Thursday, December 6, 2012

قال أردوغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان


يؤكد هذا الرجل "إن الإمم لا تنهض ما لم تستدعي ماضيها بكل فخر و تعمل في حاضرها بكل جد و تنظر لمستقبلها بكل ثقة" نحتاج في دولنا قادة بهذا الحجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم.

أوضح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا وقفت سداً منيعاً أمام كل المخططات التي استهدفتها، خالعةً الرداء الضيق الذي حاول البعض إلباسه لها، منطلقةً نحو أفقها الرحب.وأضاف "أردوغان"، في كلمة ألقاها بمناسبة أسبوع الإبتكار التركي، أن تركيا يلد شاب وديناميكي ومنتج ومجتهد وذكي وتواق للعمل الدؤوب، مشيراً أن العالم كله بات يعرف ماذا تعني عبارة "صنع في تركيا".
وأكدّ أردوغان، أن الشعب التركي لم يكن، في يوم من الأيام، شعبا مهانا أو غير واثق من نفسه، وأن شبابنا إذا قرأوا تاريخ أجدادهم بشكل صحيح، فلن تستطيع أي قوّة الوقوف في وجههم وإعاقة وصولهم إلى أهدافهم.
ونوه أردوغان، أن البعض يعملون على إظهار تاريخنا على أنه مجموعة حروب وسيوف ومؤامرات ونزاعات داخلية و"حرملك"، متناسين مفهوم "الفتح" المتجذّر في تاريخنا، والذي يعني فتح القلوب والظفر بها.

Wednesday, December 5, 2012

رئيس اتحاد الطلاب الموريتانيين بتركيا يلتقي أردوغان

في خطوة في غاية الأهمية، التقى رئيس اتحاد الطلاب الموريتانيين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، كان اللقاء قصيرا و خلال حديث أكد رئيس الاتحاد أنه أبلغ رئيس الوزراء تحيات الموريتانيين عموما و خاصة الطلاب منهم. و أن السيد رئيس الوزراء أكد له نيته زيارة موريتانيا قريبا...هذا و يشار إلى أن المعلومة جاءت في إطار حديث و لم ترد بشكل رسمي.
يشار إلى أن رئيس الوزراء التركي يحظى بشعبية كبيرة في موريتانيا.

Thursday, November 29, 2012

الذكرى الثانية و الخمسون لعيد الاستقلال الوطــــــــــــــــــــــني

أصدقائي في تركيا يخلدون معي عيد الإستقلاليوم الثامن و العشرين من كل نوفمبر تحضر تلك الذكرى الغالية على قلوب الجميع، و ربما من حسن حظي أني عشت هذه الذكرى مرات في بلدان مختلفة فجعلت كل أهل الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب حتى الآن يمسكون طرف العلم و يتقاسمون معي تلك اللحظات الجميلة التي أستذكر فيها كل ما هو جميل عن وطن لما يكاد يرى خلف ضباب التيه بفعل أبناءه
أشكر استاذتي للغة التركية "بيستا" و اصدقائي و صديقاتي اللذين يظهرون معي في الصور.


Sunday, November 18, 2012

و في النهاية سرق الربيع....غزة أكدت الإشاعة

هكذا جعلت أحداث غزة الربيع يبدو ، حروف  و نقاط في غير محلها، لا بركة في ربيع عربي لا ينتصر للإنسان العربي، ألم نقل أن الربيع لتحرير الشعوب و إعادة الإنسان العربي.
عفوا أما هم من أختاروا اسم طفلنا (الثورة) فأسموها ربيعا و هم من رعاه في أسابيعه الأول، و في النهاية اختطفوه بتواطئ من ممرض في المستشفى إسمه : ........، و الآن لا نعرف إن كنا سنسترجعه و كيف؟ لربما أنت يا غزة من ستسترجعيه لنا.

