام و غالبيتهم من المسلمين السنة.
العلاقة مع الصين
اتخذت العلاقة بين الإيغور والصينيين طابع الكر والفر, حيث تمكن الإيغور من إقامة دولة تركستان الشرقية التي ظلت صامدة على مدى نحو عشرة قرون قبل أن تنهار أمام الغزو الصيني عام 1759 ثم عام 1876 قبل أن تلحق نهائيا في 1950 بالصين الشيوعية.
وعلى مدى هذه المدة قام الإيغور بعدة ثورات نجحت في بعض الأحيان في إقامة دولة مستقلة على غرار ثورات 1933 و1944 لكنها سرعان ما تنهار أمام الصينيين الذين أخضعوا الإقليم في النهاية لسيطرتهم ودفعوا إليه بعرق الهان الذي أوشك أن يصبح أغلبية على حساب الإيغور السكان الأصليين.
وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 كثف النظام الصيني من حملة مطاردته للاستقلاليين الإيغور وتمكن من جلب بعض الناشطين الإيغور خصوصا من باكستان وكزاخستان وقيرغزستان في إطار ما يسمى \"الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب\".
ورغم المطاردة الصينية ظلت بعض التنظيمات السرية تنشط داخل البلاد منها بالخصوص الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية التي تتهمها بكين بتنفيذ سلسلة انفجارات في إقليم شنجيانغ وشباب تركستان الشرقية.
و في 19 سبتمبر/أيلول 2004 قام الإيغور بتأسيس حكومة في المنفى لتركستان الشرقية يرأسها أنور يوسف كما تمت صياغة دستور.
ربيعة قدير
تعتبر السلطات الصينية ان ربيعة قدير المليونيرة السابقة ارهابية وانفصالية ولا صفة لها لتمثيل الايغور الذين يعيشون في اقليم شينجيانج ذي الحكم الذاتي في شمال غربي البلاد علما انها تبلغ من العمر 62 عاما و امضت ست سنوات في السجن بسبب دفاعها عن أقلية الايغور
ولدت ربيعة قدير عام 1947 من اسرة فقيرة ثم تحولت الى سيدة أعمال ثرية وعضوا في مجلس نواب شينجيانج وممثلة رسمية للصين في المؤتمر العالمي للمرأة.
فر زوجها السجين السياسي السابق من الصين الى الولايات المتحدة واعتقلت عام 1999 بعد عامين من وضعها قيد الاقامة الجبرية ومصادرة جواز سفرها.
وحكم عليها عام 2000 بالسجن ثماني سنوات غير انه اطلق سراحها عام 2005 لأسباب صحية قبل ان تنفى الى الولايات المتحدة.
وتعتبر ربيعة قدير، ولها من الأبناء 11 ان الايغور ر \"يعيشون في سجن كبير\".
وقد دعت إلى إجراء تحقيق دولي بعد الأحداث الدموية التي أوقعت 156 قتيلا في شينجيانج.
كانت مشاكلها قد تفاقمت بعد الافراج عنها قبل عدة سنوات عندما حكم على ابنها عبد الحكيم بالسجن 9 سنوات بسبب \"أنشطته الانفصالية\" كما سجن ابنان لها بتهمة التهرب الضريبي فيما تخضع ابنتها للاقامة الجبرية منذ عام 2006.
وصوت مجلس النواب الأمريكي في سبتمبر عام 2007 على قرار يدعو للافراج عن أبناء ربيعة قدير والكف عن القمع الثقافي واللغوي والديني بحق شعب الايغور.
ملاحظة : الإحصائيات الرسمية حتى الآن في الصين تقدر شعب الإيغور بحوال 10 ملايين، لكن الحقيقة تقول حسب ساكنة الإقليم أن العدد يتراوح ما بين 20 إلى 30 مليون .... اليوم لاخذ جواز سفر تحتاج ان تنظر عامين و احيانا خمس، لابد من تحقيق عند خروجك من البلد و دخولك إليه، يضغط عليك و أنت في الخارج باهلك الموجودين في الداخل، الشرطة قد تقتل و لا أحد سيحاسبها، خيرات الإقليم تؤخذ ، دون أي عائد بالنفع عليهم، العالم صامت و ذلك لمصالحه مع الصين، و الناشطون و الحقوقيون لا يرون في الانشغال بالاقليم سببا لشهرتهم و لالنيل الجوائز ذلك العالم المزدوج الحقير.
Monday, August 26, 2013
في جسلة ل 21 اغسطس ، الشباب و التفكير و التكفير
كنت في جولة عادية من جولاتي، في الساعة التي اخصصها لتصفح الفيس بوك ، اقلب الصفحة الرئيسية للفيس بوك وقع نظري على تدوينة لصديق يسأل عن ما حدث في اجتماع 21 اغسطس.
21 اغسطس هو فضاء ثقافي يذكر فيشكر انشأته فئة من الشباب المثقف و الضليع في شؤون الثقافة و السياسة و الادب و الاعلام في موريتانيا، تناقش فيه قضاياها و تتبادل فيه الاراء و هو متنفس ثقافي في مدينة الثقافة فيها لها رائحة نتنة من كثر ما يحيط بها من قيود اجتماعية و ضوابط قبلية و تجارة و سمسمرة و و و و و
لم يحصل لي الشرف بحضور أي جلسة للمجموعة ، أذكر ذات مساء كانوا في انتظار ضيفين اعرفهم سابقا من بينهم قنانين مشرقيين و الصديق التقي و لد عبد الحي ، اخبرني الرجل انه في انتظار الجماعة في جلسة نقاش، لكن لارتباطات لم اتمكن من حضور حتى ذلك المساء.
المهم أنها خطوة أذكرها فأشكرها كخطوة ، ما يحصل في داخلها لا أعرف دقائقه. مع أني أتوقع أن هنالك شبابا يترصدون تعاليقك ، ليصنفوك، فيقولون هو من الأغلبية هو من المعارضة، و يصرخ أحدهم ممازحا "هو عايد صفاق كبييير" ، و لربما يترصدون أ]ضا ليقول أحدهم هذا يساري و ذاك يميني و ذاك شمالي و ذاك جنوبي و هذا ماركسي و و و لا يعرف الغالب عن أولئك الكثير .
أتوقع أيضا أن بعضهم يتربص ليعرف القبيلة و الجهة و الانتماء ، و آخرون يترصدون حتى لمعرفة المستوى المادي و المعنوي ، لا تستغرب كلها أمور مؤكدة و تحصلها في ذلك المنكب من تلك الأرض الطيبة السائبة.
المهم، رد عليه آخر بوضع رابط لصفحة شاب آخر من الملتزمين مع 21 اغسطس، فتحت الرابط فوجدت حوارا لا يخلو من انزلاقات كثيرة ، استوقفتني لأني من ناس احترمهم و يعول عليهم وطن المتاهات و السفاهات و التفاهات. الوطن الطيب و الارض المعطاء.
يتعلق الأمر أن شابا ، كما رأيت البعض سماءه في التعليقات ، و لا أعرف أساسا ناشطا كصفة ما معناها بالضبط، هي تشبه لحد ما مصطلحات كالديمقراطية و الإرهاب ، هي مصطلحات و هياكل أكثر مما تكون ذات معنى . الشاب هذا لي به معرفة سابقة لكنها مجردة من الألقاب كانت. الشاب هذا حضر لجلسة من جلسات 21 اغسطس مع شباب آخرين لا أعرف إن كانت قد تمت دعوته أو جاء من تلقاء نفسه. و في اطار الحديث وا لنقاش، تم التطرق لموضوع الدين أو المجتمع الدين أو الدين المجتمعي ، و في وضع كهذا طبعا لا تجد الخبر اليقين و لا ما حصل بالتحديد، لكن الظاهر أن الشاب لم يعجبه طريقة تفكير البعض من هؤلاء في قضايا الدين و متعلقاته، و لم تعجبه فلسفتهم و لاشك كان هنالك نقاش في الموضوع ، حيث انه اذا قال البعض أنه لن يصلي ، استطاع أن يقدم دليلا، فرد عليه الآخر بدليل آخر أو حجة مثلا، أو هذا ما اتمناه على الأقل، نخبة شابة "مثقفة" نقاشها يكون من هذا القبيل أنا أعبر عن رأيي و أحاول دعمه بحجج و أنت تعبر عن رأيك و تحاول دعمه بحجج، لكن يبدو الأمر انزلق لمسار آخر. فقال بعضهم أن الشاب القادم: حين عاد لصفحته نشر ما معناه أو ما يفيد تكفيره لبعض المناقشين معه أو ايحاء بذلك ، أنا لم أقرأ ماكتبه الرجل لأني حين عدت لصفحته لم اجد شيئا يتعلق بالامر، وجدته وضع شيئا مفاده أنه اغلق الحوار في ذلك المجال و كان هنالك تعليق من البعض ، هل اغلاقك الحوار تراجعا عن كلامك ، و إلا لماذا تغلق الحوار، و كان رده : أنا لم اتراجع عن ما قلت.
في الحوار هذا على صفحة الصديق الآخر، يبدو أن الجماعة التي قالت ان ما كتبه الرجل عناها به، قالت : أنه حتى في مرحلة ما كان من المستحسن أن لا ينشر الموضوع على الفيس بوك فهو حوار في حضور جماعة، و هنا انا اختلف جملة و تفصيلا هي الحوارات حينما لا تصل نتائجها و مفاداتها إلى العامة و النخبة و تنتشر ما فائدتها؟ قال آخرون أنه ما كان يحق للرجل أصلا أن يكتب شيئا من ذاك القبيل. و قال آخرون أنه أحسن فالدين و الله أشياء لا نقاش و لاحوار فيها فهي ثابتة مثبتة. و قال آخرون أن الدين أمر شخصي لا يعني أحد.
