هنا أصيغ بعض الجمل
كأفكار و مقترحات و ملاحظات، اتمنى أن يكون فيها ما قد يساهم في انجاح الكيان الذي
نحن بصدد العمل عليه. و أتمنى لكم النجاح و التوفيق
ماهي الحاجة ؟
لا شك حين تطرح هذا
السؤال في العالم العربي لا تستطيع حصر الإجابة لأننا في عالمنا العربي نحتاج كل
شيء. على المستوى السياسي و الثقافي و الاجتماعي و التنموي... ما نحتاجه أساسا
نخبة سياسية تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار و ذلك ينتج عن روح وطنية منغرسة في
الذات و من هنا ياتي دور التعليم و العمل على أجيال المدارس الابتدائية و غيرها،
نحتاج مثقفا يلامس هم المجتمع و يساهم بأفكاره للتغيير لا مثقفا في برجه العاجي و
لا مثقفا غوغائيا بين هذا و ذاك، نحتاج مبادرات و مبادرين اجتماعيين تستجيب لحاجات
خاصة ليست فقط مبادرات و مشاريع لتحصيل التمويل و الدعم و القيام بخزعبلة الهم
منها فقط التقاط الصور و تقديمها للشريك. حين يأتي مشروعنا هذا استجابة لحاجات
نحددها و للتغلب على تحديات حقيقة تعيق نم والمجتمعات العربية سيكون أكثر نجاحا و
يكون الايمان به أكثر قوة. نبدأ بترتيب الأولويات و ننطلق من مبدأ ان كل الدول
العربية و المجتمعات العربية في نفس المستوى و نفس الدرجة فنحن نطلق مشروع التشكل
و البناء من جديد. ( نعمل على التحدي
الإقليمي في عالمنا العربي و ربطه بالتحدي المحلي بفنية)
حقيقة:
لا يجب أن نأخذ من
تشكيلات و هيئات و منظمات الدول الأكثر تقدما مثالا نعمل على تجسيده بالمطلق ، قد
نستفيد من تجاربه في مراحل و نقاط ما، لكن حقيقة أن تلك دول و تكتلات في مرحلة و
نحن في مرحلة أخرى يجب ان توضع في الحسبان ، ما يمكننا من وضع مشروع يستجيب
للحاجات، ليس فقط تنظيرات لا تلامس الواقع.
الفكرة:
ما نحتاجه تكتل
يبدأ بجرد لأبرز التحديات التي تواجه المجتمعات العربية و يرتبها على سلم أولويات.
كلها و يعد لها حتى "خريطة " mapping و بعد ذلك تنظم
لقاءات و انشطة من أي نوع لصياغة هذا التحديات و ترتيبها و العمل على طرح تصورات و
مبادرات عملية لمواجهتها، مبادرات تنفذ محليا لكن لتحت الغطاء الاقليمي للكيان. و
باعتماد هذه الفكرة نضع كل تحد و نعمل على تجاوزه ثم نتجاوز إلى الآخر . دور
الكيان هنا دراسة التحديات و اقتراح الحلول ، بناء قدرات الشباب العربي ليكون
قادرا على تنفيذ الحلول و ابتكارها ، متابعة قضية الحصول على التمويلات اللازمة
لتنفيذ هذه المبادرات و متابعتها و تقييمها على سلم صارم و دقيق. و في هذا
الإطار....
الهياكل:
استنادا على الطرح في الفكرة أقدم اقتراح ثلاثة هياكل أو لجان:
-
لجنة بحوث و دراسات: تعمل على معالجة المعلومات و البيانات و و و الواصلة من
أعضاء الكيان المحليين في أي دولة و وضعها في صياغ تحديات و تقديمها للكيان مع
اقتراحات حلول و مبادرات و تقدمها للنقاش. إن أي تغيير لا يمكن أن يحصل دون
البداية بمعرفة أين تتواجد في البداية لتعرف من أين تنطلق. هنا الدراسات و البحوث
ليست بمعناها المعمق، بل مثلا تصل أوراق من كل دولة حول التحديات المطروحة كاولوية
تقوم اللجنة بالعمل عليها و متابعة الأوراق الواصلة و التنسيق مع الجهات ذات الصلة
كلها.
-
لجنة للتمويل و الشراكات : تعمل مع المنظمات الاقليمية و الدولية لضمان تبادل
الخبرات و التشارك و التمويل
-
لجنة متابعة و تقييم : و هي لجنة فنية تقوم على كل ما له صلة بمتابعة تنفيذ
المبادرات و الافكار و كذلك بناء القدرات
-
لجنة إدارة و تنسيق: تقوم بالعملية الادارية و التنسيق بين كل اللجان و
الهياكل.
