Thursday, April 11, 2013

فساد و تحقيقات لا تكتمل .... النفوذ فوق القانون

اعتاد الموريتانيون إعلاما ساذجا و مثقفين غوغائين و نخبة و عامة، اعتادوا مسلاسل التحقيقات الغير مكتملة، بحيث عند بداية كل تحقيق في أي قضية فساد و ما اكثرها تقوم ضجة تقودها خلبطات إعلامية لا تخضع لمعايير ثم نعيق بعض المثقفين الغير موجه. و في النهاية و في أروقة المحاكم و على كؤوس الشاي يتم تصفية الملف و الصمت عنه بعيدا عن اعلام يكون منشغلا حينها و مثقفين أيضا يكونون هم الآخرين يشربون كؤوس شاي أو كؤوسا أخرى في أماكن أخرى.
و هكذا ينجو كل مرة المجرم و الجاني بفعلته، فيلتهم المال العام و يعين على أساس القرابة و الوساطة، و يسرق الميزانيات و يفعل كل ما يمكن أن يخطر لأحد على بال.

يبدأ التحقيق و يتواصل ، ثم يصل إلى العقدة حيث سيتم قتله نهائيا حين يظهر أن الأمر يتعلق بجنرال مثلا أو نافذ له أياد و أذرع في الجهات الأمنية و الاقتصادية، أو على أقل تقدير شخص من قبيلة نافذة.
أخر حادثة كان ما حصل في التحقيق حول تقييد أجانب في السجل السكاني و منحهم الأوراق الموريتانية، حيث المؤكد أنه تم كشف عصابات خاصة بهذا الأمر في لبراكنة و لا شك في مناطق أخرى كثيرة حتى في المراكز في نواكشوط. حيث تم الوقوف على الجريمة الشنعاء و لكن لم يحصل شيء في مرة سابقة. مؤخرا تمت مباشرة التحقيق بعد ما تفاقمت القضية و بعد استدعاء سيدتين أوصل إليهما التحقيق . بدأ مدير الوكالة نعيقه و اتصل بوزير الداخلية، لاشك أن السيدتين من قرابته مثلا  او تجمعه معهما مصالح قبلية او اجتماعية أو اي شيء. المهم أن هذا تدخل سافر ووقح في السلطة القضائية و مجرى القانون و قفز على القانون بشكل مخزي. 
هذه ليست المرة الأولى و لا الأخيرة فنحن الآن نتحدث عن قضية سرقة مال الجيش ، لا نعرف بعد أين وصلت؟ لكن ما أنا متاكد منه أنها هي الأخرى سيتم إغلاقها في غفلة من إعلامنا السطحي و مثقفينا الضائعين و ناشطين، الذي ينشطون بالتناسب مع حركة سوق المتاجرة بالقضايا و الحقوق .
كل تحقيق يبدأ ثم يصطدم بصخرة تكون ضابطا أو قائدا عسكريا أو رجل أعمال نافذ أو حتى سيدة ذات صلة في وسط النافذين و أقله القبيلة التي هي بالطبع فوق القانون و لا تعترف به أصلا و لا تعرف عنه شيء.
و إذا ما استمر الحال هكذا إعلام سطحي غافل و لصوص و مجرمون في حق المجتمع و الدولة يهربون من العقاب بسبب تدخلات نافذين و قبيلة و شيء من هذا القبيل فنحن بحق أمام مشروع دولة فاشل.

Monday, April 8, 2013

للإنسانية ... نتذكر الإبادة الجماعية في رواندا مليون شخص في 100 يوم - رواندا و الإبادة

