دخلت أم الدنيا ففرقت بنات الخليج ، منتصف ليلة ماضية ،
فيما بعض بنات الخليج تستعدن لتسدل شعرهن الأسود الطويل على مخدة مريحة و سرير في
غرفة تفوح منها رائحة النفط، كانت بنات أخريات تمارسن عهرا من نوع آخر تسامرن
رجالات من نوع آخر و تراقصن آخرين ، ثم
قررن بغضب و غيرة بنات العم أن تنتقمن من ابنة عمهن الصغيرة الوديعة ، الجميلة
المثقفة أكثر منهن و الجذابة أكثر من عفن جسدهن هن المملوء بالتجاعيد و أصواتهم
الخشنة و شخصياتهم البائسة العابسة، غيرة منها و غضبا قررن أن يمنعنها من الطعام و
من الشراب و من الهواء و من رؤية الرجال أو النساء حتى لا يفتتن بها أحد. لم تعبأ
البنت كثيرا للأمر في البداية فظنته مداعبة ثقيلة من بنات عم. ثم استيقظت على
الشائعات تملؤ الأحياء كلها أنها تطاولت على بنات عمها و سبتهم و ذمتهم و أنها تأوي
في بيتها إرهابيين و مجرمين و قتلة و أنها و أنها
ثم بحكمة المثقفة و أناة الواثقة بدأت ترد عليهم تباعا و تباعا و تفند
دعاويهم تباعا و تباعا، ثم كانت أم الدنيا المحكومة بأسوأ أبنائها هي الأخرى هنالك
تزغرد و ترقص على لحن شدة الخلاف و اشتداده بين بنات العم ، لا ناهي و لا منتهي
على قول والدتي العزيزة ، بدأ البنات يحاولن نشر وسخ بنت عمهن و يحاولن تشويه
سمعتها و تحريض العالم كله ضدها، لكن كانت هي تعرف سحر قوامها و مكانتها في قلوب
الكثيرين مكانة ربما لم يخلقها الشكل بقدر ما خلقتها خلاخل الذهب و أساوره و
قوارير النفط، التي تفاخر بها النبات بعضن بعضا، فتحاولن الضغط على الشرق و على
الغرب ، الكل يريد أكبر كم في جانبه ، و العالم حائر أيهن يختار و معيار الخيار
الخلاخل و الاساور و القوارير، دولة مثل موريتانية لم تكن لتكون استثناء و ليست متأثرة جدا بالخجل
أعلنتها نهارا و جهار أن قوارير أولئلك أهم من قوارير بنت واحدة تبدو وحيدة رماها
الجميع بالعهر و الزنا، فيما بقي العقل الأوروبي بين هوس جنسي محكم و طمع أيضا مع
خوف من أن يفقد قوارير النفط هناك و روافد الذهب و الفضة التي صبت في الرياضة و
الثقافة و المعمار و الصحة و غيرها.
ادعاء جائر بائس من بنات اعتاد ولاة أمورهن مضاجعة من هب
و دب خالقين موديلا جديدا في هذا المجال الاقتصادي فهن من يدفعن و هن من يضاجعن. و
بنت لها هي الاخرى كل تعاقيد البنات لكن استطاعت في احيان كثيرة أن تذهب للخيار
الأفضل فكانت الرزينة بين مهوسات بالرقص بالسيف و الرقص على الحان النافورات.