Thursday, August 8, 2013

عيد فطر مبارك سعيد

تتمنى لكم المدونة و مجموعة "آمارت" عيد فطر مبارك سعيد . كل عام و أنتم بألف ألف خيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
 


Wednesday, August 7, 2013

خيمة في سليغر - الثالثة

 بعدما تجمع الجميع و بدأت المساحة تتسع، كان البعض طبعا يختلق التلقائية و هو شيء طبيعي ان تقفز احيانا على طبيعتك تجرب الجنون ، ألقي نظرة بانورامية على الجمع تجد افريقيا و الافارقة بمسحتهم الحزينة يخلقون الضجيج في كل تجمع، تذكرت مقولة ذالك التركي حين حضرت إليه و أنا انسق رحلة انظمها لمجموعة تضم قارات العالم الخمس، فسألني من أين هم قلت له: فيهم اوروبيون و امريكيون و اسيويون ...قاطعني و قال صدقني وحدهم الأفارقة هم من يعرفون أن يستمتعوا بوقتهم و يتصرفوا بتلقائيتهم البحتة، بدت نظرة صديقي حادة و عنصرية لحد ما ، فالبسمة هي الوحيدة التي لا يمكننا حصرها على أحد دون آخر، إنها حقنا جميعا و ملكنا جميعا.
لفتت تلك السيدة الأوروبية التي ترتدي فستانا على طريق بنات الريف الفرنسيات اللاتي تحدث عنهم فلوبير ، كنا نتحدث جميعا و كانت هي هادئة لا تقترب من أحد و كانت تتصرف بتلقائية ريفية صرفة، هي طالبة و مهندسة، كنت القي التحايا على البعض في مثل هذه اللقاءات توزع التحايا مجانا و النكات و البسمات و اللمسات و كل شيء. لكنها كانت إلى جانبي لم ارد تركها وحدها ، و قلت لها انضمي الى فيالق الصارخين و الضاحكين هؤلاء ابتسمت بهدوء و اشارت اشارة معناها سأتبعك.
كان الليل يغطي سماء موسكو و حلقت طائرة مروحية مرارا جيئة و ذهابا ، قلت في نفسي ربما هي عيون بوتن، رجل كبوتن لن يسمح لك بالقهقهة كثيرا في ارضه دون معرفة السبب ، قلت في نفسي، إن الحس الأمني و الاستخباراتي ملكة عظيمة لكن نقمة أحيانا. حيث لا تشعر بالراحة ما لم تعرف كل ما يدور و تكون لديك فكرة حول ما قد يدور.
 وصلت الباصات و توزعنا فرقا و جماعات، دخلت باصا كان الوفد الاندونوسي قد اجتاح اكثر من نصفه، وفد جميل ظريف فيه الصامتون و المشاكسون و الممازحون و المتحجبات و اللامتحجبات و ربما السمة المشتركة بين الجميع هي قصر القامة. لكن كان جميلا اكثر مما تخيلت ن شعرت أني مواطنا اندونوسيا و أنا اتبادل معهم النكات و اطلب إليهم ان يضيفوني و احدثهم عن طقوس الضيافة في موريتانيا حيث لابد أن يذبح كبش سمين و يبدأ في طقوس الشاي و يوضع التمر و اللبن لأبسط ضيف، ثم بعدها جاء ثنائي تبين لاحقا أن السيدة امريكية تقيم في اسبانيا حسب ما حدثتني و كان ظريفة لدرجة تحدثنا فيها لحوالي ساعة تقريبا و الثاني كان امريكيا روسيا يتحدث الروسية تماما كما يتحدث الانجليزية. و اخران خلفهما كانا افغانيا و هنديا و الى اليمين سيدتان من باكستان. بعد ضجيج حديث الساعات الأولى هدأ كل شيء. نام البعض و سكن البعض و بدأ الآخر يفكر في الايام المقبلة و ما تخفيه رحلة 300 كلمتر. و انطلقت القافلة تخترق ليل روسيا.








