بدأت المظاهرات من "بارك تاكسيم" كردة فعل على انشاء الحكومة مجمع تجاري في البارك ما يستدعي اقتلاع حوالي 5 شجرات في الساحة و استغلالها للغرض. كان التجمع نشاطا بيئيا يرفض استغلال الساحة، في ظرف يوم إلى اثنين رفع المحتجون قاروات الخمر و صار الاحتجاج ضد قانون تزمع الحكومة سنه بخصوص تحريم الخمر في بعض الاماكن و بعض الأوقات، ثم بعد ذلك جاءت تسمية الجسر الثالث الأهم في المدينة على السلطان ياوز سليم و هو امر آخر مثار جدل.
ما حصل أنه في النهاية و بعد وصول رئيس حزب CHP ثم توالي قادة الحزب بعد ذلك و تحول الحراك إلى حراك سياسي إيديولوجي، مطلبه الأكبر حسب ما ردد البعض إزالة الحكومة القائمة. المناوشات منذ أيام مستمرة في الميدان و في منطقة بشكتاش و حربية و بعض المناطق المجاورة بين المتظاهرين و الشرطة، وتصل في بعض الأحيان مراحل خطيرة جدا.
في تعليق له على ما يحصل قال رئيس الوزارء التركي رجب طيب اردوغان في كلمة القاها ظهر اليوم، أن التظاهرة لا علاقة لها بقضية المجمع التجاري و لا البيئة و ان الحراك إيديولوجي سياسي محرك. و قد مقارنات بخصوص تاريخ انتزاع الاشجار و كيف عملت حكومته على فتح باركات عامة و ساحات خضراء معددا بعض أهم الساحات التي تشكل رئة حقيقة لمدينة باكتظاظ اسطنبول. ثم معرجا على عمل الشرطة أشار إلى أنها ربما بالغت قليلا لكن أكد انها ستتدخل دائما لضمان امن و استقرار الدولة.
الحراك الذي بدأ يرفع صوته برحيل الحكومة يعتبر في ظاهره حراكا لكنه في الحقيقة المطلقة هو تعبير عن حالة من اليأس و العجز تعيشها المعارضة القائمة مردها قدرة الحكومة القائمة و الحزب على إدارة كل جوانب اللعبة السياسية بشكل ديمقراطي و دستوري، معتمدة بالتوازي مع ذلك على معطيات اقتصادية ترفع أسهمها محليا و دوليا. لا يعني ذلك أن هذه الحكومة مثالية و أن قدر تركيا أن تعيش معها. بل يعني أننا حين نلعبها بالديمقراطية و الحريات فعلينا الإعتراف بأن هؤلاء بطريقة أو باخرى توصلوا لمرحلة التحكم في الأمور و ادراتها بشكل معقلن لا ينادي الديمقراطية بقيمها و لا ينافي الدستور و معطياته. فيأسنا لا يجب أن يدفعنا لنضحي باسم و سمعة دولة. "و خلونا ديمقراطيين" إذا كانت هذه الحكومة كلها سوءات وسيئات جاءت بطريقة ديمقراطية دعونا نزيلها بطريقة ديمقراطية محترمين أمثلتنا العليا في الحياة الاجتماعية و الثقافية و السياسية. لا نعتمد اسلوب الغوغائية المطلق و التقاط السقطات فهو اسلوب العاجزين فقط.
يقول المتظاهرون أو بعضهم ان الأمر الآن أصبح حراكا ضد مجموعة خطوات أقدمت عليها الحكومة هذه في الفترة الأخيرة، من قضية الانفجار في مدينة ريحانه، لخطاب لاردوغان قرأه البعض على أنه إساءة لأتاترك و إينونو و افتراء عليهما، لقانون الحد من معاقرة الخمر الذي لا زال هو الآخر سيثير ضجة أكبر لربما. لكن الحقيقي و الذي يفهمه حتى البعض من هؤلاء هو أن الحكومة تفعل ما تفعل تبعا لما يمليه الدستور و القانون حتى و إن غيرت في الاخيرين فهي تغير فيهم بطريقة دستورية و الحل هو إيجاد طريقة لإزالتها بالصناديق كما جاءت بالصناديق. و على رأي صديقي المعارض الكبير لأردوغان و حكومته، أنا لا أريد لتركيا أن تكون مصر أخرى و لا تونس، الرجل و حكومته حصولا على الأغلبية في الانتخابات و اخذوا بلدية اسطنبول بالأغلبية بأكثر من خمسين في المائة إن كنا نريد إزالتهم على إيزالتهم بالصناديق و الانتخابات كما وصلوا بها.
أما عن العرب و مثقفيهم فهؤلاء دعوهم للنهيق و الشهيق و التصفيق هنا و هناك دون إدراك لحقيقة أي شيء و بإسقاطات قمة في السخف و مثيرة للإشمئزاز.
أن أصل بالديمقراطية و أفعل ما أفعل بمطابقة القانون و الدستور ، فالطريقة الوحيدة لإزالة هي عن طريق الصندوق و الديمقراطية و من يعيش حالة يأس أو عجز أو حالة نفسية عليه معالجتها بعيدا. و لا ينسى أنه ينادي باسلوب الديمقراطية و الحقوق وا لحرية.