Saturday, November 17, 2012

لا ضمــــــــــــــــــــــــير...مات العالم

لا أتحدث هنا عن عرب و لا عجم، بل أتحدث عن ضمير العالم عن الإنسانية

Thursday, November 15, 2012

.... و يجتمعون اجتماعا طارئا

تمر بي أيام هذه الأيام في ظل ما يحصل في غزة خاصة بعد ثورات الشباب ضد الأنظمة التي حكمت بها إسرائيل و امريكا و تحكمت هي بنا. أيام تذكرنا بأيام سود خواليا....كنت قبل أعوام كتبت كلمات غير مصنفة إلا في خانة الحنق في ظل سلسلة اجتماعات انذاك للقادة فاقدي السيادة. و في ظل حالة الاستيلاب و اختطاف الحراك التي نشهدها الآن أعيد نشر هذه الكلمات.



أجتمع الحكام العرب، حكامنا يقررون، إن الذين يحملون البندقية، هم الذين يخربون والذين يهربون، هم الذين يعرفون ، كيف يحمون القضية ، إن الذين يستسلمون يهربون  يطيعون هم الذين يعرفون كيف ينتصرون ، حكامنا يقررون أن الذين يحملون الحجر هم الذين يحجبون نور شمس الحرية وضوء القمرعن الحجر عن البشر، حكامنا قرروا أنهم ينددون ويشكرون  ويتعهدون، حكاما يجتمعون
إنهم خلف الجدار  خلف الآبواب  يتنازلون يتقايضون يتخاذلون يلهثون خلف الذئاب
لا ...لا ...لا
إن حكامنا كانوا يجاهدون يخططون للحرب  يلبسون البزات العسكرية  ليضربوا عن الحدود  كانو يجددون العهود. آسف    آسف  لقد كانوا يرفضون  لقد كانوا يفاوضون  يبحثون عن السلام  في الركام في الظلام  في الكلام  حكامنا يتفقون
على التطبيع  يعدون جنازة مهيبة  للقضية  يلبسون ثيابا مهيبة  للتشييع، حكامنا غاضبون
إنهم يدعون لإجتماع، سيجتمعون ترى هل سيحضرون  كلهم أم أن بعضهم ، سيعتذر والآخرون يرفضون ، إنهم الآن يجتمعون ، ترى هل سيختلف هذا اللقاء
عن لقاءات عقدت هنا وهناك  وذالك الفجر وذالك الصبح  وذالك الزوال وذالك المساء؟
ماذا قد يقررون ، ربما يقاطعون ، أويقررون الحرب ويقاتلون ويصارعون
عفوا.......عفوا
إنهم يتصارعون ، يتقاتلون ، يتشاجرون ، إنهم غاضبون من بعضهم.
إن الجلسة ترفع وهم ينسحبون. ماذا قرروا ؟
لم يقرروا ، فقط سيحضرون لإجتماع آخر قاعدي ربما أو قمة ، وسيستخرج كل ورقته من حقيبته ويتهجى بها أحيانا  ويقرأها بطلاقة أحيانا، ثم سيخرجون ويبتسمون  ويقولون أنهم أتفقوا وسيحلون كل مشاكل المنطقة ببساطة سيكذبون.
ويدوخون ثانية الميكرفون، ويثرثرون ويحاولون  أن يخفوا فشلهم، وسيجتمعون إجتماعا آخر  ويطلبون من حماس رمي السلاح والإستسلام والإنبطاح والعيش في سلام من الأوهام.
الرجوع لطاولة الإنصياع ثم ينعتون الجميع بالإرهاب بالتشدد بالتطرف بغباء التصرف . ينبحون ككل الكلاب وحين يهتز العرش أوالكرسي فتلك القيامة
تقترب تلك النهاية وهنا يأتي التسليم بالحقيقة .عاش العرش وكل الشعب والقضايا
إلى الجحيم.

