هل الدين يخاطب "البيظان" فقط أم هو دينكم
في تعليق له ورد على
موقع موريساحل، ركز حمزو على نقطة مفادها أن أصدقاء له قبله عملوا على فيديو
كليبات أكثر جرءة مما في فيديو كليب نواكشوط، و أنه لا أحد تعرض لهم و لا علق على
فعلتهم متسائلا السؤال الذي يحتاج المجتمع و حراس الفضيلة فيه الوقوف أمامه. لماذا
لم يتحدث أحد لأولئك ؟ قد ينظر إليه عامة المجتمع تلك النظر التي تستصغر الناس و
أفكارهم استنادا على أعمار أو معطيات شكلية، فيقولون : شاب طافح لا يستحق حتى ما
قاله التعليق، قد يقول أحدهم: أن أفكاره حتى لا تستحق الوقوف عليها. ربما بدا
السؤال بسيطا للبعض ، لكنه بدرجة من البساطة أيضا ليكشف حقيقة أخرى بقمة البساطة
مفادها أن المجتمع لا يعبؤ بالدين و أن الأمر لا يعدو هبة نصرة للقبيلة و عرفها و
المجتمع و تقاليده البائدة، نعم حسب رأي المجتمع أنت بالذات وهي حرم الله عليكما
ذلك لأنكما "بيظان" نعم ذلك السؤال الذي طرحه هو. الجواب ببساطة هو ذاك
لأنك بيظاني حرم الله عليك أشياء لم يحرمها على الآخرين، و كأني بهم يفكرون بمنطق
شيوخ القبائل تجاه العبيد في العصر الغابر على أنهم ناس لا يخاطبهم الشرع فيستباح مالهم
و عرضهم و كل شيء. لكن عجلة الزمن مرت بسرعة أكثر من أن تزامنها عقولهم و تفكيرهم
الرجعي المدمر للمجتمع عقيدة و كيانا. هل لأنك فقط "بيظان" تذكر الجميع
آيات القرآن و الأحاديث النبوية الشريفة، لكن المثير أيضا أنه ليس الجميع تذكر
فكثير صامتون و لو كان أحد شيوخ القبائل و شيوخ حراس الفضيلة صديقي المفضل لقال لي
أنا و هو وحدنا بيني و بينك ما فعلاه لا سوء فيه و هو الذي يصرخ و يصيح و يريد
للسماء أن تسقط على الأرض عقابا على تلك الكبيرة و الموبقة. ببساطة هكذا كبرنا
كلنا. نتذكر الدين فقط حين تكون تعاليم القبيلة و تقاليد المجتمع البائدة في خطر.
و الذين يهبون في معظمهم هم عبدة و متابعو المسلاسل و الأفلام و الأدهى و الأمر
لربما هم من جمهور ذلك الموقع الذي يضعه آلاكسا دائما في الخمسة الأوائل إذا ما
تعلق الأمر بموريتانيا. و حتى لا تشيع الفاحشة يقول أحدهم.
