Thursday, July 18, 2013

إلى روسيا للمشاركة في ملتقى سليغر الدولي للشباب 2013


اسافر يوم غد إن شاء الله إلى مدينة كيشينيف بملديفيا و منها إلى موسكو و من ثم إلى مدينة سليغر، للمشاركة في ملتقى سليغر الدولي للشباب و الذي يمتد على مدى عشرة أيام تتخلها تدريبات في مجال الاعلام و القيادة و المشاركة في مودل الأمم المتحدة الذي يفترض أن أمثل فيه هيئة التنمية و التمويل التابعة للأمم المتحدة و في اليوم قبل الأخير أقدم فقرة عن موريتانيا ثقافة و تاريخ و في ذات الإطار هنالك برنامج ثقافي و فني.
هذه هي الدورة الثالثة من هذا الملتقى و لأول مرة موريتانيا تشارك فيه، و سأحاول ما سمح الوقت أن أدرج تدوينات يومية تقدم ملخصات للأنشطة و الفعاليات ، كما يمكن متابعة هاش تاغ سأقدمه لاحقا حول الفعالية.

Friday, July 12, 2013

فريق "عالم واحد" يمثل موريتانيا في كأس التخيل عام 2013

https://www.facebook.com/OneWorldFromMauritania
 في الفترة ما بين 8 و 11 من يوليو نظم في مدينة سانبطرسبرغ الروسية فعاليات "كأس التخيل 2013" الذي هو مسابقة تكنولوجية عالمية تهتم بالافكار الإبداعية في مجال التكنولوجيا. تقوم على المسابقة شركة مايكروسوفت.
ما ميز هذه النسخة أن موريتانيا كانت حاضرة من خلال فريق "عالم واحد" الذي يعمل على فكرة الحماية البيومترية. الفريق الذي يتكون من شابين و فتاة وصل للمراحل النهائية. و هي سابقة من نوعها.
حصل في ظل اغفال كامل للموضوع من طرف الإعلام و الجهات الرسمية الموريتانية على اهميته، بالنسبة لبلد  يعاني ويلات الساسة و المتسيسين و الهواة. كان الثلاثة يقفون فريقا ضمن فرق عالمية يقدمون فكرتهم و الاعلام الوطني منشغل باجتماع في ساحة بن عباس و بشائعة من هذا و ذاك و منشغل في أشياء حتى لا يمكن ان تعرفها.
Mauritania
Team: One World 
Competition/Challenge: Innovation
Project name: Protection Biométrique
Team members: Mohamed Yarbana, Mouna Salah, Ahmed Lebsar

منطقة سلطان أحمد (الجامع الأزرق و آيا صوفيا) مساءات رمضان










Wednesday, July 10, 2013

مالي لا أسمع أصوات ناشطي الديمقراطية و الحريات و الحقوق و مدونيهم

يعرف في عالمنا العربي أن المدونين و الناشطين هم ناس همهم الوحيد التغني بأغاني لم ينتظروا للحظة ليسقطوها على واقعنا في عالمنا، فتجد الواحددد يردد اغنية تترد في المجتمع كذا و كذا حول الديمقراطية و الحقوق و ما لا يعرفه هؤلاء أن تلك الأغنية ربما لا تناسب اللحن القائم عندنا هنا فلربما تبدو متقدمة جدا على مستوانا و لربما تبدو لا تمت لواقعنا بصلة.
على ديدن ترديد أعمى لشعارات يستغلها البعض و يعيش العالم على استغلالها مفرغا إياها من كل المعاني بأفعاله ، العالم الاول أو المتقدم أو لتسمه ما تشاء يستخدم هذه العبارات الديمقراطية ، الحقوق، الحرية .....فقط و هو أول من يخترقها و يعمل في وضح النهار و ظلمة الليل على اغتيالها ربما ليبقى عالمنا عالما ثالثا متخلفا متخبطا في جهله و منشغلا بذاته ما يخوله أن يبقى عالما أولا.
بعد سنة أقدم الجيش المصري على إسقاط رجل ليكن من يكون وصل للسلطة على إثر انتخابات شفافة و ليست "شفافة " التي يمكن أن تنضم للائحة السابقة من الشعارات. في انقلاب واضح على الشرعية و الديمقراطية و الدستور، اختلفت مع الرجل أو اتفقت معه، أحببت الإخوان أو كرهتهم أو تحفظت على سياساتهم. لم يكن هنالك البتة أي داع لخطوة الجيش المصري كان يمكن أن يترك بين الشعب و حكومته يسقطها أو يقومها. دون أن يستغل الوضع ليدخل كالمخلص في حين هو فقط يقوم على تنفيذ اجندات يجري العمل لها من فترة، فوق ذلك فإن الغرب المطالب بالديمقراطية و الحقوق و العامل على نشر هذه القيم، هو الذي عمل على إثارة مشاكل من هذا القبيل فما تفيد به تقارير و ما يمكن أن يلاحظه الملاحظ البسيط أو ألاحظه أنا كشخص شارك و تشارك مع شباب مصري من مدونين و مثقفين و كتاب و فنانين من صناع الثورة المصرية المجيدة، ما نلاحظه ان الغرب عمل على تأطير جهات ما لخدمة أجندته في القضية.
أي مدرك لمفهوم الديمقراطية البسيط  المبسط يعرف أن ما حصل في مصر انقلاب على الديمقراطية أمام العالم كله من حراس و ناشطي و حماة الديمقراطية, لكن أنه نفسه العالم ذو المعايير المزدوجة نفسه العالم الذي يقتل هنا باسم الديمقراطية و يحيي هنا باسم الديمقراطية ، يعطي الجوائز لهذه باسم الديمقراطية و يحرم منها ذاك باسمها. نفسه العالم الذي يسقط المفاهيم حسب اجنداته و استراتيجياته. لكن ستاتي الثورة التي تسقط ذلك العالم و تسقط ذلك النظام و حينها تعود للمصطلحات معانيها و للأفعال قيمتها بعيدا عن الأيادي الخفية و العمل من تحت الطاولات .