Saturday, November 10, 2012

مثقف العقدة و عقدة المثقف في موريتانيا



عبد الله  محمد عبد الرحمن
كاتب صحفــــــــــــــــــــي

في أي مجتمع فإن المثقف يشار إليه و يوضع في إطار خاص و لحضوره وقع خاص. فالمثقف بعيدا عن تعريفاته الأكاديمية هو ذلك الشخص الذي جمع معارف و خبرات جعلت منه مخولا بالحديث في الشأن العام و مقدما لمفهم معطيات الأمور و تفحص اتجاهاتها، لذلك يعتبر صمام أمان المجتمعات كلها و محركها و الآخذ بيدها إلى جادة الصواب. فكل الثورات الثقافية و الصناعية و الإقتصادية و حتى السياسية كلها كان خلفها مثقفون و مثقفات كتبوا و نادوا و نزلوا إلى الشوارع و كانوا على مستوى من النضج يسمح لها بأن يومنوا بقضايا مجتمعات و أمم و يضحوا من أجل هذه القضايا معبئين بتلك الشحنة المعرفية.
قد يتسم الكثيرون بصفة المثقف أو يدعونها لكن حينما لا يتصل المثقف بتفاصيل معطيات الحياة الدقيقة في مجتمعه و يتفحصها و يعمل عليها فيغربلها فيعمل على إبعاد ضارها و ترسيخ نافعها، و يتحول إلى عنصر يغير في المجتمع بآرائه و تطلعاته و نقاشاته فإنه يتحول إلى مشكلة من مشاكل هذا المجتمع، و كلما كان المثقف حياديا كان أكثر جدوائية للمجتمع و قدرة على عمل التغيير فيه. و هذا لا يعني أن المثقف لا يكون مثقفا إلا حين يكون حياديا كونه في كلتا الحالتين يجب أن يتسم بنوع من الموضوعية في الطرح و الدفاع عن اتجاهه أو انتماءه مستمعا للآراء الأخرى الموافقة و المخالفة. لكن أن يتحول المثقف إلى إمعة و آلة فينتمي لتيار أو جهة و تصبح بالنسبة له الأولى و الأخيرة و كل شيء و يدافع عنها بعمى جاهلي و صلابة متخلفة لا تدعمها الأدلة و لا القرائن، فإن حالة المثقف هنا أحسن منها حالة الأمي الأبجدي حتى. في مجتمع من العقد على غرار المجتمع الموريتاني، وضع المثقف مختلف فهنالك نجد مثقف العقدة و عقدة المثقف.
تبدو العبارة مجرد عبثية بترتيب ثلاث كلمات، لكن الأمر ذو أبعاد تبعده عن تجريد العبثية. في مجتمع يكسر الخصوصية و يتحدث كل أحد فيه عن أي أحد و عن أي شيء و مطلع فوق الحد و مثقف كله في الحد، في مجتمع كهذا يبدو سؤال بأهمية: ماهو دول المثقف في المجتمع يبدو ضربا من السذاجة أو السطحية، لأن المجتمع لا ينتظر من المثقف دور فالمصطلح غير مستوعب بشكل لائق، فالمثقف في حالات كثيرة يقصد بها المجتمع الشخص الذي تعلم و يعيش حالة فراغ كبطالة مثلا ، أو هو من تعلم تعليما عاليا و لم يجد المنصب الملائم له في نظرة المجتمع، تبدو لي الفكرة سطحية جدا لكنني ملزم بأن أوردها فتعلمت أني حين اكتب عن المجتمع الموريتاني فلا أستبعد أي مصطلح و لا أي فكرة مهما بدت سطحية لأنها كلما كانت تقرأ بسطحية فهي تعكس واقع المجتمع بدقة. باختصار المجتمع ينظر للمثقف و حديثه كنوع من