Sunday, August 4, 2013

خيمة في سليغر - الثانية

من مطار لا اقدر حتى الآن على نطق إسمه دون العودة إلى وثيقة مكتوب عليها اسمه "مطار دوموديدوفو" إلى محطة قطار منها لمحطة اخرى ، دلفت منها للساحة الحمراء و ساحة الزهور و حيث الكرملين يتراءى غير بعيد هاديء هدوء ملامح بوتن المصطنع احيانا. حتى على ملامح الكرملين يمكنك قراءة شيء من ملامح بوتن ، هل لأن الآخير مؤخرا لم يعرف غير بوتن؟
قبل الدخول للساحة توقفت على كنائس و عجائز و يابانيين طبعا لا يمكن أن تأتي لأي مكان سياحي في العالم دون أن تجد ياباني يستحيل. من تلك المحطة و متشبثا بخريطة التقطتها من أول قطار ركبته في المطار، حاولت تبين طريقي الى حيث من المفترض ان التقي البقية و نسافر إلى سليغر، كان كل شيء بالروسية انتابني نفس الشعور الذي انتابني اسبوعي الاول في تركيا. و حاولت الاستعانة بالبعض و كانت لغة الاشارة هي الأبرز و الأهم. لم اتبين حتى اسماء المحطات، و فجأة استوقفني شاب سيرافقني لحيث اذهب و يبقى معي و يبدو و كأننا صديقين قديمين التقيا بعد فراق، نسي تعبه رغم انه عائد من العمل و تجاوز المحطة حيث كان من المفترض أن ينزل. وصلنا ووجدنا افريقيا بكل ملامح افريقيا القى به حلم ما أو كابوس ليدفع بضع دولارات ربما كانت عائلته في حاجة اكثر إليها دفعها ليكون في موسكو متلمسا طريقه إلى سليغر. هي تلك افريقيا تطارد احلامها و تطاردها كوابيسها. كان ضائعا كليا استوقفته و طمنته بأن ذلك هو مكان اللقاء ، بعد قليل وصل مصري مع هندية، مقيمان اصلا في روسيا، تجد المصريين دوما في مثل تلك المواقف، كالعادة تلقائية الفلاح رغم ما يخالطها احيانا من اصطناعة حدث أو صفة قد تشوه ملمح الفلاح التلقائي الظريف، هندية بكل اشياء الهند سمرتها و اللكنة التي تخالط تلفظ الانجليزية فتعطيها هوية هندية خالصة و شيء من الجمال لا يخلو منه حفدة غاندي في الغالب، ثم بعد ذلك جاء وفد من الشعوب الصفراء تقوده صينية ليس بالطويلة ذات شعر اسود أحمر الأطراف، ثم جاء روسيا مختلطة بالعرق الألماني متمثلة في شخصين كانا يرتديان ازياءهما على طريقة السبعينات، ثم بدأ التوافد حتى صار من العصي التمييز بين الاسماء و الهويات رغم أن كلا يقدم نفسه، لكن صار الكم أكبر من ان يستوعبه عقل مرهق من الانتظار. لم يكن شمال افريقيا بعد قد كشف عن ساقيه و لا رأسه، قم فجأة حضر الفوج الجزائري فسيفساء أشكال و ألوان ملتحي و حالق و مابينهما ابيض حد الاصفرار اسمر فاتح و اسمر غامق تلك هي الالوان الافريقية حين تمتزج بالعرق العربي، بدت الانجليزية غريبة على اللسان الجزائري الذي جربته من اخي الذي اقام بين مدن الجزائر و اهلها اعواما تزيد على الخمسة، لم يعدم الفريق الجزائري فرصة يتحدث بها لهجته البحتة بعيدا عن ضجيج انجليزية يتخبط الجميع فيها.





يتواصل .....