و ما أقوله أنا: أن النقاش و الحوار الفكري مهم جدا خاصة بين النخبة الشابة لكن حين يحترم مباديء و قيم الحوار و يعتمد استماع الحجة و الدليل و الدليل الآخر، و اظن ان عبارات من قبيل نعت ذلك بالكافر و الزنديق و ذاك بالمتزمت المتطرف لا مكان لها، كل له افكاره و لاحاجة لتصنيفها يتعلق الامر بالفكرة و الحجة. و في النهاية لا نحكم على شخص لا في دينه و لا في ثقافته و لا في سياسته و لا في اقتصاده و ووووووو .
و أتمنى أن يعود الشباب لطاولاته و يضع أفكاره و يناقش ، لكن ربما نقاش قضايا الوطن التنموية و المتاهات التي هو ضائع فيها من الثقافة و السياسة و الاقتصاد، و كيف يمكن للنخبة الشابة أن تخلصه من جيل الساسة هذا و تقضي على الافات التي تأكله ذات أولوية أكثر من الانشغال بالمدارس الفكرية و الدينية و أمور لن تعطي لقمة عيش لسيدة في حي شعبي أو كزرة من كزرات نواكشوط المخططة حديثا على الاقل ، حيث قالوا أن لا كزرات بعد الآن.
و في النهاية أعرف معظم الشباب الذي كانوا طرفا في ذلك فانا شخص يتفرج من زاوية منفرجة واقعة فقط إلى اليمن منك و هي زاوية تحاول ان تنظر من الاعلى و تاخذ ابعاد الصورة عرضا و طولا. لكن هل تعرف الأسوأ من عدم تقبل الاخر و عدم انتهاج مباديء الحوار، أن تجد المتحاورين في النهاية يتخبطون و تكتشف ان الامر لربما يبدو و كأنه لا احد له رأي متمسك به و كل ما في الامر ردات فعل لاغراض اخرى أو لربما طبيعة. من يدري؟
كونوا بخير أحبتي و عاش اغسطس و أيامه. و ان شاء الله اتمنى لكم شهر سبتمبر كله نجاح و سعادة و تقبل للآخر
21 اغسطس هو فضاء ثقافي يذكر فيشكر انشأته فئة من الشباب المثقف و الضليع في شؤون الثقافة و السياسة و الادب و الاعلام في موريتانيا، تناقش فيه قضاياها و تتبادل فيه الاراء و هو متنفس ثقافي في مدينة الثقافة فيها لها رائحة نتنة من كثر ما يحيط بها من قيود اجتماعية و ضوابط قبلية و تجارة و سمسمرة و و و و و
لم يحصل لي الشرف بحضور أي جلسة للمجموعة ، أذكر ذات مساء كانوا في انتظار ضيفين اعرفهم سابقا من بينهم قنانين مشرقيين و الصديق التقي و لد عبد الحي ، اخبرني الرجل انه في انتظار الجماعة في جلسة نقاش، لكن لارتباطات لم اتمكن من حضور حتى ذلك المساء.
المهم أنها خطوة أذكرها فأشكرها كخطوة ، ما يحصل في داخلها لا أعرف دقائقه. مع أني أتوقع أن هنالك شبابا يترصدون تعاليقك ، ليصنفوك، فيقولون هو من الأغلبية هو من المعارضة، و يصرخ أحدهم ممازحا "هو عايد صفاق كبييير" ، و لربما يترصدون أ]ضا ليقول أحدهم هذا يساري و ذاك يميني و ذاك شمالي و ذاك جنوبي و هذا ماركسي و و و لا يعرف الغالب عن أولئك الكثير .
أتوقع أيضا أن بعضهم يتربص ليعرف القبيلة و الجهة و الانتماء ، و آخرون يترصدون حتى لمعرفة المستوى المادي و المعنوي ، لا تستغرب كلها أمور مؤكدة و تحصلها في ذلك المنكب من تلك الأرض الطيبة السائبة.
المهم، رد عليه آخر بوضع رابط لصفحة شاب آخر من الملتزمين مع 21 اغسطس، فتحت الرابط فوجدت حوارا لا يخلو من انزلاقات كثيرة ، استوقفتني لأني من ناس احترمهم و يعول عليهم وطن المتاهات و السفاهات و التفاهات. الوطن الطيب و الارض المعطاء.
يتعلق الأمر أن شابا ، كما رأيت البعض سماءه في التعليقات ، و لا أعرف أساسا ناشطا كصفة ما معناها بالضبط، هي تشبه لحد ما مصطلحات كالديمقراطية و الإرهاب ، هي مصطلحات و هياكل أكثر مما تكون ذات معنى . الشاب هذا لي به معرفة سابقة لكنها مجردة من الألقاب كانت. الشاب هذا حضر لجلسة من جلسات 21 اغسطس مع شباب آخرين لا أعرف إن كانت قد تمت دعوته أو جاء من تلقاء نفسه. و في اطار الحديث وا لنقاش، تم التطرق لموضوع الدين أو المجتمع الدين أو الدين المجتمعي ، و في وضع كهذا طبعا لا تجد الخبر اليقين و لا ما حصل بالتحديد، لكن الظاهر أن الشاب لم يعجبه طريقة تفكير البعض من هؤلاء في قضايا الدين و متعلقاته، و لم تعجبه فلسفتهم و لاشك كان هنالك نقاش في الموضوع ، حيث انه اذا قال البعض أنه لن يصلي ، استطاع أن يقدم دليلا، فرد عليه الآخر بدليل آخر أو حجة مثلا، أو هذا ما اتمناه على الأقل، نخبة شابة "مثقفة" نقاشها يكون من هذا القبيل أنا أعبر عن رأيي و أحاول دعمه بحجج و أنت تعبر عن رأيك و تحاول دعمه بحجج، لكن يبدو الأمر انزلق لمسار آخر. فقال بعضهم أن الشاب القادم: حين عاد لصفحته نشر ما معناه أو ما يفيد تكفيره لبعض المناقشين معه أو ايحاء بذلك ، أنا لم أقرأ ماكتبه الرجل لأني حين عدت لصفحته لم اجد شيئا يتعلق بالامر، وجدته وضع شيئا مفاده أنه اغلق الحوار في ذلك المجال و كان هنالك تعليق من البعض ، هل اغلاقك الحوار تراجعا عن كلامك ، و إلا لماذا تغلق الحوار، و كان رده : أنا لم اتراجع عن ما قلت.
في الحوار هذا على صفحة الصديق الآخر، يبدو أن الجماعة التي قالت ان ما كتبه الرجل عناها به، قالت : أنه حتى في مرحلة ما كان من المستحسن أن لا ينشر الموضوع على الفيس بوك فهو حوار في حضور جماعة، و هنا انا اختلف جملة و تفصيلا هي الحوارات حينما لا تصل نتائجها و مفاداتها إلى العامة و النخبة و تنتشر ما فائدتها؟ قال آخرون أنه ما كان يحق للرجل أصلا أن يكتب شيئا من ذاك القبيل. و قال آخرون أنه أحسن فالدين و الله أشياء لا نقاش و لاحوار فيها فهي ثابتة مثبتة. و قال آخرون أن الدين أمر شخصي لا يعني أحد.
و ما أقوله أنا: أن النقاش و الحوار الفكري مهم جدا خاصة بين النخبة الشابة لكن حين يحترم مباديء و قيم الحوار و يعتمد استماع الحجة و الدليل و الدليل الآخر، و اظن ان عبارات من قبيل نعت ذلك بالكافر و الزنديق و ذاك بالمتزمت المتطرف لا مكان لها، كل له افكاره و لاحاجة لتصنيفها يتعلق الامر بالفكرة و الحجة. و في النهاية لا نحكم على شخص لا في دينه و لا في ثقافته و لا في سياسته و لا في اقتصاده و ووووووو .
و أتمنى أن يعود الشباب لطاولاته و يضع أفكاره و يناقش ، لكن ربما نقاش قضايا الوطن التنموية و المتاهات التي هو ضائع فيها من الثقافة و السياسة و الاقتصاد، و كيف يمكن للنخبة الشابة أن تخلصه من جيل الساسة هذا و تقضي على الافات التي تأكله ذات أولوية أكثر من الانشغال بالمدارس الفكرية و الدينية و أمور لن تعطي لقمة عيش لسيدة في حي شعبي أو كزرة من كزرات نواكشوط المخططة حديثا على الاقل ، حيث قالوا أن لا كزرات بعد الآن.
و في النهاية أعرف معظم الشباب الذي كانوا طرفا في ذلك فانا شخص يتفرج من زاوية منفرجة واقعة فقط إلى اليمن منك و هي زاوية تحاول ان تنظر من الاعلى و تاخذ ابعاد الصورة عرضا و طولا. لكن هل تعرف الأسوأ من عدم تقبل الاخر و عدم انتهاج مباديء الحوار، أن تجد المتحاورين في النهاية يتخبطون و تكتشف ان الامر لربما يبدو و كأنه لا احد له رأي متمسك به و كل ما في الامر ردات فعل لاغراض اخرى أو لربما طبيعة. من يدري؟
كونوا بخير أحبتي و عاش اغسطس و أيامه. و ان شاء الله اتمنى لكم شهر سبتمبر كله نجاح و سعادة و تقبل للآخر
Saturday, August 24, 2013
منت الناس - قراءة
تابعت طيلة اليومين الأخيرين حلقات مسلسل : منت الناس ، من خلال بلوار ميديا التي تقوم بعمل جبار يذكر فيشكر من خلال خلقها هذا الرابط الملتيميديا بينا و أشياء الوطن المبعثرة.