لا أعرف كثيرا عن
خلفية حمزو الاجتماعية ، لكن أعرف أنه مارق لا أقول على الدين لكن لديه نزعة
إيمانية بوجهة نظره ، لربما هو لا يضع الكثير من الأمور في حسبانه أثناء القيام
بعمل ما، لكن يحق له أن يتبع حلمه أيا كان و ان يسلك الطريق التي يريد، قال لي
أحدهم : حين نقول أن هذا خياره فمعناه أن الزنى خيار و السرقة خيار، ببساطة قلت له
نعم، متسائلا سؤالا واحدا ، هل تعرف نسبة الزنا و معاشرة العشيقات اليوم في
مجتمعنا الفاضل، لا أحد يعرف ، لكن يقول أحدهم لا يعرف عنه أحد، إذن بخصوص الورم
السرطاني هل من الأفضل الكشف عليه و العمل على علاجه و عزل المصابين و تحاشيهم بعد
معرفتهم طبعا أو قلتهم إن كنت ترى ضرورة في ذلك حتى بعمل انفجاري أو انتحاري، أو
تركه ينخر في الجسد حتى يهلك و يلقي به جثة هامدة، جثة هي موجودة الآن في مجتمعنا
يقرأ عليه الجميع القرآن و الحديث إذا ما أحس أن مياها راكدة ستتحرك في بركة
القبيلة و التقاليد المتعفنة و النتنة. إن الخيارت مصطلح لا أحبذ استخدامه لكن حين
نتحدث عن الخيارات اليوم و في مجتمع لا حد فيه، مثلا لو قرر حمزو السفر إلى سنغال مثلا و ليلاه و صورا الفيديو، اليوتيوب موجود في كل
مكان أم هل سيحرم اليوتيوب لأن عليه فيديو لليلى و هل سيحرم عليهما دخول الاراضي
الموريتانية التي يقيم فيه المجتمع العذري الفاضل؟ و كم من فيديو أدهى و أفظع من
فيديو حمزو و ليلى يتفرج عليه الآلاف
أغاني و غيره بل فوق ذلك إباحيات مطلقة. سألت أحدهم بعدما أورد آيات و أحاديث ما
الحل برأيك. تمام لأفترض أني اتفقت معك في كل ما تقوله ، هل الحل الآن سجن حمزو و
ليلى و إن سجنا هل تعرف ما معنى ذلك فقط أن تعطي الموضوع بعدا أكبر و أن تظهر
موريتانيا أمام العالم ليست فقط دولة دون حقوق بل مجتمع مرضي، حين يقال : لماذا
سجن؟ يقال: لأن الفيديو خليع ؟ أي فيديو؟ هذا ؟ برأيكم أي دولة مستعدة لتظهر بتلك
الصورة أعني حكومة أمام العالم؟ هل يقام عليه الحد؟ كل من سيقيم الحد أو يعاقب أو
يتحدث عن جزاء فلينظر فقط غير بعيد منه. فسيجد أنه متورط بطريقة أو بأخرى، قد يكون
صاحب 5 زوجات في السر و أربع عشيقات، و ربما لديه زبناء في دول يسافر إليها
بانتظام، ربما بناته مدمنا صورة أو قنية.
ليلى أيضا ربما فقط
لأنها "بيظانية" . فوق ذلك هذه سيدة إن صح ما يتم الحديث عنه من أنها
البنت الوحيدة للراحلة خدي كوريا، فهي تعاقب مجتمعا على حقيقة أنه يتذكر الآيات
القرءانية و الأحاديث متاخرا جدا. فلم يتذكرها يوم حاسبها على جرم لم تقترفه و هي
في سن الرابعة عشر، نعم يستحق عقابا أقسى هذا ليس عقابا ، فقط يحتاج أن يضرب على
وجهه المصطنع القبيح الذي يبديه، يحتاج لمن يكشف حقيقة وجهه الأقبح، الذي لم يرحم
عيونها يوم كانت تتسكع في شوارع انعدام الذات و الهوية و تتألم بضربات الرفض و
القهر و العجز، يوم استنجدت ببراءة فلم يسمعها قراء القرآن و لا حفاظ الأحاديث ،
نعم تستحق يا وقح. و تحدثني الآن عن الفضيلة و القيم و الاحترام. لا بد ان نصارع
في النهاية من أجل العيش و من رفضنا لن نستشيره في خياراتنا لاحقا، ربما لوكانت أم
ليلى هنالك لقتلتها قبل أن تتخذ قرارا كذلك، فهي رغم ما يشيعه عنها المجتمع لربما
كانت لتكون الأم المثالية لإبنتها أكثر من امهات كثيرات كونها خرجت على العرف و
التقليد القبلي ، جاهرت بتدينها أو غيره المهم لم تخدع أحدا ، لم تأخذ مسبحة
لتمارس الرذيلة ليلا، بل قدمت نفسها لهذا أو ذاك. لو كانت لليلى أم مؤمنة بتعاليم
القبيلة و المجتمع ،كانت لتفضل أن تقدمها أضحية لشيخ القرية أو القبيلة السبعيني
ليجعلها زوجته السادسة في السر، كانت لتضربها لتتزوج رجلا لا تحبه و لا تعرفه لأنه
سيعطي مهرا أغلى، كانت لتقدمها ككل بناتها كباش فداء لأعراف القبيلة و تقاليد
المجتمع، كان لتقول لها أنت مثل كل بناتنا و ما يجري عليهن يجري عليك ، لقد بعناهم
و تاجرنا بهم لكنها صفقة ترضى عليها أعراف القبيلة، كانت لتقدمك لبيت دعارة في صمت
لربما حتى لا تشيع الفاحشة، كانت لتبعثك على المملكة العربية السعودية حتى لا تشيع
الفاحشة.