الخلل العقلي و عدم التمتع بكامل القوى العقلية ، هذا إذا تكلم و إذا كتب لن يجد من يقرأ له. لكن الخطيئة كيف تعامل المثقف مع الوضع، انقسم المثقفون إلى اثنين لا ثالث لهما يعيش كل منهما حالة استسلام لنظرة المجتمع عن علم أو عن غير علم ، اصبح هنالك  مثقفون استسلموا لمتطلبات المجتمع و رؤيته للثقافة و صاروا يتسمون بالإسم و يسمع منهم لكن حقيقة هؤلاء أن الثقافة في أحيان كثيرة براء منهم و من لديه رصيد طمرته ترسبات أشياء المجتمع و لقاءاته و أحاديثه. ففي مجتمع من ثلاثة ملايين شخص و ما يزيد على مائتي يومية و اسبوعية مرخصة و نسبة قراء و مطالعة لا تكاد تصل 1 في المائة رغم انعدام الإحصائيات يسهل أن تعرف المثقف من غيره فالثقافة ليس كالسياسية التي تتحمل المتسيسين.
الجزء الثاني من المثقفين هو مثقفو العقدة، و هم جماعة لديها معارف و معلومات و خبرات تجعل منهم مثقفين بالشكل الحقيقي و الصحيح بل أكثر اطلاعا من مثقفين في دول و أماكن أخرى حيث يتميزون بسعة مجال الأطلاع و كثرة المعارف و تشعبها. حين تجاوز هؤلاء إشكالية أن يكون في ثقافتهم شك سقطوا في فخ العقدة. حيث يقابل هؤلاء بنوع من الإهمال من طرف المجتمع، و يتملكهم هذا الشعور. و لأن البديل منعدم لحد ما ما لم يعمل هؤلاء على خلقه من خلال العمل بطريقة تفرض على المجتمع أن ينظر لها بطريقة مختلفة. و يأتي الحديث عن البديل من خلال مثلا وجود نافذة يطل منها الشخص على العالم أو على الآخر أيا كان في ظل عدم تعاطي المجتمع يطل بآرائه ووجهات نظره و يُسمع و يستمع. حيث لا دور النشر و لا صالونات للنقاش الثقافي و حيث التعاطي مع الثقافة عموما على المستويين الرسمي و الشعبي متساوي.
 أمام هذا الواقع أول ما يلجأ له المثقف الإنخراط في السياسة فتجد كل المثقفين الموريتانيين مثلا اليوم يكتبون في السياسة و فقط في السياسة بإستثناء البعض ممن تنازل و لم يجد طريقه إلا من خلال اتباع فكر معين او مدرسة و في أغلب الأحيان ليس إيمانا بقدر ماهو طمع في المتحمسين لها من الشباب و لا أقول المثقفين ولا المجتمع. فتجد الواحد مثلا يكتب و يقول أنا اعتنق الفكر الماركسي حيث ان هنالك من يميلون للفكر مثلا بعدها يحاول هو أن يخلق منهم ذلك الجمهور المفقود و المحوري لكل مثقف، حيث أن الإشكالية كلها تدور حول كيف تخلق الجمهور.
فالذين يكتبون في السياسة ليس فقط لأن السياسة توجد في الثقافة و في المجتمع و في الإقتصاد و علاج قضاياها سيعالج كل الإشكاليات المتعلقة بالمواضيع الأخرى، لا بل إن كتب المثقف هذا الموضوع سيقفز المتتبعون و هي عقلية هدامة مترسخة في المجتمع سيقفز الجميع ليصنفه ثم سيصنف من أتباع فلان أو فلان أو الحزب الفلاني و هكذا فأنصار ذلك الحزب أو التيار سيتعاملون معه كقلم لهم و يتابعونه ثم يجد هو فيهم ما يمكن تسميته جمهور و يبدأ يدافع و يهاجم في تيارهم حتى يجد نفسه لحظة و هو ضائع لا يعرف أن يحدد احداثياته.