ثم اقترح أن يسرد علي شيئا من التاريخ أعرف أني سأجد فيه دقة و موضوعية لم أجدها في كتاب و لا إعلام موجه يبطش بعالمنا و إنسانيتنا اليوم.
قسم صديقي تاريخ رواندا إلى 3 أٌقسام : ما قبل الإستعمار حيث كانت توجد الملكية و أثناء الإستعمار و ما بعد الإستعمار.
في سنة 1899 كانت رواندا ملكية مطلقة وصل إليها الألمان كمحتلين و حين وجدوا أن البنية الملكية متوطدة لم يعملوا على استئصالها بل استبقوها و بقوا يعملون من خلالها. إلى أن انهزمت المانيا في الحرب العالمية. فتم تسليم رواندا لبلجيكا، ثم ظلت الملكية موجودة غطاء يستخدمه المستعمر، الذي عمل على فصل طبقة النبلاء عن طبقة العامة من فلاحين و عمال. ليقدم لاحقا في تطبيق حرفي لمقولة فرق تسد على تقسيم رواندا إلى 3 طوائف على أسس لا علاقة لها بالعرق و لا بالاختلاف الثقافي أو الفكري كما يظن الكثيرون. بل على أساس الأختلاف في البنية و الميرفولوجيا الشكل و اللون و الطول و حتى طول الأنف من قصرة. و على ذلك الأساس أسس 3 مجموعات:  "الهوتو" و كانوا يمثلون 85 في المائة ، "التوتسو" و كانوا يمثلون 10 في المائة و "تفوا" و كانوا يمثلون حوالي 5 في المائة. 
وفي عام 1959 و قعت شبه ثورة قادها "الهوتو" و يقال بأنها كانت مدعومة من البلجيكيين الذي أرادوا إزاحة الملكية حين بدأ الملك يطالب بالاستقلال. في الواقع كان انقلابا دمويا هرب على أساسه الملك إلى دولة مجاورة. و في عام 1962 حصلت رواندا على الاستقلال و تم تأسيس أول جمهورية من حكومة "هوتو" فقط الهوتو . و كان الملك حينها من التوتسو. في هذه الفترة تمت عمليات تهجير منظم للتوتسو إلى الدول المجاورة، أوغندا و تنزانيا و بوروندي و جمهوريةالكونغو الديمقراطية. وفي عام 1973 قاد رجل من "الهوتو" انقلابا استولى على إثره على الحكم . و بعد توليه الحكم، كان المهجرون من "التوتسو" يطالبون بالسماح لهم بالعودة إلى بلدهم و هو الأمر الذي لم تسمح به الحكومة. و كان العالم الجبان المتآمر الطامع يتفرج على كل ذلك دماء أبرياء تسيل فقط لطمع الدول العظمى. 
دعم اللاجئون المتواجدون في اوغندا دعموا أوغندا و شاركوا معها في حراك الإستقلال و لتدفع لهم الثمن ، دعمتهم أوغندا في سبيل العودة إلى بلدهم بالقوة بعدما رفض حكومة "الهوتو" ذلك. في اكتوبر 1990 بدأوا يتسربون من أوغندا إلى الداخل . في البداية تم تجاهل حراكهم على المستوى العالمي و لم تعطه الحكومة في الداخل أهميته و حين اكتشفوا جدية الأمر. تدخل المجتمع الدولي ليعرض التفاوض كوسيلة للحل ، تفاوض كانت حاشية الرئيس حينها ترفضه رفضا باتا، في حين قبله الرئيس و أثناء رحلته إلى تنزانيا في إحدى جولات التفاوض. تم اغتياله. و يقال بتدخل فرنسي حصل و كان حينها الرئيس الفرنسي "فرانسوا ميتران". لم يتحدث عن ذلك التدخل إطلاقا. فالحقيقة الغائبة و المغيبة تقول أن حاشية الرئيس اغتالته و اشاعت ان "التوتسو" هم من فعلوا ذلك لتجد مبررا لإبادتهم التي يخطط لها في مطابخ فرنسية. كون القادمين من أوغندا من "التوتسو" كانوا يتحدثون الإنجليزية و في حال عودتهم فإن رواندا الفرنكوفونية مهددة بأن تكون دولة انجلوفونية. فرأت فرنسا في دعم "الهوتو" وسيلة لتفادي الأمر. لم تأبه حينها لدم بريء و لا مصير شعب و لا حق انسان . كما لم تأبه بلجيكا قبلها لذلك . كان اغتيال الرئيس بداية حقيقة للإبادة التي حملت معها حوالي مليون شخص في 100 يوم.
هنا يتضح كذب العالم نفس تلك السياسات مازالت مستمرة لكن فقط باستخدام و سائل أكثر حداثة و تقنيات أكثر إقناعا. إنه عالم يسخر أباطرته كل شيء لمصالحهم الشخصية غير آبهين بمصائر الشعوب و الأمم و لا ما قد يترتب على أفعالهم الشنيعة. إنه عالم من الكذب و الخداع و الشعارات الزائفة. هو الذي خلق الجوع و الفقر و الجهل إنها وسيلته للسيطرة على الأمم و الشعوب و مقدراتها. و الأمم المتحدة اكبر جهاز فساد في العالم و أكبر مجرم في حق الإنسانية. فهي تستخدم فقط لخدمة استراتيجيات و رؤى الدول العظمى محطمة كل آمال الشعوب المقهورة في عالم رخاء و سلام . تاركته يعيش في كذبة إعلامية كبيرة معتمدة على اننا ننسى .... ننسى .... ننسى 
نسينا و ننسى المجازر في فلسطين و البوسنة و رواندا ...كما سننسى ما حصل في العراق و افغانستان و نتناسى ما يحصل في فلسطين... أيها الإنسان المقهور المحطم انهض من الركام و أحك قصصك للجبناء .

