كان الليل يغطي سماء موسكو و حلقت طائرة مروحية مرارا جيئة و ذهابا ، قلت في نفسي ربما هي عيون بوتن، رجل كبوتن لن يسمح لك بالقهقهة كثيرا في ارضه دون معرفة السبب ، قلت في نفسي، إن الحس الأمني و الاستخباراتي ملكة عظيمة لكن نقمة أحيانا. حيث لا تشعر بالراحة ما لم تعرف كل ما يدور و تكون لديك فكرة حول ما قد يدور.
وصلت الباصات و توزعنا فرقا و جماعات، دخلت باصا كان الوفد الاندونوسي قد اجتاح اكثر من نصفه، وفد جميل ظريف فيه الصامتون و المشاكسون و الممازحون و المتحجبات و اللامتحجبات و ربما السمة المشتركة بين الجميع هي قصر القامة. لكن كان جميلا اكثر مما تخيلت ن شعرت أني مواطنا اندونوسيا و أنا اتبادل معهم النكات و اطلب إليهم ان يضيفوني و احدثهم عن طقوس الضيافة في موريتانيا حيث لابد أن يذبح كبش سمين و يبدأ في طقوس الشاي و يوضع التمر و اللبن لأبسط ضيف، ثم بعدها جاء ثنائي تبين لاحقا أن السيدة امريكية تقيم في اسبانيا حسب ما حدثتني و كان ظريفة لدرجة تحدثنا فيها لحوالي ساعة تقريبا و الثاني كان امريكيا روسيا يتحدث الروسية تماما كما يتحدث الانجليزية. و اخران خلفهما كانا افغانيا و هنديا و الى اليمين سيدتان من باكستان. بعد ضجيج حديث الساعات الأولى هدأ كل شيء. نام البعض و سكن البعض و بدأ الآخر يفكر في الايام المقبلة و ما تخفيه رحلة 300 كلمتر. و انطلقت القافلة تخترق ليل روسيا.