و اعتزال المثقف الموريتاني للحديث أو الكتابة في أي مجال غير السياسة و هو أمر ملحوظ يجعل من هذا المثقف عالة و إشكالا  اكثر مما حل أو باحث عن الحل، فتجد المثقفين يتبارون في الجمل الرصينة و العبارات الرنانة و الافكار الضخمة و التي لا تمت للمجتمع و لا لواقعه في صلة في حين أنك إذا نظرت و حاولت أن تقول ربما هذا الخطاب موجه لجمهور عالمي أو لنخبة ما، تجد الكاتب يكتب الموضوع و يحسب انه موجه للمجتمع. و في هذا الحالة يبقى الخطاب على مستوى المثقفين و حين تأتي لما يحصل بين المثقفين تجد أن الخطاب الذي بقي على مستواهم لم يكونوا هم على مستوى ليطوروا منه فيجعلون من نتاجا يقتات عليه المواطن البسيط و يتابعه و يجد فيه ذاته. بل غالبا يتحول سجالا يعكس نوعا من الترف الفكري و اللغوي الزائد.
و حالات التناقض هذه و البحث عن جمهور جعلت المثقف الموريتاني شيئا فشيئا تتملكه تلك العقدة التي تستحكم فيه مع الزمن حتى تتجلى في شخصيته. فأصبحت ترى فيهم النرجسية و الإحساس الزائد بالذات و الإستعلاء و منهم الضائع الذي استحكمت العقدة فيه حتى لم تعد تعرف حتى أن تصنفه. فتجد واحدا مثلا أنجز قطعة مسرحية في قمة السخافة على المستوى الدرامي و الفني و يتعامل مع المواطن و حتى صديقه على أنه دونه، و تجد الشاعر و الصحفي و الكاتب و غيرهم تجد هؤلاء يتعاملون مع الناس معاملة تعكس بجلاء حالة العقدة. فتلك الأعمال التي لم تخرج بعد إطار الهواية أو الإنتاج الذاتي الاستهلاك و كردة فعل على طريقة استقبال الجمهور لها و تعاطيه معها و لأن المجتمع لم يقيم هؤلاء على أساسها كردة فعل تجد الواحد يبحث عن ذاته من خلال محاولة خلق تلك الهالة من عدم. و هنا لا يضر بنفسه كمثقف فقط بل كإنسان. و تتحول ثقافته نقمة عليه فهو لم يعرف أن يترجمها إلى لغة تصله بالمجتمع و تترجم الحالة الاجتماعية و تردها إلى المجتمع بلغة أكثر قربا منه. و يقول لك الواحد أنا اكتب أساسا للنخبة و السؤال هو ماذا تفعل النخبة بما تكتبه لها و إن كانت كل النخبة غير قادرة على خلق مجتمع من العامة فلا قيمة لإنتاجها خاصة أن لا مستهلك غير محلي له في أحيان كثيرة.
فيا معشر المثقفين، حاولوا التخلص من العقدة و اعرفوا أن جمهور المثقف يختلف عن جمهور النجم السينمائي. و التناقض الواقع فيه المثقف الموريتاني هو أنه هو لا يعرف أن يلتزم الحياد و يريد أن يخلق جمهور و جمهورك تخلقه حين تكون لك أراء تختلف مع هذا مرة و توافق ذاك أخرى. أما أن تكون بوق فكر أو تيار أو حزب فأنت لا تخلق جمهورا بل تنتج لجمهور موجود. و المثقف دون جمهور له لا يعدو بوقا. أو آلة أربكتها العقد.