كملاحظات عامة أفتتح بها، يذكر لهذا المسلسل مجموعات نقاط، أولها اختيار البادية أو منطقة ريفية كمكان أساسي للأحداث ، ما يسمح بكشف النقاب عن بعض المناظر التي لا تسيء حتى ولو لم تكن في غاية الإحسان، فهي تعطي صورة حقيقية عن الانتماء و الخلفية، و كون هذه المناطق أيضا هي وكر لكثير من الممارسات و التقاليد الاجتماعية الخاطئة .
ثانيا : تمسك المسلسل بالثقافة و الهوية و الذات متمثلة في الكيفان و الأشعار و كذلك معطيات الحياة اليومية.
ثالثا: أن المسلسل لم يتأثر و يبشر نوعا ما بسينما و تلفزيون موريتانية لها هوية مميزة لها ، تحترم و تضع في الحسبان الخصوصيات الاجتماعية و الثقافية للبلد.
من خلال الملاحظات على النص: النص يعالج قضايا اجتماعية و تنموية محورية، كقضية الأباء و غرضهم و الابناء و احلامهم كارسال الابناء للخارج و عدم إيلاء اهمية لدراستهم و مشاريعهم الخاصة. تنمية الحيوانات و كيف يمكن للريف ان يساهم في التنمية الاقتصادية و العلاقات الاجتماعية و القضايا الصحية و الرشوة و مكافحة التصحر و المهور و الزواج و الأمراض التقليدية و قضايا مختلفة، قدم كل ذلك في لمحات جميلة و مقتضبة و في سياقها.
السيناريو طبعا قدم في شكل مبسط غير معقد إطلاقا خال من التداخلات ، و في تسلسل معروف النهاية مسبقا ، لكنه مقبول ، كان خال من المفاجآت و الأحداث الغير متوقعة، يعالج القضية بنص بسيط لكن له رسائله و يتماشى مع قلة خبرة الممثلين و انعدام المعدات الفنية اللازمة من كاميرات متعددة و زوايا.
يلاحظ أيضا كنقطة سوداء ، استخدام الموسيقى و الاغاني الشرقية، لا مسوق له إطلاقا فالنص ليس بحاجة إليها و كان بالامكان استخدام الأغاني الموريتانية أو موسيقى دون كلمات على الأقل.
أيضا الصور ليست بالنقاوة اللازمة، و تنقصها فقط رتوش بسيطة ، بخصوص الفتحة و السرعة و الإيزو ، فقط يتعلق بالسيتيغ أو الفلتر أحيانا لا يستخدم كما يجب أو غير موجود إطلاقا. أيضا احيانا تضاف بعض الرتوش تغير السياق الزماني للصور فتبدو أحيانا صور قديمة تعود لتاريخ بعيد. و رتوش اخرى تفسد المعطى الزمكاني للصور.
في احدى الحلقات يقول احدهم : لاهي انقيس دكار إلين يتأكد لي عن ما قال لي الدكتور حق، و هذا انتزاع للثقة. ايضا في هفوات السيناريو مثلا حين عادت البطلة الى نواكشوط لم يشر الى الطريقة التي كانت تسير بها حالها ماديا قبل الالتحاق بالعيادة . حتى و ان كان كفالة من طرف العائلة كان التركيز عليها يعطي بعدا للشخصية اجمل و اعمق .
الممثلون :
عموما و مع أن الأمر يبدو تجربتهم الأولى غالبا، فإن أداءهم كان مقبولا لحد كبير بل رائع ، مع ان الأداء أحيانا لا ينسجم فيصبح باد جدا أن الأمر تمثيل و أن الانطباع مفتعل، فلا تتلاقى الحوارات في اطار تنسجم فيه كمعطى فني متماسك، فتجد المحاور ينتظر محاوره حتى يكمل و يبدأ بطريقة لا تصل الكلام قبله، فتأتي انقطاعات طبعا تسيء للمعطى الفني.
الذي يلعب دور "فاه" هو شخص يؤدي بامتياز ، و أداؤه طبيعي و تعاطيه مع الكاميرا، في دور عدنان يلعب الشخصية بتلقائية لكن أحيانا تعاطيه في الحوارات لا ينسجم و هي صفة تعم الجمع تقريبا باستثناء أفاه الذي يعرف كيف يصل الحوارات بشكل مميز. الصديقة الخيرة هي فتاة هادئة توحي ملامحها بامكانية لعبها الدور و قد أدته بامتياز ، و كذلك الصديقات لعبن دورهن بشكل جميل، السيدة التي تلعب دور العجوز فقط محيرة لأن أدراها قمة في الروعة.
فيصل باد جدا أن النص احيانا يربكه، مع قدراته المميزة في الأداء. و البقية عموما أدت أداء جميلا كالعالم أيضا.
"منى" إن جاز لي قول ذلك ، هي فتاة تتمتع بكل سمات الجمال الموريتاني، ولو كانت الصورة أنقى . فقط حفظ الله جمالها.
من خلال أداءها ليست طبعا بالشكل المطلوب لدور البطلة، لكن ملامحها و انفعالاتها و البراءة في صوتها كلها أمور تساعدها و ساعدتها في أداء الدور بشكل جيد.
مستقبلا ،
يكون جميل إن كانت حبكة النص أكثر تعقيدا بشكل تعطي للمسلسل نوعا من التشويق، العمل على الصورة و تنقيتها فالمؤثرات و وقت التصوير، العمل على الموسيقى التصويرية بشكل يجعلها تعمق النص لا تظهر كنشاز فيه. العمل على الممثلين بشكل يعمق تجربتهم.
أيضا الحلقات موزعة الى 15 دقيقة 3 للمقدمة و 3 للنهاية و 2 للإعلان في النهاية حوالي 7 دقايق تقريبا، يجب العمل على تطويلها قليلا.
على العموم يوحي المسلسل بمشروع أعمال تلفزيونية محترمة تعالج المواضيع، و تنطلق من خلفياتنا و خصوصياتنا، يجب العمل ايضا على صيغة تسمح بتطور الاعمال في اطار طبعا لا يخل بالمعطى.
ملاحظة: إذا فيه امكانية لتزويدي بمعلومات اتصال "البطلة" ......
ايضا هنالك مسحة دينية أثرت على المعطى الدرامي للعمل، و كذلك ايضا محاولة تقديم القبيلة كعنصر ايجابي للمجتمع هي فاشلة بطريقة أو باخرى لأنها غير مقنعة دراميا و لا من ناحية النص البحث. و هنالك سقطات تمثيلية تجعل بعض المشاهد تبدو ساذجة جدا حد السخافة، و الأمر الأخير "أفاه" كان أدواؤه جميلا .
كملاحظات عامة أفتتح بها، يذكر لهذا المسلسل مجموعات نقاط، أولها اختيار البادية أو منطقة ريفية كمكان أساسي للأحداث ، ما يسمح بكشف النقاب عن بعض المناظر التي لا تسيء حتى ولو لم تكن في غاية الإحسان، فهي تعطي صورة حقيقية عن الانتماء و الخلفية، و كون هذه المناطق أيضا هي وكر لكثير من الممارسات و التقاليد الاجتماعية الخاطئة .
ثانيا : تمسك المسلسل بالثقافة و الهوية و الذات متمثلة في الكيفان و الأشعار و كذلك معطيات الحياة اليومية.
ثالثا: أن المسلسل لم يتأثر و يبشر نوعا ما بسينما و تلفزيون موريتانية لها هوية مميزة لها ، تحترم و تضع في الحسبان الخصوصيات الاجتماعية و الثقافية للبلد.
من خلال الملاحظات على النص: النص يعالج قضايا اجتماعية و تنموية محورية، كقضية الأباء و غرضهم و الابناء و احلامهم كارسال الابناء للخارج و عدم إيلاء اهمية لدراستهم و مشاريعهم الخاصة. تنمية الحيوانات و كيف يمكن للريف ان يساهم في التنمية الاقتصادية و العلاقات الاجتماعية و القضايا الصحية و الرشوة و مكافحة التصحر و المهور و الزواج و الأمراض التقليدية و قضايا مختلفة، قدم كل ذلك في لمحات جميلة و مقتضبة و في سياقها.
السيناريو طبعا قدم في شكل مبسط غير معقد إطلاقا خال من التداخلات ، و في تسلسل معروف النهاية مسبقا ، لكنه مقبول ، كان خال من المفاجآت و الأحداث الغير متوقعة، يعالج القضية بنص بسيط لكن له رسائله و يتماشى مع قلة خبرة الممثلين و انعدام المعدات الفنية اللازمة من كاميرات متعددة و زوايا.
يلاحظ أيضا كنقطة سوداء ، استخدام الموسيقى و الاغاني الشرقية، لا مسوق له إطلاقا فالنص ليس بحاجة إليها و كان بالامكان استخدام الأغاني الموريتانية أو موسيقى دون كلمات على الأقل.
أيضا الصور ليست بالنقاوة اللازمة، و تنقصها فقط رتوش بسيطة ، بخصوص الفتحة و السرعة و الإيزو ، فقط يتعلق بالسيتيغ أو الفلتر أحيانا لا يستخدم كما يجب أو غير موجود إطلاقا. أيضا احيانا تضاف بعض الرتوش تغير السياق الزماني للصور فتبدو أحيانا صور قديمة تعود لتاريخ بعيد. و رتوش اخرى تفسد المعطى الزمكاني للصور.