Friday, August 2, 2013

لحظة بين قبتين - الجزء الأول

على مقعد خشبي فاتح الحمرة حديدي القوائم تابع لتجمع بلديات اسطنبول كما نقش عليه ، أجلس الآن في حالة استسلام مطلق للحظة تختزل معطيات كثيرة أصغر أنا من أن أتخلص من اختصاراتها و اختزالاتها للأشياء. عن يميني يجلس عجوز جعدته عبثت السنين بملامحه ، يبدو من شكله أنه فرنسي و من فرنسيته التي لم تعد شفاهه قادرة على ثقل مصطلحاتها و لا نفسه قادر على تنظيم مخارج حروفها ، فرنسية كان يتحدث بها قبل قليل عبر الهاتف، ربما أحمال السنين أقعدته عن أصدقائه الذين جاؤوا معه. إلى جانبه وضع حقيبة سوداء صغيرة تليق بيده المرتعشة الضئيلة. هو ليس مستسلما فقط للحظة بل يبدو مستسلما للزمن مع مكابرته لنهاية صامتة فهو هنا بين ضجيج لحظات العابرين و السائحين و السارحين . رغم استسلامه لازال يحاول سرقة لحظة قوة قبل لحظة نهاية لربما لا
تشغله كثيرا و لا يراها في افق بصره الذي لم يعد يمتد لأبعد من مسافة تقارب الإنعدام.
أمامي تمتد إلى السماء منارات الجامع الأزرق ، ست منارات تحيط أربعة منها بقبة كبيرة محاطة بقبب أصغر منها حجما ، المنارات تنتشر في نظام و بأبعاد غاية في الدقة. إلى اليمين منارتان بنفس الطول تنتصبان انتصابة حارسي بلاط عند بوابة ملكية دونما حراك. تبدو السداسية  في امتداداتها لوحة فنية تعتمد نظام التناظر الهندسي بشكل لا يقاس على سلم الروعة و لا الجمال العاديين، يحتاج مقياس خرائط . الطيور بطريقة سيزيفية تحوم حول المنارات و بينها دونما وجهة و كأنما تتمايل على أنغام موسيقى دينية هادئة ، تبدو كفرقة رقص محترفة أو كراقصي الحفلات الصوفية في مدينة "كونيا".
خلفي أيا صوفيا بكل متاهاتها التاريخية و مساراتها الجغرافية المثيرة، كنيسة فبلاطا امبراطوريا فقبلة قاص و دان يتقصى آثار الإنسان في رحلته عبر عصور يعبرها لنهايته يضع عليها بصمة بحجم وجوده. قبة  كبيرة إلى جانب قبتين متوسطتي الحجم تمتد من خلفهما عنقا منارتين إلى جانبهما منارة احمرت حجارتها من كثر ما تغشاها مطر السنين و رياح العصور و اكتست غبارها بسلمها و حربها. تبدو آيا صوفيا فوضى تاريخية بديعة . جدران و أسقف تتبعثر بطريقة  يتخيل للرائي أنها عشوائية . يبدو الإنسان أصغر من صنعه دوما.
بين معلمين يقدمان في صمتها الأبدي و ضجيج الماضي الذي يسكنهما  حقيقة الإنسان المجردة من الماديات. حقيقة لا يقوى بريق إعلام و لا جموح طمع على طمسها، رسالة تقدمها جدرانهما الحمراء من كثر ما بكت دمعا تحجر و صبغته الصيرورات بألوانها.  أمام جشع إنسان يطارد لحظات لا يعرف أيها ستغتاله.

تنطلق الآن آذانات صلاة الظهر، كل شيء هنا يسلم نفسه للزمان و المكان حتى الأصوات. فلا تعرف من أين يأتي صوت ما و لا أين يذهب آخر. اقترنت أصوات الآذانات فلا تعرف من أي يأتي أشرقي هو أم غربي ، تقول للحظة يأتي من تلك المنارة إلى يميني ثم تقول لا بل من تلك الواقعة خلفي ، في النهاية تكتشف أن تقوم بعملية عبثية ، و تكتشف أن الأمر يتعلق بفسيفساء روحية اصوات اقترنت على اختلافها و حمل المدى صداها فمدي سمعك الآن حدودها. الإيقاعات الصوتية منتظمة و المؤدون يتبادلون الادوار بشكل مذهل ..... يتواصل 