Tuesday, July 9, 2013

أول أيام رمضان في اسطنبول ...



كانت الساعة الثانية صباحا تقريبا حين وصلت إلى محطة المتروباص لأعود إلى مكان إقامتي بعد أن قضيت حوالي 4 ساعات في منطقة السلطان أيوب حيث يرقد جثمان أبوأيوب الأنصاري أتابع التحضيرات التي كانت جارية لشهر رمضان في المنطقة التي تعتبر ذات رمزية كبيرة و قيمة تاريخية أكبر.
وصلت المنطقة الساعة التاسعة تقريبا كان العمال يقومون على تثبيت شاشات بث عملاقة، و أعمدة كهربائية و كان التحضير باديا لبعض العروض و كانت العائلات تقبل جماعات و فرادى من كل حدب و صوب على ساحة جامع أيوب الذي امتلأ بالأضواء و ثبت بين منارتيه العملاقتين مكتوبا بالأضوان رمضان مبارك ، أهلا رمضان. بدا الجو روحانيا مريحا يعج بالحيوية و الأناقة من حيث الساحات المفتوحة الشاشات العملاقة الباعة المتجولون و الثابتون.
أذن لصلاة العشاء و كان الجامع قد امتلا و امتلات الساحات المحيطة به ، النساء و الرجال و الاطفال و الأضواء و السماء و الأصوات. مشهدا رائعا حيويا جميلا.
بعد صلاة العشاء بدأت صلاة التراويح لم ادخل في فعالياتها بداية لكوني تصورتها ستشبه صلاة ذالك الإمام في منطقة الزعتر التي تمتد لحوالي ساعتين إلى ثلاثة و كان علي العودة في ظرف حوالي ساعة قبل إغلاق المحطة. بعد ما لاحظت أن الإمام يقرأ فقط أيات من القرءان قصيرة جدا دخلت في الصلاة ، لكن لاحظت أيضا أن الإمام زاد على عشر ركعات المعروفة لدينا هنالك . و بدا و كأن عده يذهب للا نهاية. فانسحبت أيضا.
جربت شعور أولئك الذي يتفرجون على جموع المصلين في حركاتهم التي تبدو كإيقاع مع صوت القرآن و الإمام، فكان جبني عجوزين غربيين مأخوذين بالمشهد سألاني إلى متى سيستمر الأمر ، قلت لهم من فلسفتي الخاصة هذه تسمى التراويح ربما تستمر لحوالي عشرين ركعة في بعض الحالات و احيانا تكون عشرة. قلت ذلك لأن الرجل زاد على العشرة فهو يذهب للعشرين حتما حسب منطقي. كان شاب و حبيبته قريبين مني يعرض عليها الوشم الذي وضعه مؤخرا و يسألها عن رأيها فيه. و جربت شعور المصلين و الكاميرات و اضواءها فوقهم و عن جنبهم و الناس بتفرجون في صمت.




البرنامج المقرر كالتالي بعد التراويح يتحدث الناس يتبادلون التحايا ثم يبدأ العرض على المسرح الكبير و الشاشات التي كانت تنقل فعاليات التراويح لكن الغرض الاساسي منها هو مواكبة العرض ، ذهبت للكواليس فكان هنالك ممثلون في زي يناسب عرضهم الذي للأسف لم استطع انتظاره.
ما لفت انتباهي كيف أنهم في تركيا يريدون أن يجعلوا من رمضان و لياليه ليالي مفتوحة ممتعة مصبوغة بالمعطى التكنولوجي من حيث الإضاءات العروض التقنيات. كل شيء. نفس الأمر حصل في منطقة الفاتح و سلطان أحمد و مناطق أخرى.
و هذا المساء و لأول مرة في تاكسيم و في منطقة بيوغلو التي تعتبر مركزا سياحيا مهما يستقطب السياح من كل مكان تم تنظيم فطور جماعي حضره المئات و كان جوا حماسيا روحانيا جميلا.
كل عام و انتم بخير

