Saturday, November 26, 2011

الجيش الموريتاني في عرض عسكري ضخــــــــــــــم,,,,,تُضرب المزاميـــــــــــــــر

بعد أشهر من الإستعدادات وبعد أيام متواصلة من العمل على تهيئة مكان العرض و منصاته الرسمية أنطلقت في الساعات الاولى من صباح الجمعة 25 نوفمبر 2011 فعاليات العرض العسكري المخلد للذكرى الحادية والخمسين لتأسيس الجيش الوطني، أقيمت منصات الحدث عند ملتقى طرق مطار انواكشوط الدولي لتطل المنصة الرسمية التي ضمت رئيس الجمهورية والوزير الاول و اعضاء الحكومة وولد هيدالة وولد لولي وهم رؤساء سابقون للبلد، إضافة للجنرالات كمسغارو و فيليكس نيغري وغيرهم ، لتطل هذه المنصة على امتداد شارع جمال عبد الناصر عن يمينها وعن شمالها منصتان للمدعوين ضمت نواب و برلمانيون ورجالات سياسة واقتصاد وثقافة،مع حضور جماهيري غفير على جنبات الطريق.
قبيل العرض قام رئيس الجمهورية صحبة قائد الأركان الجنرال ولد غزواني في آلية عسكرية مكشوفة باستعراض كل القوات والآليات والمعدات المشاركة في العرض منطلقين من نواحي كرفو نواذيبو مرورا بكرفور صباح على امتداد الشارع حتى كرفور المطار، ثم بعد ذلك بدأ العرض الذي كان في مقدمته الجنرال محمد ولد محمد ازناكي والذي كان مظهره مبشر خير ، فلقد كانت هيئته المرفولوجية وملامحه توحي وتشي بعسكري حقيقي يتمتع بكل الميزات والخصائص العسكرية، كان في سيارة لاندروفر ، ثم تبعه بعد ذلك كتائب و آليات ومعدات مختلفة، ولعل ما ميز العرض الطائرات العسكرية المقاتلة حيث ظهرت حوالي تسع طائرات بعدما لم يكن لدى موريتانيا إلا طائرتي استطلاع كانت احداهما قد توقفت عن الخدمة متحطمة في وقت سابق، ثم ظهور قاذفات الصورايخ والمدافع و قوة برية لا بأس بها بتجهيزات حديثة، مع أرتال  من السيارات تويوتا ومرسيدس و الآليات والمدرعات الخفيفة ، و شهد العرض ظهور كتيبة من قوات حفظ الأمن والطرقات ، ثم اختتم العرض بعمليات انزال مظليين رائعة ، صفق لها الحاضرون ونالت إعجابهم ، ورافقتها فقرة لطيفة حين انفجر الرئيس والحاضرين ضاحكين لحظة ضلال أحد المظليين طريقه هابطا خارج ساحة العرض،  وواكبت لقطة طريفة اخرى الاحداث حيث ان الرئيس لم يتمالك نفسه وظهرت روحه العسكرية حين كان كل مرة يرفع ناسيا يده ليحيي الكتائب وقادتها التحية العسكرية وهو الامر الذي كان ولد اغزواني يقوم بإملاء من الواجب العسكري. بعد نهاية العرض تقدم محمد ولد محمد ازناكي مقدما تحية الوداع العسكرية وتخلل ختام العرض ميداليات وشح بها ذوو شهداء و جنود و قادة ضحوا و بذلوا من اجل الوطن و امنه، وبعد ذلك توجه الرئيس راجلا ليحي الحاضرين قبل أن يركب سيارة البي ام دابليو متوجها إلى القصر.