في احدى الحلقات يقول احدهم : لاهي انقيس دكار إلين يتأكد لي عن ما قال لي الدكتور حق، و هذا انتزاع للثقة. ايضا في هفوات السيناريو مثلا حين عادت البطلة الى نواكشوط لم يشر الى الطريقة التي كانت تسير بها حالها ماديا قبل الالتحاق بالعيادة . حتى و ان كان كفالة من طرف العائلة كان التركيز عليها يعطي بعدا للشخصية اجمل و اعمق .
الممثلون :
عموما و مع أن الأمر يبدو تجربتهم الأولى غالبا، فإن أداءهم كان مقبولا لحد كبير بل رائع ، مع ان الأداء أحيانا لا ينسجم فيصبح باد جدا أن الأمر تمثيل و أن الانطباع مفتعل، فلا تتلاقى الحوارات في اطار تنسجم فيه كمعطى فني متماسك، فتجد المحاور ينتظر محاوره حتى يكمل و يبدأ بطريقة لا تصل الكلام قبله، فتأتي انقطاعات طبعا تسيء للمعطى الفني.
الذي يلعب دور "فاه" هو شخص يؤدي بامتياز ، و أداؤه طبيعي و تعاطيه مع الكاميرا، في دور عدنان يلعب الشخصية بتلقائية لكن أحيانا تعاطيه في الحوارات لا ينسجم و هي صفة تعم الجمع تقريبا باستثناء أفاه الذي يعرف كيف يصل الحوارات بشكل مميز. الصديقة الخيرة هي فتاة هادئة توحي ملامحها بامكانية لعبها الدور و قد أدته بامتياز ، و كذلك الصديقات لعبن دورهن بشكل جميل، السيدة التي تلعب دور العجوز فقط محيرة لأن أدراها قمة في الروعة.
فيصل باد جدا أن النص احيانا يربكه، مع قدراته المميزة في الأداء. و البقية عموما أدت أداء جميلا كالعالم أيضا.
"منى" إن جاز لي قول ذلك ، هي فتاة تتمتع بكل سمات الجمال الموريتاني، ولو كانت الصورة أنقى . فقط حفظ الله جمالها.
من خلال أداءها ليست طبعا بالشكل المطلوب لدور البطلة، لكن ملامحها و انفعالاتها و البراءة في صوتها كلها أمور تساعدها و ساعدتها في أداء الدور بشكل جيد.
مستقبلا ،
يكون جميل إن كانت حبكة النص أكثر تعقيدا بشكل تعطي للمسلسل نوعا من التشويق، العمل على الصورة و تنقيتها فالمؤثرات و وقت التصوير، العمل على الموسيقى التصويرية بشكل يجعلها تعمق النص لا تظهر كنشاز فيه. العمل على الممثلين بشكل يعمق تجربتهم.
أيضا الحلقات موزعة الى 15 دقيقة 3 للمقدمة و 3 للنهاية و 2 للإعلان في النهاية حوالي 7 دقايق تقريبا، يجب العمل على تطويلها قليلا.
على العموم يوحي المسلسل بمشروع أعمال تلفزيونية محترمة تعالج المواضيع، و تنطلق من خلفياتنا و خصوصياتنا، يجب العمل ايضا على صيغة تسمح بتطور الاعمال في اطار طبعا لا يخل بالمعطى.
ملاحظة: إذا فيه امكانية لتزويدي بمعلومات اتصال "البطلة" ......
ايضا هنالك مسحة دينية أثرت على المعطى الدرامي للعمل، و كذلك ايضا محاولة تقديم القبيلة كعنصر ايجابي للمجتمع هي فاشلة بطريقة أو باخرى لأنها غير مقنعة دراميا و لا من ناحية النص البحث. و هنالك سقطات تمثيلية تجعل بعض المشاهد تبدو ساذجة جدا حد السخافة، و الأمر الأخير "أفاه" كان أدواؤه جميلا .
Friday, August 23, 2013
هل يكون التدخل في سوريا عودة لحلم الشرق الأوسط الجديد؟
كاتب مستقل - اسطنبول
لجنة أممية للتحقيق في سوريا، اجتماع اوروبي في باريس و
لقاء في نيويورك، حراك غير مسبوق تشهده هذه الأيام على مستوى القوى التي كان
الجميع ينظر إليها على أنها تملك مفاتيح الأزمة الجارية في سوريا. فبعد موقف
متذبذب غير واضح، لم تكن أمريكا تحاول به إرضاء الجميع على عكس ما يظن البعض بأنها
أرادت الجميع فاغضبت الجميع، بل موقف مرده أن حالة التدمير الذاتي في سوريا هي
حالة تخدم الوضع بشكل كلي خاصة الحليف المقرب إسرائيل، الاتحاد الأوروبي كعادته
ينتظر حتى يعرف أين تتجه البوصلة الأمريكية و يعرف الموقف و اتجاهاته فيبدأ التحرك.
الأمم المتحدة بدأت من لجنة للتحقيق حول استخدام الأسلحة الكيمائية. السؤال الذي
قد يتبادر لمواطن بسيط في هذا العالم، ماذا كان كل هذا العالم ينتظر ليتدخل؟ و
لماذا الآن بالذات؟
بعيدا عن نظريات الاسقاطات التي تعتمد دائما تخوين طرف على
حساب آخر، إن أحداث التفجيرات التي شهدتها لبنان و لغة التصعيد التي تحدث بها نصر
الله ، إضافة للوضع في مصر و الطريقة التي جزت بها السعودية بنفسها في الأمر، كلها
أمور جعلت الرأي العام أمام اجندة تتعقد، فأصبح العالم الغربي بدل طمعه في استغلالها كلها لتحقيق اهدافه ،
اصبح خائفا أن تضيع منه. حينها قرر التدخل. عودتنا أمريكا على استغلال الأمم
المتحدة فقط خدمة لأهدافها و تطويعها لتنفذ بها استراتيجياتها، ليست الأمم المتحدة
فقط بل الاتحاد الأوربي، ما سيحصل الآن هو أن التحقيق معروف مآله أصلا. فما عودتنا
عليه الولايات المتحدة الأمركية هو أن التقرير سيخرج و استنادا عليه ستتخذ امريكا
خطوة قادمة، لها خياران العسكري و السلمي ، فالأخير قد يكون من خلال قرارات ضد
الحكومة السورية و رموزها في الامم المتحدة
و مجلس الأمن كما قد يضم حصارا، و في هذه الحالة لابد من التنسيق مع روسيا
و الوضع في الحسبان العامل الإيراني الحاضر جدا في المنطقة، و في حال ما كان هنالك
تدخل عسكري من أي نوع فإن اسرائيل و إيران في اللعبة أيضا بطريقة أو بأخرى.
التركيز على الأحداث الجارية في سوريا الآن أيضا له بعد آخر
هو لفت الانظار و الانتباه عن ما يجري في مصر، خاصة و ان كل التعليقات من جانبي
الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد الأوروبي ما زالت تدخل في إطار التعليقات
الفارغة من قبيل نطالب و لابد و و و دون أخذ اجراءات فعلية وواقعية، و امريكا بدأت
تشعر أن الحبال تتقطع في يديها، فالمنطقة ساخنة و وتموقعها فيها بدرجة من البرودة
حتى الرأي العام الأمريكي امتعض منه، فلا قرار حازم بشأن سوريا و لا بشأن مصر على
ماتعنيه المنطقتين للوجود الإسرائيلي مثلا و ما تمثلانه كعناصر مهمة في محور الشر
و الخير على الطريقة الامريكية. ما يحصل أن أميركا و الدول الغربية ستركب التقرير
حصان طروادة، ففي استخدامه لغرض التدخل نقاط مهمة، أولا قد يسأل سائل لماذا التدخل
الآن فقط، فيكون الجواب، لأنه الآن فقط اكتشفنا أنه تم استخدام اسلحة كيمياوية ،
فلا بأس إذن ما دامت الناس تموت باسلحة غير كيمائية تبرير طبعا واه، حتى الحديث عن
الموضوع جاء بعد أن اتخذ القرار بالخطوة القادمة، ثانيا: أن التقرير سيستخدم ليكون
التدخل ذا طابع دولي أممي بمعنى ليست فقط امريكا و لا ابريطانيا ولا غيرهما هما
المعنيين بل الرأي العام. في هذه الحالة لا تملك الجامعة العربية البائسة في ظل
هذه الفترة العصيبة التي الدويلات العربية فيها مقسمة على ذاتها كما كانت دائما
يدعم بعضها بعضا ضد بعض و حتى حكومات ضد شعب، لا يملك العرب قرارا كما ما ملكوه
أبدا بخصوص ما قد يحصل في سوريا. لا قرارا في السلم و لا قرارا في الحرب. و لا
يملك مثلا مواطن بسيط تطحنه آلة الموت في سوريا إلا أن يصفق و يهلل لذلك التدخل و
هذا أحد الأسباب التي أجلت تدخل الغرب و تؤجله، فمن ناحية كان التفرج على التدمير
الذاتي يتمتع بنوع من الإثارة خاصة و الجار الإسرائيلي غير بعيد و لديه رؤية أوضح
على المشهد، ثانيا ليصل المواطن السوري تلك المرحلة التي لا يهمه فيها من تدخل و
لا لماذا تدخل و لا كيف سيتدخل بل يريد فقط من يرفع عنه سوط العذاب و آلة الموت التي تسومه أناء الليل و أطراف
النهار.