Friday, April 5, 2013

من تجارة المخدرات إلى غسيل الأموال

ما إن هدأت الزوبعة التي اثارتها تصريحات النائب البرلماني الفرنسي بخصوص مساهمة الرئيس الموريتاني ولد عبدالعزيز و تشجيعه بل و مشاركته في عمليات متاجرة بالمخدرات في المنطقة. تصريحات أثارت سحابة من التحاليل المتحللة في الإعلام الموريتاني الهاوي، تحاليل لم تصل بالقضية أكثر و لا أبعد مما أوصلها النائب البرلماني. فهي لم تكشف خيوط جديدة و لا دقيقة لما سمته تورط الرئيس الموريتاني في المتاجرة بالمخدرات.
فيما إعلامنا منشغل بالتحاليل ، عاد النائب الفرنسي ليصرح و يصحح ما قال أنه سوء فهم و استغلال لتصريحاته من طرف أعداء للرجل يتربصون به ، و هو اعتذار أو تصحيح أو توضيح جاء في أثناء كان ولد عبدالعزيز قد سلم الملف لمكتب محاماة ليلاحق النائب بتهمة التجريح و التشهير و الادعاءات الكاذبة.
هنالك أيضا أقفل إعلامنا المغلق على خربشاته و ممارساته الهاوية التي تعتمد نظام القبيلة هي الأخرى في التوظيف و التصعيد و التهبيط و التثبيط، أغلق الملف و انتهى كل شيء، لم نعرف إن كان الرجل تاجر مخدرات حقا أم تاجر سيارات أم رئيس جمهورية.

اليوم بنفس الطريقة إعلامنا يحلل و يكتب و يتدارس و يضع المانشيتات بخصوص ما سماه فضيحة أكرا، يتعلق الأمر بما قيل أنه تورط لولد عبدالعزيز في عمليات غسيل أموال بالتعاون مع تاجر عراقي و وزيرة سابقة و قصة على هذا المنوال. ستقفل هي الأخرى كما تم إقفال الأولى، خاصة و أن هذه سجلت تدخل ولد محمدفال رجل الأمن الأول في موريتانيا لعقود و حتى اليوم بشكل أو بآخر. ربما لأن التعمق في قضية من هذا القبيل على أساس قضية المخدرات قد تطال رؤوسا أكبر و رجالات تفاخر اليوم بمحاربة الفساد و النزاهة و تطالب برحيل رجل قالت أنه أفسد البلاد و أهلك العباد.
حصيلة الأمر، أن  موريتانيا في تاريخها الحديث لم تعرف في السياسة إلا الفضائح فالساسة أنفسهم هم أكبر فضيحة سياسية و ثقافية و اجتماعية..... و على الإعلام أن يترك هذه الرقصات التي يؤديها على غرار الأطفال الغير مدركين و يتعلم أن يتابع القضايا و يدرسها بعمق و يصل بها إلى نهاية.
دولة  يخربها النظام القبلي ، و الألقاب الفارغة....