التلفزيون و الإخراج المخفق

بعد متابعة العرض على التلفزيون لاحظت كم كان الفشل ذريعا و الامتحان عسيرا وفوق طاقة الطاقم المريض، فبدل ان يعمل الإعلام في هذه المناسبات على تضخيم الصورة و إعطائها رونقا وحضورا هائلا ، لم ينجح التلفزيون في مجرد نقلها كما هي وبدل تضخيم العرض او نقله بصورته على الأقل قزم الإخراج الهزيل والفنية المنعدمة والصورة المرتبكة قزموا العرض و جعلوا يبدو لعبة هواة تصوير أما صورة اكبر من حجم عدستهم وعقولهم، فالسيد تقي الله ظن انه يغطي فعاليات عيد الاضحى مثلا في المسجد الجامع ووقف وقفته المعهودة مرتجلا بلغة أدبية لا تتناسب والموقف العسكري الحماسي، أما عن المصورين فحقيقة بدوا كمحارب تائه في الميدان لا يعرف مكان سلاحه و لا جهة صديقه من عدوه فكانواا و أسلاكهم يسيرون دون وجهة ويصورون بعشوائية صورا متداخلة مرتبكة ، و ما أثار فضولي و انتباهي الرجل الذين كان عند ملتقى الخطوط البيضاء على أرضية العرض ، ذلك المصور المسكين تعب جدا فقد كان ينحني يضجع يتمدد يميل لجانبه الأيمن ثم الأيسر كمن يمارس لعبة الشقلبة وتساءلت حقا عن الفنية والآلية التي كان يعتمدها في تلك اللحظة، وكان حقا مثيرا للخجل . وكانت الكاميرا التي مررت عليها قبل يومين من العرض مثبتة فوق المنصة الرسمية تماما والتي كان باص التلفزيون عن يمينها مشرع الأبواب، كانت هي الاوضح صورة ولو أنها صورة ثابتة إلا انه اتضح لنا أنهاكانت الأفضل ربما لأنها مثبتة على عمود حديد وليس كتف مصور هاو، كان الإخراج سخيفا لحد إرجاع الصورة إلى كاميرا في غفلةمن صاحبها فتظهر لك احيانا الأرضية و أحيانا صورة سريعة لا تميز فيها شيء ، وفي لحظة الإنزال مثلا بقيت الكاميرا في سياحة سماوية لمدة دقائق بحثا عن الطائرة التي سيهبط منها المظليون ، والتي لم تجدها إلا بعد ان تخلصت منهم. حقيقة كانت التلفزة عنصر سلبيا و مجحفا بحق العرض والحدث. ومواكبة للحدث لم تجد التلفزيون هذا العام غير أغان مسجلة حديثا في استديوهات أحد العازفين بإخراج دكان للكاست والدي في دي لا ترقى كلماتها ولا ألحانها لمستوى الحدث، فرحم الله ديمي بنت آبه حين تشدو : يا موريتان اعليك امبارك لستقلال.....


الشرطة فاشلة حتى يوم العيد

ما إن تقدمت الفرقة الأخيرة حتى انصبت الجماهير بعدها موجة بشرية هائلة ، والشرطة رغم حضورها الخفيف فالمعهود انه حين حضور الأسود تختفي الذئاب ،كانت تركض يمنة ويسرة هنالك مع الجماهير تماما كما كان يركض صحافتنا في الساحة المخصصة للعرض، لا يعرفون من اين يأتون الحدث ولا الصورة، كاميراتهم تلتقط احيانا الصورة معكوسة، فبعد ما خلقته الصحافة من ارتباك أمام المنصة الرسمية وهي التي لا تعرف إلا انه حين حضور الرئيس يجب التقاط صورته، ومع ذلك الكم من الكاميرات والصحافة لن تجد صورة مبدعة ولا مميزة و لا تقريرا يركز على جوانب جذابة في الحدث فقط كم دون نوعية. بعد هؤلاء كانت الجماهير قد بدأت تخرج عن السيطرة وهي لحظة بدا فيها الأنزعاج على وجه ولد غزواني ،لولا تدخل احد طاقم الحراسة الشخصية من خلال اتصال طلب فيه بإقامة الحواجز بإشارة يدوية كانت واضحة أثناء حديثه لولا ذلك لظننا أننا في ثورة وليس عرض عسكريا بهيجا. فشل التنظيم تمثل أيضا في الناس التي كانت تقطع الطريق يمنة ويسرة أمام العروض و هو امر أثار انزعاج البعض كالمظلي الاول الذي أبدى انزعاجه ، هذا إن لم يكن لانزعاجه صلة بعجزة عن الهبوط المثالي في المكان المثالي.


تم العرض العسكري ثم بدات التأويلات والتحليلات وهي امور مجبول عليها المحللون أن يخلقوا لكل شيء دلالة و إيحاء ببساطة لأنه إن لم يخلقوا سوف لن يكون لهم ما يعملون به، فربط البعض العرض بالقاعدة وهو أمر بديهي فاستعراض القوة موجه بالطبع للعدو ن وعدو موريتانيا الاول الآن القاعدة يعني تلميذ في الصف الثالث الإبتدائي يمكن ان يقول كلاما كهذا ، والحقيقة أن العرض العسكري واستعراض القوة هي أمور موجهة للعدو عموما، وفي ظرفية كهذه تعيش فيها موريتانيا لحظات توتر مع الجوار مهما كانت أسبابها أو تجلياتها فهو أمر مهم أن يطمئن المواطن على جيشه و امر يعيد بعض الثقة للجندي، ولو أنه لم يرق بعد إلى مصاف الجيوش العملاقة ، إلا أنه مع الإيمان بالحرية والكرامة وحب الوطن و مدفع كاتيوشا يمكن قهر الجيوش وخلق المعجزات، فكل عام والجيش الموريتاني بألف خير ومن قوة لقوة.....وعاش وطني وجنده و أرضه و أهله