فرنسا صرحت أنه إذا ثبت استخدام السلاح الكيميائي في سوريا
فإن تدخلا عسكريا يصبح ضرورة، إذن فابيوس بدأ الحديث عن استخدام القوة ، و كما
تعودنا دائما فإن امريكا إذا قررت التدخل العسكري فصافرة انطلاقة التصريحات و
تمهيدها يأتي من الجانب الأوروبي كان في السابق ابريطانيا و مؤخرا صارت فرنسا، و
بدأ الحديث أيضا عن امكانية امريكا لتدمير السلاح الجوي السوري، و اتصالات جرت بين
كل من موشيه يعالون و تشيك هيغل و زير الدفاع الاسرائيلي و نظيره الأمريكي بشأن
سوريا. فيما يبدو جليا أن الغرب بصدد اتخاذ قرار بالشأن السوري ، فلا يعرف كيف
سيكون الرد من جهة الحلفاء خاصة في ظل توتر و برودة غير مسبوقة تشهدها العلاقة
الامريكية الروسية و أيضا فترة اعلان حرب على التكفيريين كما سماها حزب الله بعد
الانفجارات التي حصلت في لبنان، السيناريوهات المطروحة كلها تصب في اتجاه واحد لن
تستفيد منه سوريا و لا السوريون و لا تتحدث عن جامعة الدول المتعادية، فإذا ما
بطريقة أو بأخرى تمكن التدخل من إيقاف ما يحصل في سوريا فربما تكون الضريبة أكبر
من ناحية الضحايا أولا و من ناحية تسيير ما بعد التدخل ثانيا، خاصة و أنه لن يحصل
في تلك المنطقة إلا ما يرضي أسرائيل بل فوق ما يرضيها فهي فرصتها التاريخية
للانتقام لسنوات ظلت فيها المنطقة ليست فقط سوريا مثيرة للقلق و أيضا فرصة لتوجيه
صفعة قوية لحزب الله و خطوط تموينه و إيران، و لا يستبعد أن يتزامن الأمر مع
عمليات في الجنوب اللبناني و لا يجب أيضا أن نستبعد إيران ، فالأمر أساسا يعتمد
على ردات فعلها خاصة و أن حكومة جديدة تسير البلد، ليس الرجل الذي طلب مرة بمحو
اسرائيل من الخريطة كجرثومة مشؤومة على حد قوله.
احد أهم السيناريوهات المطروحة، أن التقرير المعروف مضمونه
سلفا سيصدر، و سيقدم حتى ولو على طريقة كولن باول في العراق أدلة على أن اسلحة
كيمائية استخدمت بل لربما يتحدث عن مفاعلات نووية كبرى في سوريا من يدري؟ بعدها
يجتمع مجلس الأمن و هيئات الأمم المتحدة و تستصدر بعد القرارات التي ستستخدمها
أمريكا و الحلفاء، و لربما يكون ضمنها قوة إلى سوريا أو عمليات نوعية، ثم بعض
القرارات ستستهدف تقييد الحراك الروسي و الإيراني حتى يبدو أي تدخل منهما أنتهاك
للقانون الدولي و المنظومة القانونية للأمم المتحدة، و يأتي التدخل و بعدها يصير
مشروعا الحديث من جديد عن حلم رايس بشرق أوسط جديد أو كبير أو أي كان خاصة و أن
أحداث مصر قابلة للتوجيه في ظل حالة الفوضى العارمة التي تشهدها الآن. مع أن
الميلاد لن يكون إطلاقا بالسهولة التي قد يتصورها البعض حتى ولو نجحت امريكا في أن
تضع الأمم المتحدة إلى جانبها حليفا لتوفير التغطية القانونية لكل أفعالها. فحزب
الله مثلا ليست دولة ملزمة بالتقيد بقوانين الأمم المتحدة كروسيا و إيران. و من
هذه الناحية فتذكية حرب حزب الله التي أعلنها على التكفيريين واردة جدا و لربما
يقحم فيها مواضيع و طوائف أخرى و تعود للبنان للدائرة الأولى. و لن يكون سهلا أيضا
لأن موجة من الاحتجاجات و الرفض تجتاح الحس الشاب العربي ، مع الحاجة الماسة لهذا
الشاب إلى أن يتعلم من التاريخ ، الأمر الذي لم يحسنه العرب يوما. فلدغوا من نفس
الحجر آلاف المرات...
Wednesday, August 21, 2013
هذا جيل لن يقود ثورة يكتبها التاريخ
كنت وبعض الأصدقاء الأفارقة نتحدث، قال لي أحدهم: هل تعرف انتم العرب هم السبب في كل ما يحصل لديكم و ما تعانونه، انتم تعانون "الفاناتيزم" انتم من سلم فلسطين لإسرائيل و الآن تلقون بابنائكم ليموتوا في الشارع و و و و ، طبعا قدمت له بعض المعلومات ليست دفاعا عن العرب بقدر ماهي حبا مني لتقديم بعض السياقات و المعلومات له. كنا نتحدث عن الطائفية و العرقية في العالم العربي و العداء البيني و و و قال لي : الحل الوحيد في أن تتحدوا، لماذا بعضكم يساعد عدو بعض ليقضي عليه، بعضكم دعم امريكا لتسقط صدام و اخرون دعموا اخرين ليسقطوا حكاما عربا اخرين. و انتم هكذا حتى الآن...
في إطار حديثنا تدخل صديق هاديء قال لي: تعرف ، أنا اليوم ذهبت إلى صلاة العصر في المسجد ، مررت بحوالي 8 شبان عرب، يتحدثون ويضحكون و رجعت من الصلاةو ذهبت لصلاة المغرب و كانوا في نفس المكان يتحدثون و يضحكون، ثم عدت و ذهبت لصلاة العشاء و هم في نفس المكان. قلت له تعرف و حين تعود لصلاة الفجر ربما ستجدهم هناك ، و صدقني لو كنت معهم و بدأت تنصرف ستكتشف انك قضيت حوالي 6 ساعات اسأل نفسك فقط ماذا استفدت و فيما تحدثت و حين تجد الإجابة احتفظ لي بها لطفا. ذاك حال لا أستطيع انكاره أن شبابنا هو جيل النرجيلة و الشيشة و القهوة و المقهى ......
أردف آخر برأيك هل هذا جيل يمكن أن يخلق ثورة تكون مفصلية و قطيعة مع عقود عاش فيها العرب كل تلك المهانة و الإهانة و تحدث بنبرة حزينة والله لا تعرف كم أحزن لتلك الشعوب التي كان بالامكان ان تعيش في رخاء و سلام و كأن البكاء و الألم مكتوب عليها الآن نسمع مات مائة و مائتان لا أحد يفكر، لكن اجلس و فكر في مائة ماتوا واحد اثنان ثلاثة اربعة .... ستفهم قيمة الألم و المأساة.
و في نقاشنا الطويل ... أردنا الوقوف على المشاكل، مع أننا قدمنا و طرحنا كل الحيثيات و السياقات:
إن تعليم القيم المدنية و أن يكبر الطفل يعرف فقط أن هنالك شيء واحد يجب أن يموت من اجله و يدافع عنه هو الوطن ، هو الأساس لخلق جيل ثورة واع. ليس طفل وهو في الخامسة يحدث له عن عرب و افارقة و سنة و شيعة و اخوان و متطرفين و علمانيين جيل كبر على ذلك لا يستطيع بناء الامم و لا الدول لانه هو نفسه ذات مهدمة منقسمة طوائفا و جهات.
الوحدة ، نختلف لكن حيث يصل الامر قضايا الامة و الوطن يتفق الجميع، حين نتوقف عن الخسائس و الدسائس و كل يترصد الاخر و يرى في اصغارة و اضعافه و قتله قوة له.
ثم ختم افريقي اخر و قال: في العالم العربي الانتماء الديني اصبح تقليدا، العامة لا تعي قيمة الدين، فقط طفل كبر و ابوه و امه يصلي و يصوم فصلى هو و صام لكن لم يعلموه ما معنى كل ذلك فصار من السهل عليه أن لا يعترف بأي شيء من ذلك في مرحلة ما.
القصة مطولة سأكتب عنها لاحقا.....
في إطار حديثنا تدخل صديق هاديء قال لي: تعرف ، أنا اليوم ذهبت إلى صلاة العصر في المسجد ، مررت بحوالي 8 شبان عرب، يتحدثون ويضحكون و رجعت من الصلاةو ذهبت لصلاة المغرب و كانوا في نفس المكان يتحدثون و يضحكون، ثم عدت و ذهبت لصلاة العشاء و هم في نفس المكان. قلت له تعرف و حين تعود لصلاة الفجر ربما ستجدهم هناك ، و صدقني لو كنت معهم و بدأت تنصرف ستكتشف انك قضيت حوالي 6 ساعات اسأل نفسك فقط ماذا استفدت و فيما تحدثت و حين تجد الإجابة احتفظ لي بها لطفا. ذاك حال لا أستطيع انكاره أن شبابنا هو جيل النرجيلة و الشيشة و القهوة و المقهى ......
أردف آخر برأيك هل هذا جيل يمكن أن يخلق ثورة تكون مفصلية و قطيعة مع عقود عاش فيها العرب كل تلك المهانة و الإهانة و تحدث بنبرة حزينة والله لا تعرف كم أحزن لتلك الشعوب التي كان بالامكان ان تعيش في رخاء و سلام و كأن البكاء و الألم مكتوب عليها الآن نسمع مات مائة و مائتان لا أحد يفكر، لكن اجلس و فكر في مائة ماتوا واحد اثنان ثلاثة اربعة .... ستفهم قيمة الألم و المأساة.
و في نقاشنا الطويل ... أردنا الوقوف على المشاكل، مع أننا قدمنا و طرحنا كل الحيثيات و السياقات:
إن تعليم القيم المدنية و أن يكبر الطفل يعرف فقط أن هنالك شيء واحد يجب أن يموت من اجله و يدافع عنه هو الوطن ، هو الأساس لخلق جيل ثورة واع. ليس طفل وهو في الخامسة يحدث له عن عرب و افارقة و سنة و شيعة و اخوان و متطرفين و علمانيين جيل كبر على ذلك لا يستطيع بناء الامم و لا الدول لانه هو نفسه ذات مهدمة منقسمة طوائفا و جهات.
