مع ثورة لكل هاو موقع
ظهرت اتحاد للاعلام الالكتروني أو اثنين إلى ثلاثة على ما اعتقد، كان قبلهما صراع حاد يدور بين النقابة و الرابطة نقابة الصحفيين و رابطتهم الفرق بين الاثنتين أن
الرابطة تضم فيلقا من المحاربين القدامى لا بأس به من المعتزين و المفتخرين بتجربة
طالت لسنين لا أعرف بالتحديد إن كانت في الصحافة أم في في السمسرة أما النقابة فهي تضم بعض الشباب في
الغالب أو من محاولي الخروج على النص، و بعض الهواة كما يحلو للآخرين نعتهم
أحيانا. المضحك في الامر أن الاثنتين كانتا تتصارعان في حين لم يكن هنالك إعلام
يستحق ذاك الصراع .
ثم حرر الفضاء السمعي البصري...
كانت مشكلة الإعلام
في موريتانيا أكثر تعقيدا من أي يستطيع أي كان تحليلها و أكثر بساطة من أن يشغل أي
كان نفسه بتحليلها. بساطتها تكمن في ان تنظر إليها ليس على أنها إعلام . بل شؤون
قبلية و علاقات عامة و عمولة و سمسرة و شيء من ذاك القبيل. فحين تنظر من هذه
الزاوية تفهم كل شيء و حين تنظر من الزاوية الاخرى لن تفهم شيء.
في مرحلة ما قال
البعض أن المشكلة تكمن في انعدام الكفاءات و الاعتماد فقط على الهواة في المجال
الفني الاعلامي و المجالي الاعلامي الصحفي، إلا أنه في تلك الفترة كان بعض الشباب
من دارسي الإعلام او العلوم ذات الصلة قد بدأوا يتوافدون من الدول المجاورة مع ذلك
لم يتحسن الإعلام و جرف بعضهم التيار القائم فمنهم من ساير التيار و رضي بإيقاعه و
منهم من استعصى على التيار و استعصى عليه. فإما وجد مخرجا و قليل ما هم و إما بقي
متمسكا بضميره على هامش من المشهد يتأمل و يجرب أحيانا في حيرة. ثم بعد ذلك
قيل في ان الفضاء السمعي البصري رهين
للحكومة متمثلا في الاذاعة الوطنية و التلفزيون الوطني و أن تحرير هذا الفضاء لا
شك سيأتي بإعلام على المستوى و إعلاميين على المستوى بعيدا عن الطاولات المستديرة
و المستطيلة و أمام الميكرفون و خلف الميكروفون و مخرجين لا يشبهون ذلك الذي بلاني
الله به ذات مساء في تسجيل لحلقة مع التلفزيون الوطني فأردا التحكم في الأصبع الذي
علي أن أضع فيه خاتمي و الطريقة التي علي أن أنظر بها و كيف أتثائب مثلا و كيف
أتكلم و كيف أصمت و كيف أنظر و المصور الذي كان يعاملني و كأني "لانس"
كاميرته.
تم إعلان تحرير
الفضاء السمعي البصري و تم الترخيص لقنوات و إذاعات حرة، في خطوة تستحق الذكر و لم
يذكرها إعلام لا يفرق بين الذكر من الكفر مالم يكونا مصحوبين بعشاء عند الأهل و كأس
من الشاي و سويعات ضائعة. افتتحت القنوات و الاذاعات، و بعدها عذرنا التلفزيون
الوطني فبدا و كأنه كان قمة من الناحية الفنية و من ناحية الفكرة و المواضيع و
البرامج. و بدا مخرجوه و منتجوه من خيرة ما قد ينتج أو يخرج حقا. و بدت إذاعتنا هي
الأخرى هامة إعلامية أخرى. كان و كأن هدف كل هذه القنوات و الاذاعات فقط أن تقول
لنا : يجب أن تحمدوا الله لان لديكم التلفزيون الوطني و الإذاعة الوطنية. أصيب
الإعلاميون الشباب و الطامحون بخيبة أمل فظيعة و هم يتفرجون على حلمهم يتحطم على
شاشات اعتمدت هي الاخرى نفس الأساليب قنوات للقبيلة و عمال يكتتبون حسب معايير
القبيلة و لا مكان للكفاءة حين يتعلق الأمر باستمارة القبيلة في رأسيتها. رغم ذلك
لم تجد هذه القنوات بدا من الإستعانة بشباب احترق أعواما يكابد الإعلام في بلد كله
ساسة و صحفيون و شعراء و كله فراغ و سيبة. و لم يجد هؤلاء بدا من الاستجابة لدعوات
هذه القنوات و حتى و التسابق إليها. الساحل و شنقيط و دافا و المرابطون و كوبني و
الاخبار و التنوير موريتانيد و و و
في اول لقطة اهلكت
إحدى القنوات الشباب، أشهرا جيئة و ذهابا في شمس نواكشوط و غبرائها و في النهاية
قال لهم اذهبوا غير مأسوف عليكم و ألقي بالمدير هو الآخر فقط لأنه أراد الخروج على
قوانين القبيلة في التسير و الإدارة. و أراد أن يمارس الإعلام لم يعرف أن الأمر لم
يتعلق يوما بالإعلام.
