قبل الدخول للساحة توقفت على كنائس و عجائز و يابانيين طبعا لا يمكن أن تأتي لأي مكان سياحي في العالم دون أن تجد ياباني يستحيل. من تلك المحطة و متشبثا بخريطة التقطتها من أول قطار ركبته في المطار، حاولت تبين طريقي الى حيث من المفترض ان التقي البقية و نسافر إلى سليغر، كان كل شيء بالروسية انتابني نفس الشعور الذي انتابني اسبوعي الاول في تركيا. و حاولت الاستعانة بالبعض و كانت لغة الاشارة هي الأبرز و الأهم. لم اتبين حتى اسماء المحطات، و فجأة استوقفني شاب سيرافقني لحيث اذهب و يبقى معي و يبدو و كأننا صديقين قديمين التقيا بعد فراق، نسي تعبه رغم انه عائد من العمل و تجاوز المحطة حيث كان من المفترض أن ينزل. وصلنا ووجدنا افريقيا بكل ملامح افريقيا القى به حلم ما أو كابوس ليدفع بضع دولارات ربما كانت عائلته في حاجة اكثر إليها دفعها ليكون في موسكو متلمسا طريقه إلى سليغر. هي تلك افريقيا تطارد احلامها و تطاردها كوابيسها. كان ضائعا كليا استوقفته و طمنته بأن ذلك هو مكان اللقاء ، بعد قليل وصل مصري مع هندية، مقيمان اصلا في روسيا، تجد المصريين دوما في مثل تلك المواقف، كالعادة تلقائية الفلاح رغم ما يخالطها احيانا من اصطناعة حدث أو صفة قد تشوه ملمح الفلاح التلقائي الظريف، هندية بكل اشياء الهند سمرتها و اللكنة التي تخالط تلفظ الانجليزية فتعطيها هوية هندية خالصة و شيء من الجمال لا يخلو منه حفدة غاندي في الغالب، ثم بعد ذلك جاء وفد من الشعوب الصفراء تقوده صينية ليس بالطويلة ذات شعر اسود أحمر الأطراف، ثم جاء روسيا مختلطة بالعرق الألماني متمثلة في شخصين كانا يرتديان ازياءهما على طريقة السبعينات، ثم بدأ التوافد حتى صار من العصي التمييز بين الاسماء و الهويات رغم أن كلا يقدم نفسه، لكن صار الكم أكبر من ان يستوعبه عقل مرهق من الانتظار. لم يكن شمال افريقيا بعد قد كشف عن ساقيه و لا رأسه، قم فجأة حضر الفوج الجزائري فسيفساء أشكال و ألوان ملتحي و حالق و مابينهما ابيض حد الاصفرار اسمر فاتح و اسمر غامق تلك هي الالوان الافريقية حين تمتزج بالعرق العربي، بدت الانجليزية غريبة على اللسان الجزائري الذي جربته من اخي الذي اقام بين مدن الجزائر و اهلها اعواما تزيد على الخمسة، لم يعدم الفريق الجزائري فرصة يتحدث بها لهجته البحتة بعيدا عن ضجيج انجليزية يتخبط الجميع فيها.
يتواصل .....