Sunday, September 8, 2013

عاد زمن القطيع .... أم لم يغادر يوما

ظننا كلنا كعرب أنه بعد ما حدث عام 2011 و ما لحقه، لن يأتي يوم يساق فيه قادتنا من جديد كقطيع من المعز و الخراف يجمعون من أقصى البلاد العربية في دوحة أو رياض أو قاهرة أو عمان أو أينما كان. ظننا ان ذلك الزمان ولى، و ان كل ما علينا فعله الآن أن ننتظر صرخات مدوية في وجه كل من يحاول أن يعاملنا بذلك الشكل من جديد. لكن تبدد كل شيء و ضاع كل شيء و تحطم كل شيء و عاد المعز و الخراف أكثر طاعة و صرنا قطيعا بل قطيعا و ذئابا يأكل بعضنا بعض.
عدنا أسوأ مما كان، نتذكر جميعا أيام الحرب على العراق ، كيف كان يدعى الحكام العرب ، ليقال لاحقا طلبوا منا و أكدوا لنا، و كان يتم جمعهم فقط لمعرفة كمية النفط التي ستقدمها كل دولة منهم و كمية التسهيلات، ففي النهاية الحروب ضد العرب هي حروب مجانية يقتل فيها العرب بعضهم بعضا. تعود الصورة الآن بنفس الطريقة مع تغييرات قليلة لكنها أسوأ. بعد أن كنا نساق لعواصمنا العربية، نحن الآن ذئابا خرافا أنذالا نساق إلى العواصم الغربية لنقطع بعضنا و نأكل بعضنا، ساقونا هذه المرة إلى باريس ، فلندن رفضت أعرافها العريقة، و فرنسا ظلت دوما دولة مائعة تجيد فقط كيف تغتال رجالا مثل سانكارا و غيره في افريقيا....
هنالك سيقررون كمية النفط و المال و الدعم القادم من كل دولة ، و سيحاولون إرضاء طرفي صراع قذرين. سنوقع على التدخل و نوقع التعهد بالدعم و المساندة و الصمت فلن نعلق ، و إن كنا سنعلق سنطلب إلى كيري أن يكتب لنا الخطابات القصيرة التي يجب أن نلقيها بالمناسبة، و لن يثور شباب و لا ناشطون، فلقد كرهونا في الثورة و هم يحولون أم الدنيا جحيما يعودون به أمام أعيننا للعصور الغابرة. حيث التفجيرات و القتل البارد.
ألا تبا لقادتنا و حكامنا و امرائنا و شيوخنا و لعروبة نتقن فقط أن نضيعها و نذلها و نبيعها حتى من غير ثمن، بل نعطيها ثمن فنجان ويسكي في حانة فرنسية حقيرة.