لا تدرين سيدتي بسمتك الباردة تلك في ظهيرة ذلك اليوم الحار عند بوابة تلك القاعة الساخنة , لا تدرين كم قتلتني بالبرد في عز الصيف , فبقيت أرتعش , أبحث عن الدفئ في ذاكرتي في أحضان أرصفة صمتي , أبحث عنه في كلمات الليل المرعبة أحيانا المطمإنة حينا , وفي حديث القمر وهمس النجوم , بحثت عن دفئ ينقذني في سمري وحيدا , لا شيء سيدتي إلا أنت ومستعمراتك في ذاكرتي استطاع انتشالي ومواساتي , كنت أراك تنتصبين في مدى خيالي واقفة جالسة مضطجعة تتخذين وضع اللاوضع في مداءات خيالي , يكسو رداء الصمت ملامحك فأهرول إليك , وصوتك مزمار يملؤ أفقي الذي ما إن أقترب منكِ حتي يتسع وما إن أبتعد منك حتى يضيق , أصل إليك ِ بسماتك الرزينة , كلماتكِ الهادئة ,يشكلان تعويذة يقرأها علي صمتي فأهب من نوبة البرد التي تعتري كياني المرتعش الذي ألقيت به إلى مواطن الغربة , حيث ملامح الليل غريبة وليس أغرب منها إلا ملامح النهار , وحيث الأرصفة الفارغة رغم اكتظاظها والمدن الخاوية رغم ساكنتها , تدعوني إشارة منكِ قديمة وأنا في بحر نومي فأهب بسرعة البرق و كأنه نداء مقدس , فأجلس إلى إشارتك أنتظر, بم تأمرين ؟ وتلاحقني بسمتك ِ , وأتركها معي وآخذها معي ,ونذهب للامكان , فأنا مستعد لتحديات الطريق مادامت هي تشرق أمامي بنورها السحري الخرافي .