Tuesday, July 2, 2013

إقالة وزيرة الثقافة

لم التق وزيرة الثقافة كثيرا بل على الأصح التقيتها مرة واحدة ، أثناء التحضير للمؤتمر العالمي للشباب بريودي جانيرو ، الذي كان سيسجل حضوري و تقديم عرض ثقافي عن موريتانيا. و هو لقاء لم ينته على ما يرام ففي النهاية كان الوقت متأخرا فيما اجراءات اداراتنا الوطنية تاخذ الكثير من الوقت ما لم يكن الأمر قادما من شيخ قبيلة أو ضابط عسكري.
المهم على إثر صفقة ملعب نواذيبو التي يتهم زوج الوزيرة بالضلوع فيها مع شقيق ولد زيدان الوزير الاول السابق و استاذي السابق الذي كان يدرسني مادة الاحتمالات و الاحصاء في قسم الرياضيات بكلية العلوم. على إثر تلك الصفقة أقال رئيس الجمهورية وزيرة الثقافة. تعتبر الخطوة قيمة من باب الردع، فحين يتم التعامل مع المتلاعبين بالصفقات و المال العام في أي مقام كانوا على هذاالنحو سيفكر كل وزير أو مدير ألف مرة قبل أن يستقبل اتصالا من صديق أو قريب و قبل أن يتورط في عمولة.
كان كل اتصالاتي و علاقاتي مع الأمين العام لوزارة الثقافة السيد خليل مهدي الذي درسني هو الآخر في قسم الرياضيات مادة المعادلات التفاضلية. في مرحلة ما قام الرئيس الحالي باستدعاء اغلب اساتذة الجامعة لتولي مناصب قيادية فعين استاذي توبولوجيا وزيرا للدولة للتعليم و عين خليل المهدي أميننا عاما لوزارة الثقافة.
ما اتضح لي خلال كل صلاتي بالوزارة أن كونها مكلفة بالثقافة و الشباب و الرياضة و يجب أن تكون مثالا للحيوية الشبابية و الحركية، اتضج لي انها ككل المؤسسات تخضع لنظام القبيلة و مطالبها و الوساطات و انشغلت مؤخرا بالمهرجانات القبلية فصار في كل قريبة مهرجان ثقافي يقوم بعض أنذال الصفقات و التمويلات بخلقه من فراغ و جلب بعض الأطفال و النساء و اعداد ميزانية بمليونات يتصل شيخ القرية بالوزراة أو باخر ليتصل بها فتخرج الوزارة التمويل و هكذا.
ما قصدته اتمنى أن الوزيرة كانت تستحق ذلك حقا و أنه لم يكن لسبب آخر. و اتمنى لذلك الوطن الخروج من تلك الدوامة.

Saturday, June 29, 2013

المنسقية : أكيد سنسمع ارحـــ ــ ــ ل بصوت متقطع مثير للشفقة ، ثم يعودون للاجازة الجزافية


لا يمكن أن تتخيل معارضة في العالم بقدر انحطاط و سخافة و سطحية و سذاجة المعارضة الموريتانية. سطحي من المعارضة الآن سيقول : آه إذن أنت من الأغلبية ، ببساطة لأن عقليةهؤلاء و سياستهم لا تتجاوز هذا المستوى المنحط من التأويلات و الرصد.
منذ كم لم تسمعوا عن المنسقية ، لا بيان و لا موقف و لا متابعة بعد موسم النزول الماضي.
الآن و بعد فترة راحة تبدو جزافية يعطيها الساسة و الأحزاب لأنفسهم ، لا يمكن قراءتها في إطار استراتيجية و لا في إطار خطة عمل و لا برامج هو توقف يأتي هكذا صدفة يعقبه خروج يأتي صدفة يبحث دائما عن سبب ربما يكون الأسخف، فلا تستبعد مثلا أن يقولوا لأن كلبا مريضا مات في دار النعيم قررنا النزول للشارع. الآن هنالك الإنتخابات و مبادرة مسعود و تبدو أمواج مواتية لركوبها.
لن يجد جديد نفس الخطاب السطحي الهابط و الأصوات الباحة الغير مقنعة و عجزة الخمسينات المسيطرين على المشهد بآليات رجعية تقليدية تعتمد القبلية و الجهوية و الانتماءات الضيقة. نفس الشخوص الذي ملهم الفشل و ملتهم السياسة و اشتكاهم التسيس، ناس لا تتقدم خطوة للأمام نفس الخطاب و نفس اللغة و نفس الممارسة. مفاهيم مغلوطة حول معنى السياسة و الاحزاب و الديمقراطية ، فقط على طريقتنا التلقائية في البدو يديرون الأحزاب و يمارسون السياسية.
لا أعرف ماذا سيقولون و لا ماذا سيفعلون لكن بالتاكيد سنسمع : أرحــــــ ــــ ــــــل بصوت متقطع مثير للشفقة، و سنسمع الديكتاتورية و حكم العسكر والفساد و بعد السجع اللغوي السطحي من آخرين. و في النهاية لن يرحل النظام ، الذي يبدو أنه الان على علم تام بكيفية التعامل مع هذه الجرذان الموسمية التي تخرج يوما و تختفي شهرا. سيخرجون و يصرخون على عربة شاحنة من نوع "بورتشار" في ساحة بن عباس التي صارت هي الأخرى تشتكي من سطحيتهم و بعدها يعودون للبيوت و  بعض المشوي الصباحي، و من وقت لآخر لوسيلة إعلامية أكثر سطحية يقول أحدهم : الديكتاتورية و رحيل النظام.
الأمرالمؤكد في المشهد الآن أن معارضتنا لا تستحق إلا اغلبيتنا و اغلبيتنا تليق بها معارضتنا.
و إلى اجل غير مسمى نكون في مجتمع سياسيا ناضجا بعيدا عن الرؤوس التي امالها الدهر و لا تريد الانزياح من المشهد الذي غطته بحركاتها الساذجة طيلة عقود، إلى أجل غير مسمى يعلن فيه الفشل رفضه المطلق للتعامل مع هؤلاء من جديد تبقى موريتانيا تنتظر من يكترث.
لا شباب يناير و لا فبراير و لا الحراك و لا الموات ، تنتظر شباب يخرج على النص و العرف القبلي ، يقلب الطاولة على وجوه كل هؤلاء . يأخذهم بلحاهم و أياديهم المرتعشة و خطواتهم المرتبكة و لغاتهم المكسرة و يحملهم بعيدا عن الخشبة و يوظب أشيائهم من الكواليس و يرسلهم لخيمة حولها قطيع إبل أو بقر أو واحة نخل في طرف من اطراف موريتانيا.
شباب لديه الآلات و يعرف كيف يستغلها ليبني دولته بعيدا عن هؤلاء فهؤلاء لا يبنون دولة و لا يقيمون مجتمعا صدقوني ............