قهوة سعودية في الطربوش



عدت لاسطنبول، كعائد لوطن كان رمضان قد انتصف و زاد أياما عشرا على نصفه، فلقد كان يلفظ أنفاسه الأخيرة. رسالة ضائعة من صديق وضعته الأقدرا و صدف اسطنبول ذات مساء في طريقي، لأتقاسم معه وجبة طعام في عجل في مطعم مطل على كلية من كليات جامعة اسطنبول في منطقة بيازيت ليخترق بنا تراموي اسطنبول جسدها باتجاه معرض للكتب و المعدات المكتبية. هناك اكتشف جمال اللهجة حين تداعبها شفاه عثمانية سكنت بحب عربية سكن أهلها بالضياع. هناك وجدت عثمانية تفرق بين الفصحاء و اللهجة في حين في عالمنا العربي يصعب على البعض احيانا التمييز بين الفصحاء و اللهجة فتجد كل مجتمع ينظر إلى لهجته على انها اللغة العربية الفصحاء التي كان يتكلمها عروة بن الورد و تأبط شرا و عمالقة اللغة الجاهلية و ما تلاها.
احيانا الاشياء التي لم ننتظر يكون لها حضور كبير في حياتنا. هنالك انتهى اللقاء الأول مع ذلك الصديق المتسكع هو الآخر شأني على أرصفة غربة تتخطفنا من أوطان نشعر فيها بالغربة اكثر لا تتسع لرؤانا و لا احلامنا على صغرها و لا أشيائنا على بعثرتها. في ذلك المساء البارد الماطر غادرته و تركته في انتظار سيدته. ما اجمل ان تكون لرجل عربي سيدة عثمانية . يتسع قلب الرجل العربي لكل انواع النساء فرغم كل شيء هو تربية امرأة عربية بكل اشياء العروبة.
عدت لاسطنبول قبل ايام كعائد لحضن ام بعد اشهر من صقيع الغربة و النوم في محطات القطارات. احسست شغفا تجاه كل شي ء طعامها و شرابها وجهها الصامت كل شيء. اقترح علي صديقي المسيحين ان يتناولا معي الفطور ، ما كنت لأرفض دعوة ذلك الرجل الذي يشكل تجليا روحانيا يكاد لا يقدر عليه البشر. في ذات الاثناء اتصال عابر رسالة هادئة بين رسائل هاتفي الصامت، ربما لا يعرف الكثيرون أن هاتفي صامت في اغلب الاحيان ففي الاوقات التي انتظر فيها رسائل او اتصالات اضعه جنبي بحيث ارى المكالمة و لا احتاج طنينا و لا رنينا يعكر صمتي.
كان ذلك الصديق كما اختفى في شتاء اسطنبول يوما يخرج في صيفها في يوم اخر رغم انه صيفي إلا ان زخات مطر تنتاب صيفه. و كأن صديقي مرتبط بالمطر صيفا و شتاء. اراد لنا أن نتناول الفطور معا. ركبت تراموي من جديد في مدينة كبيرة كاسطنبول صديقك الوفي دوما يكون تراموي يمكن ان يحملك من طرف لاخر بسرعة. في محطة اكسراي نزلت لأني اردت اكتشاف صجيج اكسراي اكسراي منطقة في اسطنبول ينصهر فيها الافريقي الهارب من السوط الافريقي و الافريقي المجرب لانتفاخ جيبه و العربي السائح و العربي التاجر و العربي اللاجئ بوتقة من الاشياء المتناقضة تعتبر مصدر الهام مهم لرجل يتامل الضائعين و المغتربين في متاهات ضياعه.