Monday, November 5, 2012

المخنثون و الشواذ...و مجتمع يضحك ببلاهة



عبد الله  محمد عبد الرحمن
كاتب صحفــــــــــــــــــــي

أحيانا يكون على المجتمع أن يعترف ولو بمرارة بالهزيمة ، مع أنه يحق له أن يرفضها و يتهرب منها ما وسعه الأمر، في مجتمع لا يحكمه القانون و النظام بقدر ما يحكمه العرف القبلي و التقليد الإجتماعي، خرجت من خلف الكواليس ممارسات فوق طاقة العرف و التقليد و القانون. هي لحظة يشعر فيها المجتمع بالعجز و الضعف، لكن هي أيضا لحظة يواجه فيها هذا المجتمع الحقائق على صعوبتها و مرارتها، من تلك الحقائق و الممارسات التي ظهرت في المجتمع و لم تعد قادرة لتختفي لا خلف الجدران المغلقة و لا الأقنعة المتقنة التركيب و لم يعد وجه المجتمع المنمق قادرا على إخفائها. سواء كانت هذه الظاهرة نتاج سلوكيات و انعكاس حالات اجتماعية أو كانت مسبب سلوكيات أخرى، هي حقيقة لتتم مواجهتها.
في عالم يريد فيه الجميع أن يكون ديمقراطيا و أن يكفل و يضمن لكل شخص حق اختياراته و يحترم له خصوصياته، في عالم المعايير المزدوجة و قوانين السيطرة المفروضة. في عالم كهذا لم يعد موضوعا كالشذوذ و تجاوز الأجناس و الخنثوية مطروحا بأي شكل من الأشكال كون تشريعات دول كثيرة تجاوزت حتى وصلت حدود قوننة زواج الرجال ببعضهم البعض و النساء ببعضهم البعض و حق الشخص في اختيار أي جنس يريد أن يكون. ولو أن الكنيسة رفضت هذا في وقت من الأوقات، لكن يبدو أن "الديمقراطية" كانت أقوى من الكنيسة في هذه أيضا.
إلا أن التناقض الذي تقع فيه مجتمعات اليوم على غرار مجتمعاتنا هو التردد و الحيرة أمام وضع كهذا و مكانته من القانون. الظاهرة محرمة بنصوص مفصلة محكمة و الشريعة الإٍسلامية تصنفها في خانة المتشبهين بالنساء و المتشبهات بالرجال و اللواط و السحاق و غيره من أمور تعتبر من أكبر الكبائر في الدين الإسلامي. و في دول إسلامية مغلوبة على أمرها لم تعرف بعد هل تعتمد الدين  أو غيره و مشغولة بمواءمة الدين مع الديمقراطية و إثبات أنهما متطابقان، دول غير قادرة أيضا بفعل كسلها و بفعل التبعية التي حتى الآن هي مجبولة عليها لم تستطع صياغة ديمقراطية تتماشي مع خلفياتها الثقافية و الفكرية و التاريخية و تتماشى مع تعاليم دين تعتمدها كل الدساتير فيها تقريبا على أنها المصدر الاول للتشريع (بالنص على الأقل). في دول كهذه تبدو الظاهرة بصدد إسقاط قناع أو اثنين و كشف حالة تناقض كبرى. و كون بعض المجتمعات العربية ، شهدت حالة الإنفجار القيمي و أصبح موقفها واضحا من الظاهرة و استطاعت أن تتجاوز تبعات ذلك الموقف. فنحن الآن بصدد نفس التجربة، أن نتخذ موقفا واضحا من القضية و نكون مستعدين لتحمل عواقبه و نترك عنا تجاهلها و محاولة افتراض أنها لا توجد.

مجتمع يخلق الظاهرة
في الأعراس الاجتماعية تتجلى الظاهرة بل و صارت مصدر استحسان و كل "فنان" له صاحبه المعين، و المجتمع كل بملتزمه و منحله و غيره ذلك تجده يتفرج عليه و لا يبدو الإنكار إلا في القلب إن كان هنالك إنكار.فأصبح مما يزيد دخل و شعبية "الفنان" أن يكون له "مخنث" يحمس حفلاته و يجمع الأموال التي يغمره بها الغباء الإجتماعي. و في الشوارع لم يعد مستغربا مثلا أن ترى اثنين يضعان المكياج و عطور النساء و في كامل حلتهما بيدين متشابكتين يتمايلان في الشوارع و كأنهن في شوارع مدريد.  إذن المجتمع بدل أن يحارب الظاهرة مثلا فهو يحب أن يبدو لا مبال، لكنها حقيقة لا مبالاة بطعم التشجيع، فالصمت علامة الرضا كما يعتنقها ذلك المجتمع الصامت المنضغط. ففي البيوت الفاخرة و الأسر الكبيرة مثلا أصبحت ترى لكل أسرة واحد معتمد يحضر تجمع المرأة و البنت بصديقاتهن و يجلس بينهن فهو مؤدي مونودراما مثلا بالنسبة لهن، و يبدأ صناعة الشاي. و تجده يرافقهن للتسوق و إلى محلاتهن التجارية مثلا، لاحظ متاجر المواد النسائية .لكن هذه الأسر استشعرت الخطر ففي بعضها صار المخنث يُكون الأبناء الصغار فهو بالطبع يريد حماية جنسه من الإنقراض و ضمان استمراريته، و لا حظت بعض الأسر أن الأبناء يتأثرن عميقا بذلك المشهد حتى أن أسرا خسرت أبنائها بذات الطريقة، أبناء تلاحظونهم في المدارس الخصوصية يعيشون نوعا من الارتخاء الجسدي و الحديث و الحركات الأقرب لأحاديث و حركات النساء.
وفي الأسر المتوسطة و الضعيفة تحضر الظاهرة أيضا، فالمخنثون أصلا و في غالبيتهم هم من الأسر الفقيرة و المتوسطة - و لو أنه في السنوات الأخيرة خلقوا طبقة جديدة فيهم قادمة من الميسورين و جلبوها إليهم بعد أن كانت تعمل عمائلها في بيوت الأباطرة و السادة بعيدا عن العيون و الألسن-  كون أصول غالبيتهم من الطبقات المتوسطة و الضعيفة لم تسلم هذه من نيرهم فلهم صديقات و أصدقاء في تلك الطبقات يجالسونهم و هكذا تنتشر الظاهرة في المجتمع بكل طبقاته و في نوع من الصمت الأبله. أما ظاهرة الشذوذ الجنسي فانتشار هذه أكبر لكن مساحة الصمت المحيطة به أيضا أعمق و أكبر لسببين فهو خاص جدا و السبب الآخر أن أغلبية من تجرؤا عليه حتى الآن من الطبقات التي لا تطالها يد القانون و هم رجال متزوجون هانئون برغد من العيش و نساء متزوجات تاجرات، و مؤخرا حدثني صديق يعيش في دولة أجنبية معروفة بقبول هذه الظاهرة أن موريتانيين  و موريتانيات صاروا يقومون بسياحات جنسية للغرض نفسه لا أكثر ثم يعودون لأرض الوطن.