Wednesday, June 26, 2013

عملية جديدة و الضباط هنالك - ملعب نواذيبو

بعد فترة وجيزة من العملية التي بموجبها تم استخدام بعض اموال الجيش من طرف بعض رجال الأعمال المرتبطين بشركات التعدين، و استخدامها ما أدى لعجز في ميزانية الجيش، على إثر خلاف وقع بين رجلي الاعمال و المتعاونين معهم من ضباط الجيش تم كشف تلك العملية التي طالت المؤسسة العسكرية التي يفترض أنها الأكثر احتراما و انضباطا.
بعد تلك العملية و في هذه الأيام يتم الكشف عن عملية أخرى للاحتيال على المال العام و الأمر المشترك هو ان ضباط الجيش دائما حاضرون هنا و هناك و في كل عملية فساد من العيار الثقيل، فثقافتهم المحدودة تمكنهم فقط من اليقين بأنهم ضباط و فوق الحساب و العقاب .
حيث أقدم الضابط احبيب ولد احمد سالم و هو زوج وزيرة الثقافة بالتعاون مع محفوظ ولد زيدان شقيق الوزير الأول السابق، قاما بإنشاء شركة دولية وهمية فقط على الأوراق، مشيرين إلى أنهم شيدوا ملاعب في النيجر و بعض الدول الإفريقية، للمنافسة على صفقة بناء ملعب نواذيبو الذي خصصت له الدولة حوالي 3 مليارات.
تم كشف هذه العملية أيضا على إثر تدخل الجيش نفسه ووصول القضية لرئيس الجمهورية تماما كما حصل في المرة الماضية حيث أمر الاخير بفتح تحقيق عاجل و محاسبة الضالعين في الامر أيا كانوا.
كان رجل الأعمال ولد احميادة ضمن المتنافسين  على الصفقة، و هو صديق للواء انجاكا جينغ، أبلغ ولد احميادة اللواء صديقه جينغ بالقضية حيث أوصلها الأخير إلى رئيس الجمهورية. فطلب الرئيس بمتابعتها، في هذه الأثناء كان الرئيس يبدأ زيارة له إلى مدينة نواذيبو.
ألقت قوات الدرك المختلطة القبض على المتهمين في القضية. و تتابع الإجراءات فيها.
لكن القضية أن القبيلة والنفوذ و السلطة تدخل دائما على الخط ، أمام إعلام سطحي غافل، فمثلا أين وصلت قضية أموال الجيش لم يعد احد الآن يتحدث عنها ، هل عوقب الجناة و الضباط خلف القضية أين هم؟ هل طالهم القانون؟ أم حسب ما يعتقدون هم لا قانون يصل إلى هناك؟ كانت مسؤولية الإعلام أن يتابع القضية و لا يتركها تدخل أنفاقا مظلمة. و لا يعرف الرأي العام عنها شيئا.
ربما نفس الأمر سيحصل الآن فيقال تم إيقافهم و متابعة الإجراءات بعد أقل من اسبوع الآن يتوقف الإعلاميون و ينشغلون في "البقشيش" و الشاي و يطلق من يطلق و تدخل القبيلة و النفوذ و التراضي.
إن محاربة الفساد و الخطوات التي تخطوها الدولة في هذا الصدد الآن تذكر. فأنا لست من الناشطين و الفاعلين الذين همهم دائما أن يكون الفساد و العنصرية و انعدام الحقوق و الحريات و و و و موجود و متعمق لانها وسيلتهم للغذاء ، أكتب هنا لاني أريد التغيير و لنحصل على التغيير يجب أن نقول للحسن حسن ننتقده و للسيء سيئ و ننتقده.
إن الناشطين الذين يريدهم النظام العالمي القائم و يشجعهم ، هم أولئك الذين "العدميون" الذين يهمهم فقط أن ينتقدوا ، نعم جميل أن ننتقد لكن من الانتقاد أيضا أن نذكر الإيجابي فحين نريد قراءة كل شيء سلبيا سهل جدا ان نجد لكل شيء منحى سلبيا و لحنا نعزف عليه.
لكن التغيير و من يعبؤ لتلك العبثية المسماة موريتانيا هناك، لا يجب أن يحاكي و لا يوازي ن يجب أن يعرف انه يتعامل مع حالة استثنائية على كل المستويات.
نعم خطوة مهمة أن يتم توقيف المتهمين لكن الاهم أن ينفذ القانون ، و أن يطال الجميع من قمة الهرم لقاعدته، فيطال الضباط و المتعاونين و المقاولين و كل ضالع.
إن الناظر لموريتانيا ، يجد الفساد في الشركات في القطاعات العامة والخاصة ، لكن لعل المثير للإنتباه بين كل ذلك هي الصفقات و العمليات التي يضلع فيها ضباط في الجيش فيشعر المتعامل معهم أنه في أمان لانهم ضباط فهو في أمان من القانون و الملاحقة. الحل يكمن في أن الضابط الضالع في عملية فساد و المقاول كلهم يجب أن يحاسبوا سواسية امام القانون بل يجب أن يكون عقاب الضابط أشد لأنه يسيء لسمعة المؤسسة العسكرية ويستخدم نفوذه.