وصلت "الطربوش" كما طلب إلي صديقي، يعني الطربوش قبعة توضع على الرأس معروفة في منطقة الشام بالتحديد، كان ذلك رمزية واضحة لأن المطعم عربي و الطعام عربي. جلست ووصل صديقي لم يكن في جلباب ابيض بشماغ احمر . كان في زي  متناسق هادي الالوان  يبدو منه ان الذوق العثماني و العربي حين يلتقيان يشكلان منظرا جميلا، ألوان رمادية بسمته التلقائية تعلو وجهه و هو على مسافة امتار مني . كان المطعم رويدا رويدا يمتلؤ. حضرت اسرة في سيارة فخمة و حجزت طاولات وضعت عليها حجما من دولارات النفط على رأي صديقي الافريقي، لكن لا ضير ما دامت تذهب لجيب ذلك الاستاذ اللاجيء كما اخبرني صديقي صاحب المطعم الذي بدأ المشروع بعد ما وصل هربا من العنف الحاصل في سوريا. إلى يسارنا كانت اسرة عربية اخرى تستمتع بالطعام العربي في الجغرافية التركية.
قدم شاب لا شك هو الاخر هارب من العنف في سوريا و طلب إلينا ما نريده. تركت لصديقي ان يختار لي فأنا لا زلت ذلك الرجل ضعيف الثقافة حد الانعدام فيما يخص المطبخ و الطعام. اسمع تسميات لكن لا افرقها و لا محتواها. مع صديقي تحدثنا في كل شيء كعادة اللقاءات ، الاجمل في صديقي انه فهم أني من الذين يريدون نقاشا عفويا لكن دون الانزلالق لمواضيع لا تخدم كتلك التي يتناولها شاربو القهوة و النرجيلة في مقاهينا العربية . حيث العالم يشتغل و يحتاج ساعات يومية اضافية أما في عالمنا فنحتاج اشياء نقتل بها ساعات ننظر إليها على انها اضافية لا نحتاجها ضمن الاربعة و العشرين ساعة.
جاء شابان شاميان بكل معطياتهما باطباق مختلفة بتسميات مختلفة، ذلك مشهد يحصل في حياتي نادرا فأنا رجل يكتفي بقطعة على عجل من ماكدونالد أو طبقين من مطعم يقدم وجبة جربتها و اعرف اني احبها ، في احيان كثيرة لا يدعوني حتى الفضول لاجرب اطباقها اراها على مقربة مني لأني اعرف انتقائيتي بخصوص الطعم و اللون. حمص و فلافل و ارز  و شاورما و شرابان احدهما تمر هندي و الاخر و الذي شربته و اخترته لا اذكر اسمه.
أكلت أكل رجل قضى عشرة ايام في روسيا يتناول طعاما لا يعرف ان كان حلالا أو غير ذلك في غابة ممتدة على الجسد الروسي الشاسع. 
لم أكن انتظر ان يخرج صديقي معداته و يقدم لي قهوة سعودية ، حمرة خفيفة لون هاديء لا هو بالحلو و لا بالمر . تلك المرة الاولى التي اجرب فيها القهوة السعودية تماما كما بالامس كانت المرة الاولى التي اجرب فيها القهوة السودانية، فهوة اهدتها لي سيدة سودانية حملها و حملني القدر لنلتقي في روسيا.
ربما لا يعرف صديقي حساسيتي تجاه القهوة فانا رجل قهوة ، أعرف القهوة و انواعها مقدار جهلي بالطعام و انواعه. شربت الكأس بعد الكأس و كان صديقي يسكب في الكأس قليلا قال أن ذلك هو المتعارف اليه عندهم. شربت تلك القهوة مع تلك الحلوى التركية. بينما كنت التهم في نهم خرج من المطعم ثلة من الشابات السمراوات عرفت من اول وهلة أنهن مغربيات كن جميلات مصحوبات بسيدتين تركيتين تتحدث احداهما الانجليزية فيما كانت الاخرى تسأل بالتركية عن الحساب و صديقتها تخبرها بالانجليزية انهن دفعن الى ان ترجمت الامر لها ففهمت. كانت ثنائية جميلة لهجة مغربية لغة تركية و اللغة العالمية تجد دائما حضورها . اردت ان اتحدث معهم لكن كنت مشغولا باخر قطعة من الفلافل. و اقبل عجوز يحمل باقة من الزهور الحمراء لا شك كان يراهن على رومانسية العرب.
انتهى المساء و عدت مشيا، مع نفس الطريق اجرب التسكع و اضع الاسئلة و الاجوبة و ارسم بعض الخطط في فضاء صمتي.