شخصيا لا يهمني إن
كانت ابنة خدي كوريا ، أو غيرها، فتلك أمور يهتم لها كثيرا بيادق القبيلة و
اعرافها و تقاليدها، الذين لن يتورعوا عن الحكم عليها تبعا لماكان أبوها أو أمها
يفعلانه. ذلك المجتمع الذي انجب مثقفة قالت ذات مرة أنا من فئة لها قواعدها و
قوانينها و أعرافها و لا يمكنني الخروج عليها في برنامج تلفزيوني، ذلك هو المجتمع
تحكم كل عضو فيه فئة تتحكم في أفعاله و أقواله و تفرض عليه النفاق و التصرف عكس
قناعاته. و يدعي لك في آخر الأمر القيم و المباديء، و يقول حتى لا تشيع الفاحشة.
هل علينا أن نعترف أنه مجتمع يريد العيش مع الفاحشة في صمت و يفضل ذلك. ماذا عن أخ يشبع أخته ليل نهار ضربا و سجنا فقط
لأنه ربما هو لديه مشاكل نفسية أو جنسية أو حتى تحت تأثير تخدير (بالمواد
التقليدية). ماذا عن بيوت الدعارة التي صارت بانتشار "دكاكين السقط" في
التسعينيات، و الأجانب الذين يرعاهم قادة الدولة من رجال أعمال و سياسيين و حتى
شيوخ طرق و مدارس، أجانب استثماراتهم كلها المخدرات و الجنس، فيما تشتغل مكافحة
المخدرات و تعرض نفسها للخطر، تمسك البعض يلقي بهم وجيه طلقاء لأنه زبون احدهم و
صار في حاجة لاستجلاب فتاة أو غرامات مخدر. أم أنها حتى لا تشيع الفاحشة. ماذا عن
الذين صاروا يقتلون أبناءهم مجانا جهارا نهارا ذبحا، و الذين يشنقون أنفسهم و
الذين يحرقون أنفسهم أم أنه حتى لا تشيع الفاحشة. ماذا عن الشابات العشرينيات
اللاتي حولهن تزويجهن من رجال لا تربطهن بهن أي مشتركات و حين تشتكين يقرر عرق
الفبيلة أنهن الظالمات و المعتديات، فوجدن أنفسهن مضطرات للبحث هن الاخريات عن
عشيقين يضاجعونهم انتقاما من رجل القبيلة الذي يستخدمها كآلة عديمة الجدوائية ؟
لأكون صريحا معكم حتى لا تشيع الفاحشة، نحتاج لنحرق كل تلك الأقنعة التي خلفها
ينهد المجتمع، و لحرقها أٌقبل كل شيء، حتى إن لم نقبله فهو سيفرضه نفسه لأنه نتيجة
حتمية لواقع من ذلك القبيل.
...................يتواصل .
حتى لا نشيع إعلام القبيلة و العصير