خرجت مع أصدقائي، و اخذنا قهوة افريقية على عجل في تلك العمارة الصينية التي قدمت صدقة عينية من الصين للامم الافريقية المقهورة. بعدها بدأ التحضير لغدا ءعمل مع القادة، كنت ضمن المقرر أن يحضروا الغداء حين سلمتني السيدة اغوسوا الظرف الذي يحمل الدعوة التي تسمح لي بتجاوز انتهارات الرجل عند البوابة الذي يلبس على طريقة عمر المختار، حين دخلنا و جلسنا و الرؤساء حولنا ياكلون كمن لا يرغب في الاكل، تقدم الشاب بنظاراته الشمسية المثبتتة في جيبه و زيه الذي لا تصادق منه قطعة قطعة ، و وقف كشخص بلله المطر و قرأ أشياء لم يعرف أي منا لها رأسا من عقب، ثم تقدمت السيدة التي أعطتني فقط قبل بدايتها قبلة شاردة بريئة بالقرب من أذني ابقت حمرة احمر شفاهها التي نبهتني عليها الصديقة الاخرى لأمسحها فلربما لا يليق ذلك بالرؤساء الافارقة.
حصل نفس الامر الذي اخبرت به أصدقائي في اطار مزحة و نحن قادمون من الفندق. قلت لهم كل ما سيحصل، أن بعض الرؤساء سينصرفون في الدقائق الخمسة الاولى و اخرين لن يحضروا سيرسلوا مستشاريهم،، في النهاية حضر كل الرؤساء و صبروا ربما من اجل وجه اوباسانجو الذي كنا نناقش في اطار منظمته مشكلة التشغيل و خلق الفرص في افريقيا. اردفت لاصدقائي و نحن نخترق شوارع اديس ابابا الضبابية، أنهم في النهاية سيستمعون و سيقول كل منهم أنه بدأ اصلا في انجاز تلك المشاريع و التوصيات منذ سنوات و ان جمهوريته و دولته المتطورة في الخطوات الاخيرة.
و حقيقة الامر الأخرى أن التوصيات التي قدم بها الشباب لم تعد اكثر من كونها جمل مكررة طالما سمعوها لربما.
حصيلة الامر أن افريقيا و الافارقة لا زالوا ضائعين بالمطلق و يتغاضون و يتناسون حقيقة الاشكال و هي ان افريقيا تعيش حالة متطورة من الاستعمار، لم تستقل افريقيا بعد، يريدون من الاتحاد الافريقي ان يغير حال افريقيا و هو اصلا جهاز مشلول دون تمويلات المستعمرين .
.............. يتواصل ............