خيمة في سليغر - الحلقة الأولى

سليغر مدينة صغيرة وديعة تقع على بعد مسافة حوالي 300 كلمتر من العاصمة الروسية موسكو، بحيرة هادئة تمتد بعبثية بين مساحات من الغابات و الأشجار، تتوسطها بناية مرصعة باصفر يبدو ذهبي هي كنيسة بداخلها ناس تبتهل تقف في خشوع انحناءات للصليب الذي تجده في كل مكان بشكل خلاب يتموضع على الجدران، في الطريق الممتدة إلى هذه الكنيسة تمر على عجزة بملامح و أشياء السوفييت بين باعة سمك مستخرج من البحيرة طازج و بين بائعي و بائعات هدايا و أشياء أخرى، ينتهي الطريق الممتد جسرا طبيعيا عن بوابة الكنيسة المنتصبة على مرتفع.
غابة تتداخل مع البحيرة بشكل فوضوي عبثي جميل. الطبيعة بكل نقائها. كان في المخيم كله حوالي 15000 شخصا كما قال لي ذلك الشرطي أو كتب على الأرض حين تعثر عليه نطق الرقم بالانجليزية. لم أصدق شأن صديقي الذين حين حكيت لهم الخبر صدقوا أنه معنا في هذا المخيم الآن حوالي 15000 شخصا. رغم أن الخيام الصغيرة و القاعات المتنقلة و التصميم المذهل الذي يطبع المخيم يوحي بأرقام و ألاف إلان أن 15000 بدت رقما كبيرا جدا.
سبعة أيام من المقرر أنها كلها ورشات عمل و دورات تفاعلية حول مواضيع شتى من فنون التواصل و القيادة و التدريب و الاعلام و الاقتصاد و المقاولة و الابداع الاقتصادي و الانشطة الثقافة و الفنية و الرياضية في ذلك الجو المذهل.
كالعادة كنت أعرف أني سأقول "موريتانيا" و أن الشخص المقابل سيصمت و سينتظر توضيحا تلقائيا أو سيحاول بيأس وجود صيغة ملائمة لسؤال سيطرحه؟ و أين تقع تلك؟ وجدت الروسيين يعرفون موريتانيا أكثر من غيرهم، خاصة حين تلفظها على هذا النحو "موفريتانيا" أما الآخرين فبين مدرب مثلا يحاول التذاكي فيتحدث عن حياة أدغال و يحاول أن يفهمك أنه يعرف معتمدا على خياله بأنها بالتاكيد دولة ضائعة في الادغال الافريقية بين حيوانات وحشية غريبة و غابات كثيفة مغلقة. و الأروع ذلك الذي يسأله ببسمة بريئة سامحني لكن أين تقع موريتانيا، اتذكر هذا الاسم لكن لا أعرف بالتحديد أين؟
لكن حين يسألك عربي . هل في موريتانيا تتحدثون العربية؟ حينها تعرف أن في العرب مشكلة كبيرة. بل كلهم مشاكل لحد ما.








Tuesday, July 23, 2013

يوميات سليغر

أبدأ في ظرف أيام في نشر "يوميات سليغر" تباعا، حين أجد متسعا من الوقت. في هذه الأيام سأقف على بعض المعلومات الثقافية و التاريخية و الجغرافية حول روسيا و موسكو و سليغر بالتحديد، ساردا رحلتي من تركيا إلى مولدوفا إلى اسطنبول.

Thursday, July 18, 2013

إلى روسيا للمشاركة في ملتقى سليغر الدولي للشباب 2013


اسافر يوم غد إن شاء الله إلى مدينة كيشينيف بملديفيا و منها إلى موسكو و من ثم إلى مدينة سليغر، للمشاركة في ملتقى سليغر الدولي للشباب و الذي يمتد على مدى عشرة أيام تتخلها تدريبات في مجال الاعلام و القيادة و المشاركة في مودل الأمم المتحدة الذي يفترض أن أمثل فيه هيئة التنمية و التمويل التابعة للأمم المتحدة و في اليوم قبل الأخير أقدم فقرة عن موريتانيا ثقافة و تاريخ و في ذات الإطار هنالك برنامج ثقافي و فني.
هذه هي الدورة الثالثة من هذا الملتقى و لأول مرة موريتانيا تشارك فيه، و سأحاول ما سمح الوقت أن أدرج تدوينات يومية تقدم ملخصات للأنشطة و الفعاليات ، كما يمكن متابعة هاش تاغ سأقدمه لاحقا حول الفعالية.