Sunday, June 23, 2013

إذاعة موريتانيا بآلاك ... و البقية تأتي


أثناء الرحلة التي قادتني صيف العام الماضي من نواكشوط قاطعا حوالي 800 كلمتر في اتجاه الشرق، و التي كنت أقوم خلالها على توثيق يوميات الحياة في حوالي 20 منطقة توقفت عندها. التقطت بعض الصورة، التي شكلت في تلك الرحلة نقاطا مهمة استوقفت استعارضي لبعض الأحداث.
أتذكر جيدا هذه الصورة التي التقطتها عند مدخل آلاك  و أنا ألقى نظرة بانورامية على المدينة الرمادية الواقعة في منتصف موريتانيا تقريبا.
الإذاعة الموريتانية المؤسسة الإعلامية ، هذا مركزها في آلاك صورة وقفها فقط تصمت و تكتب "كابشيون" بهذه اللغة الحزينة: "هنا يقع مقر إذاعة نواكشوط بمدينة آلاك"

Tuesday, June 18, 2013

الباكلوريا في موريتانيا ... صفقات تجري الآن

تجري هذه الأيام في موريتانيا امتحانات الباكلوريا التي تعتبر الاهم في المسيرة الدراسية لأي طالب في موريتانيا . رغم تزايد نسبة النجاح مؤخرا في الباكلوريا إلا أنه نسبة النجاح تعتبر ضمن الأضعف في الدول المجاورة حيث كانت تصل حتى 3 في المائة إلى خمسة في المائة تقريبا. ما أريد الحديث عنه هنا في هذه التدوينة هو عمليات الفساد و المتاجرة و الصفقات التي تجري في الخفاء و على إثرها يحصل بعض الطلاب على الشهادة و حتى فوق ذلك و بنفس الطريقة يمكن أن يحصلوا على منح.
في حين الآن يتجه الطلاب كل صباح إلى قاعات الإمتحان محملين بالتوتر و الامل، هنالك صفقات تجري في الخفاء سادتها الكبار الضباط في الجيش و رجال الأعمال و الوزراء و ذوي السلطة و الجاه في بلد القبيلة بحيث تتم العملية على أشكال متعددة أهمها سأعرض لها هنا:
- بأمر سامي من ضابط أو جنرال  أو قائد عسكري يقوم تابع عسكري على العملية من حيث الإتصال بالأساتذة و المراقبين و شبكات البيع و التزوير و في النهاية يحصل الإبن على الباكلوريا. يحذو حذو هؤلاء الوزراء و الوزراء السابقون و رجال الأعمال ممن لديه نفوذ. هؤلاء يملكون السلطة و النفوذ و المال معا. الطبقة الاخرى تملك فقط المال، فهي تعمل على الاتصال بالجهات المعنية لكن في نفس الوقت لديها خلفية نافذة تعتمد عليها في كل شيء. نفوذ هؤلاء يجعل المزورين و المتاجرين و المتعاملين يتصرفون بكل أريحية فهم يعرفون أن وراءهم سلطة ستمنع القانون الذي لن يصل إليهم أصلا.
- يتم الأمر كالتالي: الاتصال بالمسؤول عن الشرطة المراقبة في المركز و الاتصال برئيس اللجنة المراقبة أو الاساتذة المراقبون في قاعة الإبن و الذين سيعرفون هم الآخرون، الأجر ترقية بعض الشرطة من خلال النافذ أو تحسن وضعهم ثم مبلغ مالي يصل مائة ألف فما فوقها. الأساتذة المتعاونون يحصلون على مبلغ لم يقدروا على تحصيله لخمسة أشهر كانوا فيها يدرسون في المدارس النظامية و المدارس الحرة. هؤلاء يعملون على حل الباكلوريا و التعامل مع كل شيء.
- الطريقة الأخرى هؤلاء فقط يتعاونون بحيث يمكن إخراج الباكلوريا في الساعة الاولى و في البيت ينتظر بعض الاساتذة المدفوع لهم لحل الباكلوريا ثم يتم إرجاعة من خلال أولئك من مراقبين و شرطة .
- الطريقة الأخرى لا يحصل تدخل على مستوى القاعة و الباكلوريا لكن بعد الباكلوريا و حين خروج النتائج و بالتعاون مع أشخاص في مصلحة الإمتحانات و مزورين محترفين، يتم تزوير طوابع المصلحة و يتم تزوير نتائج طبق الأصل ، صالحة للإستخدام في الخارج و الداخل أحيانا، بحيث أن هذه العصابات وصلت مرحلة التنسيق مع الجامعات الحرة الموجودة في موريتانيا بحيث تقبل تلك النتائج.