          سفير المخنثين في "الأمم المتحدة" : من أجل كرامة المخنث
قبل مغادرتي البلاد بحوالي أسبوع نشر موقع موريتاني خبر أن المخنثين و الشواذ في موريتانيا اجتمعوا في بيت في تيارت، و هو اجتماع عمل مغلق حيث كانوا بصدد إنشاء إطار قانوني يكفل لهم حقهم و هيبتهم و كرامتهم، كنت ما إن أحدث شخصا مثقفا في غالب الأحيان عن القضية حتى ينفجر ضاحكا و كأنه لا يصدق. طبعا فنحن في مجتمع سيموت ضاحكا: "الدنيا ما جاها حواش" لكنه حقيقة يضحك على نفسه، لأن هذه الضحكة لا تترجم ملامحه العابسة التائهة. و في متابعة للقضية حيث حاولت الحصول على مصادر أخرى. فإن من يسمي نفسه : سفير المخنثين في الأمم المتحدة و ينظرون هم إليه كمفكر و مرشد روحي، في حديثه قال أن هذه الطبقة حقوقها و حرياتها مضمونة و تكفلها كل القوانين و قال أنه مستعد للدفاع عنها حتى في الامم المتحدة، و انفضت الجماعة لكونهم لم يتفقوا على أمين عام. و قال "السفير": أنهم سيعلنون عن أنفسهم دون خجل و سينزلون للشارع مطالبين بحقوقهم. و أكد أن هنالك مثقفين و إعلاميين سيدافعون و يناضلون معهم حتى تكفل كل حقوقهم، و كان الإجتماع قد حضره العشرات. و الحقيقة حتى و إن لم نقبلها أن هؤلاء يدعمهم إعلاميون كبار و رجالات  و أبناء وجهاء و نافذين فضلا عن الفنانين و حفلاتهم الذين يشكلون مصدر الدخل الدائم فيما الآخرون مصادر دخل غير منتظمة. و بالمناسبة هؤلاء لديهم الآن ما يمكن تسميته بالحكومة الموازية و في لقائهم كانوا جد منظمين بحيث بحثوا عن من يمكن أن يساعد من الناحية السياسية و سموا سياسيين يمكن الإعتماد عليهم ، و مصادر تمويل معينة و رجال إعلام و حتى مثقفين يمكن الإتجاه إليهم أو على الأقل مصارحتهم بالامر. و امتد الاجتماع حتى ساعات متأخرة من الليل، و كان الاتفاق أيضا على اعتماد محامي أجنبي مختص و برامج لقاءات مشحون للوصول لنتيجة. و ربما ما يغيب عن البعض أن هنالك 6 من هؤلاء معروفين جدا و هم يعني رواد الاعمال في المجال فتعاملاتهم مع السلك الديبلوماسي و الوفود من الطرازات الرفيعة و هم مرجعيات في كثير من الأمور و الأخطر أن اغلبهم أجانب، لكن تمكنوا من خلال صلاتهم من أن يصبحوا مواطنين.