الوحدة ، نختلف لكن حيث يصل الامر قضايا الامة و الوطن يتفق الجميع، حين نتوقف عن الخسائس و الدسائس و كل يترصد الاخر و يرى في اصغارة و اضعافه و قتله قوة له.
ثم ختم افريقي اخر و قال: في العالم العربي الانتماء الديني اصبح تقليدا، العامة لا تعي قيمة الدين، فقط طفل كبر و ابوه و امه يصلي و يصوم فصلى هو و صام لكن لم يعلموه ما معنى كل ذلك فصار من السهل عليه أن لا يعترف بأي شيء من ذلك في مرحلة ما.
القصة مطولة سأكتب عنها لاحقا.....
Sunday, August 18, 2013
حين يثير العرب الشفقة و الحنق - الضياع المطلق
خرجت من الغرفة حيث قضيت ساعات طوال من العمل على الانترنت، اردت الذهاب إلى ذلك المقهى حيث اعتاد الجلوس قبيل الغروب اتأمل اختفاء الشمس ووداع اسطنبول لها و أخذ نفسا عميقا بعيدا عن ضيق الغرف المغلقة، مع خروجي اكتشفت أني ضيعت لقاء اردوغان في منطقة كارتال ن اردت حضور ذلك اللقاء لا لشيء غير أنه سيكون من أول لقاءات الرجل التي احضرها شخصيا ، فلقد حضرت واحدا ماضيا و كنت على بعد كلمتر بشري من المنصة.
ركبت اتراموي بعد سير على الاقدام اخذني من الساحل إلى ميدان بيازيت ، كان ككل مساءات اسطنبول تجتاح موجات العرب المشهد منقبات و محجبات و غير ذلك و ملتحون و غير ملتحون و شباب و اطفال... في محطة امنينو أكتشفت حراكا غير عادي و رأيت أعلام مصر و أعلام تركيا و أعلام سوريا و أعلاما مختلفة الألوان تحمل "لااله الا الله محمد رسول الله" و شاشة عملاقة مع كاميرات متعددة برافعات و كان خطيبا يصرخ حول العدل و الديمقراطية و الحقوق و القيم التي تضيع الآن ، انضممت للجمع كان الجميع يصرخ باصوات عالية من أجل الشعب المصري و السوري و الشعوب الاسلامية كما تردد. ثم بدأ ترديد الشعارات. و غنوا الأغنية التي غنيتها يوما مع صديقي الشهيد محمد العسكري في في مصر ليستشهد بعدها بشهر تقريبا، وجدتني أحفظ الكلمات و أرددها معهم و احتضر صورة محمد في جلبابه الابيض الشامي و يده في يدي و نحن نردد الاغنية، ثم بدأت النداء برحيل السيسي و الانتقام منه، و جرد حقائق حول ازدواجية المعايير، ما لفت انتباهي حين بدأ الجمع يصرخ بعربية "الإهوان المسلمين" في البداية لم ادرك أن الاهوان هي الإخوان. كان الجميع شيبا و شبابا و اطفالا نساء و رجالا يصرخون و يرددون الأغاني في قمة الحماس واثقين من نصر الله كما يرددون: الله بيزيمل كانوا يرددون. بمعنى الله معنا. عددوا المآسي التي يتعرض لها العرب و المسلمون و صرخوا من أجل دمائنا و نسائنا و أطفالنا ، و كانت القضية قضيتهم، ثم ختموا بدعاء للمسلمين في شرق العالم و غربه و للامه العربية من العراق إلى تونس مرورا بمصر و سوريا و لبنان، تماما كما كان أردوغان كما استمعت اليه في الجهاز المذياعي يردد و يدعوا.
انفض الجمع على أن يلتقي التاسعة من مساء نفس اليوم، كنت سعيدا بذلك الخبر ، لأنني لم أحضر كاميرتي فسأذهب و آتي بها لأحضر المشهد من جديد.
و انا انصرف و لا زلت اسمع ضجيج الميكروفونات و الناس تتفرق تردد تلك الشعارات كلها ، بالتركية و العربية ، لم اقطع مائة متر من المكان و الناس خلفي و حولي، حتى صادفت فيلقا من الشباب العربي حوالي 8 إلى 10 و كانوا من جنسيات مختلفة حسب ما سمعت من لهجاتهم، مسح أحدهم يده و على بطنه و قال : والله طعامهم لذيذ، التفت الاخر الذي لديه بسطة في الجسم بسطة بسطة ، و قال ضاحكا ضحكة لا اعرف سببها، نعم لابد أن نعود إليه مرة أخرى، اضافة لذلك البنات حلوات ، اللاتي يقدمن الطعام، الان فهمت ضحكة الشاب. لم أعرف فيماذا أفكر فقط هناك على مسافة مائة متر ناس و أمم أخرى تحمل قضاياك و همومك و أنت تتحدث عن طعام لذيذ و بنات حلوات... يا لعار العرب.....!!!!
حين عدت لم أدرك الجمع فلقد اغراني القمر في بعض المناطق لألتقط منه صورا، وصلت إلى المكان و لم اجد إلا جامع السليمانية و القمر و التقطت بعض صور.
Tuesday, August 13, 2013
ممنوع الغضب - انكشافات مجتمع
تابعت بعد رمضان طبعا حلقات البرنامج الذي تقدمه: الإعلامية بنت اسباعي، و هي سيدة يذكر لها و بكل أمانة خرجاتها على التلفزيون الوطني المتهالكن فأنا أذكر جيدا يوم كنت جالسا إلى والدي في احد مساءات نواكشوط، والوالد على فكرة لا يطيق التلفزيون الوطني و هو ذواقة متميز فيما يتعلق بالدراما و كرة القدم و السينما ، المهم كانت هي حينها تقدم حلقة من برنامج اجتماعي لا اذكر اسمه، فقال لي : هذه القريسة لاباس بها.
نعم ، من الميزات التي تذكر لبنت اسباعي تلقائتها أمام الكاميرا و عفويتها في التقديم و طرح الاسئلة لا تصطنع شيئا و يساعدها أيضا ملامح وجهها المعبرة. كان برنامج "ممنوع الغضب" فكرة و أداء مقبولا لحد كبير بل كونه برنامج مقالب لحد فلا مآخذ كبيرة فنيا و لا شكلا و لا مضمونا تؤخذ عليه.
ما أثار انتباهي فيه هو ردة فعل الضيوف، أبرزت نقطتان من أهم العراقيل و المشاكل التي يواجهها و يوجهها المجتمع الموريتاني و تعتبر سبب الفشل اجتماعيا و مهنيا و مرد تفشي كل الممارسات الاجتماعية المقيتة.
أولا: أن النساء. في موريتانيا مهما بلغ بهم التعلم و الفهم و الوعي ، لا زلن خاضعات قابلات راضيات بل سعيدات بقيود يفرضها المجتمع لا علاقة لها بالدين، و لا تخدم المجتمع و لا بنيته في شيء ، مفروض عليهن التصنع و حالة نفاق اجتماعي هي ديدن يريد المجتمع الجميع أن يرقص عليها. فتقول الواحدة : أنا من وسط اجتماعي كذا و كذا و كذا و لا يقبل لي كذا و كذا و كذا، لم نتحدث هنا عن واجب ديني و لا وطني بل عرف اجتماعي و تقليد مقيت.
الثاني : حضور القبيلة: مع معظم الضيوف ، كان الضيف يحاول التهرب من المقلب أو تحوير الحوار ، بقوله : يا بابا أنا خالك أنا عمك أنا قريبك ، أنا التقيتك لما كنت كذا و كذا، يضاف إلى ذلك الجهوية فيقول أحدهم مثلا ألم التقك في كيفه ؟ ألا أعرفك في منطقة كذا . و حصل هذا مع سيدات اعلاميات و كاتبات و سادة اعلاميين و صحفيين كبار.
و أذكر جيدا حين صرخ أحدهم أنا "انتلفن لك على الامور المهمة" أنا اتصل بك للأمور المهمة " أية أمور مثلا.
أضف إلى ذلك السيدة التي قالت: أنا من الزوايا ، بمعنى لازالت النخبة من اعلاميين و كتاب و مثقفين تعترف بالقبلية و الطبقية كالقول بالزوايا و العرب و غيرهم، فكيف بالعامة.
و لا زالت النخبة من كتاب و اعلاميين و صحافين يقولون بأنهم مخضرمين، يتحدثون أنا خالك و أنا عمك و ألا أعرفك في كيفة و ألا أعرف في ازويرات و كذا و كذا... مجتمع هذا حال نخبته ماذا يعاب على عامته.
جانب آخر ، هو حالة العقد النفسية التي تعيشها عموما النخبة المثقفة في موريتانيا، فحول الإعلام الحديث عن شهادات و تكوينات نقطة حساسة جدا، و عن البحث والكتابة السؤال عن كتب أو منشورات سؤال محرج، و عن الوثائقين و المقررين السؤال عن بعض الاعمال ايضا فيه ، لا يمكن إرجاع الأمر إلا إلى امرين ، عدم رضا الجميع عن ماهو منشغل به ، أو أن الانشغال حين تنزع منه الألقاب لا يبقى الكثير ليذكر، و حين تنزع منه أنا قريبك و أنا و أنا و بعض الصلات الاجتماعية لا يبقى الكثير للمهنة.