هذه أمور أنا متأكد أنها الآن تحصل و يتم التنسيق حولها على مستويات عليا. الطبقة الأقوى هي طبقة يصلها الباكلوريا قبل أن يصل إلى القاعات.
تصبحون على وطن من غير فساد و لا عقلية قبلية رجعية يحترم القانون و يساوي بين أبناءه و يمنحهم نفس الفرص و يحمي حقوقهم بحيث ينجح من يستحق النجاح و يمنح من يستحق المنحة.

Sunday, June 16, 2013

... من موريتانيا

طيلة السنوات الخمس الماضية ، حملتني أسفار لجهات مختلفة، كنت أعبر بجواز سفري الأخضر الذي كتب فيه إسمي بقلم أخضر يبدو أنه من عينة "اشنيدر" . طيلة هذ السنوات كان علي أن أتحمل نظرات شرطي المطار الذي يتساءل من أي أرض جاء هذا؟ ثم أسئلة تتلاحق حول بلد لا يوجد حوله في الإنترنت إلا ما يزيده بعدا في زوايا عالم معقد المعالم اليوم.
تحية ، عبد الله من موريتانيا، مسرور بلقاءك. أو أحيانا أضيف عبارات أخرى حسب الموقف. المهم أن الآخر سيتوقف عند ذلك الإسم. الذي يبدو بالنسبة له غريبا. سيحسب أنه لم يسمعك جيدا ثم يسأل من جديد عفوا ، تقول :موريتانيا و أنت تفهم قضيته.
البعض يصمت و هو ينتظر و قتا يخلو فيه لانترنت لن يجد فيه عن موريتانيا أكثر مما يجد عنها في "بادج" أحطه أنا على عنقي فيه إسم المؤتمر و دوري فيه متحدث أم مقوم أم مشارك.....
البعض يفرض عليه الموقف التفلسف ، فيقول لك : هل هي جزيرة؟ ثم يقول آه ربما هي في اسيا، اخر يبتسم يقول لي: يبدو من ملامحك أنك أسيوي ثم لاتيني ثم يعود عربي. لكن في جغرافية ذاكرته لا توجد دولة بإسم موريتانيا.
آخرون أكثر وضوحا يقول لك الواحد بصراحة أنا لم أسمع بهذا الإسم من قبل، ثم ربما يتدارك الأمر بأن يقول لك حقيقة انا لست مطلعا بشؤون الجغرافيا.
ثم في النهاية أجد نفسي مضطرا لتقديم درس الجغرافية ذلك لكل شخص ما يعتبر حقا أمرا صعبا نوعا ما ، ففي مثل هذه اللقاءات من المفترض أن اللقاءات تكون عملية قليلا لا جغرافية و لا تاريخية.
كل ما حضرته من الفعاليات و المؤتمرات حول الثقافة ، الفن ، الشباب، التنمية ، المناخ كلها
أحيانا يقول البعض نعم شاهدت فيلما عن موريتانيا في البي بي سي عندكم النساء السمينات محبوبات. ثم أحيانا يقول آخر متابع ربما لقناة فرنسية نعم عندكم انقلابات كثيرة. ثم في العالم نواحي مثقفوها و ناشطوها و مفكروها لم يسمعوا اطلاقا عن موريتانيا.
ما فاجأني في لقاء مدعو له حوالي 600 ناشط و فاعل حول العالم حضر أكثر من نصفهم. لم أجد يعرف موريتانيا، إلا عجوزا بريطانيا يدعى بول قرأ عنها مرة، أو عجوزا استراليا حط بالصحراء مرة فسمع أنه غير بعيد منه توجد دولة تسمى موريتانيا، سيدة ألمانية اربعينية معلوماتها الجغرافية جيدة قرأت هي الأخرى عن موريتانيا. أصدقاء القوا نظرة على الانترنت و أتوني بمعلومات صادمة لا تصدق.
السؤال الذي أطرحه دائما من المسؤول؟ هل هي الدولة الموريتانية و سفاراتها و سفراؤها في الخارج و حتى طلابها و رجال أعمالها ممن لا يحملون هم تمثيل الوطن و رفع اسمه و علمه و جعله معروفا حيثما حلوا و ارتحلوا بحيث يقبع السفير في بيته و يأتي على استحياء إلى مقر السفارة ليشرب كأس شاي فيما ينشغل رجال الاعمال بطريقة يحتالون بها على شخص و يهربون و الطلاب بعضهم يخجل من كونه كل مرة يقول موريتانيا لا بد ان يعرف عنها فيدعي بعضهم الانتماء لدول اخرى أو يكتفي بالصمت.
أم أن المسؤول هو ذلك الذي يسأل عن موريتانيا؟ و هو من يحتاج لتدعيم معلوماته الجغرافية. من جهة نعم .

