غابة تتداخل مع البحيرة بشكل فوضوي عبثي جميل. الطبيعة بكل نقائها. كان في المخيم كله حوالي 15000 شخصا كما قال لي ذلك الشرطي أو كتب على الأرض حين تعثر عليه نطق الرقم بالانجليزية. لم أصدق شأن صديقي الذين حين حكيت لهم الخبر صدقوا أنه معنا في هذا المخيم الآن حوالي 15000 شخصا. رغم أن الخيام الصغيرة و القاعات المتنقلة و التصميم المذهل الذي يطبع المخيم يوحي بأرقام و ألاف إلان أن 15000 بدت رقما كبيرا جدا.
سبعة أيام من المقرر أنها كلها ورشات عمل و دورات تفاعلية حول مواضيع شتى من فنون التواصل و القيادة و التدريب و الاعلام و الاقتصاد و المقاولة و الابداع الاقتصادي و الانشطة الثقافة و الفنية و الرياضية في ذلك الجو المذهل.
كالعادة كنت أعرف أني سأقول "موريتانيا" و أن الشخص المقابل سيصمت و سينتظر توضيحا تلقائيا أو سيحاول بيأس وجود صيغة ملائمة لسؤال سيطرحه؟ و أين تقع تلك؟ وجدت الروسيين يعرفون موريتانيا أكثر من غيرهم، خاصة حين تلفظها على هذا النحو "موفريتانيا" أما الآخرين فبين مدرب مثلا يحاول التذاكي فيتحدث عن حياة أدغال و يحاول أن يفهمك أنه يعرف معتمدا على خياله بأنها بالتاكيد دولة ضائعة في الادغال الافريقية بين حيوانات وحشية غريبة و غابات كثيفة مغلقة. و الأروع ذلك الذي يسأله ببسمة بريئة سامحني لكن أين تقع موريتانيا، اتذكر هذا الاسم لكن لا أعرف بالتحديد أين؟
لكن حين يسألك عربي . هل في موريتانيا تتحدثون العربية؟ حينها تعرف أن في العرب مشكلة كبيرة. بل كلهم مشاكل لحد ما.