Friday, July 12, 2013

فريق "عالم واحد" يمثل موريتانيا في كأس التخيل عام 2013

https://www.facebook.com/OneWorldFromMauritania
 في الفترة ما بين 8 و 11 من يوليو نظم في مدينة سانبطرسبرغ الروسية فعاليات "كأس التخيل 2013" الذي هو مسابقة تكنولوجية عالمية تهتم بالافكار الإبداعية في مجال التكنولوجيا. تقوم على المسابقة شركة مايكروسوفت.
ما ميز هذه النسخة أن موريتانيا كانت حاضرة من خلال فريق "عالم واحد" الذي يعمل على فكرة الحماية البيومترية. الفريق الذي يتكون من شابين و فتاة وصل للمراحل النهائية. و هي سابقة من نوعها.
حصل في ظل اغفال كامل للموضوع من طرف الإعلام و الجهات الرسمية الموريتانية على اهميته، بالنسبة لبلد  يعاني ويلات الساسة و المتسيسين و الهواة. كان الثلاثة يقفون فريقا ضمن فرق عالمية يقدمون فكرتهم و الاعلام الوطني منشغل باجتماع في ساحة بن عباس و بشائعة من هذا و ذاك و منشغل في أشياء حتى لا يمكن ان تعرفها.
Mauritania
Team: One World 
Competition/Challenge: Innovation
Project name: Protection Biométrique
Team members: Mohamed Yarbana, Mouna Salah, Ahmed Lebsar

منطقة سلطان أحمد (الجامع الأزرق و آيا صوفيا) مساءات رمضان










Wednesday, July 10, 2013

مالي لا أسمع أصوات ناشطي الديمقراطية و الحريات و الحقوق و مدونيهم

يعرف في عالمنا العربي أن المدونين و الناشطين هم ناس همهم الوحيد التغني بأغاني لم ينتظروا للحظة ليسقطوها على واقعنا في عالمنا، فتجد الواحددد يردد اغنية تترد في المجتمع كذا و كذا حول الديمقراطية و الحقوق و ما لا يعرفه هؤلاء أن تلك الأغنية ربما لا تناسب اللحن القائم عندنا هنا فلربما تبدو متقدمة جدا على مستوانا و لربما تبدو لا تمت لواقعنا بصلة.
على ديدن ترديد أعمى لشعارات يستغلها البعض و يعيش العالم على استغلالها مفرغا إياها من كل المعاني بأفعاله ، العالم الاول أو المتقدم أو لتسمه ما تشاء يستخدم هذه العبارات الديمقراطية ، الحقوق، الحرية .....فقط و هو أول من يخترقها و يعمل في وضح النهار و ظلمة الليل على اغتيالها ربما ليبقى عالمنا عالما ثالثا متخلفا متخبطا في جهله و منشغلا بذاته ما يخوله أن يبقى عالما أولا.
بعد سنة أقدم الجيش المصري على إسقاط رجل ليكن من يكون وصل للسلطة على إثر انتخابات شفافة و ليست "شفافة " التي يمكن أن تنضم للائحة السابقة من الشعارات. في انقلاب واضح على الشرعية و الديمقراطية و الدستور، اختلفت مع الرجل أو اتفقت معه، أحببت الإخوان أو كرهتهم أو تحفظت على سياساتهم. لم يكن هنالك البتة أي داع لخطوة الجيش المصري كان يمكن أن يترك بين الشعب و حكومته يسقطها أو يقومها. دون أن يستغل الوضع ليدخل كالمخلص في حين هو فقط يقوم على تنفيذ اجندات يجري العمل لها من فترة، فوق ذلك فإن الغرب المطالب بالديمقراطية و الحقوق و العامل على نشر هذه القيم، هو الذي عمل على إثارة مشاكل من هذا القبيل فما تفيد به تقارير و ما يمكن أن يلاحظه الملاحظ البسيط أو ألاحظه أنا كشخص شارك و تشارك مع شباب مصري من مدونين و مثقفين و كتاب و فنانين من صناع الثورة المصرية المجيدة، ما نلاحظه ان الغرب عمل على تأطير جهات ما لخدمة أجندته في القضية.
أي مدرك لمفهوم الديمقراطية البسيط  المبسط يعرف أن ما حصل في مصر انقلاب على الديمقراطية أمام العالم كله من حراس و ناشطي و حماة الديمقراطية, لكن أنه نفسه العالم ذو المعايير المزدوجة نفسه العالم الذي يقتل هنا باسم الديمقراطية و يحيي هنا باسم الديمقراطية ، يعطي الجوائز لهذه باسم الديمقراطية و يحرم منها ذاك باسمها. نفسه العالم الذي يسقط المفاهيم حسب اجنداته و استراتيجياته. لكن ستاتي الثورة التي تسقط ذلك العالم و تسقط ذلك النظام و حينها تعود للمصطلحات معانيها و للأفعال قيمتها بعيدا عن الأيادي الخفية و العمل من تحت الطاولات .