Monday, June 10, 2013

ثورة "الأفـــــــــــــــــــــــــــــــــس EFES / الجزء الثالث


بين خوف من فشل المشروع و طمع في إفشاله
قرأ البعض هذه الخطابات ما يحصل بأن حزب العدالة و التنمية ربما يعيش داخلية حالة توتر أو تجاذب، مرجعا الأمر إلى أن مطالب برزت في الحزب تطالب اردوغان باتاحة الفرصة لشخصية أخرى من الحزب. لكن المنطق ربما يرجع قراءتها في اتجاه آخر خاصة و ان الحزب و لعشر سنين ادار دفة البلاد بحكمة و توازن. الاتجاه الآخر هو أن هذه مناورة لاستيعاب الجميع لكن دون أن يبرز عامل ضعف من أي نوع، بحيث يتم القيام بنوع من تبادل الادوار الذي لا تضيع فيه إطلاقا نية الحكومة تنفيذ ذلك المشروع. و هذا نوع من السياسات يعتمد في العالم أجمع و لعل أكبر الدول التي تعتمد الولايات المتحدة خاصة حينما يتعلق الامر بموقف من قضية دولية بحيث تجد مستشار الرئيس يتحدث بلغة ووزير الخارجية بلغة أخرى ثم الرئيس أحيانا بلهجة أخرى و الجميع يصب في اتجاه واحد سيبرز لاحقا.
جون كيري أقحم نفسه مرات في الوضع، نعم فهذه من الفرص التي لا تكتفي فيها أمريكا بالتفرج إطلاقا ، و علق تعليقات ، جاء الرد عليها مستندا على قاعدة يحق أو لا يحق، و مؤكدا على الحالة الديمقراطية التي تعيشها تركيا. في الخطابات المضادة ، جاءت كلمات كمال كيليتشداراوغلوا  رئيس حزب CHP أهم احزاب المعارضة، بحيث اكد أن تدخل الشرطة جاء استنادا على تعليمات صادرة من أردوغان نفسه، و أكد أنه لا يفهم لماذا أردوغان هو رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و رئيس البلدية و المتحكم في كل شيء. و قال أن المتظاهرين كانوا يقرؤون الكتب و يتسامرون و دون سبب أو سابق انذار تدخلت الشرطة. وقال أنه يجب السماح للشباب بأن يعيشوا حياتهم كما يشاؤون و كما يرغبون. و كمظاهر لما يحصل و من بداية الحراك كل مساء وقت الغروب تفتح بعض الأسر نوافذ بيوتها و تدق الطناجر مرددة المطالبة باستقالة أردوغان. الأمر الذي رد عليه الاخير في الخطاب الذي ألقاه عند وصوله عائدا من شمال افريقيا قائلا: نحن لا نحمل الطناجر بل نحمل الحواسيب لنواصل بناء دولتنا. و قال : هذا شيء رأيناه من قبل و سوف ينتهي.

