لا أعرف لا أبا الأفكار ولا أمها اللذان أو حيا لصاحب تلك الفكرة بها، لا أعرف كانت فكرة من بالتحديد؟ إلا أني سمعت مرة محمد تقي الله الأدهم يروج لها قبيل رمضان في أحد تقارير تلفزيوننا الضامرة والهزيلة حول برنامج التلفزيون الرمضاني، وقال أنها فكرة جديدة وملهمة. كلامه لم يكن ليصدقه أحد لأن الإبداع والإلهام تعتبر التلفزيون المكان الخطأ للبحث عنه ،إلا أننا انتظرنا خربشة تلفزيونية يمكن تحملها على المضض، والمضض هو شيء اعتاده المشاهد الوطني. إلا أن الأمر كان أسوأ مما يمكن لأي كان تخيله، كان برنامج ليالي رمضان شيئا بلاهوية وبلا ضوابط ولا تعرف بدايته من نهايته ولا داخله من خارجه،لا تفرق إلا أن جيشا من صحافة التلفزيون سيتعاقب على نظرك في ظرف أقل من ساعتين.
لا تعرف متى بدأ الفقيه ؟ ولا متى انتهى الطبيب؟ ولا موضوع الجلسة مع أي منهما ، ولا ما تفعل جماعة هنالك يسترق جل أفرادها النظر إلى الكاميرا و المقدم هو الآخر يسترق النظر إليها و كأنه يتمنى أن يتأكد من طبيعة تسريحة رأسه، وربما من مدى تأثير رائحة عطره، أما ربطة العنق والجاكيت فقد يإس من محاولة تنسيقهما. المهم أن فكرة كهذه نفضل عنها فكرة كالطاولة المستديرة مثلا، الملف ، أو ذاك البرنامج المتعلق بالتنمية أو تلك البرامج التي تظهر مرة وتختفي سنة بالتناسب مع مدى توفر ميزانية قابلة للتربح منها. وصاحب فكرة ليالي رمضان أتمنى من التلفزيون إعفاءه كليا من مهمة التفكير في أفكار جديدة لبرامج التلفزيون.