ختاما، برنامج له جوانب كثيرة مهمة ، و الوقوف على جوانب من هذا القبيل من الرسائل الثانوية المحورية يعطي للافكار الاعلامية بعدا آخرا. اسمح لنفسي ثانية أن أحيي الإعلامية بنت السباعي و اتمنى لتلفزيوننا شيئا و لو قليلا جدا من التقدم و التغيير البناء، و اتمنى لمجتمعنا "الله يلطف".
نعم ، من الميزات التي تذكر لبنت اسباعي تلقائتها أمام الكاميرا و عفويتها في التقديم و طرح الاسئلة لا تصطنع شيئا و يساعدها أيضا ملامح وجهها المعبرة. كان برنامج "ممنوع الغضب" فكرة و أداء مقبولا لحد كبير بل كونه برنامج مقالب لحد فلا مآخذ كبيرة فنيا و لا شكلا و لا مضمونا تؤخذ عليه.
ما أثار انتباهي فيه هو ردة فعل الضيوف، أبرزت نقطتان من أهم العراقيل و المشاكل التي يواجهها و يوجهها المجتمع الموريتاني و تعتبر سبب الفشل اجتماعيا و مهنيا و مرد تفشي كل الممارسات الاجتماعية المقيتة.
أولا: أن النساء. في موريتانيا مهما بلغ بهم التعلم و الفهم و الوعي ، لا زلن خاضعات قابلات راضيات بل سعيدات بقيود يفرضها المجتمع لا علاقة لها بالدين، و لا تخدم المجتمع و لا بنيته في شيء ، مفروض عليهن التصنع و حالة نفاق اجتماعي هي ديدن يريد المجتمع الجميع أن يرقص عليها. فتقول الواحدة : أنا من وسط اجتماعي كذا و كذا و كذا و لا يقبل لي كذا و كذا و كذا، لم نتحدث هنا عن واجب ديني و لا وطني بل عرف اجتماعي و تقليد مقيت.
الثاني : حضور القبيلة: مع معظم الضيوف ، كان الضيف يحاول التهرب من المقلب أو تحوير الحوار ، بقوله : يا بابا أنا خالك أنا عمك أنا قريبك ، أنا التقيتك لما كنت كذا و كذا، يضاف إلى ذلك الجهوية فيقول أحدهم مثلا ألم التقك في كيفه ؟ ألا أعرفك في منطقة كذا . و حصل هذا مع سيدات اعلاميات و كاتبات و سادة اعلاميين و صحفيين كبار.
و أذكر جيدا حين صرخ أحدهم أنا "انتلفن لك على الامور المهمة" أنا اتصل بك للأمور المهمة " أية أمور مثلا.
أضف إلى ذلك السيدة التي قالت: أنا من الزوايا ، بمعنى لازالت النخبة من اعلاميين و كتاب و مثقفين تعترف بالقبلية و الطبقية كالقول بالزوايا و العرب و غيرهم، فكيف بالعامة.
و لا زالت النخبة من كتاب و اعلاميين و صحافين يقولون بأنهم مخضرمين، يتحدثون أنا خالك و أنا عمك و ألا أعرفك في كيفة و ألا أعرف في ازويرات و كذا و كذا... مجتمع هذا حال نخبته ماذا يعاب على عامته.
جانب آخر ، هو حالة العقد النفسية التي تعيشها عموما النخبة المثقفة في موريتانيا، فحول الإعلام الحديث عن شهادات و تكوينات نقطة حساسة جدا، و عن البحث والكتابة السؤال عن كتب أو منشورات سؤال محرج، و عن الوثائقين و المقررين السؤال عن بعض الاعمال ايضا فيه ، لا يمكن إرجاع الأمر إلا إلى امرين ، عدم رضا الجميع عن ماهو منشغل به ، أو أن الانشغال حين تنزع منه الألقاب لا يبقى الكثير ليذكر، و حين تنزع منه أنا قريبك و أنا و أنا و بعض الصلات الاجتماعية لا يبقى الكثير للمهنة.
ختاما، برنامج له جوانب كثيرة مهمة ، و الوقوف على جوانب من هذا القبيل من الرسائل الثانوية المحورية يعطي للافكار الاعلامية بعدا آخرا. اسمح لنفسي ثانية أن أحيي الإعلامية بنت السباعي و اتمنى لتلفزيوننا شيئا و لو قليلا جدا من التقدم و التغيير البناء، و اتمنى لمجتمعنا "الله يلطف".
Friday, August 9, 2013
ورطة في ورطة - قراءة
لم يتح لي الوقت كثيرا لمتابعة جديد التلفزيون الوطني و التلفزيونات المستقلة في هذا رمضان. خاصة أنه أول رمضان بعد تحرير الفضاء السمعي و البصري و من المفترض أن المنافسة كانت على أشدها في سبيل انتاج اعمال تستقطب اهتمام أكثرية 3 مليون شخص هي ساكنة مورتيانيا حسب آخر الإحصائيات في انتظار انتهاء الإحصاء الجديد لتأكيد أو نفي الرقم. و في الحقيقة لا انتظر الكثير طبعا، لكن علينا أن نشتغل على ما عندنا إلى أن نجد سبيلا لما نطمح إليه خاصة في مجال الإعلام و التلفزيون، نفس النظرة عندي حول الاعلام الموريتاني لم تتغير ، لكن بتقديم رأيي، أرضي نفسي أولا و ربما تكون مفي
حسب جرد بسيط و جدت أن 3 أعمال تلفزيونية تم عرضها خلال شهر رمضان: بنت الناس - ورطة في وطة - و أيام أسرة.
تابعت تقريبا في جلستين من خلال اليوتيوب أغلب حلقات : ورطة في ورطة .
المواضيع:
ما يعتبر إضافة قيمة جدا ، قدمتها ورطة في ورطة هي معالجة مواضيع اجتماعية مطروحة جدا و معاشة يوميا في المجتمع الموريتاني، معالجة هذه القضايا في قالب تلفزيوني يقارب أحيانا حدود العمل المسرحي لحد ما.
الملحقات الفنية:
عن زاوية الكاميرا ، يذكر تغيير جذري حصل حيث هنالك محاولات لاستخدام كاميرات زاوية و زاوية مرتفعة ، و بالوضع في الاعتبار ما يتعلق بالنقص الحاد في المعدات اللازمة للتصوير من رافعات و غيرها فإن التصوير و زواياه و أبعاده مقبولة لحد بعيد. في كل الحلقات طبعا تظهر شوارع العاصمة و بناياتها و تظهر النفايات حتى مرمية ، و الصورة لا تعالج بشكل يسمح لها أن تبدو مضيئة قليلا ، كل الصور قاتمة بعيدا عن ملحقات الكاميرا من الإيزو و غيره فإن البرامج كثيرة تسمح بمعالجة هذه الصور حتى تبدو في نوعية أحسن. كما أن الكاميرا يمكن تحويرها بحيث نتحاشى كثيرا من الصور التي تبدو عادية لمجتمعنا، لكن هي صاعقة حد الإضطراب العقلي للمشاهد الآخر.
الصوت: الصوت ليس مصقولا بالشكل الكافي و رتابته و موسيقيته غير منضبطة ارتفاعا انخفاضا مع أستخدام بعض المؤثرات الصورتية المؤثرة حقيقة ، لكنها غير متناسقة مع المستوى المعتمد للمثلين فتأتي في صيغة مفاجئة حد خلق التشويش في ذهن المتلقي.
الممثلون:
استطيع الآن أن أقول أن موريتانيا وجدت ممثلين ، حقيقة خونة فال و أعمر ثنائي قمة في الروعة و التلقائية و أرفع لهم القبعة أنحناء، عن خونه هذه موهبة فنية أقل ما يقال عنها أنها مذهلة تعامله مع الكاميرا استيعابه للمثلين معه، كل حركاته تخدم النص و الصورة، و هو من طينة الممثلين بالفطرة، أعمر هو أعمر رغم أن التوصيات المقدمة له من المخرج أو الكاتب ترهقه أحيانا إلا أنه في اداءه متميز.
النص :
ملاحظ جدا أنه ارتجالي لكن ذلك ليس عيبا في حد ذاته خاصة أن الأداء كوميدي و الأداء الكوميدي لا يخدمه النص المغلق إطلاقا، و كذلك المواضيع المعالجة تقدم في قالب كوميدي تلفزيوني جميل، فمن ناحية النص مقبول جدا.
من أجل ورطة في ورطة القادمة:
نعتمد نفس الثنائي مع وجود ضيوف شرف من قبيل بونا و غيره.
نركز على المؤثرات و البرامج لصقل الصور و الرفع من نوعيتها، مع محاولة تحاشي بعض الصور الطبيعة التي تلتقط أثناء تصوير اللقطة كصور الشوارع المتسخة و المباني المهدمة و أشياء لا تخدم صورة الدولة في الخارج.
الصوت نحاول ضبط المستويات حتى تتقارب فيما بينها و لا يكون هنالك صوت يشكل نشارا في المعطى الصوتي.
النص: كما هو نكتفي بمعالجة المواضيع الاجتماعية و تطوير طريقة المعالجة.
في النهاية احيي الطاقم العامل على ورطة في ورطة و تحية خاصة للثنائي خونا و أعمر .
حسب جرد بسيط و جدت أن 3 أعمال تلفزيونية تم عرضها خلال شهر رمضان: بنت الناس - ورطة في وطة - و أيام أسرة.
تابعت تقريبا في جلستين من خلال اليوتيوب أغلب حلقات : ورطة في ورطة .
المواضيع:
ما يعتبر إضافة قيمة جدا ، قدمتها ورطة في ورطة هي معالجة مواضيع اجتماعية مطروحة جدا و معاشة يوميا في المجتمع الموريتاني، معالجة هذه القضايا في قالب تلفزيوني يقارب أحيانا حدود العمل المسرحي لحد ما.