تجدر الإشارة إلى انه بعد الأيام الاولى من الحراك، تدخلت فرقة تسمى "تشارشي" و هي من مشجعي فريق بشكتاش  و لعب الدور الأهم في الأحداث التي حصلت بعد ذلك و تحصل، و ينتشر الآن في شوراع اسطنبول باعة أقنعة الغاز و نظاراته كما كل الجدران و الأضيات تم صبغها بالألوان المختلفة و تمت كتابة شعارات مختلفة عليها، و فيما يرى البعض ان الأحداث لن تطول و سيتم التوصل إلى حل بشأنها، و بأن القضية قضية أيام، يرى البعض الآخر انها ستأخذ وقتا خاصة و أن الفترة فترة الصيف و بداية العطل. و في انتظار ذلك يعاني ملف اسطنبول المقدم لاستضافة أولمبياد 2020 ، و الأشغال متوقفة كليا في منطقة تاكسيم و النقل من و إلى المنطقة صعب بل أحيانا غير ممكن. و يأتي الامر في بداية موسم سياحي كان الكثيرون فيه حول العالم يحزمون حقائبهم إلى اسطنبول.
و عند عودته و في ساعات فجر الجمعة الاولى ، بدا و كأن حزب العدالة و التنمية أراد أن يبعث بطريقة أو بأخرى برسالة إلى الجهة الأخرى، فاحتشد حوالي مائة ألف شخص حول مطار أتاترك لإستقبال أردوغان. و في كلمة له دامت دقائق أكد على أنه و انصاره لا يريدون الصدام مع  و عرج على قضية الخمسين في المائة و قال انه يتحدث إلى اكثر من سبعين مليون تركي. التجاذبات لا تزال في أوجها و الإعلام يحرك كل شيء. على المستوى الخارجي في البرلمان الأوروبي الانتقادات لحزب العدالة و التنمية تتزايد و جون ما كين من امريكا اكد أن اردوغان يتصر كالديكتاتور حسب قوله.
و الحراكات لا زالت متواصلة خاصة في انقرة و ازمير و اسطنبول ، و يرجع المتابعون الأمر إلى أن انقرة و ازمير تضمان العدد الاكبر من مؤيدي المعارضة. و لليوم الحادي عشر الآن تتواصل هذه الأحداث. و انكار الدور الاجنبي و إن كان بشكل غير مباشر لا يمكن تبريره، ففشل حزب العدالة و التنمية يعني إعلانا رسميا لوفاة المشروع الإسلامي السياسي و هو امر يخدم الكثيرين من معارضي هذا المشروع و مناهضيه و حتى المعتقدين بالمطلق في عدم نجاعته. كما أن استمرار هذا المشروع هنا و نجاحه في تحقيقه كل أهدافه على المستويين المحلي و الدولي يبعث برسائل ربما يقرؤها البعض على أنها خطيرة و قد تخل بالتوازن الإقليمي و الدولي القائم على استراتيجيات رسما القوى الحاكمة في العالم و لا تريد أي معطى اقتصادي أو سياسي او ثقافي او اجتماعي يخل بها.
و بين متخوف من فشل المشروع و طامع في ثورة تقتلعه من جذوره، تبقى عشر سنوات تزيد شاهدة على مشروع كل أسهمه خضراء و نهض بأمة و يشهد له أنه الوحيد في المنطقة الذي يتجه للمستقبل. عشر سنوات تشهد على أن هذا المشروع نجح في أن يوازن بين كل المتناقضات و يصهرها كلها في قالب ديمقراطي دستوري يضمن حقوق الجميع.
الديمقراطية ... الثورة .... الديكتاتورية
إن الثورة قيمة أعمق و معطى أدق من أن لا يكون لها سبب وجيه. الثورة ليست وليدة لحظات و لا شعارات و لا خطابات، بل وليدة ظلم و قهر ووضع قاس وليد تشكل بل حالة طحين حد الإنعدام. لا يمكن خلق ثورة من الفراغ. فهي أغلى من ان نبتاعها أو نبيعها في سوق نخاسة سياسي غير نزيه. و الديكتاتورية أوضح من أن ينخدع أي كان بتفسيرات واهية لها و نعوت لا تقوم على أي أساس، و الديمقراطية مهما بلغت مرونتها و مهما أتقن اللعب بها و لي عنقها يبقى لها معنى ناصعا متمثلا في احترام الدستور و الوصول بشرعية إلى الحكم و العمل على مشاريع إنمائية و البراء من اللعب او التلاعب بموارد و مقدرات الشعب و ضمان أفضل مستوى عيش ممكن للمواطن. و إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية محاطة بالثلاثية هذه و تجلياتها نجد بوضوح أنه لا مبرر لثورة إلا إذا كانت ثورة على الديمقراطية و التنمية و التطور، و لا مبرر لإطلاق مصطلح ديكتاتور إلا إذا كنا نحن في افريقيا لا نعرف ما يعنيه أن تكون ديكتاتورا كان عليهم أن يسألونا فلقد جربنا كل انواع الدكتاتوريات. و الديمقراطية كمعطى هي معطى يعيش فيه مجتمع على اختلاف  ايديولوجياته.

تكون مظاهر الثورات مشبعة بشعارات تعدد سلبيات و سيئات الوضع المثار عليه، لكن أن تكون الشعارات فقط  شعارات عامة و المظاهر تتمثل في انتشار قناني الأفس و تداولها مصحوبه بالألعاب النارية و التصفيق و الرقص فالوضع أقرب ما يكون لإحتفال عادي مع قدوم صيف 2013 أكثر من كونه ثورة لولا تخلل الوضع تخريب بعض المصالح العامة و تعطيل مركز حيوي من مراكز مدينة حيوية كانت تستعد لاستقبال زوار صيفها. مع ذلك فإن الوضع يستدعي تفهما و حنكة في تسييره حتى لا ينفلت .

الجزء  الثالث