سيادتنا و قيمنا أو تصنيفاته
فإذا انطلقنامن الدين، فالظاهرة محرمة تفصيلا و إجمالا، و حينها ستصنف تلك الدول على السلم الأمريكي و الغربي و تصنفها الأمم المتحدة في قائمة الدول القمعية و الإطضهادية التي تقمع ليس فقط حرية الفرد بل حرية الجماعات، كون القوم اليوم فينا صاروا جماعة و ليست أفرادا. و حينها مثلا سيكون هنالك شح في الدعم الإقتصادي و في تمويل برامج ديمقراطية و تنموية و مجتمع مدني. و إذا انطلقنا من تشريع يقوم على الديمقراطية مثلا بحالها اليوم، فمن حق أولئك أن يلبسوا ملاحفهم و أن تلبسن هن فضفاضاتهن،و إن أراد رجل أن يتزوج رجل فربما قريبا يكون بإمكانه دعو إمام الجامع الكبير ليعقد القران.
القضية أنه مثلا، لنفترض أن الدولة لم تصدر تشريعا واضحا يجرم الظاهرة ، سيظل هؤلاء يقولون : القانون لا يجرم ، خاصة و أنهم بصدد أن يدعموا و يؤطروا من الخارج ما إن يخرج صوتهم للعلن و قد خرج. الدولة مثلا قالت أن الظاهرة مرفوضة استنادا على تأويل نص قانوني أو اعلنت أنها غير مقبولة حينها أيضا، هذه موجة يركبها هؤلاء فيجد بعضهم فرصة الإقامة في أوروبا كلاجيء و تلك أجمل من كل الاغاني التي رقص عليها يوما، و من هنالك سيظل يصيح و يصرخ و دولة القمع و الإرهاب و الجوع و ...و ...و و سيجد من يسمعه بل من يدعمه و يشكل مصدر دعم للموجودين بالداخل الذين سوف لن يهدؤوا هم أيضا و إذا سجن أحدهم سيجعل منه أولئك في الخارج بطلا قوميا و قائدا روحيا. و أمام هكذا وضع يبدو الحل حراكا اجتماعيا واعيا و متفهما لأبعاد اللعبة كلها، حتى يعمل على إيصال رسالته بهدوء، ففي عالم المعايير المزدوجة و الأنظمة و الشعوب المغلوبة على أمرها، و الحقوق و الحريات شعارات ووسائل سيطرة يتحكم بها البعض في البعض لابد لكل حراك من حسابات دقيقة. في هذا الصدد هنالك مبادرة لا للإباحية و هي مبادرة تكون مؤثرة ما ظلت متزنة، بحيث لا تدخل في أمور يختلف عليها المجتمع ولو قليلا، و تركز على ظاهرة مرفوضة بالأغلبية المطلقة حتى تظل وسيلة تحد من انتشار الظاهرة. لكن كل ما نزلت هذه لمستوى أن تتحدث في شكل الملابس و نوعيات السلوك كل السلوك فإنها ستفقد فعاليتها في مواجهة ظاهرة من هذا النوع. و لا يستبعد هؤلاء يوما يقف فيه هم عن يمين باب القصر باللافتات و الشعارات و يقف هؤلاء عن يساره، و لا أعرف حينها هل سيتخلى بعض العلماء عن محاباة  و لي أعناق الأحكام و التشريعات و ماذا سيكون وضع الديمقراطية حينها، قد يبدو الأمر سهلا حين يكون هنالك قرار حاسم و جريء من دولة سيادية لها قوانينها و نظمها.