باختصار آلية العمل في تصوري: توضع تحديات اقليمية يجب العمل عليها و ترتيبها
حسب الأولويات، يعمل أعضاء الكيان محليا على وضع سلسلة تحديات محلية أيضا و
ترتيبها حسب الأولويات. يعمل البلاتفورم على جمع هذه البيانات.
و تقوم لجنة البحوث و الدراسات
بالعمل على هذه التحديات و ترتيبها، ثم يبدأ استقبال افكار المبادرات و المشاريع
(مبادرات و مشاريع ذات شقين مبادرات ذات بعد اقليمي بمعنى يتم تنفيذها في الدول
العربية في صيغة دورات ، مبادرات ذات بعد محلي يعمل على تنفيذها محليا).
تقوم لجنة المتابعة و التقييم
بطرح صيغة التدريبات للازمة لتنفيذ هذه المبادرات ثم تدرسها و أفكار الانشطة و
تدرس النشاط فنيا و عمليا.
تتولى لجنة التمويل و الشراكات البحث عن طرق لتنفيذ تدريبات بناء
القدرات ثم تمويلات لتنفيذ المبادرات المحلية و في نفس الوقت يعمل الاعضاء
المحليون للحصول على شركاء و تمويلات محلية بحيث يدعمهم البلاتفورم برسائل تزكية و
توصيات و كل ما يلزم لضمان شراكات محلية.
و تتولى لجنة الادارة و التنسيق و الاعلام بما يتعلق بالجانب التنسيقي
الاعلامي الادراي لكل هذه الانشطة اقليمية كانت أو محلية.
ملاحظة:
العمل الالكتروني يجب التركيز عليه ،
من خلال اعداد بلاتفورم من خلاله يتم تنظيم دورات تدريبية مكثقة و متقاربة في
مجالات شتى و كذلك تقديم دروس الكترونية،
سيكون جيد أن يعتمد المشروع: بناء قدرات النخبة و انتهاج سياسة تمكنها من
تطبيق خبراتها على ارض الواقع من خلال القيام على المبادرات و المشاريع و الانشطة
التي سيعتمدها الكيان ضمن اجندته محليا و اقليميا.
و لنكون جادين:
العمل المجتمعي و التنموي اليوم في
العالم كله و في العالم العربي بالخصوص، هو عمل اجندات سياسية أساسا، يجب هنا
الحديث بصراحة. كلنا نعرف اننا شاركنا و عملنا مع جهات اجندتها السياسية واضحة
جدا. هنا نحن امام خيارين:
إما نخضع للمعطى و نعتمد الاجندة السياسية و تأثير الممول و توجهاته و تقاريره
، هنا لن ياخذ منا الكيان شيئا أصلا سنفعل
ما يفعل الاخرون و سنضمن تنظيم لقاءات في نيورك و باريس و برلين و القاهرة و الرباط و غيرها.... و سنجد تمويلات
لانشطتنا ، لكن نعرف كلنا أنها انشطة لا تقدم أمة و لا تؤخرها فالهدف الأول و
الأخير منها أشياء أخرى.
إما ان نحاول الابتعاد عن ذلك ، و هنا يجب أن يكون معروفا حجم التحديات و
العراقيل التي سيواجهها الكيان و تشكيلاته. و حتى سيكون مغردا خارج السرب.
و الحل الثالث ربما هو الأفضل أوسط الأمور، بحيث يعمل الكيان بحرفية على
الموازنة بين كل شيء لكن في الأول و الأخير يتمسك برسالته و هدفه الأسمى في صنع
المستقبل. إن الكيان يستهدف أمة تعيش حالة موت سريري و عجز مطلق في شتى المجالات،
و حتى يؤتي أكله يجب أن يعي حجم المسؤولية التي يتحملها.
الهيئات الدولية و المحلية في معظمها هي كيانات مستهلة مستخدمة تخضع لاجندة
خاصة بها. و عليه على كل أن تكون له أجندته و لا يقبل أن يكون أداة في يد أي اجندة
اخرى تقلبه ذات اليمين و الشمال فذلك بالذات هو ضياع الطاقات.
ربما أشياء تبدو بديهية للكثيرين، لكننا في عالمنا العربي في مرحلة الصفر و
عند الصفر لا بديهيات.
أخيرا:
تمنيت لو أكون معكم. لكن لم أتوفق في ذلك . و أنا أبعث إليكم بهذه الرسالة .
أتمنى لمؤتمركم أن يؤتي أكله و يحقق نتائجه المرجوة و أن نجد كيانا عربيا يحمل
الهم التنموي العربي و أي هم ذلك.
عبدالله أحمد محمود