ثم بقي شباب آخرون
يتحملون العمل دون عقود، بل حتى ينفقون من جيوبهم لإعداد التقارير و الاخبار و حين
يتكلمون يقال لهم قريبا، تأتي العقود و يتم تنظيم العمل نحن فقط نجرب، و تظل تلك
قريبا إلى أن يملوا هم و يتعبوا فيذهبوا أو ينتظروا ليرمى بهم ضحايا أول خلاف
بسيط. و لا زال الحال هكذا حتى اليوم. شباب يعملون دون عقود و دون أجور حتى و
قنوات دون أي مستوى فني و لا نضج إعلامي و إذاعات تمتهن أحراق المتحمسين و إستغلال
الجادين في المهنة و الذين يصدقون أنهم يشتغلون بالإعلام. و لا شيء تغير في الصحف
و المواقع و القنوات و الاذاعات أخبار هزيلة في صياغة ضعيفة و لا فرق بين تقرير من
خبر من تحقيق. و أمام سطحية المستهلك الوطني المنشغل أساسا بفراغه و أمام حقيقة ان
ادائك ليس معيارا لاختيارك للاعلانات مثلا ، لا يجد المدير السمسار نفسه ملزما
بتطوير نفسه و لا موقعه و لا جريدته فعلى كل حال هو سيحصل على الإعلان و ستشفع له
خبرته في السمسرة في الأوقات الحرجة. و الشباب هؤلاء إلى أن يقيض الله لهم إعلاما
خارجا على قوانين القبيلة و طبيعة إعلامها و خارجا عن ضوابط اعلام مجتمع السيبة و
الفراغ إلى ان يحدث ذلك لهم أن يشربوا قنينة ماء معدني على طاولة خشبية في مقهى
"التوانسة".
الهابا.... و اعلام
الهيبي
رافق تحرير الفضاء
السمعي البصري تفعيل للسلطة العليا للسمعيات البصرية، الهدف منها هو تنظيم هذا
الفضاء و متابعته و المؤسسات الناشطة فيه و تقييم و تنظيم أدائهم بما يتماشى مع
الضوابط و النظم، و في هذا الاتجاه نظمت الهيئة دورات تدريبية و ملتقيات لكنها لا
تخرج إطار كأس الشاي و الأحاديث الجانبية على طريقة أبناء الصحراء. حول آخر مستجدات
الفلانيين و فلان من أي قبيلة؟ مع ذلك يحسب لها دور لابأس به تقوم لكن يحسب عليها
أنها على غرار كل شيء مخترقة من قبل نظام السيبة و العبثية و الفراغ.
فيما تظن
"الهابا" أنه تقوم بعملها لا زال إعلامنا يعيش مرحلة "الهيبي Hippy ) و يعيش مجتمعنا بين الهابا و
الهيبي. منتظرا إعلاما يجد فيه ذاته ، يقرأ فيه تقارير اجتماعية ناضجة و تحقيقات
علمية ثقافية و اقتصادية و يرى تلفزيون تقدم له مادة قابلة للاستهلاك ليس اعلاما
يعيش و يقتات من فتات ساسة بين التخريف و التحريف و سياسة و معلومات قائمة على
أساس الشائعات مصادرها ركاب الباصات و سائقو التاكسي، و مصدر موثوق جدا جدا قال
بعضهم. الهابا أيضا ضاعت في متاهات صندوق دعم الصحافة و ضاع اسمها و شخوصها في بعض
التحويلات البنكية، إضافة لتهم وجت إليها بالمحاباة و عدم اتباع معايير واضحة في
عملها و خاصة في تسيير صندوق دعم الصحافة، يشار أن هذا الصندوق كان بمثابة البسوس.
تم اختيار جهات من الاعلام المستقل لتستفيد منه و احتجت و اعترضت الاخرى و الامر
المشترك أن المستفيدين لم يطوروا كادرا بشريا لم يطورا المعدات اللوجستية لم
يوفروا تدريبات لا للصحفين و لا الفنين و هم في أمس الحاجة إليها، و الاحتمال
الكبير أن الميزانية ذهبت لجيب المدير و رئيس التحرير و السمسار و المقاول.
و لتجد صورة متكاملة
لوضع ذاك الإعلام، اكتشف فقط أنه لا نقاط بيع و لا موزعين معتمدين لأي جريدة في أي
مكان الأمر كله يتعلق ببعض الأشخاص ممن يعطون عملات تلقاء كل جريدة يبيعونها هنا و
هناك و عن تلفزيوناتنا تتفنن في استغلال طاقات الشباب ثم الرمي بهم على الأرصفة
بعد ما تحرق ما بهم من حماس و تبدد ما بهم من طاقة و عن مواقعنا سيبة
الكترونية، و عن أكثر المواضيع المتداولة
سخافات الساسة على خربشات الهواة مع محاولات الفنين و الناتج موقع أو جريدة أو
قناة أو إذاعة من تلك التي عندنا.