الملحقات الفنية:
عن زاوية الكاميرا ، يذكر تغيير جذري حصل حيث هنالك محاولات لاستخدام كاميرات زاوية و زاوية مرتفعة ، و بالوضع في الاعتبار ما يتعلق بالنقص الحاد في المعدات اللازمة للتصوير من رافعات و غيرها فإن التصوير و زواياه و أبعاده مقبولة لحد بعيد. في كل الحلقات طبعا تظهر شوارع العاصمة و بناياتها و تظهر النفايات حتى مرمية ، و الصورة لا تعالج بشكل يسمح لها أن تبدو مضيئة قليلا ، كل الصور قاتمة بعيدا عن ملحقات الكاميرا من الإيزو و غيره فإن البرامج كثيرة تسمح بمعالجة هذه الصور حتى تبدو في نوعية أحسن. كما أن الكاميرا يمكن تحويرها بحيث نتحاشى كثيرا من الصور التي تبدو عادية لمجتمعنا، لكن هي صاعقة حد الإضطراب العقلي للمشاهد الآخر.
الصوت: الصوت ليس مصقولا بالشكل الكافي و رتابته و موسيقيته غير منضبطة ارتفاعا انخفاضا مع أستخدام بعض المؤثرات الصورتية المؤثرة حقيقة ، لكنها غير متناسقة مع المستوى المعتمد للمثلين فتأتي في صيغة مفاجئة حد خلق التشويش في ذهن المتلقي.
الممثلون:
استطيع الآن أن أقول أن موريتانيا وجدت ممثلين ، حقيقة خونة فال و أعمر ثنائي قمة في الروعة و التلقائية و أرفع لهم القبعة أنحناء، عن خونه هذه موهبة فنية أقل ما يقال عنها أنها مذهلة تعامله مع الكاميرا استيعابه للمثلين معه، كل حركاته تخدم النص و الصورة، و هو من طينة الممثلين بالفطرة، أعمر هو أعمر رغم أن التوصيات المقدمة له من المخرج أو الكاتب ترهقه أحيانا إلا أنه في اداءه متميز.
النص :
ملاحظ جدا أنه ارتجالي لكن ذلك ليس عيبا في حد ذاته خاصة أن الأداء كوميدي و الأداء الكوميدي لا يخدمه النص المغلق إطلاقا، و كذلك المواضيع المعالجة تقدم في قالب كوميدي تلفزيوني جميل، فمن ناحية النص مقبول جدا.
من أجل ورطة في ورطة القادمة:
نعتمد نفس الثنائي مع وجود ضيوف شرف من قبيل بونا و غيره.
نركز على المؤثرات و البرامج لصقل الصور و الرفع من نوعيتها، مع محاولة تحاشي بعض الصور الطبيعة التي تلتقط أثناء تصوير اللقطة كصور الشوارع المتسخة و المباني المهدمة و أشياء لا تخدم صورة الدولة في الخارج.
الصوت نحاول ضبط المستويات حتى تتقارب فيما بينها و لا يكون هنالك صوت يشكل نشارا في المعطى الصوتي.
النص: كما هو نكتفي بمعالجة المواضيع الاجتماعية و تطوير طريقة المعالجة.
في النهاية احيي الطاقم العامل على ورطة في ورطة و تحية خاصة للثنائي خونا و أعمر .
Thursday, August 8, 2013
Wednesday, August 7, 2013
خيمة في سليغر - الثالثة
بعدما تجمع الجميع و بدأت المساحة تتسع، كان البعض طبعا يختلق التلقائية و هو شيء طبيعي ان تقفز احيانا على طبيعتك تجرب الجنون ، ألقي نظرة بانورامية على الجمع تجد افريقيا و الافارقة بمسحتهم الحزينة يخلقون الضجيج في كل تجمع، تذكرت مقولة ذالك التركي حين حضرت إليه و أنا انسق رحلة انظمها لمجموعة تضم قارات العالم الخمس، فسألني من أين هم قلت له: فيهم اوروبيون و امريكيون و اسيويون ...قاطعني و قال صدقني وحدهم الأفارقة هم من يعرفون أن يستمتعوا بوقتهم و يتصرفوا بتلقائيتهم البحتة، بدت نظرة صديقي حادة و عنصرية لحد ما ، فالبسمة هي الوحيدة التي لا يمكننا حصرها على أحد دون آخر، إنها حقنا جميعا و ملكنا جميعا.
لفتت تلك السيدة الأوروبية التي ترتدي فستانا على طريق بنات الريف الفرنسيات اللاتي تحدث عنهم فلوبير ، كنا نتحدث جميعا و كانت هي هادئة لا تقترب من أحد و كانت تتصرف بتلقائية ريفية صرفة، هي طالبة و مهندسة، كنت القي التحايا على البعض في مثل هذه اللقاءات توزع التحايا مجانا و النكات و البسمات و اللمسات و كل شيء. لكنها كانت إلى جانبي لم ارد تركها وحدها ، و قلت لها انضمي الى فيالق الصارخين و الضاحكين هؤلاء ابتسمت بهدوء و اشارت اشارة معناها سأتبعك.
كان الليل يغطي سماء موسكو و حلقت طائرة مروحية مرارا جيئة و ذهابا ، قلت في نفسي ربما هي عيون بوتن، رجل كبوتن لن يسمح لك بالقهقهة كثيرا في ارضه دون معرفة السبب ، قلت في نفسي، إن الحس الأمني و الاستخباراتي ملكة عظيمة لكن نقمة أحيانا. حيث لا تشعر بالراحة ما لم تعرف كل ما يدور و تكون لديك فكرة حول ما قد يدور.
وصلت الباصات و توزعنا فرقا و جماعات، دخلت باصا كان الوفد الاندونوسي قد اجتاح اكثر من نصفه، وفد جميل ظريف فيه الصامتون و المشاكسون و الممازحون و المتحجبات و اللامتحجبات و ربما السمة المشتركة بين الجميع هي قصر القامة. لكن كان جميلا اكثر مما تخيلت ن شعرت أني مواطنا اندونوسيا و أنا اتبادل معهم النكات و اطلب إليهم ان يضيفوني و احدثهم عن طقوس الضيافة في موريتانيا حيث لابد أن يذبح كبش سمين و يبدأ في طقوس الشاي و يوضع التمر و اللبن لأبسط ضيف، ثم بعدها جاء ثنائي تبين لاحقا أن السيدة امريكية تقيم في اسبانيا حسب ما حدثتني و كان ظريفة لدرجة تحدثنا فيها لحوالي ساعة تقريبا و الثاني كان امريكيا روسيا يتحدث الروسية تماما كما يتحدث الانجليزية. و اخران خلفهما كانا افغانيا و هنديا و الى اليمين سيدتان من باكستان. بعد ضجيج حديث الساعات الأولى هدأ كل شيء. نام البعض و سكن البعض و بدأ الآخر يفكر في الايام المقبلة و ما تخفيه رحلة 300 كلمتر. و انطلقت القافلة تخترق ليل روسيا.
لفتت تلك السيدة الأوروبية التي ترتدي فستانا على طريق بنات الريف الفرنسيات اللاتي تحدث عنهم فلوبير ، كنا نتحدث جميعا و كانت هي هادئة لا تقترب من أحد و كانت تتصرف بتلقائية ريفية صرفة، هي طالبة و مهندسة، كنت القي التحايا على البعض في مثل هذه اللقاءات توزع التحايا مجانا و النكات و البسمات و اللمسات و كل شيء. لكنها كانت إلى جانبي لم ارد تركها وحدها ، و قلت لها انضمي الى فيالق الصارخين و الضاحكين هؤلاء ابتسمت بهدوء و اشارت اشارة معناها سأتبعك.
كان الليل يغطي سماء موسكو و حلقت طائرة مروحية مرارا جيئة و ذهابا ، قلت في نفسي ربما هي عيون بوتن، رجل كبوتن لن يسمح لك بالقهقهة كثيرا في ارضه دون معرفة السبب ، قلت في نفسي، إن الحس الأمني و الاستخباراتي ملكة عظيمة لكن نقمة أحيانا. حيث لا تشعر بالراحة ما لم تعرف كل ما يدور و تكون لديك فكرة حول ما قد يدور.
وصلت الباصات و توزعنا فرقا و جماعات، دخلت باصا كان الوفد الاندونوسي قد اجتاح اكثر من نصفه، وفد جميل ظريف فيه الصامتون و المشاكسون و الممازحون و المتحجبات و اللامتحجبات و ربما السمة المشتركة بين الجميع هي قصر القامة. لكن كان جميلا اكثر مما تخيلت ن شعرت أني مواطنا اندونوسيا و أنا اتبادل معهم النكات و اطلب إليهم ان يضيفوني و احدثهم عن طقوس الضيافة في موريتانيا حيث لابد أن يذبح كبش سمين و يبدأ في طقوس الشاي و يوضع التمر و اللبن لأبسط ضيف، ثم بعدها جاء ثنائي تبين لاحقا أن السيدة امريكية تقيم في اسبانيا حسب ما حدثتني و كان ظريفة لدرجة تحدثنا فيها لحوالي ساعة تقريبا و الثاني كان امريكيا روسيا يتحدث الروسية تماما كما يتحدث الانجليزية. و اخران خلفهما كانا افغانيا و هنديا و الى اليمين سيدتان من باكستان. بعد ضجيج حديث الساعات الأولى هدأ كل شيء. نام البعض و سكن البعض و بدأ الآخر يفكر في الايام المقبلة و ما تخفيه رحلة 300 كلمتر. و انطلقت القافلة تخترق ليل روسيا.
Monday, August 5, 2013
Subscribe to:
Posts (Atom)